أيها القارئ: أنا لا ألزمك على قراءة مقالتي هذه، ولا ألزمك على تحليلها، ولا ألزمك على قبولها، إن رأيت الشخصيات المذكورة فيها مع الأحداث الحاصلة منها لا توافق العقل والمنطق، فعليك بإرسال هذه المقالة إلى سلة المهملات بالضغط على الجانب الأيمن من الماوس، وهو على يمين يدك الكريمة أو شمالها واختر عبارة ( حذف ) باعتبار أن لوحة المفاتيح ومشتقاتها ملكٌ لك أنت وحدك، وحرةٌ أبيّةٌ مثلك كالطود الشامخ.
لقد عدت إلى الأرشيف المثقل في خزانة عقلي، وبحثت في الأرشفة التي أعددتها على مر السنين، سواءاً وفق مفهوم الأرشفة بالأرقام والأحرف التسلسلية ذات الإستقلالية الدينية السياسية أو السياسية العلمانية اللادينية بشخصيةٍ حقيقيةٍ تجثو على صدر الأمة منذ أكثر من أربعة عقودٍ لم تنجز إلا الذل والعار لأمتها، بل تغنّت وأصرّت وأقرّت أنها لم تكن في يومٍ من الأيام تحاكي آلام الأمة بل هي وُجدت لتنخر فيها وتزيد من آلامها التي تزداد بتزايد الظلمة على عروشها! وإذا كان رئيس إحدى الدول الإسلامية يصرّح على الملأ ويزكي نفسه أمام الله ثم الشعب المغلوب على أمره ويقول ما نصه: ( أنا مجد لا تفرط فيه ليبيا ولا الدول العربية أو الإسلامية أو أفريقيا أو أمريكا اللاتينية، مستطرداً القول: هذه بلادي وبلاد أجدادي .. نحن أجدر بليبيا من تلك الجرذان والمأجورين .. من هم .. لعنة الله عليهم )، ولن أتطرق لكلمته الشهيرة في إحدى قممه: ( ط ز في العرب وط ز في ليبيا ) لننخر في عقليته ودائه المصاب به ( داء العظمة ) التي تحكم بالموت لكل من يتعرض لهذه العظمة ولا شكّ أن نهاية هذه العظمة هي ( الموت ) إماً منتحراً وهو الأقرب وإما مقتولاً وهو الأبعد والله أعلم! وكما قال زعيم اليمن الزيدي البعثي في يومٍ من الأيام وعلى قناة الجزيرة ما نصه: ( نحن لم نجلس على هذا الكرسي ونجمع العدة والعتاد لنصر الأمة بل ما أوجدنا إلا لقمع الشعوب )!! وهذا تصريحٌ خطيرٌ يوجب الخروج عليه ليس بعزله فقط بل بقتله لأنه يعلن الولاء للكفار دون المؤمنين! وسيأتي من يعارض هذا الكلام ويقول قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ورضي عنه: ( عليك السمع والطاعة لولي الأمر مهما فعل بك )! فأرد عليه قائلاً: أيا هذا أيعقل أن اسمع وأطيع دون فهم النص؟! والسؤال المطروح للعقلاء: هل ولي الأمر في وقت الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ورضي عنه يوالي الكفار دون المؤمنين ويضرب بالكتاب والسنة عرض الحائط يوم أن أفتى الإمام أحمد بفتواه المشهورة؟!
المهم أعود لأرشيفي السابق وتقع عيني على أحداث المسلسل الكرتوني الشهير ( عدنان ولينا ) وهذا ليس الإسم الحقيقي لهذا المسلسل بل هو مقتبسٌ عن رواية The Incredible Tide وترجمة المسلسل ( المد المذهل) لألكسندر كي، ولن أتطرق إلى الأسماء الحقيقية التي تلعب الدور الرئيسي والهام في أحداث المسلسل الكرتوني، ولكن مما شدني في أحداث هذا المسلسل هي شخصيةٌ قريبةٌ من شخصية الرئيس الهالك لا محالة صاحب الكتاب البرتقالي ( عفواً ذهب عقلي الباطني بسبب قنواتنا العزيزة المحترمة إلى أغنية البرتقالة ) فحسبته الكتاب البرتقالي أي ( الكتاب الأخضر ) مؤلفه العبقري العربي الفاتح صاحب الثورة المباركة العقيد الفذ ( مُخمّر ) القذافي! ولا أعلم عن أي فتحٍ يتحدث؟! بالرغم أنه يقول بأنه ولي أمر ويجب السمع والطاعة له! وهل خروجه على النظام الملكي الليبي وإسقاطه للملك السنوسي يعتبر فتحٌ عظيم يجب على الأجيال أن تتعلم منه؟! لو عدنا للوراء فإن ( مُخمّر ) قد صدق بذلك وأصاب، نعم يجب على الأجيال أن تتعلم منه كيف تخرج على النظام المتسلّط الظالم العميل وتُسقطه عن بكرة أبيه ولكن بالطريقة الإسلامية، وكما تدين تدان والديان لا يموت!.
بالعودة إلى المسلسل الكرتوني ( المد المذهل ) تذكرت الشخصية المتسمات في هذا المسلسل ( نمرو ) بكسر النون وليس بفتحها، فبالكسر تسود وبالفتح تسقط! وهو يمثل شخصية الدكتاتور الذي نصّب نفسه القائد مما نتج عنه تنصيب أخته وأصدقائه كإداريين على الجانب الآخر من ( أرض الأمل ) والتي تعمل على تربية الحيوانات في أرض البراري، وقد كان يسيء معاملة القرويين أشد الإساءة، ويستغلهم ويأخذ منهم الضرائب الباهظة ويقوم بإذلالهم أشد الإذلال! وأيضاً صاحبنا ( مخمّر ) الآن يعمل على الجانب الآخر وقد توعد بفصل ليبيا الحبيبة شرقيةٍ وغربية! الظريف في الأمر أن ( مُخمّر ) تفوق على ( نمرو ) بتأليفه كتاباً عن الرجل الأخضر ( عفواً الكتاب الأخضر )! ولكن هل ( نمرو ) يستطيع أن ينظم للجانب الذي يحكمه من جزيرته كتاباً يتعلم منه سكان الجانب الآخر الذي ليس تحت سلطته الدكتاتورية؟! سيوجه البعض لي ممن شاهد هذا المسلسل الكرتوني هذا التساؤل: كان الأوجب والأقرب الاستدلال بــ ( علّام ) كقائدٍ للقلعة حيث أنه الأنسب والأقرب لشخصية ( مُخمّر ) القذافي! والجواب: لو كان القائد الملهم الفذ ( مُخمّر ) يفكر ولو بعشر ما يفكر فيه ( علّام ) لشبهة هذه الشخصية به، ولكن أقصى طموح هذا المتصعلك للسلطة هي ليبيا الحبيبة ( حرسها الله ) وإن سقطت فطرابلس وإن سقطت فحارة وإن سقطت فبيت وإن سقطت فزنقه! فهل يعقل أن أشبّه شخصية صاحبنا ( مُخمّر ) بالشخصية التي تفكر للمستقبل بسيادة العالم كـــ ( علام )؟!.
إن سقوط الفاتح ( نمرو ) بات ظاهراً للقاصي والداني، ولكن بعد أن يحرق الأرض ومن عليها! ولم يكن يعلم المتسلّط ( نمرو ) أن الشعب الليبي العظيم أحفاد المجاهد ( عمر المختار ) لم يستطع عليهم أحفاد ( قيصر الروم ) يوم أن كان يقودها الأحرار ممن لا يرضون بالذل والعار وكان شعارهم الذي رباهم عليه مختارهم ( ننتصر أو نموت)!، وهاهم أحفاد الأحرار وليسوا أحفاد ( الضباط الأحرار ) لن يرضوا بالذل والصغار، وأن ليبيا حرّةٌ أبيّةٌ سيحكمها أبناء المختار، وسيكون هذا الدرس بمثابة إنذارٍ شديد اللهجة لكل حاكمٍ ينهج نهج الفجار، وليعلم هذا وغيره من جيرانه المتجبّرين على شعوبهم الجاثمين على صدورهم أن لكل دولةٍ رجال وأن الأيام دول، وأن الأمة ستعيد هيكلتها وستسترد عزّتها رضي من رضي وأبى من أبى!.
همسة: ( نمرو ) بات شخصيةٌ يتوافق معها الكثير من حكام العرب، فقد سقط ( نمرو تونس ) ولحق بركبه ( نمرو مصر ) وها هو صاحب الشخصية الحقيقية ( نمرو ليبيا ) ينتظر السقوط والهلاك ومن بعده ( نمرو اليمن ) ويقف في طابور السقوط منتظراً ويده على قلبه ( نمرو الجزائر ) ومن ثم يليه ( نمرو سوريا )! فهل ( نمرو اليابان ) أفضل من ( نمارس العرب )؟!.
تذكير: بعد كتابتي لهذا المقال، بحثت في لوحة المفاتيح خاصتي فسقطت عيني على اللوحة بالكامل، فتحركت يدي اليمنى نحو مشتقاته، فوجدت أن الماوس قام بحذف مقالي نيابةً عني وكأنه يقول لي: ( لا يستحق نمرو أن تكتب عنه .. فاللوحة أشرف منه)!
وكتبه
عضو هيئة الدفاع في شبكة الدفاع عن السنة
وليد الخالدي
27-02-11, 03:10 PM
العرض الشجري