بسم الله الرحمن الرحيم
/
تقول أحد المقالات العلمية ( تحت عنوان : عدم حجية غير المعصوم )
التي يصدرها مركز الدراسات التخصصية
في الإمام المهدي .
______________________________________
أن تلك الأدلة ( التي تقول بعدم إنقطاع النيابة الخاصة والسفارة في عقيدة الغيبة ) هي نفسها ليست بحجة لأن مناشيء تلك المدعيات من قبيل الرؤية والعلم اللدني والاطلاع على الغيب من قناةٍ ما لا يكون ذلك صحيحاً وتاماً ومُعتبراً إلا للأنبياء والأوصياء,
فإنّ الوحي عبارة عن قناة روحية تربط وتوصل وتنفتح على الغيب , واما العلم اللُدني فلا يكون إلا عند الأنبياء والأوصياء , أما بقية البشر من غير المعصومين فليس لهم طريق مضمون للغيب يرتبطون وينفتحون ويتصلون به عليه .
فبعد كل ذلك , أي مجال يبقى للاطمئنان لرؤى ومكاشفات غير المعصوم
الذي لا يميز نفث الشياطين من عالم الغيب الحق .
لذلك فإنّ مكاشفة المكاشفين والعرفاء والصوفية
من إلهامات وخواطر ليست ذا مدار وضابطة في الحجية
فإنّ كثيراً من أصحاب السير والسلوك والتصوف والرياضات يقعون في إنحرافات
وأخطاء نتيجة تعويلهم على ما يتلقونه من خواطر والهامات ومكاشفات
فإنّ نفس الصوفية والعرفاء ذكروا ذلك مثلاً القيصري في شرح كتاب ابن عربي
وكذلك الغزالي
وابن عربي نفسه
وغيرهم ذكروا بأن مكاشفات غير المعصوم ليست بمعصومة
فلابد أن توزن وتعرض على محك كشف المعصوم وهو القرآن والسنة
لأن القرآن والسنة هو تلقي المعصوم عن الله تعالى وعن الغيب
ولا ريب ولا شك في عصمة هذا التلقي والمتلقى .
لأن قدرة المعصوم معصومة وغير محدودة في تلقيها عن الغيب
كما يصف القرآن الكريم ذلك , قال تعالى: ( وَلا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاَّ في كِتابٍ مُبينٍ)
بيان لأحاطة المعصوم .
وبعبارة أخرى بمثال حسّي
* إن درجة استقبال وتلقي المعصوم كالرادار في الكشف .
* وغير المعصوم كالمايكروفونات البسيطة .
فللمعصوم روح واسعة محيطة فيها استعداد الكشف والابصار القلبي لكل زوايا العرش والكرسي والسماوات وجهنم والصراط والميزان والبرزخ والموت وتطاير الكتب والحور والملائكة, فإنّ أرواح المعصومين ليس كأرواحنا إذ لها قدرة الاطلاع على عوالم أخرى دون أن تضعف أو تتردد .
أي انه مطلع على تلك العوالم غير عالم الدنيا
فلا يؤثر على اعتقاده وروحه إذا كشف له الغطاء
وليس كبقية البشر الذين لم يطلعوا على شيء من تلك العوالم
وأن الله لم يطلعهم على شيء منها لضعف نفوسهم وأرواحهم .
,
يقول أبي عبدالله عليه السلام
يا بن بكير إن قلوبنا غير قلوب الناس
إنا مطيعون مصفون مصطفون
نرى ما لا يرى الناس ونسمع ما لا يسمعون
وإن الملائكة تنزل علينا في رحالنا وتتقلب في فرشنا
وتشهد طعامنا، وتحضر موتانا
وتأتينا بأخبار ما يحدث قبل أن يكون
وتصلي معنا وتدعو لنا
وتلقي علينا أجنحتها
وتتقلب على أجنحتها صبياننا
وتمنع الدواب أن تصل إلينا
وتأتينا مما في الأرضين من كل نبات في زمانه
وتسقينا من ماء كل أرض نجد ذلك في آنيتنا
وما من يوم ولا ساعة ولا وقت صلاة إلا وهي نبهنا لها
وما من ليلة تأتي علينا إلا وأخبار كل أرض عندنا وما يحدث فيها
وأخبار الجن وأخبار أهل الهوى من الملائكة
وما من ملك يموت في الأرض ويقوم غيره إلا أتانا خبره
وكيف سيرته في الذين قبله
وما من أرض من ستة أرضين إلى السابعة إلا ونحن نؤتي بخبرهم
يعني نحن غير المعصومين لو سمعنا ذلك لصعقنا ولما بقيت أرواحنا في أجسامنا
أي متنا لعدم إمكان تحمل ذلك
أما المعصومون عليهم السلام فلهم القدرة على أن يروا تلك العوالم .
( كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - ص 539 - 542 )
وإن قابليات غير المعصومين الروحية أيضاً تختلف في قوتها واستعدادها
للاطلاع على العوالم الأخرى والأسرار
كما في الفرق بين سلمان وأبي ذر حيث ورد :
( لو علم أبو ذر بما في قلب سلمان لكفره أو لقتله )
( الكافي ج 1 - ص 401 )
أي ان أبا ذر لا يتحمل ما يتحمله سلمان من علوم وأسرار .
وهكذا فإنّ أعلى حالات النفوس القوية موجودة عند المعصوين عليهم السلام فلهم عدسة قوية دقيقة لا يخفى عليها شيء .
ومن العجيب أن غير المعصوم يدعي التلقي والكشف ويحاول اتباع ما تلقاه مع علمه بضعف نفسه وعدم استعدادها ويترك تلقي المعصوم
فأي قناعة له أو لمن يتبعه بترك تلقي المعصوم
واتباع ما عنده من هلوسات أو خواطر أو رؤى منامية لا اطمئنان بصحتها فعندنا القرآن والسنة التي هي كشف حقاني لأنها وصلت الينا بتلقي المعصوم عن المعصوم فلا حاجة حينئذٍ للاعتماد على تلقي غير المعصوم وإن توهم وارتسم له أنه عن المعصوم
فإنّ المشكلة في المتلقى ( الرادار أو اللاقطة أو الساحب )
//
شبكة الدفاع عن السنة