العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-01-13, 04:42 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


رحمة الله جل جلاله بعباده

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رحمة الله جل جلاله بعباده

عن أبى هريرة رضي الله عنه قال،أتى النبي صلى الله عليه وسلم،رجل ومعه صبي فجعل يضمه إليه،فقال النبي صلى الله

عليه وسلم(أترحمه، قال،نعم،قال،فالله أرحم بك منك به،وهو أرحم الراحمين)رواه البخاري وصححه الألباني،فكيف تتعامل

مع رحمة الله عز وجل،الحصول على رحمة الله عز وجل يسير،لأن رحمته سبحانه وتعالى قد وسعت كل شيء،وأما

غضبه فلم يسع كل شيء، لأنه القائل سبحانه(ورحمتي وسعت كل شيءٍ)الأعراف،وهذا ما يليق برحمة أرحم

الراحمين، ولولا ذلك لكنا جميعاّ خاسرين هالكين،فكل من رحمك من أهلك وأحبابك،فإن الله تعالى قد رحمك أكثر منهم

وهو الذي أرسلهم إليك رحمةً بك،ولو جمعت رحمات الخلق جميعاّ، لكانت رحمة الله بك أكثر وأوسع،ولن يفوق أحد رحمة

ربنا سبحانه وتعالى أبداّ،وقد شرف الله عز وجل رحمته وعظّمها،بأن جعلها في كتابه الذي فوق العرش،قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم،لما قضى اللَّه الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش(إِن رحمتي غلبت غضبي)متفق عليه،

فإن كانت رحمة الله عز وجل قد وسعت كل شيء،ألا تسعك أنت،وقد وسعت رحمته من قتل 99 نفساّ،وأنت لم تقتل أحداّ،

فكيف لا يرحمك،فإياك أن تيأس من رحمة ربك أبداّ،وليس بينك وبين رحمة الله إلا أن تطلبها منه وسوف يعطيك

إيـاها،لأنه هو وحده الذي يملكها،قال تعالى(ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من

بعده وهو العزيز الحكيم)فاطر،ومن شدة قرب رحمة الله منك، فليس عليك سوى أن تحسن الظن بربك وهو سبحانه سيكون

عند حسن ظنك،فإن ظننت إنه سيرحمك، يرحمك،وإن ظننت إنه سيعتقك من النار،يعتقك من النار،وإن ظننت أنه سيدخلك

الفردوس الأعلى،يدخلك الفردوس الأعلى،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(في الحديث القدسي،قال الله تعالى(أنا عند ظن

عبدي بي، فليظن بي ما شاء)رواه الطبراني وصححه الألباني، صحيح الجامع،ويجب أن تحسن الظن بالله وأنت

موقن بذلك،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(دعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من

قلب غافل لاه)رواه الترمذي وحسنه الألباني، صحيح الجامع، فإن أحسنت الظن بربك،أعطاك أكثر مما تطلب وترجو، ..

بشرط أن يكون رجاءً وليس أمانياّ،والفرق بين الرجاء والأماني،أن الرجاء،يقترن بالعمل وامتثال الأوامر،والرحمة

مشروطة بالعمل، كما قال تعالى(وإني لغفار لمن تاب وآَمن وعمل صالحاّ ثم اهتدى)طه،أما الأماني،فهي مجرد ظنون،بلا

عمل أو امتثال للأوامر،فإن حققت تلك الشروط، تنال رحمة الله عزَّ وجلَّ في الدنيا والآخرة،أما من يصر على الوقوع في

الذنوب وعدم التوبة على الرغم من كل هذا الكرم، فهذا لا يستحق أن يرحم،وكيـف تقترب من رحمة الله،

إذا رحمت الناس وعطفت عليهم،ستكون رحمة الله قريبة منك،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الراحمون يرحمهم

الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)رواه أبو داوود وحسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب،وقال

رسول الله صلى الله عليه وسلم(من لا يرحم،لا يُرحم)متفق عليه،فيجب علينا الاجتهاد في تحصيل رحمة الله عز وجل

بإحسان الظن بالله ورحمة الناس،لنلتقي جميعاّ بإذن الله تحت رحمته يوم القيامة،إن الإنسان كلما إزدادت معرفته وعلمه

بالله،إزدادت خشيته وتحسن تعامله مع ربه،الله سبحانه وتعالى في السماء العليا لا يعلم حقيقة ذاته إلا هو ويكفي

لتدرك مدى عظمته أن تعلم أنه لا أحد يستطيع أن يراه في الحياة الدنيا،وفي الآخرة لا يوجد لذة أعظم من لذة رؤية الله

جل جلاله في الجنة،فإن الله تعالى يعلم إن أحبابه قد اشتاقوا لرؤيته، في الآخرة،فهو وحده الخالق،المدبر،المالك،فلا يمكن

لبشر أن يراه قبل يوم القيامة،لأنه سبحانه(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)الشورى،فالفضل له سبحانه إذا تقبل

عباداتنا على ما فيها من نقص وسرحان في الصلاة،وقد سبقنا هذه العبادة بذنوب وألحقناها بذنوب أخرى،ومع هذا

فهو سبحانه يتفضل ويقبل هذه العبادة،إذا كانت خالصة لوجهه الكريم،مع إن عباداتنا لا تنفعه بشيء،بل نحن الذين

نحتاج أن نرتاح بأدائنا للعبادة،حتى نفوز بالجنة،وننال السعادة الأبدية،وهو الغني سبحانه، ونحن الفقراء إليه،ومع

هذا فإنه سبحانه يغنينا ويسقينا ويكرمنا،وإذا احتجنا فإنه يعطينا،بل إنه سبحانه وتعالى يحب أن نطلب منه، وكلما

طلبن منه أكثر أحبنا أكثر،أن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق السعادة،ولذلك سيعطيها لمن جاء إليه وتقرب بين

يديه،ولن يعطيها لمن ابتعد عنه،ولهذا كانت الجنة قريبة منه في السماء السابعة،لأنها مستقر السعادة،وكلما أرتفعت في

الجنة أكثر،أقتربت إلى الفردوس الأعلى من الجنة، وهي أسعد مكان في الجنة مع الأنبياء والرسل والشهداء

والصديقين،وسقفها عرش الرحمن،ومع كل هذه العظمة والجلال والجمال، فإن أكثر من يعصى ويخالف ويعرض

عنه،فهو سبحانه حليم وصبـور على عبــاده،بل لو تاب أي عاص ورجع إلى الله سبحانه، فإنه يفرح به فرحاّ شديداّ

ويكرمه،مع أن العبد لو رفع يديه إلى الله تعالى، لاستحى أن يردهما خائبتين.








 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:26 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "