اخواني الأحباب
اذا رجعتم لكتاب حسن الأمين و هو (الكذاب الأشر) لوجدتموه يكفر صلاح الدين و خير من رد عليه هو كتاب باسم صلاح الدين لشاكر مصطفى رحمه الله و تجدون في هذا المنتدى لمن يدعى بالمسترشد نقولات من هذا الكتاب سأضعها لكم
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما و فقها في الدين يا كريم اللهم افتح علينا فتوح العارفين ووفقنا توفيق الصالحين و عد علينا بعوائدك الحسنى يا كريم و اجعله خالصاً لوجهك الكريم
نورد ما رددنا به على الرافضي المشتاق للحسين في منتدى يا حسين و هو قليل من كثير كان يجب ايراده لولا التجميد قبل التلف الأخير للمنتدىو أصل الموضوع هو الطعن في صلاح الدين مما نقله من الكاذب حسن الأمين والرد سيكون على مراحل على الشبه و لن نراعي الترتيب التاريخي و لن يكون دفعة واحدة و أتمنى على باقي الاخوة الاضافة
نبدأ فنقول:
بالنسبة لحياته الأولى و افتراءات الأمين عليه
نقل الكاذب عن ابن شدّاد في (النوادر السلطانية): ( وشكر- أي صلاح الدين- نعمة ربّه، فتاب عن الخمر، وأعرض عن أسباب اللهو) ثم عقب عليها بقوله (وإذا كان هؤلاء قد اعترفوا، بأن صلاح الدين كان سِكّيراً مدمناً على الخمر قبل تولّيه الوزارة، فالله وحده يعلم هل تاب أول)
فبالله عليكم يا اخوان هل رأيتم مثل هذا الكذب
ابن شداد يقول تاب عن الخمر فيستنتج الأمين(وهو كاذب) أنه كان سكيرا مدمنا
ألا يميز بين من يشرب الخمر و بين السكير المدمن مع العلم بأن النص صريح بالتوبة
بالنسبة للعاضد و الدولة الفاطمية
فنقول أن تسلم صلاح الدين الوزارة( من قبل العاضد خلفا لأسد الدين و قد حظي بموافقة جميع الأمراء عداعين الدولة الياروقي الذي غضب و عاد لحلب هو و جماعته-وهذا حتى عند أكبر المتحاملين من ذوي الهوى الزنكي مثل ابن الأثير-و الأصل بمجيء صلاح الدين و جماعته هو استنجاد شاور بالقوى الاسلامية السنية بقيادة نور الدين الذي وعده شاور الفاطمي بثلث ايراد مصر فبعث شيركوه مع شاور وكان صلاح الدين قائد مقدمة العسكرالذي هزم الفاطميين في بلبيس ثم انقلب شاور على الحملة النورية باستنجاده بالصليبين الذي تقدموا هم و الفاطميين و حاصروا الحملة النورية في بلبيس ثلاثة أشهر في المرة الأولى و الاسكندرية في الحملة الثانية و لم يخرج ملك الصليبين عموري حتى اتفقوا مع شاور الفاطمي أن يكون لهم في القاهرة شحنة ( شرطة) و تكون أبوابها بيد فرسانهم و يدفع لهم من دخل مصر مئة ألف دينار سنوياً و ذلك رغماً عن الخليفة العاضد و اضطر العاضد للارسال بالاستنجاد الى نور الدين و ذلك بعد مذبحة الصليبين لبلبيس و قربهم من القاهرة في الحملة الثالثة و أرسل شعور نسائه لاستنهاض نور الدين وهذه المرة الثالثة كانت الحملة الأخيرة التي استقبلها الفاطميون بوصفها خلاص مؤقت من الفرنج و تعود لقواعدها بالمال و استقبلها المصريون بوصفها مخلص و منقذ من الفرنج و من النظام العبيدي الحاكم الذي كان مملوء بالبدع و الكفريات و المنكرات و منها على سبيل المثال وجود عسكر أرمن موضوعة عنه الجزية و له شوكة و سلطة
و الحملة النورية كان من أحد مقاصدها غير رد الفرنج اعادة مصر الى السنية و لذلك حشد فيها نور الدين خير جنده مثل أسد الدين و جورديك و قلج و بزغش
ومما سبق يتبين أن مجيء صلاح الدين هو للدفاع عن مصر و الجهاد فقط و ذلك بطلب من العاضد أولاً)
انظر الكامل لابن الأثير- الروضتين لابي شامة – وفيات الأعيان لابن خلكان
نعود فنقول أن تسلم صلاح الدين الوزارة حقق ثلاثة انقلابات في آن واحد:
