طريقة التخلص من الصداع والشقيقة باالاعشاب النباتية

[الحر الأشقر]

الصداع

هو من بين الأمراض الأكثر شيوعا بل إنّه تحوّل في عصرنا الحاضر إلى ما يشبه الوباء وذلك لتعدّد الأسباب والعوامل التي تهيئ له. فمن بين مليون شخص في العالم يتعرّض كلّ يوم 3000 (ثلاثة آلاف) شخص إلى أزمة حادّة وهذا حسب المنظّمة العالميّة للصحّة. الصّداع هو جملة من الأعراض التي تتلخّص في أوجاع في الرأس منها ماهو عضوي أي مرتبط بإصابة لعضو من أعضاء الجسم ومنها ماهو غير عضوي مرتبط بالأخصّ بالحالة النفسيّة أوالشقيقة. عشرات ملايين الدّولارات تصرف سنويّا لعلاج الصّداع. فوحده علاج الشقيقة (وهو نوع من الصّداع) في الولايات المتّحدة الأميركيّة يتطلّب 13 مليار دولارا في السنة. ففي العالم يعاني 120 مليون شخصا من الشقيقة وفي كلّ يوم يتعرّض 90 ألف مواطن بريطاني لأزمة حادّة للشقيقة ويتغيّب مليون مواطنا يوميّا عن العمل في كلّ من الولايات المتّحدة الأميركيّة وأوروبا لإصابتهم بصداع في الرأس.

أمّا الصداع الناتج عن الاضطرابات النفسيّة والذي يشمل 90% من حالات الصّداع فهو مرتبط بالخصوص بحالات الانهيار العصبي الحادّة والعميقة والتي تصيب 340 مليون شخصا في العالم. تقديرات المنظمة العالميّة للصحّة تشير بأنّ هذا "الوباء" سيحتل المرتبة الثانية بحلول سنة 2020 وذلك بعد أمراض القلب والشرايين الناتجة أساسا عن اختلال في النظام الغذائي والسمنة. من ناحية أخرى فإنّ إحصائيات وزارة الصحّة المصرية تشير إلى أن ما بين 11% و19% من المصريين يعانون من حالات اكتئاب (أي 6 ملايين مصري). في العالم العربي يعاني 25 مليون مواطنا من الاكتئاب وأغلب هذه الحالات غير معلنة إذ يخاف المواطن من ردّ فعل الآخرين تجاه هذه الحالة فتتحوّل حالة الاكتئاب والانهيار إلى أعراض جسديّة مثل الصّداع.

هناك أنواع من الصّداع: الصداع المستمرّ والمؤقّت، الحاد والمزمن الذي يعاود الإنسان كلّ أسبوع أو شهر، العضوي والغير العضوي.

الصّداع العضوي

هو صداع ناتج عن مرض يصيب عضوا في الجسم بما في ذلك الرأس. ومن المعلوم أنّ الرأس يحتوي على الدّماغ والعينين والأذنين وعظام الجمجمة وعضلات الوجه والجيوب الأنفيّة والشرايين والأعصاب وكلّ إصابة لهذه الأعضاء يمكن أن تتسبّب في حدوث صداع حاد أو مزمن. لكن يمكن أيضا أن ينتج الصداع عن إصابة في عضو بعيد عن الرأس.

وأهمّ أسباب الصداع العضوي هي :

- صداع أورام المخّ والتهاب السحايا (Méningites).

- صداع التهاب الجيوب الأنفيّة (Sinusite).

- صداع ضغط الدم.

- الصداع المرتبط بالنزلة والحساسية.

- الصداع الناتج عن أمراض العينين : التهاب الملتحمة أو ارتفاع الضغط في العينين (الكحلي).

- التهاب الأذن الوسطى.

- تسوّس الأسنان.

- الصداع الذي يحصل قبل العادة الشهريّة أو أثناءها.

- صداع الجوع: يحصل قبل تناول الطعام وخصوصا في شهر رمضان وهو صداع يلفّ كامل الرأس وقد يشتدّ بعد الأكل خصوصا بعد تناول طعام دسم وغنيّ بالسكريات والحلويات.

- صداع الإمساك : constipation ينتج عن الإمساك تراكم مواد سامة في الأمعاء وفي الدمّ وتسرّبها إلى الجهاز العصبي.

