| ||
09-08-04, 05:37 PM | رقم المشاركة : 1 | |
|
مزايا دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الأسمري
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إلا إله الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .. أما بعد : |
|
09-08-04, 05:38 PM | رقم المشاركة : 2 | |
|
أما الشيء الأولى والمَيْزة الأولى : فهي تقديم التوحيد والشهادتين على غيرها من مفردات الدين ومسائله ، وجَعْل أول واجبٍ على الإنسان هو أن يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يبدأ بالتوحيد . |
|
09-08-04, 05:40 PM | رقم المشاركة : 3 | |
|
وأما ثاني المميزات فهو تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام، وهذا مشهور معلوم عن الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ، وقد قُرِّر ذلك في مواضع من رسائله، ومنها: ما ذكره كما في ((مجموع مؤلفاته)) في مجلدها الأول وصفحتها السادسة والخمسين بعد المائة ، وكذا في الصفحة المائتين وفيه في الصفحة الثالثة والستين بعد المائة الثالثة ، وكذا في المجلد الخامس في صفحته الرابعة والعشرين بعد المائة الأولى، وفيه في الصفحة الرابعة والأربعين بعد المائة الأولى، وفيه في الصفحة الثانية والثمانين بعد المائة الأولى أيضاً، ومن ذلك: قوله رحمه الله كما في : ((مجموع كتبه ومؤلفاته)) في مجلدها الأول وصفحتها الواحدة والسبعين بعد المائة الثالثة حيث قال : ((فإذا قيل لك : ما الفرق بين توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية ؟ فقل : توحيد الربوبية : فعل الرب مثل الخلق والرَّزْق والإحياء والأماتة وإنزال المطر وإنبات النبات وتدبير الأمور ، وتوحيد الإلهية : فعلك أيها العبد مثل الدعاء والرجاء والخوف والتوكل والإنابة والرغبة والرهبة والنذر والاستغاثة وغير ذلك من أنواع العبادة))، كذا قال . |
|
09-08-04, 05:41 PM | رقم المشاركة : 4 | |
|
ثالث المزايا : أن النبي صلى الله عليه وسلم بل جميع الأنبياء والمرسلين لم يبعثوا التقرير توحيد الربوبية أو الأسماء والصفات أصالةً، وإنما بُعثوا أصالة لتقرير توحيد الإلهية، وغيرُ توحيد الإلهية تبعٌ له أو مضمنٌ إياه ، مع أن الأصل توحيد الإلهية والعبادة . |
|
09-08-04, 05:42 PM | رقم المشاركة : 5 | |
|
رابع المزايا : أن المشركين زمن بعثة سيد المرسلين كان الخلل عندهم في توحيد الإلهية ظاهراً ، خلافاً لتوحيد الربوبية فقد كانوا مقرين به ، قرر ذلك الإمام محمد ـ يرحمه الله ـ في رسائل ومسائل، وهو معلوم مستفيضٌ عنه ، ومن ذلك قوله كما في : ((مجموع مؤلفاته)) في مجلدها الأول وصفحتها السادسة والخمسين بعد المائة الأولى . |
|
09-08-04, 05:43 PM | رقم المشاركة : 6 | |
|
خامس المزايا : أن الإنسان لا ينتفع بقوله : ((لا إله إلا الله)) إلا إن أتى بشروطها ، أما إذا قال لفظة خاوية من معانيها الصحيحة غير عاملٍ بمقتضاها ولا مؤدٍ لحقها الواجب، فإن ذلك لا ينتفع به صاحبه، وهذا مشهور منشور عن الإمام محمد ـ يرحمه الله ـ قرر ذلك في كتبٍ له ورسائل ، ومن ذلك قوله كما في ((مجموع مؤلفاته)) ، وفي ((الرسائل الشخصية)) في الرسالة الثانية والعشرين في صفحتها الرابعة والخمسين بعد المائة الأولى ، وكذا في ((الدرر السنية)) في مجلدها الأول وصفحتها التاسعة والأربعين قال : ((المراد من هذه الكلمة ـ أي لا إله إلا الله ـ معناها لا مجرد لفظها)) كذا قال، وأكّد ذلك ـ يرحمه الله ـ مبيناً أيضاً في ((مجموع مؤلفاته)) في الرسائل الشخصية في الرسالة العشرين ، في صفحتها السابعة والثلاثين بعد المائة الأولى، وكذا في ((الدرر السنية)) في مجلدها الثاني وصفحته الرابعة والعشرين حيث قال : ((إن النطق بها لا ينفع إلا بالعمل بمقتضاها، وهو ترك الشرك، كذا قال ـ يرحمه الله ـ ، وهذا أمر معلوم إذ إن الإنسان إذا قال كلمات لا يؤمن بها ولا يتيقن صحتها ولا يقبلها وما إلى ذلك فإنها لا تنفعه عندالله سبحانه وتعالى ، ولا تُنْجيه في الدار الآخرة قطعاً ، ويدل على ذلك أدلة ، وكذلك ما وقع على ما اشتهر لمسيلمة الكذاب وحزبه الذين كانوا معه فإنهم كانوا يصلون ويصومون ويذكرون الله كثيرا وكانوا يقولون : لا إله إلا الله ، ولكنهم أتوا بما ينقضها وأتوا بما ينفي مقتضاها الحق ولذلك كُفِّروا وكانت القتلة لهم في معركة مشهورة كتبها التاريخ ، وكذلك قل يا رعاك الله في أهل الردة على المنشور المشهور عند الجمهور ، فإنهم كذلك فإنه من لم يأتِ بالمقتضى الواجب الحق اللازم لقول الإنسان لا إله إلا الله إيماناً وإذعاناً فإنه لا تنفعه تلك الكلمات الجوفاء ، ولا الألفاظ التي يقولها دون إيمانٍ حقٍ واجبٍ . |
|
09-08-04, 05:43 PM | رقم المشاركة : 7 | |
|
سادس المزايا : ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات حيث إن الإمام محمد ـ يرحمه الله ـ قد قرر في ذلك ركنين : |
|
09-08-04, 05:45 PM | رقم المشاركة : 8 | |
|
سابع المزايا : أن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ يرحمه الله ـ فيها تكفير كل من أشرك بالله سبحانه وتعالى خصوصاً في باب العبادة لشيوع ذلك وكثرته على ما حكاه وقتئذٍ جمعٌ ممن كتب في التاريخ ، ومن أولئك : ابن غنام وابن بشر تلميذا الإمام محمد ـ يرحمه الله ـ . |
|
09-08-04, 05:46 PM | رقم المشاركة : 9 | |
|
ثامن المزايا : ما يتعلق بحماية التوحيد ؛ إذ إن الإمام محمد رحمه الله اشتهر بحمايته للتوحيد ، وتتبُّع ما قد يدخل على التوحيد بمطعنٍ أو خدشٍ أو نحو ذلك، وهذا أمر مستفيضٌ عنه من مسائل وفي رسائل وكتب له، ومن ذلك: ما قرره في ذلك ـ يرحمه الله ـ حيث كما في ((مجموع مؤلفاته)) في القسم الرابع منها في الصفحة الثالثة والسبعين بعد المئتين حيث قال : ((لا يجوز إبقاء مواضع الشرك بعد القدرة على إبطالها يوماً واحداً، فإنها شعائر الكفر وهي أعظم المنكرات ))كذا قال ، ولاشك أن مواضع الشرك ومحالّ الكفر إذا عُلمتْ في أي مكانٍ كان، فإن الواجب إنكارها، وإبعادها وكف شرها عن الإسلام والمسلمين، ويدل على ذلك أدلة عن السلف يرحمهم الله ، ومن ذلك (وهو واضح) ما جاء عند ابن سعدٍ في ((طبقاته)) وابن أبي شيبة في ((مصنفه)) وصحّح سنده الحافظ ابن حجرٍ ـ يرحمه الله ـ كما في ((فتح الباري)) في مجلده السابع وصفحته الثامنة والأربعين بعد المئة الرابعة ، وفيه جاء مُسنداً إلى عبد الله بن عون عن نافع أنه قال : كان الناس يأتون الشجرة التي يُقال لها : شجرة الرضوان، فيصلون عندها، قال : فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فأوعدهم فيها ، وأمر بها، فَقُطِعت، وإنما فُعِل ذلك من قِبَل عمر بن الخطاب رضي الله عنه إيغالاً في حماية التوحيد، واستئصالاً لما قد يأَتي بذلك الكفر أو الشرك أو الغلو المُوجِب لذلك . |
|
09-08-04, 05:47 PM | رقم المشاركة : 10 | |
|
تاسع المزايا : ما يتعلق بالبدع والنهي عنها؛ فقد اشتد نكير الإمام محمد ـ يرحمه الله ـ على البدع كلها ، وهي كل ما حدث مخالفاً للدين ، وشُرِّع منسوباً إلى هذا الإسلام الحنيف ، فإن ذلك منكر على قرره ـ يرحمه الله ـ في رسائل كثيرة ، ومن ذلك ما جاء في ملحق المصنفات في ((مجموع مؤلفاته))، في صفحته الخامسة والعشرين بعد المائة الأولى ، حيث قال : ((الأمر بالسنة والنهي عن البدعة أمر بمعروف ونهيٌ عن منكر، وهو من أفضل الأعمال)) كذا قال ـ يرحمه الله ـ ، وقال كما في ((مجموع مؤلفاته )) في الرسائل الشخصية في الرسالة الثانية عشرة في صفحتها الخامسة والثمانين ، وهو في ((الدرر السنية)) في مجلدها الخامس وصفحتها الرابعة والستين بعد المئتين قال: ((فوالله الذي لا إله إلا هو إن فعل الخير إتباع ما شرع الله وإبطال من غيّر حدود الله، والإنكار على من ابتدع في دين الله. هذا هو فعل الخير وفيه الفلاح خصُوصاً مع قوله صلى الله عليه وسلم : ((وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعةٍ ضلالة)) كذا قال . بل شدَّد في هجر أهل البدع ، وأنه هو المتعيّن معهم فقد قال كما في الرسائل الشخصية من ((مجموع مؤلفاته)) في الرسالة الأولى في صفحتها الحادية عشرة وفي ((الدرر السنية)) في مجلدها الأول وصفحتها الثلاثين حيث قال : ((وأرى هجر أهل البدع ومباينتهم حتى يتوبوا، وأحكُم عليهم بالظاهر، وأَكِلُ سرائرهم إلى الله، وأعتقد أن كل محدثة في الدين بدعة" كذا قال ـ يرحمه الله ـ . |
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|