1- انقلاب في شخصية صلاح الدين وصفه به ابن شداد : هانت عليه الدنيافملكها و شكر نعمة الله عليه و أعرض عن أسباب الهو و تقمص بلباس الجد و الاجتهاد و ما عاد عنه و لا ازداد الا جداً
2- انقلاب في تاريخ مصر حيث كان عليه التجديف بين تيارين متضادين و توحيدهم في خط واحد سني
3- توحيد جبهتي الشام و مصر في خط متناسق واحد و الجهاد في سبيل الله لتحرير بيت المقدس
و ان من أول خطوات التوحيد بين الشام و مصر هو القضاء على الفكر الفاطمي الشيعي المغالي و اعادة مصر للمذهب السني و توحيدها مع بلاد الشام و كان يعتبر مثله مثل كل السنة الفاطميين كفرة و اذا كان له من السياسة ما يستوعبهم فلم يكن ليستوعب فلسفتهم الدينية و باطنيتهم فبدأ بتقويض مذهبهم بأشياء مثل عزل قضاتهم و تسريح دعاتهم وازالة أذانهم بحي على خير العمل و الخطبة لنور الدين و دعم المذهب السني مما أغضب أصحاب المصالح و المتعصبين للشيعة الفاطمية و خاصة السودان بقيادة جوهر مؤتمن الخلافة الذي حاول الاتصال بالفرنج فكشف ذلك صلاح الدين و أمر بقتله فثار السودان و حدث القتال بينهم و بين الغز و انتهت المعركة بانتصار صلاح الدين و انهزم العبيد الهاربون الى الصعيد و عرفت الواقعة باسم واقعة العبيد و انتهى بهذه المعركة الجدار العسكري المذهبي أمام صلاح الدين و تبع ذلك فتح القاهرة لأمراء صلاح الدين و للعامة بعد أن كانت حكراً على أمراء الفاطميين ث تلا ذلك خطولت منها مصادرة مخصصات العاضد الكبيرة و الابقاء على فرس وحجبه عن العامة كي يتعودوا غيابه و تخفيض قيمته المعنوية التي كانت تمثل ظل الله في الأرض أمام العامة و ذلك بجعله يخرج لاستقبال أهل صلاح الدين
الدفاع عن دمياط:
باختصار تحالف ملك القدس و امبراطور الدولة البيزنطية للهجوم على دمياط وذلك باسطول بيزنطي عبر البحر و جيش صليبي عبر البر أما الاسطول فقد تحطم عند تحركه وبعضه غرق و لم يبق سوى بضع سفن تمكنت من النجاة
أما دمياط فقد أنقذها من الحصار كما يقول ابن الأثير( رغم تحامله على صلاح الدين و هواه الزنكي)هو استماتة المدافعين عنها وتواصل الأمداد اليها من صلاح الدين و بالغ في العطيات و الهبات يعطيها من ماله و مال الدولة و مال الخليفة و بعث يناوش الصليبين من ظهورهم و يحرك الأعراب و يرسل الجند و المال و كان لا ينام و لا ينيم لكثرة ما اغتم و اهتم و استصعب الملم. (أبو شامة ج2)
و كان ورد قبل هذه الواقعة كتاب من العاضد الى نور الدين بالاستقالة من الأتراك خوفاً منهم و الاقتصار على صلاح الدين و أزلامه و خواصه فكتب اليه نور الدين يهنيه بهزيمة الصليبين و كتب اليه يمدح الأتراك و يعلمه أنه ما أرسلهم و اعتمد عليهم الا لعلمه بأن قنطاريات الفرنج ليس لها الا سهام الأتراك فان الفرنج لا يرعبون الا منهم)
و بدا صلاح الدين بعد هذه الواقعة رجل الساعة و المنقذ و ثبتت كفايته عمليا و هذا شد عزيمته على المضي في سياسته التي رسمها و هي الغاء الخلافة الفاطمية ( العبيدية) و كان صلاح الدين يرجو السرعة و من وراءه الحاح نور الدين و من وراءهم الخليفة العباسي و لكن صلاح الدين كان أكثر رصانة و حرص من أن يتسرع حتى بعد هزيمة الصليبين و واقعة العبيد خاصة أن نور الدين لم يكن في الصورة تماما وهذا أدى لفتور بينه و بين نور الدين فيما قام الصلاح بعملين من شأنهما أن يسرعا ازالة الخلافة العبيدية
العمل الأول فتح الطريق حرة بين الشام و مصرلضمان التجارة و مرور الفرق العسكرية فقام بالخروج من مصر مرتين مرة عن الطريق الساحلي و مرة عن الطريق الصحراوي و كانت غزواته تلك تحذيرية للفرنج و الأعراب على حد سواء
