ماطرحه المرزوقي حول اسقاط النموذج اليمني على سوريا غير مجدي ويظل الرأي السعودي هو الس
بسم الله الرحمن الرحيم
ماطرحه المرزوقي حول اسقاط النموذج اليمني على سوريا غير مجدي ويظل الرأي السعودي هو السديد ان شاء الله
للتو فرغت من الاستماع لتقارير بعض القنوات الفضائية عن مؤتمر اصدقاء سوريا المنعقد في تونس والمتمثلة مقترحات المشاركين فيه بين
تسليح المعارضة السورية وهو ما طرحته السعودية وقطر
و
اسقاط النموذج اليمني بمنح بشار والمقربين الحصانة ونقل السلطة الى المعارضة مثلما حصل في اليمن
من المهم جدا عند رغبة المرء في اسقاط اجتهاد معين كان قد وقع اسقاطه في مكان ما ان يدرس عناصر الواقع تلك التي توفرت في ذلك المكان ومدى توفرها في المكان المراد اسقاطه عليه
والناظر يجد ثمة مسافة بعيدة بين الواقع اليمني والواقع السوري لاسقاط حل الازمة اليمنية والذي تمثل عنوانه وآليته التنفيذية في المبادرة الخليجية كما يلي
اولا
ان المؤسسة السياسية والامنية والعسكرية السورية مبنية تاريخيا على ايدلوجيا فكرية باتت سمة لشخصية طبعية ظهرت في تعامل افرادها مع الازمة تتصل في روحها وانفاسها بحقبة الستينات والسبعينات المعروفة بطرقها القاسية في التعامل مع الاتجاهات المعارضة بناءا على اساس تلك الشخصية التي نبتت عليها اجيال يرون الواقع من خلال مفردات ومفرزاتى تلك الفترة التي لاتخرج عن الفاظ محددة --المؤامرة, العملاء,الخونة,عملاء الغرب,عملاء امريكا,عملاء الصهيونية,المقاومة,الممانعة.....الخ
وهذه الالفاظ وان كانت مدلولاتها صحيحة كما يدلل عليها الفاظ الكتاب والسنة سوى ان اسقاط معانيها عند حزب البعث السوري بايدلوجيته لم تتطور من حيث الآلية التنفيذة في التعامل مع المخالف وظلت حبيسة انفاس وروح تلك الحقبة الماضية
في شخصيات عناصر حزب البعث السوري والجيش السوري والامن السوري بطرقهم ذاتها القمعية التي لم تعد مقبولة في هذا القرن
اما المؤسسة اليمنية السياسية والامنية والعسكرية فليست حقيقة على ذات القوة والشدة بل والحضور لايدلوجيا كايدلوجيا حزب البعث ...وظل المؤتمر الشعبي العام لسان حال حزب الرئيس اليمني المخلوع حزبا وسطيا ليس على ذات الايدلوجيا وكان عيبه الفساد وليس الايدلوجيا ...وتميز افراد المؤسسة اليمنية العسكرية والسياسية والامنية بايدلوجيا وسطيه لينة هينة تتمايل كثيرا مع رياح التغيير كسمة لها منذ الستينات وليس كذات الايدلوجيا لحزب البعث السوري التي لم تعد صالحة حقيقة للبقاء في هذا القرن الذي يتطلب نوع من الايدلوجيا المعتدلة القادرة على فرض المقاومة والممانعة بطرق جديدة وسياسات جديدة ..وليس بتلك الصورة التي يريد ان يصورها اصحاب حزب البعث السوري من ان حافظ الاسد الذميم وبشار ابنه لم يمدا يديهما مطلقا لمصافحة يهودي ولا مجالسته وهذا من السفه لان النبي صلى الله عليه وسلم جاور اليهود واستدان منهم وقبل ذيحتهم ودعوتهم وكلمهم وهو اعظم الناس ولاءا وبراءة في الله على اساس مراد الله تعالى وليس على اساس دينا بدعيا يريد ان يقنعنا البعثيون انه عنوان الصمود والتصدي
ثانيا
ان ثمة ثقل اجتماعي قبلي يمني كان قد خرج على الرئيس اليمني متمثلا في شيخ ومشايخ قبيلته حاشد ومن لحقهم تلك القبيلة التي يمثل ابناءها وولاءهم..وهذا الثقل له ثقلا عسكريا والدليل انه لما حاول الرئيس اليمني وابناءه ومع ما لديهم من اسلحة والوية عسكرية محاصرة صنعاء من خلال السيطرة على جبالها ان يطردوا شيخ قبيلة حاشد البطل حفظه الله --صادق الاحمر- واخوانه من خلال القصف المدفعي على بيوتهم لم يتمكنوا وظلوا بقوتهم القبلية يحتلون جزءا هاما من صنعاء..وهذا ليس موجود في سوريا
ثالثا
ان انضمام اللواء علي محسن الاحمر وامتداده القوي في المؤسسة القبلية والامنية والعسكرية الى الثورة كان قد خلق نوعا من التوازن المحمود المحيل دون استفراد ابناء الرئيس اليمني بالشعب اليمني وهذا غير موجود في سوريا --اي الحد المطلوب من التوازن العسكري --الذي ساعد على انجاح المبادرة الخليجية ورضوخ الرئيس اليمني لقبولها وهذا التوازن ليس موجود في سوريا ويعد تسليح المعارضة السورية السبيل السليم لخلق نوع من التوازن الذي يجبر اولئك المؤدلجين بتلك الايدلوجية الشبيهة بايدلوجيا الكوريين في زعيمهم كيم يل سونج او الروس في ستالين او الالمان في هتلر او الكوبيين في كاستروا على قبول انصاف الحلول اما في ظل هذه الحالة فلن يرضخ هؤلاء السكارى بتلك الايدلوجية ابدا
رابعا
ان اهل الشام اهل شوكة وشكيمة وصبر وعزيمة ويكفي توفير لهم السلاح والدعم ان شاء الله ليقوموا بالمهمة المراد بها ايجاد نوع من الواقع المتوازن الذي يجبر بشار وحزبه على قبول حلول مثل الحل اليمني
خامسا
ان وجود دول صديقة عربية واسلامية كالسعودية وتركيا على راس الهرم الاسنادي مع وجود غطاء عربي ودولي انساني اوربي وامريكي يشجع على امرار مثل هذا الحل لايصال حزب البعث الى مستوى يقبل الاستماع الى صوت العقل والمتمثل بمثل تلك حلول كالحل اليمني
المصدر: شبكة الساحات السعودية - من قسم: الساحة السياسية