- صداع ناتج عن تناول بعض الأغذية: بعض الناس يشعرون بصداع إثر تناول الشكولاطة أو القهوة أو المكسّرات أو بعض أنواع السمك والجبن والثوم والفراولة وغيرها. في هذه الحالة على الشخص المصاب بالصداع أن يتجنّب هذه المواد.

- صداع ضربة الشمس.

- صداع العصب مثلّث التوائم: هو صداع محدود في الزمان، حاد يثار بمجرّد لمس نقاط معيّنة ضمن منطقة العصب.

- حالات مرض الحمّى: صداع يصيب كامل الرأس.

- صداع الطقس البارد والرّياح الجافّة وكلّها تتسبّب في تقلّص عضلات الرأس.

هذه بعض أسباب الصداع العضوي والقائمة تطول وليس المجال هنا للتعرّض لها بالتدقيق.

الصداع غير العضوي

هو صداع لا يرتبط مباشرة بمرض أو إصابة لعضو من أعضاء الجسم. بل هو ناتج عن اضطرابات فيزيولوجيّة واضطرابات في الجهاز العصبي والشرايين أو ناتج عن اضطرابات نفسيّة. من بين أنواع هذا الصّداع : الشقيقة وصداع التوتّر والصداع العنقودي وأنواع أخرى من الصّداع.

أ- صداع التوتّر : هو أكثر أنواع الصّداع شيوعا وهو صداع ثابت يشمل كامل الرأس ويضغط عليه ويستمرّ أسابيع وأشهر (وهذا عكس الشقيقة) ولا يصاحبه تقيء أو رهاب الضوء ويزداد حدّة من الصّباح إلى المساء ولا يستجيب عادة للمسكّنات المألوفة. يصيب صداع التوتّر ثلثي الرّجال و80% من النساء في البلدان المصنّعة.

ب- الصداع النّصفي أو الشقيقة : هو صداع دوري متكرّر يشمل نصف الرأس ويصيب مختلف الأعمار والجنسين وبالأخصّ المرأة (تعاني منه 25% من النساء ويصاب به 8% من الرجال في العالم).

تحصل النوبة بعد إنذار كظهور شعاعات تتراقص أمام العينين أو ومظات خاطفة أو بدون إنذار وهي تتأثّر بعوامل عديدة كالغذاء (النبيذ الأحمر، المواد المضافة للطعام، الكولا، الكاكاو، اللّحوم المحفوظة كالهمبرغر أو الشيسبرغر) ويرافق الصداع غثيان وتقيّء. هناك نظريّات عديدة تحاول تفسير أسباب الشقيقة ولكن يظلّ هذا الصداع داء محيّرا وفي بعض الأحيان يستعصي على كلّ أنواع الأدوية بما فيها الحديثة.

علاج الصداع

قبل أن نتعرّض إلى العلاج النباتي لا بدّ من الإشارة إلى أنّه على المريض أن يتّصل بطبيبه الخاص لتشخيص نوع الصّداع والتيقن من عدم وجود سبب عضوي وذلك من خلال الفحوص المختلفة. من ناحية أخرى فإنّ علاج الصداع يمثّل معضلة بما أنّ إقبال المصابين به على الأدوية المتعدّدة الأنواع أدّى إلى حالات تسمّم تعدّ بالآلاف كلّ سنة وذلك بالخصوص في البلدان المصنّعة وهي ناتجة في غالبيتها عن الإفراط في تناول الأدوية وبكمّيات عالية. كذلك فإنّ أدوية الصّداع والشقيقة بما فيها الأدوية الحديثة لا تخلو من عوارض جانبيّة تطال الجهاز العصبي والقلب والشرايين والكلى ومختلف أعضاء الجسم.

مع ظهور حدود للعلاج الطبّي استعاد العلاج الطبيعي مكانته من جديد وبدأ العديد من المواطنين يتّجهون نحو النباتات ويكتشفون مزاياها. قبل التعرّض إلى العلاج النباتي للصداع يجدر بنا أن نلفت نظر القارئ إلى أهمّية الوقاية من هذه الإصابة.