العمل الثاني هو ضمان ولاء الناس في مصر و اتخذ لذلك سياسة دائمة وهي رفع المظالم و المنكرات و المكوس عن الناس ونثر العطايا و اظهار العدل مما أسكت أعداء الحكم النوري
ثم جاءه أمر من نور الدين باتخاذ الخطوة الحاسمة و اعلان الخلافة العباسية ونفذ في أول جمعة من محرم 567 هجري
هذه القصة يجعلها المؤرخين ذوي العواطف الفاطمية مأساوية و هي تمت بهدوء و بساطة بين صمت الفاطميين و فرح السنيين أما الشائعات التي انتشرت بعد ذلك عن موت العاضد فلم يهتم بها أحد لأن الخلافة الفاطمية كانت الرجل المريض في الجبهة الاسلامية ومن يدعي الجهاد ضد الصليبين فليقدم الدليل
أما الأكاذيب من ذوي الميول الزنكية مثل ابن الأثير الذي يتحدث عن الزام من نور الدين فيكذبه":
1- أن تحطيم القوة الفاطمية سبق الغاء الخلافة
2- أن صلاح الدين خرج بنفسه لتأمين الشام
3- لم يبد أي بادرة تمرد تجاه نور الدين
4- أنه كان عباسي الهوى و سنفصل في ذلك لاحقاً
5- أن أعماله بعد الغاء الخلافة كان سلسلة لمواقفه التي نجملهابما يلي:
- بعث بشارة الالغاء الى نور الدين الذي حولها برسول خاص للخليفة و أرسل للخليفة بنفس الوقت
- نصبت على منابر القاهرة و مصر الأعلام السود شعار العباسيين و أجبر الخطاب على هذا اللبس
- ضرب العملة باسم الخليفة المستضيء و باسم نور الدين على الوجهين فقط
- عزل القضاة العبيدين و عين بدلهم الشافعيين
- هدم دار المعونة و هو السجن وجعله مدرسة للشافعية
- و أخيراً ألقى بأفضل وسائله يقول ابن أبي طي ( وهو شيعي و متحامل و لم يسعه الا الاعتراف)يقول:
و أبطل صلاح الدين من المكوس و المظالم ما يستخرج بديوان صناعة مصر مئة ألف دينار. و ما يستخرج بالأعمال القبلية و البحرية مئة ألف دينار فسامح بجميع ذلك..................و أشياء آخرى كثيرة يطول شرحها) أبو شامة ج2 ص443
و استولى بعد ذلك على قصر الخلافة-وان لم يسكنه- وحمل ما فيه من مدخرات الفاطميين و ذخائرهم و تحفهم و أسلحتهم و ألويتهم الى صلاح الدينو كانت من كثرتها تخرج عن الاحصاء و كلام ابن أبي طي عنها يوهم أن صلاح الدين احتجزها لنفسه لكن العماد الأصفهاني يذكر بوضوح وهو كاتب نور الدين أن صلاح الدين لم يستلم شيئاً من تلك الأموال بل وزعها جميعا على العساكر بعد أن أرسل الثمين منها الى نور الدين و لم ينتقل من بيته بل أعطى قصور الخلافة لأمراء الجيش و كان كلما استولى على خزانة وهبها و لا يبقي شيء لنفسه(ابن شداد ص45)
أما مكتبة القصر الذي يبالغ البعض بايصال محتواها الى مليونين فقد أعطاها لكاتبه القاضي الفاضل ليتلف الكتب المحتواة على العقائد الباطلة (عقيدة العبيديين اليهودية) و الباقي أعطى جزء للقاضي الفاضل نفسه و بيع الآخر بعد ذلك بسنوات
أما العاضد فقد توفي قبل معرفته بقطع الخطبة له قال العماد في البرق الشامي : و جلس السلطان للعزاء و أغرب في الحزن و البكاء و بلغ العناية في اجمال أمره و التوديع له الى قبره)
أما فصل الأولاد لمنع تناسلهم فهذا صحيح و لكنهم عاشوا مكرمين يكلؤهم الأمير بهاء الدين قراقوش
الشبه المالية على صلاح الدين و رد بعضها مع رد الآخر في الوقت المناسب
لم يكن غريباً ألا يوجد في خزانة صلاح الدين بعد وفاته سوى46درهم فضة و ديناراً ذهبيا واحداً فقد كانت وارداته ضخمة و لكن نفقاته الحربية كانت أضخم و كانت قاعدته الدائمة :
1-الغاء المكوس و الضرائب غير الشرعية في جميع البلاد التي فتح.
2- الاكتفاء بالموارد الشرعية من زكاة و جزية و خراج (ابن شداد ص148-153)
3 -أعاد فريضة الزكاة التي ألغاها الفاطميون و جعلها البديل عن المكوس و الرسوم الغير شرعية و كانت حصيلة الواردات في معظمها تذهب :
- رواتب و مخصصات للجند المستأجر أو نفقات للجند المملوك و تعويض الخيول النافقة
- نفقات لأبنية التحصين من قلاع و أسوار و لبناء الأساطيل
- نفقات للأبنية العمرانية من مساجد و ربط و زوايا
- رواتب للعاملين في الدولة
- نفقات لبناء المدارس( ابن جبير ص22-23)
نتكلم الآن عن علاقة السلطان بالخليفة العباسي و نرد على حسن الأمين ( الكاذب)
طبعاً كتابه هو مهرجان مديح للفاطميين و البويهيين ثم مدح متعمد للخليفة العباسي الناصر بدعوى سنعرضها
خلاصة نظرية حسن الكاذب هي : أن الخليفة العباسي الناصر لدين الله الذي تولى الخلافة سنة 575هجرية و استمر 47 سنة و الذي كان يركب عسكره في المواسم 120 ألف فارس هذا عسكر العراق لا غير الذي سلطانه بها و الذي استحوذ على بلاد الري و أصبهان و همدان و خوزستان و الذي –كما يلخص الباحث الكاذب-كون مملكة ضخمة تمتد من أقاصي العراق حتى خراسان شاملة ما ذكره ابن كثير من ممالك ومقاطعات و مدن و منها خراسان (التي هي في اصطلاح القدماء تشمل ايران و معظم أفغانستان و تمتد حتى تشمل أجزاء من الاتحاد السوفيتي و منها مدينة مرو) و ان الخليفة بهذا الجيش الضخم الذي خاض معارك كثيرة به و أسقط دولا و أنشأ أخرى اتجهت أنظاره لدحر الصليبين و انقاذ البلاد الشامية و كان لابد من استئذان صلاح الدين في ذلك؟؟؟؟؟و يتابع الباحث( الكاذب) و دون نص تاريخي : ان صلاح الدين رفض تدخل الخليفة و يعلل الرفض بأنه يخشى أن يصبح واليا من الولاة فحسب لا سلطانا إذا جاء السلطان بقواه الساحقة لمحق الصليبين و لذلك احتمى صلاح الدين بالوجود الصليبي و هادنه و اتفق معه على التنازل عن جزء من البلاد و هنا تصل النظرية للقمة فهي العمالة و الاستسلام و الخيانة لا سيما و أن السلطان هدد الخليفة الناصر في مجالسه و توعده أن يقلب الدولة و يغلب الصولة و يدل بما له من قوة عسكرية و لكنه رأى ( أي صلاح الدين أن يؤخر الصدام بالخليفة و يكذب عليه و يخدعه بالرسائل و يحتمي بالصليبين و هذا من أفظع الجرائم
وننظر في بناء النظرية:
- يصل في شوال سنة 583 الى صلاح الدين رسول من الخليفة الناصر أي بعد فتح القدس بثلاثة أشهر في العتب على( أحداث ثقلت و أحاديث نقلت ووشايات أثرت و سعايات في السلطان عثت في الأحوال و تشعثت ولكن الباحث الأمين ( الكاذب) لا يقف الا عند الكلمة الأولى و يقول انها رسالة خشنة شديدة فيها غلظة و يعلق عليها صلاح الدين بقوله : قد أمكن ايداع هذه المعاني في أرق منها لفظا و أرفق و عرض الرسالة على أكابر جماعته ليروا رأيهم) و هذا أمر بديهي لمن بأخلاق صلاح الدين لكن الباحث الأمين ( الكاذب) يرى خلاف ذلك بل يرى اشتداد نقمة صلاح الدين و أنه أراد التمهيد للتمرد على الخليفة فتظاهر بالسكوت و عرض الرسالة ليجعل أمراءه هم البادئين بالتمرد و نسأل هل يحتاج صاحب معركة حطين و فاتح القدس للاختباء من الخليفة و هل تحتاج السعايات الى الجواب عليها بالتمرد؟ الأمر الطبيعي أن يرسل صلاح الدين رسالة ايضاح تفضح الوشاية و السعاية بعد أن(( وجد الأعداء حينئذ الى السعاية طريقا و طلبوا لشمل استسعاده بالخدمة تفريقا و لفقوا الأباطيل, و قالوا: هذا يزعم أنه يقلب الدولة و يغلب الصولة, و أنه ينعت بالملك الناصر نعت الامام ( الخليفة) الناصر, ويدل بما له من القوة العسكرية)) و هذه هي الايضاحات التي ذكرها العماد الاصفهاني في مضمون الرسالة
- و على الرغم من جماعة صلاح الدين علقوا على الرسالة حسب الأصفهاني: إن الخليفة نسب حقك للبطلان و رميت بالبهتان و لمحت طاعتك بعين العصيان فكيف.......ألفت و ما أنفت و أعتبت لما عوتبت) فقد تقبل الرسالة بسماحته المعهودة و أرسل رسالة ايضاح و نفي للسعايات و الوشايات قائلاً: أما فتحنا مصر و قد باضت بها بيضة الدعي و فرّخت. أما استأنفنا بها تاريخ الدولة العباسية بعد أن كانت سنين بسداها أرخت؟ أما استخلصت اليمن و للدعي بها داع و للهدى فيها ناع و للضلال فيها راع..) و هي عتب مقابل عتب و تذكير بالولاء و ليست منة و لا تهديد و ذلك واضح في نصوصها.
و نلاحظ أن صلاح الدين قد أعطي لقب الناصر أو الملك الناصر من قبل الفاطميين و لقب بالسلطان على عادة الفاطميين الدارجة سنة 565هجرية و الخليفة الناصر اتخذ اللقب سنة575 فهو الذي أخذ اللقب عنه و حتى الآن أين التمرد و أين مظاهره و هل الرسالة اللينة تعبرعنه؟ على أي حال يركب الباحث الأمين ( الكاذب) الأحداث على الشكل التالي و يقول – الحديث بعد حطين بأشهر معدودة-: لذلك(لأن القسم الكبير من فلسطين و غير فلسطين لا يزال محتلا) عزم الخليفة الناصر الذي كان قد تخلص من سيطرة السلاجقة و استقل برقعة كبيرة من الأرض تشمل العراق و بعض ما يتصل به ..) و نقف هنا لحظة لنبين الكذب و نقول ان التخلص من سيطرة السلاجقة كان بعد طرد السلطان السلجوقي طغرل الثالث بن أرسلان شاه سنة 590 أي بعد وفاة صلاح الدين بسنة كاملة و لم يتم ازاحة سيطرة السلاجقة عن العراق بجيش ال120 ألف الموهوم بل بدولة الخوارزميين.
و نتابع الباحث الكاذب المفتري الذي يقول : كان الخليفة قد بنى جيشاً قوياً و عزم على أن يرسل جيشه لفلسطين للتعاون مع جيش صلاح الدين و لكن صلاح الدين رفض قدوم جيش الخلافة لقتال الصليبين و القضاء عليهم لأنه اعتقد أنه سيصبح واليا من ولاة الخليفة تابعا له)
ونسأل هنا ؟ ألم يكن صلاح الدين بالفعل و العمل يعتبر نفسه و اليا للخليفة و تابعا و خادما له؟ و ان لم يكن ذلك حقا فما الذي يمنعه من التمرد عليه؟ الخوف من الجيش الموهوم جيش ال120 ألف و لماذا ظل حتى وفاته مخلصا له يكاتبه و ينسب اليه أعماله و فتوحاتهو أنها تمت ببر كته؟ أكان صلاح الدين من الخداع الخفي بحيث يخفي حتى الموت خبيئةنفسه ؟ و نحن نطالب الباحث الكاذب بالنص التاريخي الحاسم بيننا و الايعترف بكذبه هو و من شاكله ان نظريته تتهافت أمام المنطق و العقل و الوقائع التاريخية هذه الدعوى دعوى تشكيل الجيش القوي للخليفة الناصر و عزمه على ارساله لفلسطين و رفض صلاح الدين:
1- لم يكن لدى الخليفة جيش قوي بل شبه جيش 583هجرية و لم يكن قد تخلص من السلاجقةو ذلك تم بعد وفاة صلاح الدين بسنة واحدة
2- لم يكن المشرق العربي كله قادر على تجنيد 120 ألف فارس و لا عشرهم حتى فصلاح الدين مع كل جهوده جمع لحطين من الشام ومصر و العراق أقل من 12 ألف و أنفق عليهم من أموال مقدار كبير
3- ان تجنيد 120ألف فارس يحتاج الى عدد يماثلهم من الخدم و اسطبلات تتسع للخيل و كان في بغداد 580هجرية ( انظر ابن جبير) 17 محلو و أكثرها خراب فاذا افترضنا في كل محلة 30 ألف فعدد سكان بغداد نصف مليون و هو رقم مبالغ فيه جداًو بناء على رأي الباحث الكاذب فنصف بغداد سكن للجنود
4- تكاليف جيش صلاح الدين على وجه التقريب كانت 6-7 مليون دينار فماذا كان دخل الخليفة حتى ينفق60-70مليون دينار على جيشه
5- و أهم من ذلك أن أحداً من المؤرخين منذ 800 سنة الى اليوم ( بما فيهم ابن الأثير المتعصب ضد صلاح الدين نتيجة لولاءه الزنكي و ابن أبي طي الشيعي الرافضي) لم يذكر خبر رغبة الخليفة في التعاون مع صلاح الدين و رفض صلاح الدين فمن أين تلقف الخبر العظيم منذ 800سنة و ما معنى التعاون بعد أن تحررت البلادعلما أن خلفاء بغداد ظلوا قبل حطين 87 سنة و لم يرسلوا جندي واحد للشام
6- لماذا توجه الخليفة الناصر في فتوحاته العظيمة فاختطف دقوقا و تكريت في شمال العراق و عانة في شرق بغداد و عجز عن همذان و عنده 120 ألف فارس
