العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > منتدى فضح النشاط الصفوى > منتدى نصرة سنة العراق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 23-01-11, 08:20 PM   رقم المشاركة : 1
مجيدي
عضو ماسي







مجيدي غير متصل

مجيدي is on a distinguished road


Post العراق ماذا جرى فيه وما الذي يراد له ؟

العراق ماذا جرى فيه وما الذي يراد له ؟
حقيقة المؤثر في ما وصل العراق له
بقلم الدكتور محمد الفارس
الحمد لله الواحد القهّار، الملك المتكبّر العزيز الغفّار،

والصلاة والسلام على الرسول المصطفى محمد المجتبى

إمام المتقين وقدوة الأبرار، وعلى آله وصحبه الأمناء ا

لأخيار، وعلى من سار على نهجه واتّبع سنته لينال عقبى الدار، وبعد :

فهنالك سؤال لطالما طرحته نفسي على نفسي،
وطرحه عليّ غيري ماذا يراد للعراق وأهله من كلّ
هذا الذي جرى ويجري فيه، لماذا العالم كلّه يتآمر عليه ويسعى
جاهداً لتدميره ويتفنّن في ابتكار طرق واستحداث أدوات لمصّ دمه
ونهش لحمه وتكسير عظامه، لماذا يتلذذ الجميع بإذلال أهله ويتمتعون بإهانتهم والحط من قدرهم ويحاولون جاهدين طمس إنسانيتهم وسلب إرادتهم وتهميشهم وإلغاء دورهم وتفتيت وجودهم، لماذا لم يخرج من العراق من يقف بوجه كلّ ذلك مستنداّ على قاعدة تمكنّه من التصدّي وتجعل منه قوة تحافظ على استقلاليته وتصون حرماته وتسير به في طريق البناء والتقدّم وتقوده نحو درب الخلاص من الظلم والكفر والتحلّل والتبعية،

لماذا لا يراد له أن تكون له هوية، لماذا ساحته ملوثة دائماً
بالدماء وجدرانه موشّحة بالسواد وسقوفه كالحة مخيفة الملامح ؟!!!.

وفي محاولة البحث عن الإجابة يصدم الباحث بالمختلف من الأجوبة
أثّر في تنوّعها اختلاف الأشربة والتوجّهات وتعدّد المثير
والدافع وتشتت الباعث والمحرّك والرائد مع كثرة في الأسباب
تجعل وضع اليد على المؤثر منها قضية في غاية الصعوبة،
فمن قائل إن هذا البلد محسود فالناس يزلقونه بأبصارهم لما يتمتع فيه
من وافر النعم وطيب العيش و مدرار الخير والمقرّر أن كلّ صاحب
نعمة محسود وبالنتيجة يكون مستهدفاً وهذا ما أثّر فيما حلّ بالعراق وأهله،

ومن قائل إن الناس يعتليهم الإحساس بالنقص عندما ينظرون
إلى العراق وأهله لما يتمتعون به من وافر في الأشياء التي يعانون من فقر
مدقع فيها، و البعض يرى أن ما يجري في العراق ويصيب أهله ليس سوى
عملية ثأر منصبة على العراق من العالم برمته وبالأخص الدول القريبة منه،
فالعراق ألحق بالغير ما أفسد كيانه أو أزاح بعض نفوذه أو عطّل مشاريعه
أو أزالها بالكلية والنتيجة المنتظرة من كلّ هذا أن الغير لن يتركوه مطلقاً
متربصين به دوماً يتحينون فرصة سانحة للاقتصاص منه بما يشفي
صدورهم ويساهم في إعادة بعض أمجادهم بإضعاف أو إزالة هذا العائق
الكبير الحائل دون بروزهم وظهورهم وغلبتهم وتحقيق مخططاتهم ويرى
في ذلك اتفاقاً مبرماً بين إسرئيل وأمريكا من جهة وإيران من جهة أخرى
وفق قاعد فوق الأرض وتحتها فلهما ما تحت الأرض ولإيران ما فوقها .

وغيرهم نظر إلى الحاصل من زاوية أخرى مصرّحين بأن ما جرى ويجري في العراق كان منتظراً فالعراق واجهة العرب وشامتهم وهو حصن العروبة وبوابتها الشرقية وهو صمّام الأمان لها وسدّها المنيع الصادّ للرياح الصفراء والحمراء والسوداء ولأجل السيطرة على العرب وتطويع العروبة لا بدّ من إزالة هذا الحاجز وتدمير السدّ المنيع فلا اعتداء ولا سيطرة مع وجود عراق قوي متحدّ المكونات.


ومنهم من نظر إلى موقع العراق الاستراتيجي وتكوينه المكاني والحضاري فالعراق بحسبهم يعتبر و يشكّل حلقة الوصل بين مختلف الثقافات والمتعدد من القوميات والأديان والطوائف والمعتقدات وبالتالي فهو يمثّل أنموذجاً حيّاً لإمكان التعايش والحفاظ على الامتداد مضافاً إلى ذلك ما يحويه العراق من خيرات ظاهرة وباطنة، وبالتالي فإسقاط العراق إسقاط للنموذج والمسيطر عليه سيسطر على العالم دون مبالغة ولذا كان العراق مرمى الأطماع وهدف الأعداء ممن يسعون إلى السيطرة والتغلّب .



والبعض الآخر يذهب مذهباً مغايراً لما ذكر فيرى أن المؤثر في ما حصل في العراق هو الاعتقادات الدينية والأفكار التي تحملها بعض الطوائف، فمن أصحاب الديانات السماوية والمقصود بهم اليهود بالذات يعتقدون أن المبشّرات التي تحويها توراتهم لن تتحقق إلا بتدمير العراق وتحويله إلى ركام وبقايا أشلاء لا يصلح مكاناً للعيش حتى للغربان والوحوش، ومن ها هنا وجّهت اليهود دول العالم جميعها ـ باعتبارها منقادة لها خاضعة ـ لاستهداف العراق ودكّ أسواره وتحطيم حصونه، أما الطوائف فمنهم كما لا يخفى من يؤمن بالأساطير ويضع مخططاته بناءً على خرافات عجائز وأباطيل كهنة فيدّعون أن مخلصهم وقائدهم نحو النجوم لن يظهر إلا بانتشار الدمار وتعميم الفساد لذا فهم يلتقون مع أي جهة تسعى لنشر الدمار ويرون أن أساس الانطلاق لمخلصهم ومحركه يثبت بتدمير العراق وإذلال أهله وإفسادهم وإراقة دمائهم، وكانت النتيجة أن التقت مصلحة تلك الديانة الباطلة بمعتقد هذه الطائفة المنحرفة في نقطة تدمير العراق وإفساده فوقع الذي وقع في العراق والمنتظر أدهى وأمرّ .


ومنهم من نحا منحىً آخر معتبراً ما جرى في العراق كان بدافع الإخضاع والإذلال والتبعية، ومنطلق توجيههم هذا كان من النظرة القائلة بأن قوى الاستكبار والطغيان العالمية كما تسمّى ـ دول الكفر والعداء للأمة ـ لا ترضى من أمتنا أن تكون عزيزة ذات كرامة لها نوع استقلالية فضلاً عن مطلقها في بناء هيكلها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والتشريعي وبدون مبالغة حتى الدينيّ منها ، فوفق تصورهم لا ينبغي لهذه الأمة إلا أن تخضع لهم ولا تستحق إلا الركوع لمبادئهم والخنوع أمام تصوراتهم والانصياع لمقرراتهم، ولا يمكن أن ترى إلا تابعة ذليلة لهم تملى عليها الإرادات وتصدّر لها القرارات وهي تنفّذ بطواعية ورضىً وقبول وتسليم تام ...



والعراق بحسب هذه الرؤية كان له نوع تمرد على القوى العالمية وحاول مراراً أن يكون عصياً عليها أو هكذا يبدو بدليل أن محاولاته للتمرد والعصيان قد أخذت طابع الجدية في أحايين متعددة وسعى في محاولاته هذه إلى الاستقلال بنفسه إلى أقصى حدّ ممكن ، وبناءً على أدبيات المتكبرين في التعامل مع أفراد هذه الأمة ووفق المعطيات القاضية بأن العراق قد خرج أو يحاول الخروج من دائرة التبعية كان يجب إخضاعه وإذلاله وكسر أنفه وتمريغه في التراب وهذا لا يحصل إلا بتدميره وقد حصل ولم يبق إلا إنهاؤه وهذا ما يخطط له ويتمّ التوجّه لتنفيذه .



وهناك من يرى أن تفسير الذي جرى ويجري في العراق يخضع لقاعدة السبرنك ـ النابض الحلزوني ـ والضغط عليه ، وملخّص فكرتهم أن خارطة العراق السكانية مشكّلة من خليط غير متجانس من الأديان والطوائف والقوميات والأفكار والانتماءات، هذا الخليط بوضعه الذي هو عليه جعل من العراق قنبلة موقوتة جاهزة للانفجار في أيّ لحظة وبالأخص لحظة رفع الضغط عنه ـ فما دام هناك ضغط على السبرنك فهو هامد راكد وبمجرد رفع الضغط عنه ينطلق بقوة ليصيب ما يلاقيه دون رحمة ـ وهذا ما أثّر وساهم في حصول كلّ الذي حصل في العراق فالكلّ في العراق يتصارع مع الكلّ والجميع يسعى للوصول إلى نفس النقطة والبلد كان هو الضحية بجميع ما فيه وبكلً الذي يحويه .


ويستطرد آخرون ليقولوا إن العراق على مرّ التاريخ قد تسلّط عليه حكام غير صالحين في أنفسهم ولا مصلحين لعيرهم ساموا أهله سوء العذاب وسفكوا دماء العباد وأهلكوا الحرث والنسل وهذا من فجر التاريخ وإلى يومنا هذا فالحاكم الفاسد المفسد سنة متبعة في العراق لم يستثن منها إلا القلائل أيام الحكم الإسلامي، فصفة حكامه أنهم ليسوا من أهل الحكم فخلفياتهم وتوجهاتهم بعيدة عنه لا يعرفون السياسة ولا يتقنون فن إدارة الصراع ولا لهم دراية بكيفية التعامل مع الطوارئ والمتغيرات، فهؤلاء الحكام هم من تسبّب بسياساتهم الرعناء في إلحاق الدمار بالعراق وأهله وذلك باستفزاز أعدائهم والتحرّش بهم دون أن تكون له القوة لردعهم والمكنة لصدّهم .




ومنهم من عكس الأمر فذهب إلى أن الناس هم السبب فالناس في العراق المحكومون صعبو المراس لا يوالون أحداً فولاؤهم لانتماءاتهم المختلفة الطائفية أو العرقية أو الدينية كما أن غالب الشعب في العراق يمتاز بالمصلحية والأنانية والنفاق والتذمّر والقسوة والسلبية والخوف وهذا ما أدّى بالضرورة إلى تحوّله إلى واحة صراع من جهة وإلى ساحة تجاذب أطماع وإلى أيامه أيام تربّص علّهم يحضون بفرصة يحققون بها مراداتهم، كما أن أوصافهم هذه لم تزرع فيهم وحدة ولم توجد فيه لحمة مما سهّل على أعدائهم اختراقهم ومن ثم السيطرة عليهم بيسر وسهوله وبالنتيجة تدميرهم وتمزيقهم والوصول إلى مآربهم بواسطتهم .




ومن الممكن أن يكون كلّ الذي سبق سبباً مركّباً أثّر فيما حصل في العراق من مآسي ومصائب ودمار، ولكنني أرى كما يرى غيري أنه من الممكن أن نجمع كلّ الذي سبق في كلمة واحدة وهي التناقض ... فأي مكان على وجه البسيطة يجمع بين طياته متناقضات لا رابط يحكمها ولا تلتقي في مشترك حقيقي تؤدي بالضرورة إلى تدميره تلقائياً عاجلاً أم آجلاً، فالخلاف موجود والاختلاف متحقق وهو سمة بشرية وسنة كونية لا مناص منها ولا محيد عنها، لكن التناقض قضية خطيرة تقفز على الأطر وتتجاوز المسموح ويترتب عليها لزوماً الاضطراب في الموازين والاختلال في المقادير والتشتت في المعايير، وهذا أمر حاصل يقيناً في العراق، فهو بلد قد جمع متناقضات مخيفة بين الجهات المختلفة بل الجهة الواحدة تجد المنضوين تحتها عندهم من التناقضات ما يفسد أي قضية، فالوسط لا تجد له ذكراً أو قد ... فإما تفريط مقرف يسير بأصحابه نحو الانحلال أو إفراط عارم يمضي بأهله نحو الهاوية، تناقضات لأنها صارت من طبيعة البيئة اكتسبتها النفوس حتى غدت متناقضة في نفسها ومع نفسها في أفكارها وميولها وتوجهاتها وطرائق تصرفاتها وسبل تحركها وأنواع تعاملاتها، تناقضات جعلت من العراق وأهله صيداً سهلاً لكّل من هبّ ودبّ، لعب على أوتارها الأعداء فعزفوا ما اشتهوا من ألحان ليرقص عليها رقصة الموت بلد اسمه العراق .




قد تكون الحقيقة قاسية ... ولكنها الحقيقة هكذا هو اسمها وهذا هو رسمها ولكن هل تعني النهاية ؟ أبداً ليس في القواميس والمعاجم أن من معاني الحقيقة النهاية على العكس إن من معانيها البداية للوصول إلى الحلول ، ومنها إن شاء الله سننطلق في الكشف عما يراد للعراق وكيفية النجاة منه والتخلّص من تبعاته .

اللهم اهدنا سواء السبيل واجهلنا هداة مهتدين ووفقنا لما تحبّ وترضى يا كريم .

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .



المكتب الإعلامي
لجماعة أنصار السنة
14 صفر 1432هـ
19 كانون الثاني 2011 م






من مواضيعي في المنتدى
»» العراق ماذا جرى فيه وما الذي يراد له ؟
»» سل الرماح العوالي عن معالينا
»» بطلان إستشهاد الرافضة ببيت شعر الشافعي رحمة الله عليه
»» رافضيّة تلبس التقية لبوس
»» لن يدخل الجنة الا انا وانت !!!
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:57 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "