الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد : -
إن الحديث عن الحبيب حبيب ، ترتاح له النفوس ، وتهفو القلوب شوقا إليه ، ونحن والله نحب حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فهو أحب الخلق إلى الله تعالى ، وأعلمهم بالله ، وأتقاهم له . ونحب من يحب ، ونتلهف لمعرفة محابـّه للإقتداء به والإهتداء بهديه ، ونحتسب ذلك قربة نتقرب بها إلى الله تبارك وتعالى ، عسى أن يجمعنا به مع المتحابين في جلاله ، وأن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله ، ونرجو بها رضوان الله تعالى عنا ، وندعوه سبحانه أن يسقينا شربة من يد نبينا وحبينا الشريفة لا نظمأ بعدها أبدا . ومن أحب الناس إليه : زوجه وأحب نسائه إليه أم المؤمنين عائشة ، وأبوها أبو بكر رضي الله عنهما . فعن عمرو بن العاص وأنس - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أحب الناس إليّ عائشة ومن الرجال أبوها ) متفق عليه . صحيح الجامع 177
إنها أمّـنـــــا أم المؤمنين الصديقة عائشة رضي الله عنها ، زوجة الأمين رسولنا محمد صلى الله صلى الله عليه وسلم ، وابنة الصديق أبو بكر رضي الله عنه . اسمها : مأخوذ من العيش وهو مؤنث عائش . ومعناه : ما تكون به الحياة من مطعم ومشرب ودخل . انظر المعجم الوسيط . جـ 2 ص 640 .
لقبها : أطلق عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألقاب عدة تميّزت بها ، وناداها بها . ومنها : ـ عائش : روى الإمام البخاري ومسلم - رحمهما الله تعالى - في صحيحيهما عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( يا عائش هذا جبريل يقرأعليك السلام . فقالت : وعليه السلام ورحمة الله ، قالت وهو يرى ما لا ارى ) مختصر مسلم 1668 . صحيح الجامع 7915 . الحميراء : هو تصغير للحمراء ، لأن العرب تطلق على الأبيض أحمر لغلبة السمرة على لون العرب . انظر : ( لسان العرب : مادة حمر ) .