7- لماذا اتجه الى همذان و كلها بلاد جبلية و قاتل فيها مسلمون و هزم و لم يتجه عبر السهول لحلب و يقف للصليبين في انطاكية و طرابلس
8- اذا كان العراق و خوزستان و همذان و الري و خراسان بيد الخليفة حسب الادعاء فأين كان يحكم آل زنكي في الموصل و تقي الدين عمر صاحب الجزيرة و آل ايلدكز أصحاب أذربيجان و همذان و شاهات خوارزم أصحاب خراسان و آل شملة أصحاب الأهواز هل كانت امارتهم في الهواء أم لا نفرق بين النفوذ الديني الاسمي و الملك الحقيقي
9- و أهم شيء و هو الحجة القاطعة أن الخليفة الناصر بقي حيا33 سنة بعد موت صلاح الدين و لم يتحرك بفارس الى الشام و الصليبين مقيمين فيه فأين الأمانة التاريخية أيها الباحث الكاذب أم هو الكذب المتأصل
و نتابع حديث الباحث الذي يقول : ويبدو ( وهذا تخمين لا قيمة له) أنه بدرت من صلاح الدين بوادر تهديد للخليفة بلغ خبرها مسامعه و يبدو ( يعيدها) أن صلاح الدين تباهى على الخليفة و قرر في نفسه التمرد ( الله أكبر عرف ما في نفس صلاح الدين و قراراته ) الى حد قتال جيشه(مصدرها عند الباحث الوهم و الحقد ) اذا أصر على ارسال جيشه ( و الغريب كيف يقدر على مواجهة 120 ألف فارس) ثم راح في مجالسه الخاصة( م التي لم يرد لها ذكر تاريخي بل المصدر كذب الباحث) يتحدث أحاديث تهديد ووعيد و مع ذلك رأى أن يؤخر الصدام بالخليفة و لا يعجل باستفزازه ( لأنه ان استفزه فالعياذ بالله) قبل أن يهيء وسائل المقاومة) و الرد أين المصادر يا كاذب
ثم نتابع النظرية المدهشة : ثم جاء رسول آخر يبلغ صلاح الدين أن الخليفة الناصر أعلن ابنه أبا النصر محمد وليا للعهد و كانت هذه العادة المتبعة دوما من الخلفاء منذ قرون) ولكن الباحث الحصيف يأبى الا أن يجعل لهذه الرسالة مهمة آخرى فالاخبار بولاية العهد لا يقتضي في رأيه ارسال رسول وهذه المهمة لا يعرف الناس مؤداها و استنتجها الباحث استنتاجا بعد أن أخفاها كاتب صلاح الدين وهي تتعلق بارسال جيشه الى فلسطين و يستدل على ذلك بتهوين صلاح الدين أمر الصليبين و السؤال هل جاء جيش من قبل و رفض و من منع الخليفة من التدخل بعد وفاة صلاح الدين.
و يقفز الباحث الدقيق هنا مرة واحدة و يلغي خمس سنوات من الكفاح المرير الذي قضاه في مواجهة الحملة الصليبية الثالثة و بخاصة السنوات الثلاثة التي طوقت بها مدينة عكا بأعنف الحصار و القتال و جاء صلاح الدين بجيشه المحدود يطوق الصليبين أنفسهم و يضايقهم لفك الحصار.
الجيوش التي قادها صلاح الدين في حطين كانت قد عادت مع أمرائها و بقي صلاح الدين في جيشه الخاص وحده يستنجد دون أن يجد من ينجده و يطلب النفقات من الأمراء و لا أحد يدفع و لا يستطيع ترك الحصار لتأديب الأمراء و في هذا الوقت أرسل الرسل الى مختلف الأمراء و أرسل للخليفة الناصر ليلقى بوزنه في المعركة و يحث الأمراء على معونة صلاح الدين فاشترط الخليفة أن يعطي صلاح الدين منطقة شهرزور و عاد الرسول من بغداد بهذا الشرط و صلاح الدين في أزمته و قال له كن للامام يكن لك و اقبل أمره ليقبلك ووافق صلاح الدين و أعطاه شهرزور ( لو كانت لدى الخليفة القوة فهل كان يطلبها طلبا) و صلاح الدين طلب في الوقت نفسه المدد بالجند لكن الخليفة أرسل اليه حملين من النفط و خمسة نفاطين و تحويلا على التجارة بعشرين ألف دينار و هذا كان مدى معونته.
