العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-08-09, 07:30 PM   رقم المشاركة : 21
أسد من أسود السنة
عضو ماسي






أسد من أسود السنة غير متصل

أسد من أسود السنة is on a distinguished road


اقتباس:
أيضاً رواه الشّيخ الصّدوق ( عليهالرّحمة ) في كتابه ( كمال الدّين وتمام النّعمة ) ج1 / ب22 / ص272 / ح63 ... بسند صحيح ، حيث قال :
حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( ( ر ) ) : قال عنه النّجاشي : شيخ القميّين ، وفقيههم ، ومتقدّمهم ،ووجههم ، ثقة ..ثقة ، مسكون إليه.
قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصّفار : قال النّجاشي : كان وجهاً في أصحابنا القمّيين ، ثقة ، عظيم القدر.
عن أحمد بن محمد بن عيسى : إبن عبدالله الأشعري ، قال فيه الخوئي : ثقة.
عن الحسين بن سعيد : قال عنهالطّوسي : ثقة.
عن حمّاد بن عيسى : وثّقه الشّيخان.
عن إبراهيم بن عمر اليماني : ثقة ،قاله النّجاشي.
عن سليم بن قيس الهلالي : من أصحاب الأئمّة عليّ والحسن والحسين والسّجاد ((ع)) ثقة ، جليل القدر ، عظيم الشّأن ،ويكفي في ذلك شهادة البرقي بأنّه من الأولياء ( رضوان الله تعالى عليه ).
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ((ع)) قال : (إنّ الله (تبارك وتعالى ) طهّرنا وعصمنا ،وجعلنا شهداء على خلقه ، وحججاً في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا ،لا نفارقه ولا يفارقنا).

الوجه الثالث: أنراوي كتاب سليم بن قيس أبان بن أبي عيّاش وهو ضعيفوإبراهيم بن عمر الصنعاني وقد ضعّفه ابن الغضائرى فلا يمكن الاعتماد على كتابسليم بن قيس .
والجواب أنإبراهيم بن عمر وثّقه النجاشي ولا يعارضه تضعيف ابن الغضائري علىما مرالكلام في ترجمته
.
هذا والصحيح أنه لا طريق لنا إلى كتاب سليم بن قيس المروي بطريق حمّاد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر عنه وذلك فإن في الطريق محمد بن علي الصيرفي أباسمينة وهو ضعيف كذّاب.

معجم رجال الخوئي في ترجمة سليم بن قيس






التوقيع :
كيف تصبح آية الشيطان ؟

أكذب أكذب تصبح شيعي
أكذب أكذب أكذب تصبح رافضي
أكذب أكذب أكذب وصدق كذبتك تصبح سيد
أكذب أكذب أكذب وصدق كذبتك وأدعوا لها تصبح مرجع
أكذب أكذب أكذب وصدق كذبتك ودونها بالكتب تصبح آية الشيطان


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
من مواضيعي في المنتدى
»» لماذا خالف الحسين رضي الله عنه هذه الاية ولم يؤدي الامانة واخفى الوصية عن الوصي ؟
»» اخر تقليعات العصمه والعلم المطلق للمعصومين شارب الخمر كافر بسند صحيح
»» الاماميه يقولون بدفع الرجس لاثبات العصمه لكن المعصوم يصفع ويقول برفعه وليس دفعه ؟
»» ابي عبد الله يحتج بفعل ابي بكر ويساوي فضله وزهده بسلمان وابي ذر رضي الله عنهم
»» الشيعه يقولوا ان الرسول خالف اوامر الله سبحانه و تعالى ادخل و اعرف كيف؟
 
قديم 07-08-09, 07:36 PM   رقم المشاركة : 22
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


بارك الله تعالى فيك شيخنا الحبيب اسد ونفع الله بعلمك







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» إلي الباطنية ما هي قواعد الحديث عندكم ؟؟
»» شيخ الرافضة " التلميذ " ودعوى تحريف قول الترمذي " أنا دار الحكمة "
»» القول والفصل في اية إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً
»» اهل الحديث يصفع مشايخ الرافضه في غرفة الاسلام الاصيل 11
»» الباطنية والشركُ بالله رب العالمين [ مزاج التسنيم ] ( وثيقة )
 
قديم 07-08-09, 07:59 PM   رقم المشاركة : 23
أسد من أسود السنة
عضو ماسي






أسد من أسود السنة غير متصل

أسد من أسود السنة is on a distinguished road


وفيك بارك اخي الكريم

ال

اقتباس:
حديث الثاني :


رواه الشّيخ الصّدوق ( أعلى اللهمقامه ) في كتاب (الأمالي ) ص679 / م85 / ح27 ... ، بسند صحيح أو حسن ، حيث قال :
حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ( ( ر ) ) : حسن على أقلّ التّقادير ، وذلك لترضّي الشّيخ الصّدوق عليه في غيرموضع من مصنّفاته.
قال حدّثني أبي : هو عليّ بن إبراهيم القمّي صاحب التّفسير ، وهو أجلّ من أن يوثّق ، ومع ذلك فقد قال النّجاشي في حقّه : ثقة في الحديث ، ثبت ، معتمد ، صحيح المذهب.
عن أبيه : هو إبراهيم بن هاشمالقّمي ، أوّل من نشر حديث الكوفييّن بقم ّ، وكفى بذلك أمارة علي وثاقته ، علاوةعلى أنّه قد وثّق من غير واحد من الأعلام ، منهم السيّد الخوئي حيث قال : لا ينبغي الشكّ في وثاقته.
عن محمد بن عليّ القرشي : كما هوالصّحيح ، وليس التّميمي كما في بعض نسخ الأمالي ، لأنّ القرشي هو صاحب الإمام الرّضا ((ع) ) لا التّميمي الّذي لا وجود لعنوانه في كتب الطّبقات أصلاً، وكيف كانهو ثقة كما قال الخوئي.
قال حدّثني سيّدي عليّ بن موسىالرّضا ، عن أبيه ،
عن النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( من سرّه أن ينظر إلى القضيب الأحمر الّذي غرسهالله ، ويكون متمسّكاً به ، فليتولّ عليّ بن أبي طالب ، والأئمّة من ولده ،فإنّهم خيرة الله (عزّ وجلّ) وصفوته ، وهم المعصومون من كلّ ذنب وخطيئة).


الروايه ضعيفه بابراهيم بن هاشم فهو لم يوثق اصلا


إبراهيم أبو إسحاق.
قال النجاشى: (إبراهيم بن هاشم أبو إسحاق القمّى، أصله كوفي انتقل إلى قم، قال أبو عمرو الكشّى: تلميذ يونس بن عبدالرحمان، من أصحاب الرضا عليه السلام، وهذا قول الكشّى، وفيه نظر، وأصحابنا يقولون: أول من نشر حديث الكوفيين بقم هو.
له كتب منها: النوادر، وكتاب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام. أخبرنا محمد ابن محمد، قال: حدّثنا الحسن بن حمزة الطبرى، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه بها).


وقال الشيخ (6): (إبراهيم بن هاشم أبو إسحاق القمّى، أصله من الكوفة، وانتقل إلى قم، وأصحابنا يقولون: إنّه أول من نشر حديث الكوفيين بقم، وذكروا أنّه لقي الرضا عليه السلام، والذي أعرف من كتبه كتاب النوادر، وكتاب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام أخبرنا بهما جماعة من أصحابنا، منهم الشيخ أبو عبداللّه محمد بن محمد بن النعمان المفيد، وأحمد بن عبدون، والحسين بن عبيداللّه، كلّهم عن الحسن بن حمزة بن علي بن عبد (عبيد) اللّه العلوى، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه).
وعدّه في رجاله من أصحاب الرضا عليه السلام (30) قائلاً: (تلميذ يونس ابن عبدالرحمان).
المؤمنين عليه السلام أخبرنا بهما جماعة من أصحابنا، منهم الشيخ أبو عبد محمد بن محمد بن النعمان المفيد، وأحمد بن عبدون، والحسين بن عبيداللّه، كلّهم عن الحسن بن حمزة بن علي بن عبد (عبيد) اللّه العلوى، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه).
وعدّه في رجاله من أصحاب الرضا عليه السلام (30) قائلاً: (تلميذ يونس ابن عبدالرحمان).


أنّ العلاّمة في الخلاصة قال: (لم أقف لاحد من أصحابنا على قول في القدح فيه، ولا على تعديل بالتنصيص والروايات عنه كثيرة. والارجح قبول روايته).


اما قول الخوئي لا شك في وثاقته لانه روى 6 الالف روايه ههههه

وتوثيقه فهو لوجوده في تفسير القمي اثبتوا صحة تفسير القمي اصلا وانه يعود لعلي بن ابراهيم

اثبتوا ان المقدمه كتبها علي بن ابراهيم ليس ابو العباس المجهول






التوقيع :
كيف تصبح آية الشيطان ؟

أكذب أكذب تصبح شيعي
أكذب أكذب أكذب تصبح رافضي
أكذب أكذب أكذب وصدق كذبتك تصبح سيد
أكذب أكذب أكذب وصدق كذبتك وأدعوا لها تصبح مرجع
أكذب أكذب أكذب وصدق كذبتك ودونها بالكتب تصبح آية الشيطان


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
من مواضيعي في المنتدى
»» المفوضه عند الرافضه انهم كفار ولكن زراره يقول بالتفويض فكيف وضعه ؟
»» لماذا لم يذكر في القران لفظ وصي او امام في بما يخص هذه الامه
»» انظروا ياسنه نظرت الروافض الحقيقيه لاهل السنه
»» المعصوم نسي غيبة ابنه ويطلب من ابي هاشم الثقه السؤال عنه في المدينه كيف لا نعلم
»» للاماميه بما ان الامامه من الاصول نريد دليلا جليا واضح المراد دون تاويل او قرينة
 
قديم 07-08-09, 08:10 PM   رقم المشاركة : 24
أسد من أسود السنة
عضو ماسي






أسد من أسود السنة غير متصل

أسد من أسود السنة is on a distinguished road


اقتباس:
ثالثا :: اهْلُ البَيتِ
و المراد هنا باهل البيت هم اهل بيت رسول الله صلى الله عليه و اله .. و لاتفيد الاية مجمل نساء النبي بل استثنت و خصصت اهل بيته باربعة مع رسول الله صلى الله عليه و اله و هم ( فاطمة عليها السلام و علي بن ابي طالب عليه السلام و الحسن و الحسين عليهم السلام )) و مما يدعم ذلك هو الكثير من مصادر اهل السنة الذين روو هذا الحديث .. و نذكر هنا على سبيل الايجاز

صحيح مسلم - فضائل الصحابة - فضائل أهل بيت النبي ( ص ) - رقم الحديث : ( 4450 )

- حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏ومحمد بن عبد الله بن نمير ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لأبي بكر ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏محمد بن بشر ‏ ‏عن ‏ ‏زكرياء ‏ ‏عن ‏ ‏مصعب بن شيبة ‏ ‏عن ‏ ‏صفية بنت شيبة ‏ ‏قالت قالت ‏ ‏عائشة : ‏خرج النبي ‏(ص) ‏غداة ‏ ‏وعليه ‏ ‏مرط ‏ ‏مرحل ‏ ‏من شعر أسود فجاء ‏ ‏الحسن بن علي ‏ ‏فأدخله ثم
جاء ‏ ‏الحسين ‏ ‏فدخل معه ثم جاءت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏فأدخلها ثم جاء ‏ ‏علي ‏ ‏فأدخله ثم قال : ‏إنما يريد الله ليذهب عنكم ‏ ‏الرجس ‏ ‏أهل البيت ويطهركم تطهيرا .

السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 198 )

- وأخرج إبن جرير وإبن المنذر وإبن أبى حاتم والطبراني وإبن مردويه عن أم سلمة ( ر ) زوج النبي (ص) ان رسول الله (ص) كان بينهما على منامة له عليه كساء خيبرى فجاءت فاطمة ( ر ) ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله (ص) ادعى زوجك وإب************ حسنا وحسينا فدعتهم فبينما هم ياكلون إذ نزلت على رسول الله (ص) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فاخذ النبي (ص) بفضلة ازاره فغشاهم اياها ثم أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتى وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالها ثلاث مرات قالت أم سلمة ( ر ) فادخلت رأسي في الستر فقلت يا رسول الله وأنا معكم فقال إنك إلى خير مرتين .

و هذا يدل على حصر الاية بهؤلاء الخمسة دون غيرهم من نساء النبي صلى الله عليه و اله

خامسا :: وَ يُطَهِرَهُم تَطْهيرا
فالفعل يطهر : هو فعل مضارع و الفاعل هو الله تعالى اي ((يطهركم الله )) و ( كم ) مفعولا به
و تطهيرا : فهي مفعول مطلق لتوكيد فعله
و معنى الاية هو ان مشيئة الله تعالى اقتضت ان يذهب الرجس عن اهل البيت عليهم السلام و يطهرهم تطهيرا و هنا لا بد من الاشارة الى ان معنى الاية لا يفيد ابتداء التطهير و إبعاد الرجس منذ نزولها اي إنها لا تعني ما قبلها .. بل ان الإرادة ( التكوينية ) التي بيناها فيما سبق اقتضت بان يكون هؤلاء الخمسة مذهوب عنهم الرجس منذ ولادتهم و حتى وفاتهم و مطهرين تطهيرا أيضا منذ ولادتهم و إلى وفاتهم .. و بمعنى آخر .. إن الله سبحانه و تعالى قد اصطفى هؤلاء الخمسة و نوع الاصطفاء هو ان الله تعالى رفع منهم او ابعد منهم (( الرجس )) بمفهومه المطلق اللا محدود و أضاف إليهم (( الطهارة ) ) بمفهومها المطلق اللامحدود و الغير مقيد .. اي أن جميع أنواع الرجس مرفوعة عنهم و جميع أنواع الطهارة مضافة إليهم .. و هذا ما يدل و بشكل قطعي على العصمة .. فمعنى العصمة اخوتي هو ان يكون الشخص محفوظا و محميا من كل أنواع الرجس (( بمفهومها المطلق )) و هذا ما عنته الآية المباركة من إذهاب الرجس و اضافة التطهير
..




المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 451
3558 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا العباس بن محمد الدوري حدثنا عثمان بن عمر حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار حدثنا شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت ثم في بيتي نزلت هذه الآية إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي قالت أم سلمة يا رسول الله ما أنا من أهل البيت قال إنك أهلي خير وهؤلاء أهل بيتي اللهم أهلي أحق هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه
وهذا يثبت ان ام سلمة من اهل البيت حتى بدون التجليل بالكساء بالنص بالاعلى






التوقيع :
كيف تصبح آية الشيطان ؟

أكذب أكذب تصبح شيعي
أكذب أكذب أكذب تصبح رافضي
أكذب أكذب أكذب وصدق كذبتك تصبح سيد
أكذب أكذب أكذب وصدق كذبتك وأدعوا لها تصبح مرجع
أكذب أكذب أكذب وصدق كذبتك ودونها بالكتب تصبح آية الشيطان


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
من مواضيعي في المنتدى
»» اخر تقليعات العصمه والعلم المطلق للمعصومين شارب الخمر كافر بسند صحيح
»» الامامه هي النبوه
»» محمد لؤي هل تستطيع ان تثبت ان مهديكم عج ليس ابن حرام تفضل
»» على ذمة الكليني الرسول صلى الله عليه وسلم خالف ارادة الله بتنصيب عليا خليفه له ؟
»» غيبة عج عج تسببت بالتباس الحق بالباطل لانه لم يرد زياده ولم يكمل نقص في الدين ؟؟
 
قديم 07-08-09, 08:11 PM   رقم المشاركة : 25
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تقول


اقتباس:
العصمة عزيزي هي لطفٌ يفعلُهُ اللهُ تعالى بالمكلّف، بحيث تمنع منه وقوع المعصية، وترك الطاعة،


اقتباس:

ومِنْ هنا قالوا بانّهُ: (ليس معنى العصمة انّ الله يجبُرهُ على ترك المعصية، بل يفعل به ألطافاً، يترك معها المعصية، باختياره، مع قدرته عليها) حق اليقين|السيد عبدالله شبر 1: 91.


الزميل المحترم : إذن افهم من كلامك العصمة للأنبياء فقط لا غير وقولك ( للملكف ) فالسؤال هنا المكلف بماذا يا محترم ؟ ؟

جميل طيب وقولك ( تمنع من وقوع المعصية ) عجبا ألم يقل الحق تبارك وتعالى : ( وعصى ادم ربه فغوى ) فالله تعالى يقول أن أدم عليه السلام عصى !!!

وقول السيد عبد الله شبر : هذا يعني أن كل الأمة الطائعة لله المبتعدة عن المعاصي معصومة عن الخطأ فما دام الابتعاد عن المعاصي يوجب العصمة فالطائعين لله تعالى معصومون ؟؟

هل توافقني الرأي أم لا ؟؟

فأنا مثلا لو ابتعدت عن المعاصي فهل هذا يوحب عصمتي ؟؟

اقتباس:

اما الغاية من العصمة .. فأن الله تعالى عصم مجموعه من عباده ليس من اجل ان يكونو معصومون بحد ذاتهم بل ليكونو معصومون في حمل الرسالة السماوية .. فكما تعلم ان الانبياء الذين هداهم الله تعالى لنشر التوحيد لم تكن عصمتهم الا من اجل ان تصل هذه الرسالة السماوية كاملة مكملة الى بني البشر .. ذلك لان من غير الطبيعي ان الله تعالى ينزل رسالته على انسان عادي كسائر البشر .. و ذلك لان الانسان هذا حينئذ سيكون عرضة للخطأ و الصواب في ان واحد .. كما ان العصمة لا تشمل فقط الانبيا ء بل تشمل من اصطفاهم الله تعالى لحمل و حفظ الرسالة السماوية كما سيمر بعد قليل
و من هنا كان لا بد ان يوكل الله تعالى الارض الى خلفاء من اصطفاءه ليكونو حملة للرسالات السماوية

أولا : المجموعة التي أوجب الله عصمتها هل هم من البشر أم من الأنبياء وهل هناك عصمة لبشر وكما قلت في تعريفك للعصة أنها تكون الابتعاد عن المعاصي فلو كانت الابتعاد عن المعاصي لكان كثير من البشر معصومون

ثانيا : إن كانت الرسالة السماوية كاملة مكلمة فلماذا تحتاجون الي علم من تدعون عصمتهم فالمعصوم يأمركم برد الأمر الي الله ورسوله وهذا يعني أنه لا حاجة لنا بعلم ائمة أهل البيت كما يقول معصومكم

ثالثا : بل العصمة تشمل الأنبياء ولا أحد غير الأنبياء فلم يورد في كتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما يوجب عصمة البشر بعد الانبياء عليهم السلام فلا عصمة لمخلوق بعد الانبياء عليهم السلام وهذا يسقط القول بعصمة أهل البيت عن الخطأ وإليك الاثباتات

فهذا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقر بأنه بشر عرضة للخطأ والنسيان حيث يقول

" لا تخالطوني بالمصانعة ، ولاتظنوا بي استثقالا في حق قيل لي ، ولا التماس إعظام النفس، بأنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه ، كان العمل بهما أثقل عليه ، فلا تكفوا عن مقالة بحق ، أو مشورة بعدل ،فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي" نهج البلاغة شرح محمد عبده ص412-413 ، شرح أبي الحديد ج11ص102

ويدعو ربه أن يغفر له ذنوبه وزلاته
" اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني فإن عدت فعد علي بالمغفرة ، اللهم اغفر لي ما وأيت من نفسي ولم تجد له وفاء عندي ، اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك بلساني ثم خالفه قلبي ،اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ وسقطات الألفاظ وسهوات الجنان وهفوات اللسان " نهج البلاغة شرح أبي الحديد ج6 ص176

ومن دعائه رضي الله عنه واقراره لربه بالخطأ وطلب المغفرة منه
" إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنقمتك ، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك ، إلهي إنطال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما أنا مؤمل غير غفرانك، ولا أنا براج غير رضوانك ، إلهي أفكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ، ثم أذكر العظيم من أخذك فتعظم علي بليتي " أمالي الصدوق، 48 البحار، 41/11،12 المناقب، 2/124

ولايدعي علم الغيب
سئل: كم تتصدق ؟ كم تخرج مالك ؟ ألا تمسك ؟ قال: إني والله لو أعلم أن الله تعالى قبل مني فرضا واحدا لأمسكت ،ولكني لا أدري أقبل سبحانه مني شيئا أم لا" بحار الأنوار ، 41/138 ، 71/191

وينفي العصمة أيضا عنولده الحسن رضي الله عنهما عندما أوصاه بقوله
" فإن أشكل عليك من ذلك فاحمله على جهالتك به فإنك أول ما خلقت جاهلا ثم علمت وما أكثر ما تجهل من الأمر ويتحير فيه رأيك ويضل فيه بصركثم تبصره بعد ذلك" نهج البلاغة شرح محمد عبده 2/578 ط مؤسسة المعارف بيروت

ونجدالامام علي بن الحسين زين العابدين يدعو بهذاالدعاء : " الهي وعزتك وجلالك وعظمتك , لو ا ني منذ بدعت فطرتي من اول الدهرعبدتك دوام خلود ربوبيتك بكل شعرة وكل طرفة عين سرمد الابد بحمد الخلائق وشكرهم اجمعين , لكنت مقصرا في بلوغ ادا شكر اخفى نعمة من نعمك علي ,ولو ا ني كربت معادن حديد الدنيا بـانـيـابـي , وحـرثت ارضها باشفار عيني , وبكيت من خشيتك مثل بحور السماوات والارضين دما وصـديـدا, لـكـان ذلك قليلا في كثير مايجب من حقك علي , ولو ا نك الهي عذبتني بعد ذلك بعذاب الـخـلائق اجـمـعين ,وعظمت للنار خلقي وجسمي , وملات جهنم واطباقها مني حتى لا يكون في النارمعذب غيري , ولا يكون لجهنم حطب سواي , لكان ذلك بعدلك علي قليلافي كثيرما استوجبته من عقوبتك " أمالي الصدوق المجلس 60 بحار الانوار 94: 90/2



وكانالامام جعفرالصادق يدعو بهذا الدعاء : " الهي كيف ادعوك وقد عصيتك, وكيف لا ادعوك وقد عرفت حبك في قلبي وعينا بالرجا ممدودة , مولاي انت عظيم العظما, وانا اسير الاسرا, انا اسير بذنبي , مرتهن بجرمي , الـهي لئن طالبتني بذنبي لاطالبنك بكرمك , ولئن طالبتني بجريرتي لاطالبنك بعفوك , ولئن امرت بي الـى الـنـارلاخـبـرن اهـلـهـا انـي كنت اقول : لا اله الا اللّه , محمد رسول اللّه , اللهم ان الطاعة تـسـرك ,والـمـعـصـيـة لا تـضـرك , فـهـب لـي مـا يـسـرك , واغـفـر لـي مـا لا يـضرك , يا ارحم الراحمين " . آمالي الصدوق المجلس 57 بحار الانوار 94: 92/5


وقيل للإمام الرضا وهو الإمام الثامن من الأئمة المعصومين عند الشيعة ( إن في الكوفة قوماً يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته ، فقال : كذبوا – لعنهم اللهإن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو ) بحار الأنوار ج25 /350

وكانالامام أبو الحسن موسى الكاظم يدعو فيقول :" رب عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لأخرستني ، وعصيتك ببصري ولو شئت لأكمهتني ،وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لأصممتني ". بحار الأنوار 25 /203

رابعا : اعلم هداني الله وإياك أن العصمة لا تكون إلا لمن يحمل الرسالة والسؤال هنا هل الرسالة المحمدية كاملة أم ناقصة في دينكم ؟؟

اقتباس:
قوله تعالى : وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلممالا تعلمون- ( البقرة : 30) ،

اقتباس:





أين عصمة أئمتكم بالنص الصريح في هذه الأية الأية تخبر أن الانسان سيفيد في الارض وهنا ان الأئمة من البشر وهم ليسوا معصومين فهذه الاية لا تثبت عصمتهم

اقتباس:
الأمر الأول :أن الجعل من الله ومن مختصاته سبحانه وتعالىومن شؤونه حيث قال سبحانه وتعالى أني جاعل فنسب الجعل إليه سبحانه وتعالى وذلكلعلمه بالمصالح والمفاسد التي لا يدركها المخلوق وليس الإنسان ومن هنا نجد الرد منهسبحانه وتعالى على الملائكة إني أعلم ما لا تعلمون وعليه فأي اختيار من غير اللهومن دون الله يعتبر اختيار غير صحيح لعدم إدراك المخلوقين لخفايا الأمور.

اقتباس:



جميل جدا يا زميلي الفاضل :

الله تعالى يقول : ( نريد أن نمن على الذين استضعفوا ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين )

هنا الجعل في الإمامة هل يعني عصمة بنو اسرائيل ؟؟

إني جاعل في الأرض خليفة : قد جعل الله تعالى الانسان في الارض خليفة وهذا لا يعني اثبا لعصمة ائمتكم بل اسقاط لها والقول بها زميلي الفاضل فالجعل هنا الخطاب بالعموم لا بالخصوص فهنا بنو ادم

وفي الأية التي ذكرتها لك الأية تخاطب بنو اسرائيل فهل هذا يعني أن بنو اسرائيل أئمة معصومون فقد جعلهم الله أئمة يرثون الارض فهل هذا عصمة لهم أم لا ؟؟

اقتباس:
الأمر الثاني :أن الجعل هذا مستمر على طول المسيرة وفي كلالأزمنة من آدم إلى يوم القيامة أستفيد هذا القول عقلاً ولغة .


الجعل هذا لا يعني العصمة فقد جعل الله تعالى بنو اسرائيل ائمة يرثون الارض في قوله تعالى : ( ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) إن كانت العصمة لمن استخلف في الارض فهذا يعني عصمة بني البشر أجمعين وهذا عجب العجاب !!!

فالجعل هنا ليس فيه الخطاب لأئمتكم ولا هناك نص صريح في عصمتهم

لهذا اسالك : ما هو النص الصريح وما هو النص الغير صريح

والله المستعان

اقتباس:
أما من ناحيةالعقل فغرض المولى من جعل آدم على نبينا و(ع) لم يكن غرض محدود بفترة زمنية محددةوإنما غرضه سبحانه وتعالى أن يجعل في الأرض خليفة ولا تخلوا الأرض من خليفة له طوالالفترة الزمنية الممتدة من آدم إلى يوم القيامة وآدم هو فرد من هذه الخلافة الطويلةفلو قلنا أنه مخصوصة بآدم الذي تواجد في فترة قصيرة وقصيرة جداً من عمر الإنسانيةفإنه لا يتحقق الهدف المراد، ولأجل تحقق الهدف فلا بد من القول باستمرار تواجدالخليفة المجعول والمعين من قبل المولى سبحانه وتعالى


هل الخلافة توجب العصمة ؟؟

ثم جعل ادم خليفة في الأرض لا يعني جعل بنو البشر معصومون فالعصمة ثابته للإنبياء عليهم السلام وخصوصا العصمة لا تكون لإمرء بعد النبي صلى الله عليه وسلم .

ولكنكم قلتم بعصمة أئمتكم فأين الدليل الصريح

وهذا ما لم تجبني عليه

اقتباس:

وأما لغوياً فلقد ذكر السيد الأستاذ الحيدري في كتابه( مدخل إلى الإمامه ص 24) حيث قال ما نصهأن هذا الخليفة أرضي ، وهو موجود فيكل زمان ، والدال على ذلك قوله ( جاعل ) لأن الجملة الاسمية ، وكون الخبر على صيغة ( فاعل ) التي بمنزلةالفعل المضارع ، تفيد الدوام والاستمرار ، مضافاً إلى أن الجعل في اللغة ، كما يقولالراغب في المفردات ، له استعمالات متعددة ومنها تصيير الشيء على حالة دون حالة ( المفردات في غريب القرآن ص 94 مادة جعل).

الجعل هل هو مستقبلي أم وقتي ؟؟

وهل هذا يعني العصمة من أين لك في هذا الكلام باثبات عصمة أئمتكم ؟؟

والله أعجب أقول أية صريحة تأتيني بغيرها !!!

اقتباس:


الأمر الثالث :الذي يستفاد من الآية أن هذا الخليفة من جنسالإنسان لكي يكون قدوة وأسوة لغيره لأنه لو كان من جنس آخر لما صلح لذلك ولسوف يحتجالمخالف من البشر بأني لا أستطيع أن أقوم بما يقوم به هذا الخليفة للاختلاف بيننا في القدرات فمن هنا كان هذا الخليفة من صنف سنخ البشرية .

جميل أن يكون من البشر وهل البشر وجبت عصمتهم !!!

بمعنى أوضح كل من ابتعد عن المعاصي هل هو معصوم يا زميلي الكريم ؟؟

وهل هذا الكلام لا يثبت عصمة أئمتكم
لا من قريب ولا من بعيد

ثم قلت أنت أنه قدوة وهذا ينفي الإمامة فالإمامة في القران هي القدوة

وذكرك اية إني جاعلك للناس إماما أي قدوة

ولا عصمة لبشر

اقتباس:
الأمر الرابع :المستفاد من الآية أن هذا الخليفة يتمتعبالصفتين اللتين ذكرتهما في بداية البحث ألا وهما العلمية والعصمة وذلك مستفاد منقوله تعالى ( وعلم آدم الأسماء كلها) - (البقرة / 31) ، وقوله تعالى ( يا آدم أنبئهم بأسمائهم) - (البقرة / 33) فمن هناثبت للملائكة أن هذا المخلوق يفضلهم بالعلم والواقعي وأنهم لا يصلون إلى مستواهوإدراكاته.


أين العصمة !!!

التفضيل ادم على الملائكة لأن الملائكة معصومة من الخطأ

ثم قال تعالى : ( وعصى ادم ربه وغوى ) هنا الله تعالى يقول أن ادم عصى وأنت تقول أن الخلافة تعني العصمة فهذا يعني ابا بكر معصوم !!!

التفضيل على الملائكة لا يثبت شيئا فالعصمة لأئمتكم معدومة واستدلالك ساقط .





اقتباس:
ونستفيدالعصمة من قوله تعالى : ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) - (البقرة / 30) فإذا كان خوفالملائكة من الإفساد في الأرض ، والإفساد لا يكون إلا من الظلمة ولذلك قالوا للمولىسبحانه وتعالى ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) - (البقرة / 30) ،أي أننا لو كنا نحنفي هذا المنصب لن يحدث الفساد لأننا من الصالحين فكان الجواب منه سبحانه وتعالى لهم ( أني أعلم مالا تعلمون) - (البقرة / 30) بتقدير أي تخافوا من هذا الأمر فأنا أعلم بمن أجعله في هذاالمنصب وأنه في أعلى درجات الإيمان.

اقتباس:


طيب أين اثبات العصمة لأئمتكم ؟؟ في الكلام هنا !!

عجبا والله نسخ ولصق ولا دليل على عصمة

الائمة !!!

اقتباس:

الآية الثانية : قوله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَأمًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )
(البقرة / 124 ) ،فإننا نجد النقاطالتي ذكرتها في الآية السابقة تتكرر هنا فنجد أن الجعل من الله سبحانه وتعالى فهوالذي جعل آدم ( ع ) وبقية الرسل والأنبياء وهو الذي جعل إبراهيم (ع) ولنفس الأسبابالتي ذكرتها حول آدم (ع) ،وأننا نجد الاستمرار هنا أيضاًبقوله سبحانه وتعالى ( إني جاعلك) - (البقرة / 124 ) حيث أن هذه الجملة تفيد الاستمرار،وتتأكد هنا بدعاء إبراهيم (ع) حيث قال ( ومن ذريتي) -
(البقرة / 124 ) فلو أنه لم يعلم ولم يعرف باستمرارية النبوةوالإمامة في الأرض لما طلب ذلك من الله.
ونعلم أيضاً بأن الله وعد باستجابةالدعاء من المؤمنين فلا بد أنه استجاب دعوة إبراهيم (ع) ولكن بقيد عدم إعطاءالإمامة للظلمة من ذريته وهنا يبرز شرط العصمة بوضوح تام، وعلى هذا يثبت لنا أنالجعل لا يكون من الناس وإنما يكون منه وحده سبحانه وتعالى .. و كانت النبوة و الامامة هكذا الى حين اخر الانبياء و المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و اله .. و هنا قد يتبادر الى الاذهان .. هل ان مسيرة الرسالة السماوية المتسلسلة منذ عهد نبينا ادم عليه السلام الى عهد نبينا محمد صلى الله عليه و اله تنقطع بمجرد وفاة رسول الله صلى الله عليه و اله ؟ ام ان هنالك امتداد لها .. نعم فلامتداد موجود .. فلو لا ظت عزيزي الغالي بانه منذ عهد نبي الله ادم عليه السلام الى عهد نبنا محمد صلى الله عليه و اله لم يذكر ان تم تعيين وصي من قبل الناس بل كان كل الانبيا و الاوصياء معينين من قبل الله جل و علا أي ليس للانسان استطاعة في تعيين الخليفة الا بامر الله تعالى و ذلك لانها جعل الهي كما اسلفنا .. و عندما نعود الى الاية الكريمة (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَأمًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين) و لنتعقب ذرية النبي ابراهيم عليه السلام نرى انها لا تنتهي بنبي الرحمة محمد لى الله عليه و اله بل تتعدى الى اهل بيته عليهم السلام كما سنبين .. اما بالنسبة الى رسول الله صلى الله عليه و اله فأنت تعلم ان نسبه يعود الى النبي ابراهيم عليه السلام أي انه من ذرية ابراهيم عليه السلام و هذا مما لا شك فيه .. و للدلالة اكثر حري بنا ان نذكر نسب خاتم الانبياء و المرسلين محمد صلى الله عليه و اله
محمد بن عبدالله بن عبد المطلب
بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب
بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانه بن
خزيمة بن مدركه بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد
بن عدنان بن أدد بن زند (الهميسع) بن البراء ( نابت)
بن عراق الثراء (إسماعيل علية السلام) بن إبراهيم (علية السلام
و هذا دلالة اكيدة على ان نسب النبي صلى الله عليه و اله يعود الى ذرية ابراهيم عليه السلام و نسب محمد صلى الله عليه و اله هو قريش .. اذن قريش هي من ذرية ابراهيم عليه السلام ..و هنا نعود الى الاية ( قال لا ينال عهدي الظالمين ) فنتسائل .. هل كان ابناء قريش كلهم من الذرية الصالحة لنبي الله ابراهيم عليه السلام ؟؟ بالطبع لا .. فلو قرأت تاريخ السنة النبوية لوجدت ان هنالك الكثير ممن ظلم رسول الله صلى اله عليه و اله و اذاه في زمن الرسالة المحمدية حتى ان البعض منهم قد ذمه الله تعالى في القران الكريم و منها قوله تعالى ( تبت يدا ابي لهب و تب .. الخ السورة المباركة ) فهل يعقل ان نقول مثلا ان ابو لهب يمكن ان يكون امام لانه من ذرية ابراهيم عليه السلام ؟؟ بالطبع لا لانه كان من الظالمين .. ثم لو تأملنا احاديث رسول الله صلى الله عليه و اله نراه يحدد عدد الخلفاء من بعده الى اثنا عشر خليفة و ايضا يحصرهم بقريش لماذا؟؟ لانهم من ذرية ابراهيم كما اسلفنا .. و لو كانت الذرية اي ذرية ابراهيم عليه السلام لا تشمل الا ابناؤه لكان النبي صلى الله عليه و اله غير مشمول بذرية ابراهيم عليه السلام .. و لو كانت الذرية تنتهي الى رسول الله صلى الله عليه و اله اذن فلماذا يحصر رسول الله صلى الله عليه و اله الخلافة بقريش دون سائر الناس .؟؟ و الاحاديث متواترة من كتبكم تحصر الخلفاء باثنا عشر ..ثم يحصر رسول الله صلى الله عليه و اله الخلافة ببني هاشم دون سائر قريش .. ثم يحصر الخلافة بأثني عشر خليفة من بني هاشم دون عمومهم و هؤلاء هم الائمة الذين عصمهم الله تعالى بأن اعطاهم العهد من ذرية ابراهيم عليه السلام و جعلهم ائمة معصومون لا يعصون الله تعالى طرفة عين ابدا ..
و بما ان الامر ( العصمة ) لا تحتاج الى دليل اقوى من الاصطفاء من قبل الله تعالى لان الاصطفاء وحده بحد ذاته هو دليل على عصمة المصطفى من كل المعاصي كبيرها و صغيرها الا ان الله تعالى اراد التأكيد بعصمة اهل البيت عليهم السلام و ذلك بأسة التطهير و قوله تعالى

تدعون أن الإمامة هبة الهية مقدرة بجعل من رب العالمين لا بسعي من العبد .



وعلى هذا فإن اختيار الإمام (أو الخليفة) ليس من حق الأمة. إنما هو من شأن الله وحده فهو الذي يعين الإمام ويسميه و(يجعله). هذا بالنسبة لمبدأ (الإمامة) عموماً.


وأما الاستدلال بالآية على (إمامة) علي وبقية (الأئمة) فقائم على أن العهد الذي هو(الإمامة) لا ينال ولا يجعل للظالمين.


والظالم كل من كان مشركاً، أو اقترف ذنباً برهة من حياته وإن تاب وأصلح !


أي أن غير (المعصوم) لايكون (إماماً) . وبما أن علياً هو هذا المعصوم دون غيره من الصحابة، إذنه و(الإمام) . فبطلت(إمامة) غيره من الخلفاء الذين سبقوه أو لحقوه.


ومما قالته الإمامية في الآية أن (الإمامة) أعظم من النبوة ! وهي آخر منزلة نالها إبراهيم عليه السلام .


يروي الكليني عن جعفر بن محمد أنه قال: إن الله عز وجل اتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخذه نبياً، وأن الله اتخذه نبياً قبل أن يتخذه رسولاً، وإن الله اتخذه رسولاً قبل أن يتخذه خليلاً، وان الله اتخذه خيلاً قبل ان يتخذه إماماً، فلما جمع له الأشياء قال : (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً) قال (ع): فمن عظمها في عين إبراهيم قال: ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين قال: لا يكون السفيه إمام التقي


(أصول الكافي/ 1/175. ويقول محمد حسين الطباطبائي في (الميزان): وروي هذا المعنى أيضاً عنه بطريق آخر. وعن الباقر (ع) بطريق آخر. ورواه المفيد عن الصادق (ع).


يقول (آيةالله العظمى) كاظم الحائري : إن الذي يبدو من الروايات أن مقام الإمامة فوقالمقامات الأخرى - ما عدا مقام الربوبية قطعاً - التي يمكن أن يصل إليها الإنسان!


ويقول: فمقام الإمامة فوق مقام النبوة .


ويقول (آية الله العظمى) ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره (الأمثل): يتبين من الآية أن منزلة الإمامة الممنوحة لإبراهيم بعد كل هذه الاختبارات تفوق منزلة النبوة والرسالة …. فمنزلة الإمامة أسمى مما ذكر بل أسمى من النبوة والرسالة!


( الإمامة وقيادة المجتمع /ص 26،29 )


هذا ملخص ما قيل في الاستدلال بالآية الكريمة على (الإمامة).



إن الأية متشابهة وليست محكمة في موضوع الإمامة :


وجوابنا على كل ما قيل – ويقال - كلمة واحدة فقط هي:


إن الآية ليست نصاً فيما ذهبوا إليه وإنما غايتها أن تكون متشابهة تحتمل هذا وتحتمل غيره. وما كان كذلك فليس بدليل معتبر في الأصول التي شرطها أن يكون دليلها نصاً قرآنياً محكماً صريحاً.


بل يمكن القول ببساطة : إن هذه الأقوال ما هي إلا أوهام وافتراضات وخواطر لولا الاضطرار الذي يفرضه العلم اليقيني بعدم وجود آية قرآنية صريحة لما لجأ إليها عاقل!


والآية في أحسن أحوالها لا تدل على ما قيل إلا على سبيل الاحتمال البعيد، أي الظن المرجوح جداً!


فلو كانت (الإمامة) فرعاً من الفروع الفقهية لما صح الاستدلال بمثل هذه الآية عليها، فكيف وقد جعلت أصلاً من الأصول الاعتقادية لا يضاهيه إلا مقام الربوبية !!


ومجمل القول أن الآية الكريمة ليست نصاً صريحاً في (إمامة) علي، ولا أحد غيره. إنما هي حديث عن إمامة إبراهيم عليه السلام وموضوعنا (إمامة) علي لا إمامة إبراهيم. وهو لا ذكر له، ولا أثر في الآية !


وبما أن الآية ليست نصاً صريحاً في (إمامة) علي فهي ليست دليلاً أو نصاً في ( إمامته ) .


إن ما قالوه ضرب من الاستنباط البعيد المبني على سلسلة من الافتراضات والمقدمات، كل واحدة منها بحاجة إلى برهان قطعي. وهو مفقود.


وبما أن أصول الدين مبناها على النص القرآني الصريح وليس الاستنباط ، وبما أن الآية ليست نصاً صريحاً في ذلك فهي ليست دليلاً صالحاً للاحتجاج على المطلوب. وهو المطلوب.


إستطراد :


أما إذا أردنا الاستطراد من أجل أن لا نحرم القارئ من فوائد وأسرار وحكم والتفاتات قيمة من باب (ولكن ليطمئن قلبي) فأقول مستعينا بالحق تبارك وتعالى :


إن الاحتجاج بالآية على (الإمامة) عموماً، و(إمامة) علي خصوصاً مبني على ثلاث مقدمات تحتاج إلى إثبات:


الأول : أن الإمامة المذكورة جاءت بالمعنى الاصطلاحي عند الإمامية، وليس اللغوي. أي أنها منصب آخر غير منصب النبوة، وليست وصفاًلازماً لها .
الثاني :أن (الجعل) في قوله تعالى : (إنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً) قدري تكويني، لا شرعي سببي حتى تكون (الإمامة) – كالنبوة - هبة من الله لا سعياً من العبد.


الثالث :أن الآية تتحدث عن شرط (العصمة) بالنسبة لـ(الإمام). وهذا مبني على تفسير الظالم بأنه مطلق من ارتكب ذنباً وإن تاب منه وأصلح.


وهذا كله لا ينفع إلا بعد إثبات أن علياً (معصوم) مع أحد عشر آخرين.


إن هذه المقدمات ما هي إلا قضايا ظنية وشبهات افتراضية، فهي لا تصلح دليلاً على أي مسألة اعتقادية . وإليك الدليل على ظنيتها وبعدها الشاسع عن اليقين:


تأمل معي هل إمامة ابراهيم عليه السلام أصطلاحية أم لغوية ؟؟


أي هل هي منصب آخر غير النبوة ؟ أم هي وصف لازم لها ؟
على شرط أن تثبت كمنصب بالدليل القطعي الذي لا يتطرق إليه الاحتمال وإلا بطل الاستدلال. وهذا ينتقض بأمور كثيرة منها:


لفظ (الإمام) مشترك :


إن لفظ (الإمام) في الآية لا يمكن العدول به عن معناه اللغوي إلى المعنى الاصطلاحي إلا على سبيل الاحتمال.


فاللفظ في أحسن أحواله مشترك بين المعنيين : اللغوي. الذي هو القدوة الذي يؤتم به ويتبع. وبين الاصطلاحي الذي هو منصب آخر غير النبوة. واللفظ المشترك ليس نصاً صريحاً محكماً إنما هو مشتبه محتمل لا يصح الاحتجاج به في الأصول .


فالقول بـ(الإمامة) بدلالة الآية قول مبني على الظن. والظن لا يقبل في الأصول التي مبناها على اليقين. فالاستدلال بالآية على هذا الأساس باطل. لأنه لا أساس له.


ترجيح كون الإمامة لغوية وليست اصطلاحية :


وهذه جملة أمور ترجح كون الإمامة في الآية لغوية وليست اصطلاحية. مع الانتباه إلى أن الترجيح لا يعمل كحجة إثبات إلا في المسائل الفرعية لصحة ابتنائها على الظن الراجح. أما الأصول فالترجيح لا يصلح حجة إثبات معتمدة فيها دون القطع الخالي تماماً من الاحتمال. وهذا يعني أنه حتى لو كانت الأدلة أو القرائن ترجح كونالإمامةهنا اصطلاحية،فلا يرقى ذلك لأن يكون حجة في موضوعنا لأنه أصولي وليس فروعياً.


فكيف والأدلة المرجحة في جانب المعنى اللغوي! فتكون (الإمامة) مبنية على ظن مرجوح، وهو غير مقبول في الفروع، فيرفض قطعاً في الأصول...... ؟؟؟


من هذه الأمور:


أولا : قوله تعالى : (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً) يمكن حمله على أنه جملة مفسرة للجملة السابقة.


قوله تعالى : (وَإِذْ ابْتَلَى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) فتكون وما بعدها تفسيراً للكلمات التي ابتلى الله بهن إبراهيم عليه السلام وتكون الإمامة أول الابتلاءات أو الكلمات التي ابتلي بها، ثم تتابعت بقية الابتلاءات والأوامر كبناء البيت وإعداده ثم الأمر بذبح ولده….الخ.


فأول ما ابتلي به إبراهيم أن أخبره الله تعالى بأنه جاعله للناس إماماً أي نبياً ورسولاً يقتدي به الناس، لأن كل رسول قدوة يؤتم به. ومن هنا يكون الابتلاء ، لأن كل من تصدى للناس يدعوهم ويأمرهم وينهاهم يبتلى ويؤذى.


والنبي أول ما يوحى إليه بالنبوة، ثم يؤمر بدعوة الناس ،وهي الرسالة، فيكون رسولاً. فقوله : (إني جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً) أي رسولاً يقتدى به: فعليك أن تبلغ وتدعو وتأمر وتنهى وتصبر على البلاء. فتكون الرسالة أول الابتلاء.


وكل رسول إمام ولا بد - وإلا كيف كان رسولاً ؟ – وليس كل إمام رسولاً.



فالإمامة وصف لازم للرسالة وليست شيئاً خارجاً عنها حتى يصح القول بأن الرسول يمكن أن يتدرج به الحال فيكون رسولاً أول الأمر ثم يكون من بعد إماماً، أو لا يكون. إذ بمجرد أن يكون العبد رسولاً يكون إماماً لأن الإمامة من الأوصاف اللازمة للرسالة .


ولذلك قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) سورة الأحزاب .


فإن الشاهد والمبشر والنذير والداعي والسراج المنير ليست مناصب مستقلة عن النبوة، وإنما هي أوصاف لازمة لكل رسول. فإذا كان النبي كذلك كان رسولاً ولا بد. فكذلك قوله تعالى : (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً). فيكون الرسول إماماً وشاهداً ومبشراً ونذيراً…الخ وكلها أوصاف وليست مصطلحات خاصة لمناصب مستقلة عن النبوة.


ثانيا : ومنها أن الله تعالى لم يجعل إبراهيم عليه السلام خليفة أو حاكماً متصرفاً في أمور الناس، وإنما جعله قدوة ونموذجاً للتأسي والاتباع. و(الإمام) من معانيه في مصطلح الإمامية الخليفة أو الحاكم المتصرف في أمور الناس بتعيين من الله، وليس القدوة المجرد عن ذلك. فلو كان مقصود الله تعالى بالإمامة ذلك، لما تخلف وعد الله لإبراهيم بها على هذا · المعنى، ولصار إبراهيم خليفة وحاكماً مطاعاً.


والحاصل: أن الإمامة والخلافة شيئان مختلفان بحيث يمكن أن يفترقا واقعاً وشرعاً كما حصل لإبراهيم عليه السلام إذا كان إماما ولم يكن خليفة .


ولذلك فرق الله تعالى بين داود وإبراهيم في اللفظ. فقال لداود عليه السلام : (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ). بينما قال لإبراهيم: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً)لأن داود كان خليفة وحاكماً متصرفاً. وإبراهيم لم يكن كذلك.


وعلي لم يأت نص قرآني في خلافته كداود . ولا (إمامته) كإبراهيم !


ثالثا : ومنها أن الذرية الذين طلب إبراهيم لهم الإمامة بقوله: (ومن ذريتي) صرح بمقصوده منهم بقوله من آمن منهم بالله واليوم الآخر) فهم مطلق المؤمنين، والإيمان وصف عام ليس خاصاً بـ(المعصومين).


وقدكررإبراهيم اللفظ الدال على التبعيض -وهو الحرف (من)- في الموضعين، لأنه يعلم أن ذريته لا بد أن يكون بعضها - وليس جميعها - فاسقاً، فإنه حين طلب الإمامة لبعض ذريته طلب الرزق معها لهذا البعض، فقال : (وَإِذْ قَالَ إبراهيم رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر)، فبين الله له أن الرزق ليس خاصاً بالمؤمنين -كالإمامة- بل يعم المؤمن والكافر والظالم أو الفاسق، فقال( وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً) .


رابعا : ومنها أن العـهد المذكور في قوله تعالى : (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) مبهم، فتفسيره بخصوص (الإمامة) المصطلح عليها يحتاج إلى دليل. فقد يكون هو مطلق ما يصح أن يكون به المؤمن إماماً وقدوة، كالقيام على شؤون بيت الله، وما شابه من الأمور الدينية.


وهذا هو الذي تكرر مجيئه في القرآن، كقوله تعالى : (أَلَمْ أَعْهَدْإِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) فعهد الله هنا - وهو أعظم عهد - الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك.


وقوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنْ الصَّالِحِينَ)
وهو الزكاة والصدقة.


وقوله : (مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) وهو عهد الجهاد.


وقوله : (الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) وهذا اقرب إلى معنى اللفظ . بقرينة أن الله تعالى قال بعده مباشرة: (وَعَهِدْنَا إِلَى إبراهيم وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود) فتطهير البيت والقيام على شؤونه إذن من العهد الذي لا ينال الظالمين حقاً في شرع الله.


ولهذا يتسابق الملوك على التشرف بخدمة بيت الله تعالى من أجل إضفاء الشرعية على ملكهم وإمامتهم . لكن هذه الإمامة غير معتبرة شرعاً ما لم تكن بحق. ومن هذا الباب سمي إمام المسجد إماماً. وكل من صلى بالناس فهو إمام لهم في تلك الصلاة.


ثم إن الإمامة تتجزأ :


وهذا يعني أن الإمامة تتجزأ، فتتسع وتضيق. فقد يكون الإنسان إماماً في مسجد، أو إماماً لمصر من الأمصار. أو يكون إماماً للأمة، أو إماماً للناس كإبراهيم عليه السلام وهذا هو الذي حصل له: فإن أتباع الديانات السماوية الثلاث يتشرفون بالانتساب إليه، والاقتداء به. وهو أبو الأنبياء. حتى إن رسول صلى الله عليه وسلم أوحى الله إليه قائلاً : (أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إبراهيم حَنِيفًا)وهذه الإمامة لم تتهيأ لأحد من الأنبياء سواه.


إن بعض الأنبياء قد لا يكون إماماً لغير أهله أو قومه. وبعضهم إمامته ليست كاملة من جميع الوجوه المطلوبة للنبي كيونس عليه السلام الذي قصر في الصبر المطلوب من أمثاله فنهى الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يتخذه قدوة فيه كما جاء في قوله (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ) أما إبراهيم عليه السلام فهو من ألي العزم من الرسل أمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم فقال : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) فالإمامة التي سألها إبراهيم لبعض ذريته من هذا الجنس وهي قد تحصل لكل مؤمن بدليل أن الله أرشد عباده جميعاً أن يسألوه إياها وذلك في قوله : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إماماً) .


وعلاقة الإمامة هنا بالأزواج والذرية من وجهين .


أحدهما: هي أن من تصدى لإمامة الناس، إذا كان له زوجة سيئة وذرية عاقة مشاكسة، انشغل بهم وبمشاكلهم عن مطالب الإمامة فلم ينجح في أدائها، ما يدل على أن الإمامة ليست منحة قدرية كائنة لا محالة دون سبب أو سعي من صاحبها .


والآخر: أن من لم يكن إماماً وقدوة لأهل بيته لم يصلح إماماً لغيرهم وقد جاء هذا الدعاء مبدوءاً بقوله تعالى : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً) و(عباد الرحمن) لفظ عام يندرج تحته كل مؤمن، وليس خاصاً بـ(المعصومين) .


واستمرت الآيات بذكر الأعمال الصالحة لنيل الإمامة، والأعمال التي تناقضها حتى ختمت بهذا الدعاء الذي ختم بطلب الإمامة .


وهي تفسير وتفصيل لقوله تعالى : (َعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتنَا يُوقِنُونَ ) . أي لما صبروا على أداء تكاليف الإمامة من الإتيان بالأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة .


ثم الإمامة قد تكون هي النبوة .


ومن القرائن التي تناقض الإمامة الاصطلاحية: أن الإمامة التي سألها إبراهيم ربه تحتمل أن تكون النبوة لا غيرها: من حيث أن النبي إمام. وكيف يكون نبياً وهو لا يصلح أن يكون قدوة وإماماً ؟! فسماه إماماً بالنظر إلى هذه الحيثية. لأن النبوة إنما تكون ابتلاءا من جهة أنها معنى يسلتزم التقدم بالناس وقيادتهم في الخير ودعوتهم إليه. وهذا هو معنى الإمامة، فيكون الخطاب الإلهي بذلك في أول الوحي لإبراهيم بالنبوة .


صحيح أنه لم يكن له آنذاك ذرية، لكن لا مانع من توقع وجودهم في المستقبل ويشهد لهذا المعنى قوله تعالى عن إبراهيم : (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) ولم يقل: الإمامة. ولا مانع من أن نجعل ذلك تفسيراً لقول إبراهيم في الآية: (ومن ذريتي)، واستجابةً لدعائه. فالله حين أخبره أنه جاعله للناس إماماً طلب أن يجعل هذه الإمامة في ذريته. والله قد استجاب دعاءه، وأخبرنا عن ذلك بقوله " (وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ) أيّ شيء جعل في ذريته ؟ قال : (النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ) ولم يقل: (الإمامة والكتاب). وهذه قرينة قوية تشهد لما نقول .


لفظ (الإمامة) لم يرد في القرآن عكس (النبوة).


ومما ينبغي أن يلاحظ أن لفظ (الإمامة) لم يرد في القرآن إنما ورد لفظ (النبوة) ومما يشهد لها من القرائن أن النبوة بعد إبراهيم حصرت في ذريته. وهي لا تكون لمن أسرف في المعاصي فكان من الظالمين، بينما كانت لمن ظلم نفسه من ذريته لكنه تاب وأصلح كموسى عليه السلام الذي قتل إنساناً لا يحل له قتله كما أخبر تعالى فقال : ( وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِين) .


والأن ننتقل معا الي : (الإمامة والإبتلاء ) .


وأما القول بأن الابتلاء متقدم على (الإمامة) على اعتبار أنها حصلت كجزاء على النجاح في الابتلاء، كما قال به الطوسي في (التبيان)، والطبرسي في (مجمع البيان. ومن المتأخرين (آية الله العظمى) جعفر سبحاني فهو قول مرجوح من الناحية اللغوية: لأنه لو كان الأمر كذلك لكان الأولى أن يقال: (وَإِذْ ابْتَلَى إبراهيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ فقَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماما) فيؤتى بـ(الفاء) كرابطة ليكون ما قبلها ( وهو الإبتلاء ) سبباً لما بعدها (وهو الإمامة). وبعدم وجود (الفاء) يترجح كون العبارة تفسيراً – وليس جزاءاً- لما قبلها.


ومما يؤيد ذلك أن الجملة إذا جاءت جزاءاً لجملة تقدمت عليها، ولم تتأخر عنها أما إذا تأخرت فهي سبب أو تفسير لما قبلها .


فالجملة المتأخرة التفسيرية كقوله تعالى : (وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا* أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا) فجملة (أخرج….) تفسير لجملة (دحاها).


وأما السببية فكقوله تعالى : (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجـَحِيمَ صَلُّوهُ) لماذا (إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ) .


فجملة : (إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ) سبب لما قبلها من قوله : (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ) فالجملة الجزائية تتقدم على الجملة السببية .


فتأخير قوله : (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً) مع انعدام حرف (الفاء) يضعف كونها جزاءاً لما قبلها، وأن ما قبلها سبب لها .


صحيح أن الإمامة في الدين تنال بالصبر والابتلاء القائم على اليقين. ولكن هذه هي الإمامة اللغوية التي هي القدوة. أما الاصطلاحية فهي- على حد قول الإمامية – هبة كالنبوة لا داعي لأن يتقدمها الابتلاء. بل الابتلاء يحصل بعدها: فرسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ناله الأذى والابتلاء بعد النبوة لا قبلها. فالنبوة أول الابتلاءات .


والخلاصة أن القول بأن (الإمامة) حصلت كجزاء على الابتلاء – ليسلم الادعاء بأنها منصب متأخر عن النبوة- ظن مرجوح لغة. وأصول العقيدة لا تبنى على الظن الراجح فكيف بالمرجوح!


فما نتائج بناء الإمامة على الابتلاء


ولو سلمنا جدلاً بهذا القول. وهو أن (الإمامة) تحصل بالابتلاء فإنه يوقع أصحابه في مطبات وإحراجات تنسف (الإمامة) من الأساس! منها:


أولا : أنكم قلتم بأن (الإمامة) كائنة مع (الإمام) منذ وجوده. بل (الأئمة) كانوا (أئمة) قبل خلق آدم عليه السلام بحصولها بعد الابتلاء يتناقض مع أصـل قولهم بـ(الإمامة).
وسبب وقوعهم في هذا التناقض هو أن القول بأن (الإمامة) منصب غير منصب النبوة يحتاج – لإثباته بوضوح من خلال الآية - إلى القول بتأخره عن الابتلاء ليحصل التمييز بين المنصبين: على اعتبار أن منصب النبوة حصل أولاً ثم حصل منصب (الإمامة) آخراً. إذن هما منصبان متميزان.


ولهذا - وحتى يتبين الأمر ويثبت أكثر - وضعوا له تلك الرواية التي تقول بأن الله اتخذ إبراهيم إماماً بعد أن اتخذه خليلاً ورسولاً… الخ .


وأغمضتم الطرف عن التناقض بين هذا وبين قولهم بأن (الإمامة) هبة كائنة مع (الإمام) منذ وجوده.


وهذا يدل على أن قواعد الإمامية تصنع حسب الطلب. فإن احتاجوا لقاعدة وضعوها وإن تناقضت مع قاعدة أخرى وضعوها مسبقاً .



ثانيا : وأيضا فإن (الإمامة) إذا كانت إنما حصلت بعد اجتياز الابتلاءات، والنجاح في الامتحانات فقد حصلت بأسباب وسعي من العبد. وأنتم تقولون بأن (الإمامة) كالنبوة- لا يدَ للعبد في تحصيلها. إنما هي هبة ممنوحة من الرب.


ثالثا : ومن هذه المفاسد والتناقضات: أن بعض (الأئمة) لم يحصل لهم ابتلاء، وقد نالتهم (الإمامة) – حسب العقيدة الإمامية - بلا سابق امتحان: مثل محمد الجواد وابنه علي. وكذلك (المهدي)، إذ حصلت لهم (الإمامة) منذ الطفولة. كما اعترف بذلك جعفر سبحاني بقوله: قد بلغ بعض الأئمة المعصومين لدى الشيعة إلى القمة من الكمال والصلاح من دون أن يتعرضوا للابتلاء . (مفاهيم القرآن 5/239.) .


وقد حاول التملص من الإحراج الذي يسببه له هذا القول بأن الابتلاء ليس الطريق الوحيد للإمامة .


ونحن نقول: فلم لا تكون (العصمة) ليست الطريق الوحيد (للإمامة) كذلك؟!وهذا أولى بالقبول وأقرب للمعقول: لأن القرآن يقرر أن الإمامة حصلت للبعض بالصبر واليقين. وذلك في قوله تعالى : (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) ). والصبر لا يكون إلا على الابتلاء. فالابتلاء مذكور ومنصوص عليه كشرط للإمامة، لكن (العصمة) غير مذكورة في الآية، ولا منصوص عليها في القرآن كله كشرط لها.


فالتمسك بغير المذكور، والتفريط بالشرط المنصوص عليه قلب للأمور لا تقبله إلا القلوب المنكوسة، والعقول المعكوسة.


والسبب الكامن وراء الوقوع في هذا التناقض هو أنه لا بد من التملص من شرط الابتلاء بأي صورة وإلا انتقضت (الإمامة). لأن بعض (الأئمة) لم يبتلوا قبل (الإمامة) ولا بد - من جهة أخرى - من التمسك وعدم التفريط بـ(العصمة) شرطاً لـ(الإمامة)لأنه يفيدهم في إسقاط إمامة (الصديق) وبقية الخلفاء على اعتبار حصول الاتفاق على عدم عصمتهم!


وهذا يدل على عدم الجدية في الاعتقاد، وعدم خلوص النوايا وإلا لما كان الوقوع في مثل هذه الازدواجية، والانتقائية في تطبيق القواعد والشروط . بل اختراعها !


لا علاقة للعصمة مع الظلم بالإمامة :


إن (العصمة) - التي حصل التشدد في اشتراطها لـ(الإمامة) بحيث لو وقع ذنب من إنسان ولو لبرهة من حياته وإن تاب وأصلح كان مانعا من الإمامة – لا يوجد دليل معتبر عليها. بل الأدلة إلى غير جانبها .


ويكفينا في هذا الموضع دليل واحد: هو أن آدم عليه السلام وقع في الخطيئة وارتكب الظلم بنص القرآن كما قال تعالى : (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ) فالأكل من الشجرة يجعل الآكل من الظالمين، وقد أكل آدم منها ولذلك اعترف هو وحواء قائلَين: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) فكيف - على قواعدكم - يستقيم هذا مع إمامته، والنص على خلافته بقوله تعالى: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَليفَةً) وكل خليفة منصوص عليه شرعاً هو إمام شرعي ولا بد.


إن هذا ينقض (العصمة)، ويجعل التائبين – كآدم عليه السلام - غير مشمولين بوصف الظلم المذكور في قوله سبحانه: (لا ينال عهدي الظالمين) أي أن العصمة - والتي من شروطها عدم حصول ذنب سابق - ليست مقصودة في الآية التي هي موضع الاحتجاج .


أما عن إمامة الأشرار :


ومما يبين بطلان منصب (الإمامة) بوضوح: أن الله تعالى تحدث لنا عن إمامة أخرى هي إمامة الأشرار. وذكر أنها (بجعل) منه. فاستعمل اللفظ نفسه في الإمامتين كما قال تعالى عن فرعون وملئه: (وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنصَرُونَ) وقال تعالى عن الكفار : (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ) فقد جعل الله تعالى للكفر والشر أئمة يقتدى بهم، وسماهم (أئمة)، كما جعل للإيمان والخير أئمة يقتدى بهم، وسماهم (أئمة) .


ولا شك أن إمامة الأشرار ليست منصباً يتم بالتعيين الإلهي مع كونها بـ(جعل) من الله فكذلك إمامة الأخيار؛ لأن اللفظ المخبر عن الإمامتين واحد. فلو كان اللفظ (جعلناهم أئمة) يعني أن الإمامة منصب لكانت كذلك إمامة الأشرار لأن اللفظ واحد في الإمامتين: فهنا قال : (وَجَعَلْنَاهُمْ أئمة يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) وهناك قال : (وَجَعلْنَاهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) .


وقال : (وَجَعَلْنَا منْهُمْ أئمة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) وهو كقوله تعالى عن بني إسرائيل : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئمة وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) وليست (الوراثة) منصباً مع وقوع لفظ (الجعل) عليها. فكذلك (الإمامة). و(الذين استضعفوا من بني إسرائيل) وقعت منهم أعظم الذنوب كالإشراك بالله بعبادة العجل وغيرها! .


ومن هنا صح أن يدعو كل مؤمن قائلاً: اجعلني للمتقين إماماً كما يدعو ويقول: اجعلني ناجحاً، اجعلني خاشعاً.. وهكذا.


وبالجملة فقد صار القول بأن الإمامة منصب غير النبوة غايته أن يكون مجرد ظن وشبهة، بينه وبين القطع واليقين مفاوز ومسافات تنقطع دونها الآمال. وأصول العقيدة مبناها على اليقين ، لا على الظن فبطل الاستدلال .


ثم هل الجعل في الأية قدري أم سببي ؟؟


وهذا جنحتم اليه لأبطال إمامة الصديق رضي الله تعالى عنه وارضاه وصحة خلافته - بل الخلافة الإسلامية على مر التاريخ! - على اعتبار أنها تمت باختيار من الناس لا بنص و تعيين أو (جعل) من الله. فهو من جنس (قواعد تحت الطلب).


وأقل ما في هذا أنه ظن لا يقين فيه: لأن اللفظ - من حيث الأصل اللغوي - محتمل لهذا وهذا دون إمكانية القطع بقدريته ونفي سببيته. والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال. وكفى الله المؤمنين القتال .


وأرجو منكم أن تحسب قبل الاسترسال في القراءة - كم احتمالاً تطرق إلى الاستدلال بهذه الآية على (الإمامة) ؟ ونحن لمّا نزل في أول الطريق!!


وأن لا تنسى أننا لسنا بحاجة إلى كل هذا بعد أن أسقطنا الموضوع برمته بضربة واحدة!! ألا وهي عدم صراحة النص.


والآن لنا أن نسأل: ما الدليل القطعي على أن (الجعل) في الآية قدري تكويني لا شرعي سببي؟ واللفظ – في أصله - يحتمل الأمرين .


إن كل حركة في الكون إنما هي بقدر من الرب. لكن بعضها قدري محض لا دخل للأسباب البشرية في حدوثها: كلون البشرة وصورة الوجه ودوران الأرض وإشراقة الشمس. وبعضها يتوقف على هذه الأسباب .


الذرية – مثلاً - تكون بقدر من الله، لكن لا بد من الزواج كسبب لولادتهم ووجودهم. وكذلك الزرع والرزق والذهاب والمجيء: كلها بقدر و(جعل) من الله، لكنها - من الناحية الأخرى - لها أسباب تتوقف عليها حتى الصلاة والصيام وبقية الأعمال فهي – وإن كانت بسبب أو سعي من العبد لكنها - متوقفة على تقدير الرب. والعكس صحيح. ومن هذا قول نبي الله إبراهيم : (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ) فـ(الجعل) هنا ليس مستقلاً عن الأسباب. وهو كقوله أيضاً : (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) .


هذا هو الجعل الشرعي السببي. فحينما نقول: إن (الجعل) سببي لا نقصد استقلاله عن القدر، وإنما نقصد اشتراكهما فيه معاً لإيجاد ما بني عليه .


هذا هو الجعل الشرعي السببي. فحينما نقول: إن (الجعل) سببي لا نقصد استقلاله عن القدر، وإنما نقصد اشتراكهما فيه معاً لإيجاد ما بني عليه .


والملاحظ أن ابراهيم عليه السلام سأل عدة أشياء له ولذريته، واللفظ واحد في جميع هذه الأسئلة وهي:


قوله تعالى : (قَالَ إِنِّي جَاعلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) .
قوله تعالى : (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ) .
قوله تعالى : (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)


وقد اشتركت الأسئلة الثلاثة (الإمامة والإسلام والصلاة) بلفظ (جعل)، ولفظ (ومن ذريتي) ما يشير إلى أن (الجعل) فيها واحد، وأن الإمامة هي من جنس بقية الأسئلة ولا علاقة لها بعصمة أحد أو تعيينه من الله.
والآن اقرأ هذه الآيات:


(وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً)
(وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأنعَامِ بُيُوتًا)


فلولا سعي العبد في الزواج وبقية الأسباب لما جعل الله له بنين أو حفدة.


وكذلك لولا عمل العبد من ذبح الأنعام وسلخ جلودها ودباغتها وخياطتها وتهيئتها لما جعل الله له من جلود الأنعام بيوتاً.


(وَجَعَلَ لَكمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمْ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ) وهي الثياب التي ينسجها الإنسان والدروع التي يصنعها.


(لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) ولولا إعداد العدة وتجهيز الجيش لما حصل الفتح الذي (جعله) الله.


(فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً) فنقض الميثاق كان السبب في (جعل) قلوبهم قاسية.


(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا) وكل ذلك بأسباب .


(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) فالتقوى هي السبب في (جعل) المخرج من كل ضيق.


(وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ) والجنة لا تنال إلا بعمل العبد.


فكل (جعل) هنا متوقف على سبب. وكذلك (الجعل) في قوله تعالى: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إماماً) والدليل – كذلك - قولهم : إنه حصل بعد الابتلاءات واجتياز الامتحانات. إذن هو متوقف على هذه الأسباب، ولولاها لما حصل أثره وهو الإمامة. وهو يشبه تماماً دعاء المؤمنين في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما) .


الأن : ما علاقة ذلك بالتعيين الإلهي ؟!


ومما يبطل الاحتجاج بالآية تماماً : أن (الإمامة) التي أثبتهموها لـ(الأئمة) قدرية كائنة مع الإمام منذ وجوده. وإمامة إبراهيم عليه السلام والقول لا زال للإمامية –حادثة بعد أن لم تكن. فهي ليست قدرية تكوينية. فإما أن تكون (الإمامة) حادثة كإمامة إبراهيم فهي ليست (الإمامة) التي أثبتوها لـ(الأئمة)، وأما أن تكون غيرها فلا وجه للاحتجاج لها بإمامة إبراهيم.


والنتيجة أن أعلى ما يطمع فيه المحتج بالآية أن اللفظ يحتمل الأمرين. فعاد الأمر إلى الظن والاحتمال. فبطل الاستدلال.



هل نفي صفة الظلم يستلزم (العصمة) المطلقة من الذنب؟


إن دعوى ملازمة نفي وصف الظلم للعصمة من الذنب استنتاج وليس نصاً صريحاً. والأصول مبناها على النصوص الصريحة وليس على الاستنتاج أو الاستنباط . إن هذا المعنى بعيد جداً عن النص ولا يخطر على البال مهما تفكر فيه القارئ إلا إذا كان في ذهنه من البداية وهو يلف ويدور يبحث له عما يؤيده من النصوص المشتبهة والمحتملة ولو بتكلف شديد.


إن الأمر مبني على أن لفظ (الظالمين) يشمل كل من كان قد سبق منه ظلم
- شركاً كان أم معصية - وإن تاب وأصلح.


يقول محمد حسين الطباطبائي في تفسيره (الميزان): إن المراد بالظالمين في قوله تعالى: (ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) مطلق من صدر عنه ظلم ما من شرك أو معصية. وإن كان منه في برهة من عمره ثم تاب وصلح.


إن أول ما يبطل هذا القول أن تعرف أنه دعوى بلا دليل. فإن لفظ (الظالمين) جمع (ظالم) والظالم اسم للمتلبس بالظلم المقيم عليه أما من تاب وانخلع منه فلا يسمى ظالما وإلا لم يدخل أحد من التائبين الجنة لأنهم (ظالمون)، والله تعالى يقول: (ألا لعنة الله على الظالمين) وتوعدهم بالعذاب فقال: (إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها) ومثله في القرآن كثير.


فكيف يصح أن يقال: (إن المراد بالظالمين في هذه الآية مطلق من صدر عنه ظلم ما من شرك أو معصية وإن كان منه في برهة من عمره ثم تاب وصلح) ؟! إذن كل المسلمين في النار!


ولا شك أن قولاً هذه نتيجته هو من أفسد الأقوال وأبطلها. فبطل ما بني عليه من (العصمة) و(الإمامة) عموماً. و(عصمة) و(إمامة) أحد من الناس بعينه خصوصاً .


إن هذا لا نعرفه من شرعنا ولا لغتنا ولا العقل يقر به:


إن التائب من الذنب -في شرعنا- كمن لا ذنب له، والله تعالى يقول: (إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيما)


فهل يصح أن يطلق على هؤلاء اسم (الظالمين) حتى يصح أن نسمي بذلك (مطلق من صدر عنه ظلم ما من شرك أو معصية وان كان منه في برهة من عمره ثم تاب وصلح) ؟!


إنه ليس أكثر من محاولة يائسة لإخراج أبي بكر الصديق وغيره من الخلفاء من شرف الإمامة واستحقاق الخلافة بدعوى أنه كان مشركاً فهو من (الظالمين) وإن تاب، (لأن المراد بالظالمين في الآية مطلق من صدر عنه ظلم ما …الخ).


إن (الظالم) اسم مشترك بين المشرك أو الكافر الخارج عن الملة، وبين الفاسق أو العاصي المسرف على نفسه من أهل الملة ما دام مقيماً على فسقه وعصيانه.


وهو اسم يشمل من خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، وغلبت سيئاته على حسناته وهؤلاء لا يكونون أئمة يقتدى بهم ما داموا مقيمين على ما هم عليه.


وذلك كقوله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ) وهو الذي اجترح من السيئات، وترك من الواجبات ما صار به مقصراً عن درجة النجاح : (ومنهم مقتصد) وهو من ترك ما استطاع من السيئات، وعمل بما استطاع من الواجبات. (وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ) وهو الذي عمل على قدر استطاعته فأتى بالواجبات والمستحبات وترك المحرمات والشبهات والمكروهات.


فالإمامة مقصورة على الصنفين الأخيرين دون الصنف الأول. ومثله قوله تعالى وهو يذكر إبراهيم عليه السلام (وباركنا عليه وعلى إسحق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين) .


هذا هو مقصود آية إبراهيم. فما علاقة (العصمة) ؟!



إن الله تعالى لم يقل: )لا ينال عهدي من ظلم) حتى يمكن أن يحمل –ولو بتكلف- على من ظلم ولو مرة واحدة على اعتبار أن الفعل الماضي يفيد الحدوث مرة واحدة، بينما الفعل المضارع يفيد تكرار الحدوث .


وإنما قال : (لا ينال عهدي الظالمين) والاسم في اللغة يفيد الثبوت والدوام فلا يشمل إلا من ثبت وداوم على ظلمه دون من تاب وأصلح. فأبو بكر وعمر وعثمان حينما تولوا أمر الأمة لم يتولوه وهم ظالمون، وإنما تولوه وهم مؤمنون صالحون، سماهم الله تعالى بالسابقين الأولين والصادقين والمفلحين والفائزين …الخ


الخطيئة السابقة لا تناقض الإمامة .


ويؤيد ذلك أن أدم عليه السلام نصص الله على (جعله) خليفة بقوله تعالى (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً) وهو يشمل آدم قطعاً، فآدم أول خليفة وأول إمام، وقد أسجد الله تعالى له ملائكته، فالملائكة - فما دون - تبع لآدم. وهذه الإمامة هي السبب في حسد إبليس وعداوته له، كما حسد الفرس العرب على إمامتهم ورئاستهم التي ابتدأت بالصديق.


وقد اصطفاه الله تعالى فقال : (إن اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إبراهيم وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) والاصطفاء مما يحتج بها الإمامية على (الإمامة) ومع هذا صرح الله تعالى بذكر ظلمه ومعصيته، وأنه كان وزوجه من (الظالمين) في عدة مواضع من القرآن: منها ما جاء في سياق ذكر خلافته . وهو قوله تعالى : (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ) وقد أكلا من الشجرة فكانا من الظالمين واعترفا صراحة بتحقق وصف الظلم فيهما، وذلك في قوله تعالى عنهما: (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) .


وقالت أيضا : (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى)
وقال تعالى : (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْما)
وفيه ذكر العهد. فالعهد نال آدم رغم ظلمه السابق لأنه تاب واستغفر وأناب كما قال سبحانه: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) فهو ليس من (الظالمين) الذين لا ينالهم عهد الله.


وكذلك داود عليه السلام الذي صرح الله تعالى بـ(جعله) خليفة في قوله : (يَا دَاُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَق ) ). ولقد جاء هذا القول مباشرة بعد ذكر ارتكاب داود عليه السلام للخطيئة المذكورة في سورة (ص). والتي تبتدئ بقصة الخصمين اللذين تسورا عليه المحراب، وتنتهي بقوله تعالى: (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ) .


وكذلك سليمان عليه السلام قال الله تعالى عنه : (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي) وقبلها ذكر قصة انشغاله بالخيل حتى فاتته صلاة العصر. وجاء ذلك مصرحاً في رواية لابن بابويه القمي عن جعفر الصادق أنه قال : إن سليمان بن داود عليه السلام عرض عليه ذات يوم بالعشي الخيل فاشتغل بالنظر إليها حتى توارت الشمس بالحجاب فقال للملائكة ردوا الشمس علي حتى اصلي صلاتي في وقتها ما يدل على أن التوبة بعد الخطيئة لا تحرم العبد من الفضل أو الفضيلة. بل ترتفع به فيكون أقرب إلى الرب الذي : (يحب التوابين ويحب المتطهرين) ولولا الذنب لما حصلت التوبة والتطهر الذي به ينال العبد حب الرب. (ومن المعلوم أنه قد يكون التائب من الظلم أفضل ممن لم يقع منه. ومن اعتقد أن كل من لم يكفر ولم يذنب أفضل من كل من آمن بعد كفره واهتدى بعد ضلاله وتاب بعد ذنوبه، فهو مخالف لما علم بالاضطرار من دين الإسلام. فمن المعلوم أن السابقين أفضل من أولاده ، وهل يشبِّه أبناء المهاجرين والأنصار بآبائهم عاقل؟) وهذا كله يتناقض مع تفسير علماء الإمامية للفظ (الظالمين) الذي بنوا عليه القول باشتراط العصمة من الآية.


وبانهيار هذه المقدمات تنهار النتيجة المبنية عليها كما ينهار البناء إذا انهار أساسه.


إن الاحتجاج بالآية على (الإمامة) عموماً يحتاج إلى الإثبات القطعي لهذه المقدمات. وذلك مستحيل لأن الأمر في أحسن أحواله راجع إلى الظن والاحتمال وأصول الاعتقاد مبناها على أساس القطع واليقين. وحيث لم يثبت الأساس فلا بناء . فبطل الاحتجاج بالآية على (الإمامة).


قلت لك سابقا يا رواية لا ذكر لعلي ولا أحد من (الأئمة) الاثني عشر في الآية !


وعلى افتراض صحة هذه المقدمات جدلاً، فإنه لا يتحصل منها إلا إثبات (إمامة) عامة ليست متعلقة قطعاً بأحد من (الأئمة) الاثني عشر، فالاحتجاج بها على إمامة علي بخصوصه أو غيره ممن ادعيت لهم (الإمامة) دعوى فارغة. وهذا يتوضح أكثر بالنقاط الآتية:


أولا : إن هؤلاء غير مذكورين صراحة في نص الآية، بل ولا إشارة! فالآية تتكلم عن إمامة إبراهيم وليس عن إمامة علي أو أحد غيره فإقحامهم فيها محض تخرص وافتراض لا سند له إلا شبهات لا يمكن بحال أن ترقى إلى اليقين الذي هو أساس ابتناء الأصول .


ولقد نص الله تعالى في كتابه على خلافة داود عليه السلام بينما الأمة بحاجة إلى النص على إمامة علي وخلافته أكثر من النص على إمامة إبراهيم وخلافة آدم وداود . فلا يعقل أن ينص الله على أمر كمالي ويترك النص على أمر أساسي أصولي!


ومن الملاحظ أن كل الأمور العظيمة المشتركة بين الشرائع القديمة وشريعة الإسلام - كالتوحيد والنبوة والمعاد والصلاة والزكاة والصيام وحرمة القتل والزنا والسرقة - يصرح الله بذكرها في تلك الشرائع. ثم يعود ليؤكد ذكرها صراحة مرة أخرى في شريعة الإسلام بالنصوص القرآنية الواضحة. فلو افترضنا جدلاً أن (الإمامة) موجودة في الشرائع القديمة فلماذا لم يؤكد الله تعالى ذكرها في شرعنا بالنصوص القرآنية التي تصرح بذكر (الإمامة) عموماً، و(إمامة) علي و(الأئمة) من بعده خصوصاً؟!


فعاد القول (بإمامة) علي احتجاجاً بالآية إلى المتشابه لا إلى المحكم. وذلك دليل بطلانه.


ثانيا : إن استنباط (إمامة) علي من الآية - بناءاً على أن علياً لم يقع منه شرك أو ذنب - لا يمكن القطع به وإنما هو دعوى - ودعوى عظيمة - تحتاج إلى دليل قطعي من خارج الآية، وإلا فإن الآية لا تنص على علي ولا على عصمته، فضلاً عن غيره، فاحتاجت الآية إلى حجة من خارجها فبطل الاستدلال بها.


ثالثا : إن القول بـ(عصمة) علي دعوى تحتاج - كما قلت - إلى نص قرآني صريح، وذلك مفقود - وسيأتي لاحقاً مناقشة هذه القضية مفصلاً في مبحث (العصمة) - والأمر مبناه على الافتراض الظني ، وذلك لا ينفع في الأصول .


بل يمكن الطعن حتى في دعوى أن علياً لم يقع منه شرك في بداية حياته. وذلك بأن نقول : ما الدليل القطعي على هذه الدعوى؟


قد يقال: إنه أسلم وهو صبي صغير ولكن هذا القول لا يكفي فقد يكون وقع منه الشرك قبل أن يسلم، ولا يبعد أن أباه - وهو مشرك - كان يأخذه إلى الكعبة ويلقنه عبادة الأصنام، بل يقال: إنه ولد في الكعبة، والكعبة حين ولادته كانت مليئة بالأصنام. فهو قد ولد بين الأصنام! ولقد ولد غير واحد من قريش في الكعبة كحكيم بن حزام. ويظهر أن المرأة إذا أعسرت أدخلوها الكعبة مستغيثين بالآلهة لكي ييسروا أمر ولادتها .


وليس في هذا ذم ولا مدح، لأن الذم والمدح يبنى على الفعل الاختياري، والطفل لا اختيار ولا قصد له في الخير والشر وعبارة (أسلم علي وعمره كذا) تستلزم أنه لم يكن قبل ذلك مسلماً.



ودعوى انفراد علي بأنه لم يسجد لصنم غير مسلَّم بها: فإن أبا بكر لم يسجد كذلك لصنم. وهذا أدعى للفضل لأنه ترك اختياري عن تفكر وتدبر. فليس هو كترك طفل لم يوضع بعد على المحك. فلا ندري لو عاش حتى بلغ مبلغ الرجال ما ستؤول إليه الحال


وقد حكى لنا التاريخ عن مجموعة ممن كانوا يسمون بالأحناف لم يشركوا بصنم كأبي بكر الصديق ، وأبي ذر الغفاري ، وزيد بن نفيل ، وورقة بن نوفل. ولا شك أن الفضل لهؤلاء أولى وأكمل.


والنتيجة أن إثبات أن علياً لم يسبق منه شرك أمر ظني. وثبوت هذا لمن ولد في الإسلام ، ونال الخلافة كعبد الله بن الزبير مقطوع به .


واخيرا :


وأخيراً نقول: هل يعقل أن تكون هذه الآية المحتملة لهذه الوجوه التي لا تحصى من الاختلافات- حجة على العباد في أصل من أصول الدين يتوقف على ثبوته الإيمان، ويلزم من إنكاره الكفر .


أعط الآية لرجل دخل في الإسلام لأول وهلة لم يسمع بموضوع (الإمامة) و(العصمة) وعلي والحسن والحسين………الخ، غير أنه يحسن العربية، ثم انظر هل يمكن أن يفهم منها (إمامة) شخص هو علي؟ أو (إمامة) اثني عشر معصوماً أوجب الله الإيمان بإمامتكم؟!


يستحيل ذلك ولو قرأ الآية ألف مرة !


لكن أعطه هذه الآية مثلاً : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) إنه سيقول لك بداهة : إن الآية تتحدث عن إيمان حقيقي مصرح به لصنفين من الناس: صنف آمن وهاجر وجاهد، وصنف آوى ونصر -أي المهاجرين والأنصار- وستكون النهاية المغفرة لهم ، والجزاء بالرزق الكريم.


بل أعطه هذه الآية : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحْ اللَّهُ لَكُمْ) هل يمكن أن لا يفهم منها الإرشاد إلى التفسح في المجالس ؟! أو هذه الآية : (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) ألا يفهم منها بوضوح الأمر برد التحية وآدابها ؟!


أفيأتي التفسح في المجالس والتحية بالنصوص الواضحة الجلية وهما أمران فرعيان –بل من فروع الفروع- ولا تأتي كذلك (إمامة) علي؟! وهي أعلى شأناً من النبوة : (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إن لكم فيه لما تخيرون)


كانت هذه الآية - وغيرها من الآيات التي تحتجون بها يا رواية - دالة على (إمامة) علي لكان هو أول المحتجين بها. وتلك الآثار الواردة عنه في جميع الكتب تصمت صمتاً كاملاً عن ذلك، ما يوضح بجلاء أن هذه العقيدة استنبطوها بعيداً عن نصوص القرآن، ثم جاءوا إلى القرآن ليجعلوا منه تابعاً ومحكوماً يوقّع على ما يقولون وبه يحكمون.

يتبع






التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» بين [ شيخ الإسلام إبن تيمية ] وفهم [ عباد القبور ] لكلامه حول [ صفة اللمس ]
»» ضيفنا محتاج المعصوم يقول عائشة راس اهل البيت فهل تتبعه
»» من يثبت أن " مجهول عند الحفاظ " لم يكذب على الإمام البخاري .. ؟
»» مثقف إسماعيل إنكارك للصفات يلزمك أن تقع في الشرك
»» مساكين منتدى يارب حسين يسبون ويلعنون
 
قديم 07-08-09, 08:15 PM   رقم المشاركة : 26
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


اقتباس:
، وإمّا هي تشريعيّة كقوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيْدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )(سورة البقرة : 185

اقتباس:

فالإرادة ، تارةً تكوينيّة ، وأُخرى تشريعيّة ، وكلا القسمين واردان في القرآن الكريم ، ولله سبحانه وتعالى إرادة تكوينيّة وإرادة تشريعيّة ، ولا خلاف في هذه الناحية
كن المراد من « الإرادة » في الآية لا يمكن أن يكون إلاّ الإرادة التكوينيّة ، لان الإرادة التشريعيّة لا تختص بأهل البيت ، سواء كان المراد من أهل البيت هم الأربعة الأطهار ، أو غيرهم أيضاً ، الإرادة التشريعيّة لا تختصّ بأحد دون أحد ، الإرادة التشريعيّة يعني ما يريد الله سبحانه وتعالى أن يفعله المكلَّف ، أو يريد أن لا يفعله المكلّف ، هذه الإرادة التشريعيّة ، أي الأحكام ، الأحكام عامّة تعم جميع المكلّفين ، لا معنى لان تكون الإرادة هنا تشريعيّة ومختصّة بأهل البيت أو غير أهل البيت كائناً من كان المراد من أهل البيت في هذه الآية المباركة ، إذ ليس هناك تشريعان ، تشريع يختصّ بأهل البيت في هذه الآية وتشريع يكون لسائر المسلمين المكلّفين
فالإرادة هنا تكون تكوينيّة لا محالة ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس

ثانيا يذهب :
الـ( لام ) لام التعليل (( او لام كي بمعنى كي يذهب ))
يُذْهِبَ : فعل مضارع منصوب بالفتحة
و المعنى الدال من الفعل (( يُذّْهِبَ )) يدل على الفعل الماضي و الحاضر و المستقبل و سياق الاية (( انما يريد الله )) اي انما شاء الله تعالى ان يذهب عنكم

ثالثا :: الرِّجسَ

و الرجس اسم شامل لكل انواع المعاصي و الذنوب و الارجاس صغيرها و كبيرها و بكل انواعها .. و قد فسر المفسرون معنى الرجس إلى عدة تفسيرات نذكر منها
إبن جرير الطبري - جامع البيان - سورة التوبة

- القول في تأويل قوله تعالى : وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون يقول تعالى ذكره : وأما الذين في قلوبهم مرض ، نفاق وشك في دين الله ، فإن السورة التي أنزلت زادتهم رجسا إلى رجسهم ، وذلك أنهم شكوا في أنها من عند الله ، فلم يؤمنوا بها ولم يصدقوا ، فكان ذلك زيادة شك حادثة في تنزيل الله لزمهم الإيمان به عليهم ، بل ارتابوا بذلك ، فكان ذلك زيادة نتن من أفعالهم إلى ما سلف منهم نظيره من النتن والنفاق ، وذلك معنى قوله : فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا يعني هؤلاء المنافقين أنهم هلكوا ، وهم كافرون يعني وهم كافرون بالله وآياته


إبن جرير الطبري - جامع البيان - سورة البقرة

303 - حدثني يونس ، قال : أخبرنا إبن وهب ، قال : قال إبن زيد في قول الله : في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا قال : زادهم رجسا . وقرأ قول الله عز وجل : فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم قال : شرا إلى شرهم ، وضلالة إلى ضلالتهم

السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 45 )

- وأخرج عبد بن حميد وإبن أبى شيبة وإبن المنذر وإبن أبى حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله كذلك يجعل الله الرجس قال الرجس مالا خير فيه


السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 3 ) - رقم الصفحة : ( 318 )

- أخرج إبن جرير وإبن أبى حاتم عن إبن عباس ( ر ) في قوله ويجعل الرجس قال السخط.

- وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله ويجعل الرجس قال الرجس الشيطان والرجس العذاب

و هذا يدل على ان (( الرجس )) يشمل كل الموبقات و كل ما لا يرضي الله سبحانه و تعالى .

ثالثا :: اهْلُ البَيتِ
و المراد هنا باهل البيت هم اهل بيت رسول الله صلى الله عليه و اله .. و لاتفيد الاية مجمل نساء النبي بل استثنت و خصصت اهل بيته باربعة مع رسول الله صلى الله عليه و اله و هم ( فاطمة عليها السلام و علي بن ابي طالب عليه السلام و الحسن و الحسين عليهم السلام )) و مما يدعم ذلك هو الكثير من مصادر اهل السنة الذين روو هذا الحديث .. و نذكر هنا على سبيل الايجاز

صحيح مسلم - فضائل الصحابة - فضائل أهل بيت النبي ( ص ) - رقم الحديث : ( 4450 )

- حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏ومحمد بن عبد الله بن نمير ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لأبي بكر ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏محمد بن بشر ‏ ‏عن ‏ ‏زكرياء ‏ ‏عن ‏ ‏مصعب بن شيبة ‏ ‏عن ‏ ‏صفية بنت شيبة ‏ ‏قالت قالت ‏ ‏عائشة : ‏خرج النبي ‏(ص) ‏غداة ‏ ‏وعليه ‏ ‏مرط ‏ ‏مرحل ‏ ‏من شعر أسود فجاء ‏ ‏الحسن بن علي ‏ ‏فأدخله ثم
جاء ‏ ‏الحسين ‏ ‏فدخل معه ثم جاءت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏فأدخلها ثم جاء ‏ ‏علي ‏ ‏فأدخله ثم قال : ‏إنما يريد الله ليذهب عنكم ‏ ‏الرجس ‏ ‏أهل البيت ويطهركم تطهيرا .

السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 198 )

- وأخرج إبن جرير وإبن المنذر وإبن أبى حاتم والطبراني وإبن مردويه عن أم سلمة ( ر ) زوج النبي (ص) ان رسول الله (ص) كان بينهما على منامة له عليه كساء خيبرى فجاءت فاطمة ( ر ) ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله (ص) ادعى زوجك وإب************ حسنا وحسينا فدعتهم فبينما هم ياكلون إذ نزلت على رسول الله (ص) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فاخذ النبي (ص) بفضلة ازاره فغشاهم اياها ثم أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتى وخاصتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا قالها ثلاث مرات قالت أم سلمة ( ر ) فادخلت رأسي في الستر فقلت يا رسول الله وأنا معكم فقال إنك إلى خير مرتين .

و هذا يدل على حصر الاية بهؤلاء الخمسة دون غيرهم من نساء النبي صلى الله عليه و اله

خامسا :: وَ يُطَهِرَهُم تَطْهيرا
فالفعل يطهر : هو فعل مضارع و الفاعل هو الله تعالى اي ((يطهركم الله )) و ( كم ) مفعولا به
و تطهيرا : فهي مفعول مطلق لتوكيد فعله
و معنى الاية هو ان مشيئة الله تعالى اقتضت ان يذهب الرجس عن اهل البيت عليهم السلام و يطهرهم تطهيرا و هنا لا بد من الاشارة الى ان معنى الاية لا يفيد ابتداء التطهير و إبعاد الرجس منذ نزولها اي إنها لا تعني ما قبلها .. بل ان الإرادة ( التكوينية ) التي بيناها فيما سبق اقتضت بان يكون هؤلاء الخمسة مذهوب عنهم الرجس منذ ولادتهم و حتى وفاتهم و مطهرين تطهيرا أيضا منذ ولادتهم و إلى وفاتهم .. و بمعنى آخر .. إن الله سبحانه و تعالى قد اصطفى هؤلاء الخمسة و نوع الاصطفاء هو ان الله تعالى رفع منهم او ابعد منهم (( الرجس )) بمفهومه المطلق اللا محدود و أضاف إليهم (( الطهارة ) ) بمفهومها المطلق اللامحدود و الغير مقيد .. اي أن جميع أنواع الرجس مرفوعة عنهم و جميع أنواع الطهارة مضافة إليهم .. و هذا ما يدل و بشكل قطعي على العصمة .. فمعنى العصمة اخوتي هو ان يكون الشخص محفوظا و محميا من كل أنواع الرجس (( بمفهومها المطلق )) و هذا ما عنته الآية المباركة من إذهاب الرجس و اضافة التطهير ..

اما في عقيدتنا فنحن نذهب الى ان المشمولون بالاية هم كل الائمة الاثنا عشر عليهم السلام من ذرية الامام الحسين عليه السلام اورد لك بعض الامثلة



قال تعالى

" وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً " الأحزاب 33

فجاء الرافضة الى شطر الآية الأخير وأنتزعوه

ليستدلوا به على عصمة أصحاب الكساء وأئمة الرافضة من بعدهم

و أستدلوا بأحاديث كثيرة ماصح منها

لا يمكن أن يدل على أكثر من دعوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم

لأصحاب الكساء رضي الله عنهم بمضمون الآية بعد نزولها في زوجاته رضي الله عنهن

وفي هذا الموضوع سنناقش بعض الأمور حول الآية الشريفة

وسنظهر ان شاء الله اختصاصها بزوجات الرسول لايدخل معهن أحد غيرهن

وساعرض في كل مشاركة نقطة واحدة فقط توضح ذلك


أولا :

يبدأ شطر آية التطهير الذي يقصده الرافضة بكلمة ( إنما ) وهي أداة حصر

فماذا تحصر إنما في عرف الرافضة ؟

لهم فيما تحصره قولان

القول الأول : أنها تحصر ارادة الله في اذهاب الرجس عن أهل البيت

وهذا كفر صريح ونزع لإرادة المولى عز وجل

فكأنه ليس لله ارادة غيرها حاشاه سبحانه

والقول الثاني : أنها تحصر أرادة الله اذهاب الرجس في أهل البيت

وهو قول متهافت أيضا

إذ كيف يجوز أن تحصر إرادة الله إذهاب الرجس فيهم دون غيرهم من خلقه

( ادعاء على الله وانتقاص له)

اذ يكون معنى ذلك أن الله تعالى لايريد أن يذهب الرجس عن غيرهم

وكأنه تعالى يريد الرجس لعباده ماعداهم حاشاه سبحانه

هذا حمق وعدم تنزيه لله تعالى من الرافضة


وقد جمع شيخهم الطبطبائي هاتين الحماقتين في تفسيره
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي ج 61 ص 309
قوله تعالى : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) كلمة ( انما ) تدل على حصر الارادة في اذهاب الرجس والتطهير وكلمة أهل البيت سواء كان لمجرد الاختصاص أو مدحا أو نداء يدل على اختصاص اذهاب الرجس والتطهير بالمخاطبين بقوله : ( عنكم ) ، ففى الاية في الحقيقة قصران قصر الارادة في اذهاب الرجس والتطهير وقصر اذهاب الرجس والتطهير في أهل البيت .

وحيث بطل القولين لأن فيهما كفر وعدم تنزيه للذات الإلهية

فلا بد لنا من البحث عن ما تحصره أداة الحصر إنما

نقول

الآداة إنما تحصر سبب ورود الأوامر والنواهي السابقة لها


في ارادة الله اذهاب الرجس عن أهل البيت

أي أنه تعالى لم يأمر وينهى أمهات المؤمنين في الاية وماسبقها

الا لأنه يريد أن يذهب عنهن الرجس ويطهرهن منه


وهذا هو الحق الذي لامحيص عنه

اذ لايمكن أن يكون في الآية محصور ومحصور فيه الا ماذكرنا

بعد أن سقط ادعاء القوم

الذين أظهروا أن عصمة أئمتهم أهم عندهم من تنزيه الله تعالى عن النقص


إحتجاج الرافضة بتغير ضمير الخطاب من المؤنث الى المذكر مردود عليهم

فلم يخاطب الله الأهل أبدا بالمؤنث في القرآن وهكذا هي لغة العرب

فلا يخاطب الأهل بالمؤنث وإن قصدت الزوجة أو الزوجات

قال تعالى

" وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ " 12 القصص

فهل دلتهم على غير أمه وهي امرأة


فأهل بيتك هي امرأتك

" ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " 196 البقرة

فهل أهله المقصودون هنا أبناء عمه أم أولاده أم أهل بيته الذين يسكن اليهم وهي زوجته فلا يكفيه بيت ابنه ولا بيت ابنته بل بيت زوجته مع العلم أن هذه الآية تشمل من عنده أولاد ومن ليس عنده الا زوجته

" قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ " 73 هود

لاينكر أن الملائكة هنا تخاطب زوجة سيدنا ابراهيم الا مكابر

كما لاينكر أن الخطاب في هذه الايات متوجه الى زوجة سيدنا موسى الا عنيد

" إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى " 10 طه

" إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ " 7 النمل

" فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ " 29 القصص

أما عن اختلاف الخطاب من المؤنث الى المذكر

فذلك لأنهن خوطبن بالمؤنث في جملة أخرى مستقلة غير الجملة المحتوية على كلمة أهل

فحين خوطبن بكونهن أهلا جاء الخطاب مذكرا

ونشاهد هنا اختلاف الجمل

"وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ "

"قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ"

فلا حجة للرافضة أيضا باختلاف الضمير

ولم تخاطب الآيات الا نساء النبي فقط

لم ترد عبارة " يريد الله " في القرآن الكريم الا لتوضح علاقة سببية بين ماقبلها وما بعدها


قال تعالى

" وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " 33 الأحزاب

فسبب الأوامر والنواهي الموجهة لأمهات المؤمنين هو أن الله تعالى يريد إذهاب الرجس عنهن


" فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ " التوبة 55

" وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ " التوبة 85

وفي الآيتين السابقتين
سبب اعطاء الأموال والأولاد للمنافقين هو أن الله تعالى يريد أن يعذبهم بها بجمعها وحراستها وفتنتهم بها وأن ما يظنون أنه من منافع الدنيا فهو في الحقيقة سببب لعذابهم وبلائهم وتشديد المحنة عليهم
ويلاحظ أن الآية الأولى منهما تتشابه تشابها شديدا مع شطر آية التطهير ففيها "إنما يريد الله " مع لام التعليل المرتبطة بالفعل المضارع " ليذهب " و " ليعذبهم "

وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " آل عمران 176

وفي هذه الآية
فإن سبب مسارعة المنافقين في الكفر مع عدم انتفاعهم به هو أن الله تعالى يريد ان لا يجعل لهم حظا في الآخرة ويريد أن يعذبهم لهذا استدرجهم الى المسارعة في الكفر



وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ " المائدة 49

وفي الآية السابقة
فإن سبب توليهم واعرضهم عن حكم الله هو ارادة الله تعالى أن يصيبهم بهذا الذنب و أن يصرفهم عن الهدى لما لهم من الذنوب السالفة التي اقتضت إضلالهم ونكالهم

أو أن يقال إن اعراضهم عن حكم الله تعالى سبب لا صابتهم وتعذيبهم به

وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ " الأنفال 7

وفي هذه الاية
فإن سبب ملا قاتكم للطائفة ذات السلاح وهم مقاتلي قريش في بدر هو أن الله تعالى يريد أن يحق الحق بقطع دابر الكافرين وقتلهم على أيديكم


فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " المائدة 6

في الآية
سبب تشريع التيمم هو أن الله تعالى يريد التسهيل على المؤمنين وإبعاد الحرج عنهم عندما لايجدوا الماء ويريد أن يطهرهم به


وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " البقرة 185

في الآية
سبب تشريع قضاء الصيام في أيام أخر غير رمضان هو أن الله تعالى يريد التيسير على المؤمنين


وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا " النساء 25-28

وأخيرا في الآية السابقة نجد أن
سبب إيضاح الأحكام في ألاية الأولى هو أن الله تعالى يريد أن يبين للمؤمنين الأحكام الصحيحة
وسبب التبيين لهم وهدايتهم هو أنه يريد أن يتوب عليهم وأن لايتبعوا الشهوات
وسبب السماح بنكاح الإماء هو للتخفيف عن المؤمنين الذين لايستطيعون نكاح المحصنات


فلا نجد في كتاب الله عبارة " يريد الله "

الا ونجدها دالة على علاقة سببية بين ماقبلها وما بعدها

وآية تطهير نساء النبي تتبع نفس القاعدة

فلم يأمرهن وينهاهن سبحانه وتعالى في الآية نفسها وفي الآيات السابقة عبثا وحاشاه أن يفعل

إنما أمرهن ونهاهن رضي الله عنهن ليذهب عنهن الرجس ويطهرهن تطهيرا

يتبجح الرافضة بقول متهافت أملته عقيدتهم الفاسدة في عصمة أئمتهم

وهو أن الإرادة في آية التطهير إرادة تكوينية وليست تشريعية

لأنها لو لم تكن تكوينية لشملت كل المسلمين ( لا أدري لماذا يحسد الرافضة المسلمين )

وبقولهم هذا فقد أغفلوا عدة حقائق

1- أن الآية قد اشتملت على أوامر ونواهي وجعلتها سببا لإذهاب الرجس عن امهات المؤمنين

2- أن أمهات المؤمنين مكلفات كغيرهن من المسلمين فوجب عليهن اتباع أوامر ونواهي الشرع

3- لا ميزة لأحد من الناس الا بالتقوى فلا أنسابهن ولا قرابتهن من رسول الله تشفع لهن اذا خالفن

قال تعالى

" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ " النور 52

فلا فائز ولا ناج الا من أطاع الله ورسوله وأتبع الأوامر والنواهي


4- ارادة اذهاب الرجس والتطهير ليست مقصورة على نساء النبي كما قد يفهم البعض من الاية

فربنا عز وجل وان كان خصص أهل البيت بالخطاب لأنهم أولى وأحق

الا أنه تعالى يريد ايضا اذهاب الرجس عن كل المسلمين ويريد أن يطهرهم

والا لما أرسل اليهم رسوله وانزل عليهم كتابه

قال تعالى

" فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " المائدة 6

" إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ " الأنفال 11

" خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " التوبة 103

فهو سبحانه وتعالى يريد أن يطهر جميع عباده المؤمنين

الا من استثناهم تعالى وقال بأنه لايريد أن يطهرهم

" يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ " المائدة 41

فالقول بالإرادة التكوينية في آية التطهير وهم أملاه وهم أكبرهو اعتقاد الرافضة العصمة في أئمتهم

كلما ورد الأمر بطاعةالله ورسوله في القرآن الكريم يوضح لنا الله تعالى سبب طلب تلك الطاعة أو عاقبتها وكذلك فأنه كلما وردت عبارة تدل على عصيان الله ورسوله فإننا نجد بعدها عاقبة ذلك العصيان , فمابال الرافضة يريدون أن تنتهي الأوامر في الشطر الأول من آية التطهير بطلب الطاعة دون نتيجة أو ايضاح سبب طلب الطاعة


" وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " والعاقبة " لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا "

لنراجع معا :

" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " 132 آل عمران

" قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ " 32 آل عمران

" تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ "13-14 النساء

" وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ " النساء 14

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " 59 النساء

" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا " 69 النساء

" مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا " 80 النساء


" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ " 92 المائدة

" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " الأنفال 1

" ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " الأنفال 13

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ " الأنفال20-21

" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ " الأنفال 46-47

" أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ " التوبة 63

" وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " التوبة 71

" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ " النور 52

" قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ " 54 النور

" وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " 56 النور

" وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا " الأحزاب 31

" وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا " الأحزاب 36

" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " الأحزاب 71

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ " 33 محمد

" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا " الفتح 17

" وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " الحجرات 14

" إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ " المجادلة 5

" أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " 13 المجادلة

" إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ " المجادلة 20

" ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " الحشر 4

" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ "12 التغابن

" فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " 16 التغابن

" وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا " الجن 23

" وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " الأحزاب 33


ففي آية التطهيرايضا تكون نتيجة طاعة الله ورسوله اذهاب الرجس عن زوجات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتطهيرهن رضي الله عنهن


القرآن يفسر بعضه بعضا

ويأبى الله ورسوله والمؤمنون اخراج امهات المؤمنين الطاهرات من آية نزلت في حقهن


ترتيب الآيات في القرآن توقيفي


وهذا معناه أن من رتب آيات القرآن هو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأمر من الله تعالى

وفي هذه الحقيقة التي أجمع عليها المسلمون نسف لما يتبجح به بعض الرافضة من أن آية التطهير تبدأ بـ "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ " وأنها آية مستقلة نزلت لوحدها

ويثبت ذلك أن ما زعموه آية إنما هو شطر آية تبدأ بـ "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ "

والعجيب أنه على الرغم من إدعاء بعض الرافضة هذه الدعوى الساقطة

فإننا نجد أن الكثير من علمائهم قد أقروا بحقيقة أن ترتيب الآيات توقيفي وأنه لاتجوز قراءة القرآن الا بترتيبه

ولننظر في بعض أقوال علماء الرافضة في ذلك

بحوث في تاريخ القرآن- السيد مير محمدي زرندي ص 91
خلاصة وخاتمة : فقد ظهر من كل ما تقدم أن الألفاظ القرآنية وترتيبها كان من الله عز وجل ، لا من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولا من جبرئيل ، وهذا مما دلت عليه الآيات الكثيرة والروايات المعتبرة ، وأنه ليس في خطب الرسول ما يشبه اسلوبه اسلوب القرآن ، وأن قوله تعالى : " نزل به الروح الأمين * على قلبك " لا يدل على إلهام المعاني دون الألفاظ . والحمد لله أولا وآخرا ، وصلاته وسلامه على نبيه وآله .