ويمكن تلخيص مختلف جوانب الوقاية من الصداع في ما يلي:

تحديد العوامل المؤثّرة في الصداع كالإزعاج الشديد والإجهاد والتعب والإرهاق النفسي والمكوث ساعات أمام جهاز التلفزة أو الكمبيوتر ومقاومة الإمساك.

النوم لساعات كافية والاسترخاء.

ممارسة النشاط الرياضي بانتظام.

تجنّب التدخين.

تجنّب أكل المسلّيات بين الوجبات كالحلويات والبطاطا المقلية.

تناول وجبة الطعام في الوقت المحدّد.

تناول الأطعمة الغنيّة بالماغنيزيوم كاللّوز والموز والحبوب والأوراق الخضراء والخضراوات والأسماك وتجنّب الزبدة والمرغرين والمشروبات الغازية والأكلات السريعة والدسمة والغنيّة بالزيوت الحيوانيّة كالهمبرغر.

علاج ضعف النظر والتهاب الجيوب الأنفيّة.

نباتات لمقاومة الصّداع

1) حشيشة الحمى : Matricaire: أوراق هذا النبات تقي من الشقيقة. في أنقلترا يلجأ المصابون بالشقيقة إلى هذا النّبات خصوصا في حالة فشل العلاج الكلاسيكي. يستعمل منقوع الأوراق كما توجد كبسولات تباع في الصيدليات ومحلاّت العلاج النباتي.

2) نبات الغار أو الرّند : Laurus Nobilis : يحتوي على مادّة Parthenolides المضادة للشقيقة. يستعمل مسحوق من الأوراق ومنقوعها كما توجد في السوق كبسولات.

3) الزنجبيل : مضاد للصداع والشقيقة يستعمل 500 إلى 600 ملغرام من الزنجبيل الجاف المخلّط بالماء. كما توجد كبسولات من الزنجبيل تباع في الصيدليات ويمكن خلط الزنجبيل بالكركم.

4) نبات الجنكة : Ginkgo Biloba تساعد على انسياب الدّم في الرأس والمخ.

5) الطرنجان أو الترنجان أو حشيشة النحل : تعالج الصداع والشقيقة.

6) الرجلة أو الفرفحينة أو البقلة : غنيّة بالماغنيسيوم.

7) حشيشة الشفاء : Tanaisie شبيهة بحشيشة الحمى.

8) الزعتر: واقي من الصداع التوتّري، تستعمل ملعقة شاي من مسحوق الزعتر في كوب من الماء المغلّى.

9) إكليل الجبل: غنيّ بالسينيول والكافور والبورنيول، تستعمل ملعقة كبيرة منه في كوب من الماء المغلّى.

10) الأقحوان: يستعمل في علاج الصداع التوتّري. تستعمل ملعقة متوسّطة من الأزهار الجافّة في كأس من الماء المغلّى.

11) حشيشة الملاك الصينيّة Angélique de Chine أو Dong Quaï: يستعمل شاي من جذور النبات. تقاوم هذه الحشيشة آلام الحيض واضطراباته كما تستعمل في الأوجاع الناتجة عن العنقود Zona.

12) عسل النحل النقيّ : يستعمل عند حدوث الصداع.

13) الهيوفاريقون أو أوفاريقون أو حشيشة القلب (الحمراء باللّهجة العامية التونسيّة) Millepertuis: هو نبات مهدّئ مضاد للكآبة والانهيار العصبي.

14) عرق السوس Réglisse: ضدّ تشنّج العضلات والانهيار العصبي.

15) فراسيون Alchemille: مهدّئ للاضطرابات العصبيّة والتشنّج والأرق والقلق.

16) بابونج روماني Camomille Romaine: ضدّ التشنّج والآلام العصبيّة والأرق.

17) بابونج حقيقي Camomille réelle: ضدّ التشنّج والأرق.

18) مريميّة أو قصعين Sauge: ضدّ التشنّج.

19) ناردين valeriane: مهدّئ أعصاب ومضاد للتشنّج والهستيريا والوهن العصبي والصّداع والانهيار العصبي.

20) صفصاف Saule: ضدّ الصّداع وارتفاع الحرارة (يمنع في حالة وجود حساسيّة تجاه الأسبيرين).

[سيوف العـز]

ماشاء الله موضوع رايع ومعلومات ومتكامله بارك الله فيك اخي الغالي