العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > منتدى فضح النشاط الصفوى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-11-10, 01:41 AM   رقم المشاركة : 1
المقداد بن عمرو
مشترك جديد






المقداد بن عمرو غير متصل

المقداد بن عمرو is on a distinguished road


مفكرة الاسلام

مفكرة الإسلام :

لا يستطيع أحد أن يتجاهل التصريحات التي أدلى بها الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي عن التدخل الإيراني في العراق، فهذه التصريحات تأتي في ظرف دقيق يمر به العراق والأمة الإسلامية من ورائه، ويصدرها وزير خارجية واحدة من كبار الدول الإسلامية، وإضافة إلى كل ذلك فإن تلك التصريحات حملت من الحقائق والدلالات ما بُحت به أصوات كثير من المراقبين وهي تحذر من الأيدى الإيرانية التي تعبث في مصير العراق ومن بعده الدول العربية؛ ما حقيقة المخاوف العربية من التدخل الإيراني في العراق؟، وما طبيعة النوايا الإيرانية تجاه الدول العربية؟، تلك النقاط وغيرها نناقشها في هذا المقال.


العراق والهلال الشيعي:

لم تكن تصريحات الأمير سعود الفيصل عن التدخل الإيراني في العراق وعن السعى الإيراني لابتلاع العراق؛ هي أول تصريحات يطلقها مسؤول عربي محذرًا من السيطرة الشيعية على العراق، لقد حذّر الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن منذ عدة أشهر عن الهلال الشيعي الذي يمتد من إيران إلى لبنان مارًا بالعراق والذي من الممكن أن تمتد أطرافه لتشمل عدد من دول الخليج؛ ورغم الأهمية الكبيرة التي يمثلها أصحاب هذه التصريحات، إلا إن هذه التصريحات لم تقدم سوى تأكيدًا للتحذيرات التي أطلقها الكثير من المراقبين والمتابعين من المد الشيعي الفارسي في العالم العربي مستغلا الوضع في العراق.



حقيقة الأمر إن تصريحات الفيصل رغم أهميتها إلا إنها جاءت متأخرة بشكل واضح، حيث تأتي بعد نجاح المخابرات الإيرانية في السيطرة على العراق في ظل حماية أمريكية وبريطانية أشار لها الوزير السعودي.



تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي يسعى شيعة العراق متمثلة في السيستاني والحكيم والجعفري لتقديم العراق لقمة سائغة لإيران، فما دعوة السيستاني والحكيم الشيعة العراقيين إلى التصويت على الدستور إلا خطوة جديدة في اتجاه تفتيت العراق من أجل 'تسليم العراق بأكمله إلى إيران من دون سبب'؛ كما أن الاتفاقية الجعفرية- الإيرانية الرامية لتوطين مليونين من الإيرانيين العراقيين في جنوب العراق ما هي إلا خطوة أخرى في اتجاه هذا المشروع الشيعي الفارسي، والذي يبدو أن الدول العربية لم تنتبه له إلا وهو على وشك تدشينه.



لقد نجحت إيران في استغلال الحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان من أجل تحقيق مكاسب لم تكن تحلم بها؛ ففي أفغانستان وبالتعاون مع واشنطن تخلصت طهران من نظام طالبان السني الذي كان يؤرقها كثيرًا، وفي العراق مدت يديها لتعبث بالبلاد وعبر التعاون مع واشنطن فتحت الطريق أمام الجعفري والحكيم وفيلق بدر ليسيطروا على العراق، ولا يخجل الحكيم أن يتحدث عن مليارات من الدولارات يجب على العراق تقديمها إلى إيران بدعوى تعويضات عن الحرب الإيرانية- العراقية.



ومنذ العدوان الأمريكي على العراق سعت إيران إلى ترسيخ وجودها في الجنوب العراقي ليس عبر المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة فحسب ولكن عبر كذلك الآلاف من عناصر المخابرات الإيرانية والطلاب الإيرانيين، وعبر المظاهر التالية:



- تتحدث المصادر الصحفية عن دخول ما بين ثلاثة إلى أربعة آلاف من رجال الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات الإيرانية إلى العراق منذ سقوط بغداد من بين قرابة 14 ألفا من رجال فيلق بدر والمتطوعين العراقيين في جهاز البسيج وغيرهم ممن تلقوا تدريبات ليست عسكرية فحسب بل في مختلف مجالات الحياة بما يتيح لهم الاستيلاء على مقاليد الأمور في العراق.



- كما اشترت المخابرات الإيرانية واستأجرت ما يزيد عن خمسة آلاف عقار متنوعة الخدمات في أنحاء متفرقة من العراق لتصبح محطات عمل لعناصر المخابرات الإيرانية.

- وبتشجيع ودعم من مكتب المرشد الأعلى في إيران توجه أكثر من ألفي طالب إيراني وأفغاني وباكستاني من طلاب قم إلى النجف وكربلاء، وأغلب هؤلاء الطلاب من المرتبطين بأجهزة المخابرات الإيرانية.

- وإضافة إلى الأموال التي تنفقها إيران على فيلق بدر وأشباهه، تتولى إيران كذلك دفع رواتب شهرية لما يزيد عن سبعة آلاف طالب ومدرس في الحوزة الشيعية العراقية، وذلك من أجل كسب ولاء هؤلاء وأمثالهم لإيران.

- وبجوار كل هذا، لا نستطيع أن نتجاهل أن المئات من العاملين في الحكومة العراقية، بل إن عددًا من الوزراء العراقيين الموالين للاحتلال الأمريكي هم من أصول إيرانية أو على أقل تقدير يعترفون بالفضل الإيراني عليهم مما يجعلهم يسعون إلى تحقيق الأحلام الفارسية الساعية لإنشاء هلال شيعي يمثل العراق فيه حجر الزواية.



وكل ما سبق ليس إلا بعض الدلائل على التغلغل الإيراني الواسع في العراق والذي لا يستطيع أحد أن يتجاهله، خاصة وأن الإدارة الأمريكية ذاتها تحدثت مرارًا عن هذا التغلغل وإن لم ترضى عن تصريحات سعود الفيصل بشأن هذا الوضع المقلق.



الخليج فارسي أم عربي؟:

لا تقتصر الأحلام الشيعية الفارسية على العراق، بل إنها تمتد لتشمل دول الخليج، ونشير هنا إلى حادثة قد تكون غير ذات أهمية لما تشاهده المنطقة من تغيرات كبيرة إلا إنها في الواقع تكشف بوضوح عن المخططات الإيرانية تجاه الخليج، فقد هدد التلفزيون الإيراني دولة قطر بأن طهران ستقاطع دورة الألعاب الآسيوية العام القادم المقرر إقامتها في قطر، وذلك لأن الدوحة استخدمت تعبير 'الخليج العربي' وليس 'الخليج الفارسي' في الدعايات الخاصة بهذه الدورة، وقال رئيس المنظمة الإيرانية للتربية البدنية محسن زاده: 'إذا زور القطريون الاسم التاريخي للخليج الفارسي خلال الألعاب الآسيوية سنة 2006، ستقاطع إيران بالتأكيد هذه الألعاب'، وأطلق وعيده محتجًا على كتيبات أعدها المسؤولون الرياضيون في قطر حملت الخليج العربي، ومن جهته أقام وزير الخارجية الإيراني معرضا للخرائط التاريخية في طهران خصيصا لهذه المسألة، وقال في حفل الافتتاح: إن 'عراقة اسم الخليج الفارسي واضحة لا لبس فيها على امتداد التاريخ'.


بالتأكيد تحمل هذه الحادثة دلالاتها الواضحة على النوايا الإيرانية تجاه دول الخليج، وهذه النوايا لم تكن وليدة اليوم أو وليدة ثورة الخميني، بل لقد ظهرت هذه النوايا مع ظهور الدولة الصفوية الشيعية الفارسية في إيران إبان الدولة العثمانية، فمنذ ذلك الوقت ويحاول الشيعة مد نفوذهم إلى دول الخليج ولم تتغير هذه الخطط الفارسية في يوم من الأيام وإن تغيرت الأساليب بين الشدة والدبلوماسية، غير أن صعود محمود أحمدي نجاد إلى الرئاسة الإيرانية أثار المخاوف الخليجية من معاودة إيران أحلام الهيمنة في الخليج العربي، ومحاولتها التأثير في الشيعة في دوله، خاصة وأن إيران، المتشددة والمعتدلة على السواء، لم تتراجع عن احتلالها الجزر الإماراتية الثلاث، ولم توقف نهائياً تطلعها إلى ممارسة أدوار داخلية وخارجية في دول الخليج، سواء عبر الامتداد الإيديولوجي، أو عبر تحقيق تفوق عسكري استراتيجي في السلاح التقليدي أو في المشروع النووي، لذلك لم يكن غريبًا أن يعرب الأمير سعود الفيصل عن أمله 'في ألا تكون إيران راغبة في حيازة سلاح نووي' مشيرًا إلى أن 'المملكة تفضل نهج الحوار'، لقد كشف الفيصل الحقيقة التي يتناساها الكثيرون وهي أن السلاح النووي الإيراني ليس سلاحًا عربيًا أو إسلاميًا بل قد يكون موجهًا في كثير من الأحيان إلى الدول العربية قبل الغربية.



الدور الأمريكي في تعظيم الوجود الإيراني:

لم يغفل الفيصل عن دور الاحتلال الأمريكي والبريطاني في ترسيخ الوجود الإيراني في العراق، حيث أكد أن السياسات الأمريكية تسعى إلى 'تسليم العراق بأكمله إلى إيران من دون سبب'، كاشفًا عن أن 'الإيرانيين يتوجهون إلى مناطق معينة بعد أن تقوم القوات الأمريكية بإحلال الهدوء فيها، ومن ثم يدفعون المال وينصبون رجالهم وحتى أنهم يقومون بتشكيل قوات الشرطة ويمدون رجال الميليشيات بالسلاح'، مؤكدًا 'أن كل ذلك يجري تحت حماية القوات الأمريكية والبريطانية'.



التعاون الإيراني – الأمريكي بشأن العراق لم يكن أمرًا مفاجئًا لأحد من المراقبين، فقبل العدوان الأمريكي على العراق عقدت سلسلة من الاجتماعات بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين تحت إشراف 'على رفسنجاني' رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام للتناقش بشأن الموقف الإيراني تجاه احتلال العراق، ومن أجل تكرار التعاون الإيراني الأمريكي في العراق بعدما حدث في أفغانستان، وبالتأكيد فإن هذا التعاون الإيراني- الأمريكي لم ولن يتوقف، خاصة وأن رفسنجاني وإن خسر الانتخابات الرئاسية فإنه لم يخسر منصبه في رئاسة 'مجلس تشخيص مصلحة النظام' أحد أهم المؤسسات التي تلعب دورًا في رسم السياسات الإيرانية.



هل تكفي الكلمات؟

هل تكفى التصريحات التي يطلقها المسؤولون العرب محذرة من التدخل الإيراني في العراق لتصحيح تلك الأوضاع؟، بالتأكيد لا ؛ لأن الحقائق التي يجرى ترسيمها على الأرض لن يفلح معها سوى حقائق مماثلة تعيد الأوضاع إلى نصابها، لقد اعترف الفيصل في تصريحاته بأن إسقاط نظام صدام حسين كان الخطوة الأولى نحو تفتيت العراق الذي تعرف الدول العربية والمسلمة إنه طالما كان خط الدفاع الأول أمام المد الشيعي الفارسي.



وبالتاكيد كذلك لا يصلح أن نطالب الاحتلال الأمريكي الذي يسعى إلى تفتيت العراق للخروج من مأزق المقاومة المتصاعدة، لا يصلح أن نطالب هذا الاحتلال بأن يعمل على توحيد العراق والكل يعرف أن هذا آخر ما تريده واشنطن بعد أن مرغت المقاومة العراقية أنوف جنودها في التراب.



إن المطالب من الدول العربية موقف جاد وخطوات واضحة تجاه هذا التدخل الإيراني وتجاه تلك السياسات الأمريكية الرامية لتفتيت العراق، ولابد من دعم قوي وصريح لسنة العراق، وإلا فإننا أن نخشى أن تتحول الدول العربية إلى شهود عيان على الوضع في العراق دون أن تكون لهم كلمتهم التي تحمى مصالح أمتهم العربية والمسلمة.



وليد نور

[email protected]

__________________







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:15 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "