إن توظيف النساء بمعزل عن الرجال هو الأصل، وهو التنظيم الذي سارت عليه بلادنا منذ خمسين عاما تقريبا تاريخ دخول النساء مجال العمل، وتحقق لنا في ذلك التفوق والعطاء، والأهم الطاعة لله بالدرجة الأولى، وليس الانسياق لتبعية النموذج التغريبي الذي نجح للأسف مع بعض النساء وأصبحن يشعرن بالدونية إذا لم يختلطن بالرجال في العمل أو سواه.
إن القول بصعوبة عمل المرأة بدون أن تختلط بالرجل هي بدعة حديثة علي مجتمعنا الذي كان وسيظل إن شاء الله منفذا لنظام الحكم الذي هم مستمد من القرآن. هذه أولا, وثانيا: أنظمتنا التشريعية سارت زمنا علي فصل مواقع التعليم والعمل بين الجنسين ولم نشعر إطلاقا أن هناك صعوبة!!
حديثا مع النداءات التغريبية بدأ الحديث عن هذه الصعوبة، والهدف الأساس هو ليس لصالح النساء السعوديات، بل لفتح الباب لاستيراد النساء الأخريات من الدول الأخرى العربية والغربية؛ بدعوي أن النساء السعوديات تنقصهن (المهارة في الأداء واللغة و..إلخ من الترهات التي الآن بعض رجال القطاع الخاص يطلقوها كي لا يوظفوا الشباب السعودي).
هذه هي الحقيقة التي تخفيها هؤلاء النسوة ومن معهم من (أشباه الرجال) الذين لا يملون المناداة بإلغاء الحجاب، وأن الاختلاط ليس محرما بل الخلوة هي المحرمة، ولاحقا سيقولون الخلوة ليست محرمة بل إن كذا وكذا هو المحرم .!!
أن الموضوع برمته تنفيذ طلبات (اتفاقية لقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة) التي أصبحت هي المرجعية القانونية الآن والتي تقوم نساء مكاتب الأمم المتحدة المكلفات بالأمر بتنفيذ بنودها التي تعتبر عزل الجنسين (تمييزا ضد النساء)!! وهن المحرضات بالدرجة الأولي علي جميع ما يحدث في مجتمعاتنا الخليجية من مناداة بتغييرات الكثير منها يتناقض مع التشريعات الإسلامية!! وكأننا لسنا مسلمين وليس لدينا تشريعات قرآنية لابد من تفعيلها وليس الخروج عليها والطاعة العمياء لهذه الاتفاقية الخطيرة (السيداو).
وكأن هذه الاتفاقية تجيء علي هوى أشباه الرجال في مجتمعنا السعودي و(رغبات الذكورية للتمتع بمشاهدة المرأة)، وإلا فنحن النساء لم نتذمر من عدم الاختلاط بل نرفضه لأنه يقيد حريتنا في العمل أو التعليم ولا نري في عدم اختلاطنا بهم أي نقص في ذواتنا أو كينونتنا؛ فنحن أعزاء بديننا، ونفتخر بأننا حققنا نجاحاتنا، ونحن نتعلم بمعزل عن الطلاب, وعملنا ونحن بمعزل شريف عن الاختلاط بهم في العمل).
د. نورة خالد السعد