على أن الباحث الأمين (الكاذب ) لا يرى ذلك و يخمن من عنده دون أي نص تاريخي حاسم أن الرسول القادم اجتمع بالسلطان وندمه و يرى أن مهمة الرسول للخليفة اقناعه بعدم ارسال الجيوش و كان جواب الخليفة أنه بغير انفاذ الجيوش لن ينال رضى الخليفة ( طبعا لا يوجد نصوص تاريخية يل حديث خرافة و كذب ) فلم يتردد صلاح الدين و اختار غضب الخليفة لأن وصوله سيقضي علىالصليبين و يبسط السيطرة على فلسطين فراح صلاح الدين يمهد لانهاء الحرب مع الصليبين ليتفرغ لقتال جيش الخليفة ان جاء ( كيف سيواجه 120 ألف فارس) و نستغرب من اصرار الباحث على الكذب لا سيما اذا عرفنا ما جرى في مجلس الأمراء الصلاحيين الذي استغربوا التسليم بشهرزور و أنكروه و قالوا هذا رأي رائب و شأو شائب فقال السلطان السلطان الخليفة ملك الخليقة و هو مالك الحق و الحقيقة( بصراحة هذا رأي مبالغ من الصلاح) فان وصل اليناأعطيناه هذه البلاد فكيف بشهرزور ) و قد وجه العماد النقد لصلاح الدين على هذا
و يرى الباحث الكاذبأن هذا الموقف من تسليم شهرزور هو تظاهر و تمهيد لانهاء الحرب على الصليبين و نسأله أهكذا الأمانة التاريخية يا كاذب الحملة الصليبية الثالثة بآلامها و جهادها و شهداؤها و نضال ثلاث سنوات يلغى بتعصب رافضي كاذب و لسنا نتهم الباحث بسقم الفهم – معاذ الله بل نتهمه بالعمالة لفئات همها نزع الثقة من الأبطال التاريخين و اعطاء الثقة لخرافات و غائبين لتنام الأمة
كان المسلمون قد قضوا حول عكا سنتين و هم في معارك لا تنقطع بعد أن كانوا قضوا سنة و بعض السنة ما بين حطين و فتح القدس و فلسطين ثم فتح بلاد الشام(تخللها راحة شتاء سنة 1187 )
بطولة صلاح الدين انه اوجد حوله جيش دائم الحركة و الحرب لمجرد الولاء الشخصي له بالبدء ثم رفع السوية الخلقية لهذا الجيش بالقدوة و الشجاعة و الاخلاص مما جعله مخلصا لفكرة الجهاد و محاربة الصليبين و لم يكن ثم توازن بين قواه الثابتة اثناء هذه السنوات( و التي كانت تموج في أعدادها حسب المشاركين) و بين الفرنج الذين جاءتهم في هذه الفترة بجانب قواهم المحلية خمس نجدات و فيها كتل القوى من قارة كاملة:
1-نجدة كونراد مونتفرات التي أنقذت صور
2- نجدة الكوندهري
3- نجدة الملك الفرنسي فيليب اوغسطس
4-نجدة الملك الانكليزي ريتشارد قلب الأسد
5-نجدة ملك الدانمرك التي أوجدت في طريقها دولة البرتغال
يضاف لها المجموعات المتفرقة من المتطوعين و النسوة المتطوعات الذين قدموا على دفعات متنوالية و يضاف الى ذلك اساطيل مالقى و جنوة و البندقية و بيزا و السدة البابوية
و كانت مواردالدول الأوروبية من الخشب تصب في هذه الحرب و قد أصبح التجنيد الزاميا و فرضت ضريبة تسمى عشور صلاح الدين
لهذا كانت المعارك حول عكا التي دامت 3 سنوات نموذجا للبطولات الصلاحية الاسلامية تخللتها من الوقائع الكبرى و الصغرى ما يعادل عدد أيامها بدأت بخروج الفرنج من صور و مسيرهم لصيدا و قامت بينهم و بين اليزك ( الحرس) حرب شديدة اسر فيها جماعة و قتل من أمرائهم سبعة و عادواو من هذه الوقائع أن وضع صلاح الدين كمائن لمسيرة الفرنج على الطريق لعكا و أمر من يستدرجهم اليها بالانسحاب و لكن المسلمون أنِفوا أن ينسحبوا و طال على الكمين الانتظار فخرجوا ليجدوا اصحابهم في المعركة و كان منهم من يجهل الأرض ففتك بهم الفرنج
و مشكلة جيش صلاح الدين بعد حطين:
1- انه اعتاد الحرب الهجومية و لم يتمرس بالدفاعية و كان يقودهامن قلب عكا وهو خارجها
2- أن الحرب حول عكا كان حرب خنادق و ليس ميدان الكر و الفر المتمرس فيه الجيش الصلاحي
3- ان الحرب طالت سنتين و جيش صلاح الدين لم يعتد الحروب الطويلة بل كان يتخلل حروبه الاستراحة التي يعود بها الجنود أما المطاولات فلم يعتدها وقد حدثت حادثة طريفة و ذلك عندما تصارع طفلين مسلم و صليبي فتغلب عليه المسلم و أخذه أسيرا و فداه أهله
4- أن الموارد كانت قليلة و أقل بكثير من موارد اوروبا سواء من الرجال أو من المال
و بعد وقائع كثيرة يطول ذكرها و أبرزها أرسوف التي فوت صلاح الدين النصر الكامل لريتشارد فيها حيث هُزم الجيش الصليبي في البدء ثم عاد و انتصر نتيجة النجدات الكبيرة الصليبية
و من هذه الوقائع واقعة الكمين التي أوقع المسلمون فيها بمسطح فرنجي عليه 500 محارب و أوقعوا بكمين أكثر من 60 قتيل و عدد من الأسرى
جميع الوقعات كانت محدودة التأثير بسبب التفوق الصليبي العددي و المالي و كان الجزء الأعظم من الجيش الاسلامي قد طال الحرب عليه وأذن صلاح الدين لهم بالراحة في الشتاء و سار هو و من بقي معه لبيت المقدس فاستراحوا حتى قدم عليه أبو الهيجاء من مصر بعسكر مما أدى لتحسن معنويات المسلمين و جرت بينهم و بين الصليبين وقائع أُسر في أحدها نيف و خمسون فارسا و أصبحت الحرب حرب سرايا يرسلها صلاح الدين و تقاتل الصليبين كحرب عصابات و تنال منهم.
و في العشرين من شعبان عقدت الهدنة بين الصليبين و المسلمين فيما عرف بصلح الرملة588 هجري و قبل بحث الصلح نقف عند ما يلي :
1- أننا ذكرنا بعض المعارك و هي غيض من فيض لأن الباحث الكاذب حسن الأمين ذكر في كتابه ص 154:أن حياة صلاح الدين تنقسم لقسمين كان في بعضها محاربا و انتهت بمعركة حطين و الثاني فضل صلاح الدين الراحة على الجهاد و آثر الاستسلام للفرنج على مقاتلتهم بل فعل أكثر من ذلك , لقد سلمهم البلاد سلما بلا قتال)
ترى أكانت هذه المعارك خمس سنوات لعبا و لهوا أم سلما و لا ندري أهو التعامي عن الحق أم الهوى الذي جعله يغمض العين عن خمس سنوات ( 583-588 ) كاملة من القتال بذل فيها حياته الباقية في فلسطين ثم في شمال الشام ثم أمام عكا ثم في فلسطين مرة ثانية و ينكر الباحث ذلك فهل هذه المعارك من أوهام المؤرخين و هل هذه هي الأمانة التاريخية؟
2- ان السيد الباحث اكتشف ما تجاهله المؤرخون 800سنة و فضح صلاح الدين: عمد الى كتاب ارسله صلاح الدين الى الخليفة بعد حطين و هو يفتخر بها ثم ألصق وراءه مباشرة كتاب بعد ثلاث سنوات بمناسبة وصول ملك الألمان و ما جرى له ثم ألصق به مرة ثالثة كتاب ثالث أرسله السلطان بعد تخريب عسقلان للخليفة يبدي اعتذاره و عذره عن هزيمة عكا و ضعف الجيش و تخريب عسقلان , و العجيب أن الباحث استنتج من هذه الكتب الثلاثة شيئا واحد و هو أن السلطان يحاول تثبيط الخليفة عن قصد فلسطين لانقاذها من يد الصليبين و خوفه ان يصبح مجرد وال من الولاة و لهذا استسلم للفرنج و نسأله :
ألم يكن لدى الخليفة من النخوة و قد وصله كتاب الضعف ان ينزل للقتال؟
هل يحتاج خليفة المسلمين و ظل الله في الأرضين لاذن صلاح الدين للقتال ؟
الباحث يعلل انتظار الخليفة للاذن بخوف الخليفة من حرب أهلية لأن صلاح الدين سيمنعه بالقوة( طبعا هذا من خرافاته و لا دليل تاريخي) و نسأل هل يستطيع صلاح الدين الوقوف بوجه 120 ألف فارس من فرسان الخليفة الموهومين و كيف سيمنعه بالقوة أم هذه هي الأمانة التاريخية يا كاذب ؟
ونضيف أن صلاح الدين عقد الصلح قبل موته ب6 أشهر قضاها في تحصين القدس و القلاع الساحلية فزار نابلس و صفد و تبنين و قصد بيروت قبل الرحيل لدمشق و توفي رحمه الله السبت 6 آذار 1193م