بحوث في تاريخ القرآن- السيد مير محمدي زرندي ص 97
البحث الثاني في ترتيب الآيات وهو أيضا توقيفي ومن الله عز وجل ، وتدل عليه الوجوه التالية : الأول : ما استدللنا به في نظائر البحث من أن العقل والاعتبار لا يريان للاجتهاد في القرآن مجالا ، الأمر الذي يؤثر في إعجازه الخالد ، إذ لو جاز إعمال الرأي والقياس في ترتيب آياته لأمكن حدوث الخطأ أحيانا في الترتيب بحيث يقدم ما حقه التأخير وبالعكس ، وهذا يوجب اختلالا في الاسلوب القرآني المعجز .

علوم القرآن- السيد محمد باقر الحكيم ص 115
أما جمعه بمعنى كتابته وتسجيله فقد عرفنا في بحث ثبوت النص القرآني ان القرآن الكريم قد تم جمعه زمن الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، ولكن الرأي السائد في ابحاث علوم القرآن أن جمعه قد تم في عهد الشيخين ، وقد عرفنا أنه يمكن التوفيق بين الرأيين في أن اصل الجمع تم في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وجمعه على شكل مصحف منتظم الاوراق فهو مما تم في عهد الشيخين ، وقد عرفنا أيضا سلامة النص القرآني

كشاف الفهارس- السيد محمد باقر حجتى ص 280
الذى يدل على ثبوت تواتر هذا القرآن ونفى الزيادة والتغيير عنه وجوه اثنى عشر ، بعضها يدل على الامرين وبعضها على أحدهما وهو كاف :

منتهى المطلب (ط.ق) - العلامة الحلي ج 1 ص 273
[ الثالث ] ترتيب آيات القرآن واجب فلو أخل به عامدا بطلت صلاته ولو أخل به ناسيا استأنف القراءة ما دام في حالها إلا أن مع الاخلال بالترتيب لا يتحقق الاتيان بها

جامع المقاصد - المحقق الكركي ج 2 ص 255
أما لو خالف ترتيب الآيات نسيانا ، فلا بد من الإعادة لفوات الموالاة ، نعم لو قرأ آخر الحمد ، ثم قرأ أولها مع النسيان ، ثم تذكر بنى على ما قرأه آخرا ، ويستأنف ما قبله لحصول الترتيب والموالاة معا .

روض الجنان- الشهيد الثاني ص 264
وكذا لا تجزى القراءة مع مخالفة ترتيب الايات على الوجه المنقول بالتواتر وأولى منه ترتيب الكلمات والجمل لفوات النظم الذى هو مناط الاعجاز ولا مع قراءة السورة أولا واللازم من عدم الاجزاء في جميع ما تقدم بطلان الصلوة مع الاخلال بشئ من ذلك أو الاتيان بما نهى عمدا أو جهلا وإعادة القراءة مع النسيان ما لم يركع

ذخيرة المعاد - المحقق السبزواري ج 2 ص 273
لو قدم مؤخرا أو اخر مقدما عامدا بطلت قرائته وعليه الاستيناف لاخلاله بالجزء الصوري فان كان ساهيا عاد إلى الموضع الذي اخل منه بالترتيب فقراء منه ومراده من الاستيناف اعادة القرائة من راس وهي مبنية على ان الاخلال بالموالات عامدا موجب لاعادة القرائة

كشف اللثام (ط.ق) - الفاضل الهندي ج 1 ص 217
ولو اخل بحرف أو كلمة أو اعراب أو موالاة أو خالف ترتيب الآيات ناسيا استأنف القرائة من اولها ان اخل به أو اختل والا فمما اختلف أو تقدم فاتت الموالاه بين الآيات أو الكلمات أو قرائة ما قدمه خاصة أن قدم الشطر الاخير مثلا على الاول ان ذكر ولم يركع لبقاء محلها فان ذكر بعده لم يلتفت بفوات المحل ولم تبطل الصلوة على التقديرين وانما عليه سجدتا السهو

كتاب الصلاة - الشيخ الأنصاري ج 1 ص 596
ولا تجزي القراءة مع مخالفة ترتيب الايات على الوجه المنقول بالتواتر ، وأولى منه : ترتيب الكلمات والجمل ; لفوات النظم المقصود من القراءة وعدم صدق السورة وإن صدق القرآن في بعض أفراده . فلو خالف عمدا بطلت القراءة بلا خلاف ولا إشكال فيه ، ولا في إبطال الصلاة إذا كان مخالفة الترتيب بين الكلمات مخرجة للمقروء عن القرآنية ، أو لم يكن ، لكن اقتصر عليه حتى ركع .


فاذا كان ترتيب آيات القرآن الكريم توقيفيا من الله تعالى فيلزم من ذلك

أن آية التطهير غير مجزأة وتبدأ بـ "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ "

وأن الذي وضع قوله تعالى " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً "

في سياق الأوامر لأمهات المؤمنين هو ربنا عز وجل بنفسه

فلا سبيل لنزعه من سياقه خاصة وأنه شطر آية وقد تقدم نسف حجة الرافضة في تغير الضمير

وهذا دليل آخر على أن آية التطهير قد نزلت كاملة في أمهات المؤمنين الطاهرات

رضي الله عنهن وأرضاهن

شطر الآية الذي يدعيه الرافضة لأئمتهم يبدأ بـ " إنما يريد "


ومن كان عنده حس وتذوق للغة العربية يعرف أنه لايمكن للكلام أن يبدأ بعبارة " إنما يريد "

فهي تحمل معناً تفسيرياً لما قبلها

وعند البحث عن هذه العبارة في القرآن الكريم نجد أنها تكررت أربع مرات

في قوله تعالى

" فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ " التوبة 55

" وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ " التوبة 85


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ " المائدة 90-91

" وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " 33 الأحزاب

وكما نلاحظ ففي جميع هذه الأربعة مواضع يمكن بكل سهولة

وضع أداة النصب أن بدلا من اللام قبل الفعل المضارع الذي يتبع "إنما يريد " وبالعكس دون أن يتغير المعنى

فلو تم حذف العبارة " إنما يريد " مع الفاعل وتم الاستغناء عن العبارات الإعتراضية ووضع اللام قبل الفعل المضارع بدل أن

لظهر لنا شئ عجيب وهو أن العلاقة السببية التي تحدثنا عنها في النقطة الثالثة تظهر جلية وواضحة

لنجرب

أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ ليُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا

الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ليُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ

وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا

وليجرب أي رافضي أن يأتينا بجملة تبدأ بـ " إنما يريد " تكون مستقلة بنفسها لا تعتمد على غيرها فلن يجد

ويلاحظ أن في شطر آية التطهير الذي يبدأ بإنما يريد جملتين معطوفتين على بعضهما

1- يريد الله ليذهب عنكم الرجس

2- يطهركم تطهيرا

فالجملة التي دخلت عليها إنما يريد هي الأولى وهي التي تحتاج الى جملة أخرى تتم المعنى وتوضح سبب دخول العبارة " إنما يريد " ليكتمل المعنى وهذا غير متوفر في الجملة الثانية المعطوفة عليها "يطهركم تطهيرا " ولا يتوفر مبرر لدخول العبارة "إنما يريد الا في شطر الآية الأول المشتمل على الأوامر والنواهي لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن ولعن لاعنيهن

وأعتذر عن هذا الشرح الممل

فالآية بسياقها واضحة لكل عربي

وإنما أفعل ذلك لتوضيح الأمر لأبناء عمومتنا الرافضة الذين خدعوا بما يقوله سادتهم

لعل الله أن يرحم بعضهم فيهديه الى الحق


ماهو الرجس الذي يريد الله أن يذهبه عن أهل البيت ؟


عندما يقول سبحانه وتعالى أنه يريد أن يذهب شئ ما

فمن الاستحالة القول بأنه يريد إذهاب ما لاوجود له

فلا بد أن يكون الرجس المراد إذهابه موجودا

إما في الأشخاص المراد إذهاب الرجس عنهم

وإما في سياق الآية والآيات المجاورة

على هئية محضورات معينة حذرهم منها لأنهم عرضة لها

وحيث أن الرافضة تقول بعصمة أصحاب الكساء رضي الله عنهم من الولادة حتى الموت

ولا يجوزون عليهم الخطأ ولا السهو والنسيان فينتفي بالنسبة لهم الإحتمال الأول


وبما أنهم ينكرون أن يكون لشطر آية التطهير الذي يبدأ بـ " إنما يريد " سياق

فينتفى بالنسبة لهم الإحتمال الثاني كذلك

فلا يتبقى لهم الا أن يتهموا الله تعالى بعدم البلاغة فيقول ما لايقصد ( حاشاه سبحانه )

وتحضرني هنا مقالة غبية لأحد الرافضة الذين ناقشتهم في هذا الخصوص

حيث قال : أنه تعالى يريد إذهاب الرجس الموجود في غيرهم وحولهم عنهم

وهذا عجيب غريب

فما حاجة الله سبحانه وتعالى أن يذهب عن أحد ما ماليس فيه ولا ينبغي أن يكون فيه

ولعل ذلك الزميل لم يعلم بأن معنى الإذهاب هو الإزالة والتغيير

لسان العرب ج1/ص393
و أذهبه غيره و أزاله ويقال أذهب به

ومنه قوله تعالى


" إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآَخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا " النساء 133

" وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ " الأنعام 133

" إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ " الأنفال 11

" قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " التوبة 14- 15

" وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " هود 114

" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ " ابراهيم 19

" مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ " الحج 15

" إِنْ يَشَأْ ُيذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ " فاطر 16

هذا كل ما وجدته في القرآن الكريم بالاضافة الى آية التطهير

بلفظ يُذْهِبْ ( المبني للمجهول ) بضم الياء وكسر الهاء

ولم تأت الا بمعنى يزيل و يغير

فلا يأتي الفعل يُذْهِبْ بمعنى يحمي أو ( يحول دون حصول شئ ) أبدا في لغة العرب

فينتج عن ذلك بطلان قول صاحبنا الذي قال : يذهب الرجس الموجود في غيرهم أو حولهم عنهم

فلا يمكننا أن نزيل عن شخص ما كان في غيره وما ليس محتملا أن يصيبه


الخلاصة :

أن الرجس المذكور في آية التطهير هو المحضورات التي نهى الله عنها أمهات المؤمنين ليطهرهن منها

ومنه :

1- الخضوع بالقول

2- عدم القرار في البيت

2- التبرج

3- عدم اطاعة الله ورسوله

فقد وصف الله سبحانه وتعالى هذه وغيرها بالرجس

وقال بأنه يحذر أمهات المؤمنين منها لأنه يريد إذهاب الرجس عنهن

فالآية الكريمة واضحة الدلالة على أنها قد نزلت في أمهات المؤمنين دون غيرهن

و لازلنا نأتي بالشواهد تلو الشواهد على ذلك

والعجيب أن الأية التي يريد الرافضة الإحتجاج بها على عصمة أئمتهم

هي أكبر دليل على إنتفاء العصمة عن البشر

ولكن لا يتدبرون القرآن فعلى قلوبهم أقفالها

أما باقي الروايات

فقد أجاب عليها الشيخ الفاضل اسد السنة

وهي كلها ضعيفة

والله تعالى الموفق والمعين على الحق

تقي الدين السني
















التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» [ كتاب ] بلوغ القمة في الذب عن بني أمية
»» إعلان تحدى لجميع الشيعة .. هل كل المراجـع والمعـمميـن أفضـل من سيدنـا علي رضوان الله
»» وَأَلَّوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لاسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً
»» مهدي الشيعة لا اساس له من كتب الشيعة ( نقاش )
»» الرافضة وكلام الألباني " وكان أئمة السلف يحب علي أكثر من أبي بكر "
 
قديم 07-08-09, 08:25 PM   رقم المشاركة : 27
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


لا اله الا الله







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» تخريج حديث الثقلين (عند مسلم) ودراسةِ إسنادهِ
»» الصفعة الأولى [ تناقضات الرافضة ] ناصبي عثماني [ يروي حديث الثقلين في فضل أهل البيت ]
»» هل يعتقد الإباضية بحجية (( خبر الاحاد )) في العقيدة ؟
»» موحدة ( شيعية ) تفضلي عندي سؤال
»» ردنا على [ أحد جهلة شبكة الحك ] في سبب توقيفنا
 
قديم 07-08-09, 08:43 PM   رقم المشاركة : 28
نصير الموحدين
عضو ذهبي







نصير الموحدين غير متصل

نصير الموحدين is on a distinguished road


جزاك الله خيرا الجزاء اخي تقى الدين واخي اسد
ونفع بعلمكم وهدا الله الزميل طريق الحق
حواركم مفيد واتمنى ان يجد قلوب حيه







 
قديم 07-08-09, 09:45 PM   رقم المشاركة : 29
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


بارك الله تعالى فيك أخي الحبيب نصير الموحدين
وجزاك الله تعالى الخير







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» الرد على من أنكر نسبة كتاب [ الرد على الجهمية ] لشيخنا الراجحي
»» العياشي [ لا تخلوا جميع نسخ البرهان المعتمد في تفسيره من التحريف ] صفعة لكتب الرافضة
»» التحدي الكبير / أيها الرافضة ما هو دليلكم على صحة معتقدكم ؟
»» حديث (( عرض السنة على القرآن )) دراسةً وتوضيحاً .. !!
»» هدية للأحبة [ الرافضة ] تكفرُ أحد [ رواة حديث الثقلين ]
 
قديم 08-08-09, 05:11 AM   رقم المشاركة : 30
تقي الدين السني
عَامَلَهُ الْلَّهُ بِلُطْفِه








تقي الدين السني غير متصل

تقي الدين السني is on a distinguished road


لا اله الا الله







التوقيع :
قال الإمام الشافعي -رحمه الله-:
«لوددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا يُنسبُ إلىَّ شيءٌ منه أبدا فأوجرُ عليه ولا يحمدوني!» تهذيب الأسماء واللغات(1/53)
من مواضيعي في المنتدى
»» يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ
»» تَخريج حَديثْ (( أنتَ يا علي فصفيي وأميني ))
»» إن أفظع ما يواجههُ [ محققي الرافضة ] في تحقيق كتبهم [ التحريف والتصحيف ] في الكتب ..!
»» سلسلة التحديات اليامية هل سمى علي نفسهُ والياً للمسلمين يا باطنية ؟ / 7
»» أحمد العرقي (( ما يمنعك من سب أباك )) .. ؟
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:35 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "