خطوات مع زميلنا النقشبندي :
((( قال عنوان :
الأولى : أن طائفة من المسلمين تنادي الأولياء وليس ذلك بشرك عندهم لأنهم لا يقولون بربوبيتهم .
قال النقشبندي :
بل هو شرك أخي سواء كان المنادى أولياء أو أنبياء أو أئمة .. و تذكر أن الكفار قبل رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا يقرون أن الله هو الخالق و الرازق و أن الذين يدعونهم من دونه وسائط فقط .
قل تعالى : (( و لئن سألتهم من خلق السموات و الأرض ليقولن الله )) و قال عن حالهم : (( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) و الدعاء هو العبادة كما ثبت عندنا و عندكم . )))
أقول :
1- يعتمد كلامك على مقدمة وهي أن مجرد الدعاء عبادة ، وهذا غير صحيح ودونك كتب اللغة .
وألفت نظرك إلى نقطة وردت طي كلامك ، حيث قلت : (( يدعونهم من دونه وسائط )) ، فالشيعة قاطبة لا تدعوهم من دونه ، بل بأمره سبحانه ، وأما من يدعوهم من دونه تعالى فشركه بيّن .
والدعاء من غير الله كواسطة عندنا مستحب ، وعند أهل السنة بين الجواز والحرمة وليس من المحرمات الذاتية كالزنا وشرب الخمر مما حرم بذاته ، وإنما يعلّق بنية الداعي ، فيدور التحريم والتحليل مدار نيته ، فهو يدعو مقربا من الله للوصول إلى الله ، أو يدعوه من دون الله .
فإذا ما ثبت أن ليس كل دعاء عبادة ، فإن المكلف حينئذ يختار نيته للدعاء ، فإذا اختار الدعاء كعبادة للوسيط كفر ، والا فلا .. فالمناط هو نية الداعي .
ونحن نقطع بأن الأولياء ليس أي منهم بإله ، ولا شريك له ، ولا ترمش له عين إلا بإذنه سبحانه .. فتفكر رعاك الله .
2- العلاقة بين العام والخاص :
العام : قال تعالى : " ادعوني أستجب لكم " .
والخاص : قال : " وابتغوا إليه الوسيلة " .
وقد فعل ذلك عمر والأعمى وغيرهم .. مما يدل على أن ابتغاء الوسيلة في طول دعاء الله لا في عرضه أو ضده .
ثم هنا سؤال :
الدعاء المحرم أو المؤدي للشرك بنظرك الكريم هو ما يؤدي للاستعانة بالغير بإذن الله أو بغير إذنه ؟
بمعنى الاستعانة بالاسبرين للشفاء من مرض ما شركٌ ، لأنك استعنت بها على الشفاء والله هو الشافي بنص القرآن ، فهل تراها شافيا من دون الله أم مع الله أم بإذن الله ؟
وما ستجيب عنه هنا نجيب عنه هناك .. وهو الحق يا صاحبي .
لاحظ أيضا :
1- قال الأميني في الغدير ج5ص194 :
قال ابن حجر في " الخيرات الحسان " في مناقب الإمام أبي حنيفة في الفصل الخامس والعشرين :
" إن الإمام الشافعي أيام كان هو ببغداد كان يتوسل بالإمام أبي حنيفة ويجيء الى ضريحه يزوره فيسلم عليه ثم يتوسل إلى الله به في قضاء حاجاته .. "
2- ولاحظ أن ما يقوله المتوسل : " يا رسول الله استغفر لي " ، " يا علي استغفر لي " .. كما يقول يا الله اغفرلي ، وهو بذلك يعلم بأن المغفرة بيد الله ، وليس لهم من دون الله شيء .. وهكذا تتوسط الملائكة " والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض "
وهكذا طلب اخوة يوسف وهم أنبياء عندكم " يا أبانا استغفر لنا " ، وما قوله تعالى :" ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " وما قوله هذا إلا صريح بأهمية البعد المكاني إضافة للوساطة المأذونة ، بل المحبوبة عند الله .
3 – قال سليمان بن عبدالوهاب في رده على عقائد أخيه في الصواعق الالهية في الرد على الوهابية ص6 طبعة استانبول ( والأصح اسلامبول ) دار الشفقة :
" من أين لكم أن المسلم الذي يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله اذا دعى غائبا أو ميتا أو نذر له أو ذبح لغير الله أو تمسح بقبر أو أخذ من ترابه ان هذا هو الشرك الأكبر الذي من فعله حبط عمله وحل ماله ودمه ؟ ... فإن قلتم أخذنا ذلك من كلام بعض أهل العلم كابن تيمية وابن القيم لانهم سموا ذلك شركا قلنا هذا حق .
ونوافقكم على تقليد الشيخين ان هذا شرك وشددوا فيه ونهوا عنه ولكن ما قالوا كما قلتم ولا عشر معشاره ، ولكنكم أخذتم من قولهم ما جاز لكم دون غيره ، بل في كلامهم رحمهم الله ما يدل على ان هذه الافاعيل شرك اصغر وعلى تقدير ان في بعض أفراده ما هو شرك أكبر على حسب حال قائله ونيته ، فهم ذكروا في بعض مواضع كلامهم ان هذا لا يكفر حتى تقوم عليه الحجة الذي يكفر تاركها كما ياتي في كلامهم ..
ولكن المطلوب منكم هو الرجوع الى كلام اهل العلم والوقوف عند الحدود التي حدوا فإن أهل العلم ذكروا في كل مذهب من مذاهب الاقوال والافعال التي يكون بها المسلم مرتدا ولم يقولوا من نذر لغير الله فهو مرتد ولم يقولوا من طلب من غير الله فهو مرتد ولم يقولوا من ذبح لغير الله فهو مرتد ولم يقولوا من تمسح بالقبور وأخذ من ترابها فهو مرتد كما قلتم انتم .
فإن كان عندكم شيء فبينوه .. ولكنكم أخذتم هذا بمفاهيمكم وفارقتم الاجماع وكفرتم امة محمد صلى الله عليه(وآله ) وسلم كلهم حيث قلتم من فعل هذه الأفاعيل فهو كافر ومن لم يكفره فهو كافر ، ومعلوم عند الخاص والعام أن هذه الأمور ملأت بلاد المسلمين وعند أهل العلم منهم أنها ملأت بلاد المسلمين من أكثر من سبعماية عام وإن من لم يفعل هذه الأفاعيل من أهل العلم لم يكفروا اهل هذه الافاعيل ولم يجروا عليهم أحكام المرتدين بل أجروا عليهم أحكام المسلمين بخلاف قولكم حيث أجريتم الكفر والردة على أمصار المسلمين وغيرها من بلاد المسلمين .. " فراجعه ففيه إشارة لما يبحث عنه أصحابك من الفرق بين أهل السنة والوهابية ومنه طائفة مما يتعلق بموضوعنا فإن غاية ما يثبت عند علمائك القائلين بالمنع هو المعصية لا الشرك .
4- وأما تفريق البعض بين الدعاء والاستعانة والاستغاثة والتوسل فغير صحيح لاعتمادها على أصل واحد تتفرع هي منه .
قال النقشبندي : . فتأمل ذلك بتفكر و تعقل عسى ربي أن يفتح عليك و ينير قلبك كما أنار قلبي لما كنت مثلك .
أقول :
ادعاؤك أن قلبك قد أنير دور بحاجة إلى دليل خارجي ، ومجرد ادعاؤك هذا يدعيه كثير من أصحابنا ، بل ربما من النصارى واليهود والهندوس والبوذ من يدعي ذلك ، فلا حجة فيه بذاته مولانا .
النقشبندي : مما لا شك أن الأحاديث الضعيفة يؤخذ بها في فضائل الأعمال
عنوان : هذا نقص في اطلاعك في كتبك ، فلج هذا الباب بعد تفحص ولا تشغلنا بتصحيح كل معوج فلا طاقة لنا به .. فأعنا أعانك الله .
قال النقشبندي : " و لكن إذا ورد عندنا حديثان كل منهما له مضمون فنأخذ الصحيح و نترك الضعيف .
وقد ثبت في صحيح البخاري عن أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة فيقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئا، قد أبلغتك " .
أقول :
أهذا البخاري الذي هو أفضل الكتب بعد كتاب الله ؟
أهذا البخاري نفسه الذي روى لجوء الأنبياء للنبي ؟؟
فكيف يتناقض ؟
أم أن هناك ضابطا للفصل بين الروايتين ، كما هناك ضابط بين شرك من يدعو غير الله من الولياء .. وهو قوله صلى الله عليه وآله : " لا أملك لك من الله شيء " ؟
فالواضح أن الشفاعة حق وأن النبي يشفع للمؤمنين ، وأن البخاري قد روى لجوء الأنبياء له ، فالخلاصة بالجمع بين الروايتين يكمن في ذاتية الشفاعة من كسبيتها ، وهذا ما عبر عنه القرآن عند الحديث عن الشفاعة بقوله : " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " .. فلا تستعجل أصلحك الله .
ومن قولك التالي يتيبين أنك تتذوق الرواية فما استحسنته ركنت إليه ، أقصد قولك : " حديث صحيح ... و ذاك ضعيف ... و هذا ينكر مناداة غير الله ... و ذاك يجيز ... فوجب علينا الأخذ بالصحيح عند ذلك و ترك الضعيف ."
فأقررت بالقاعدة بناء على تذوقك واستحسانك لها وقربها مما تحب .
قال النقشبندي :
" هذا من ناحية ، و من ناحية أخرى فإن الحديث السابق تبع (يا محمد) لا يؤخذ به لأنه مخالف للقرآن و هذا يؤكد بطلانه أو أن له تأويلاً آخر ."
عنوان : كونه مخالف للقرآن قد بينا أنه رأيك ورأي الوهابية وهو لا يزال ادعاء لا قيمة له حتى يثبت ، لأن في القرآن ما يخالف كما أوردت لك شيئا منه ، " يا أبانا استغفر لنا " ، " على أن تعلمني مما علمت رشدا " .
وأما تأويله الآخر ، فكيف يجوز التأويل وأنتم أهل الظاهر ؟
ومتى يجوز التأويل من عدمه ؟
فأتحفنا بتأويلك نسترشد به .. علىأن يسبقه داع التأويل ومسببه .
قال النقشبندي :
((( قال تعالى : (( قل إنما أدعو ربي و لا أشرك به أحدا ))
و قال : (( فلا تدعو مع الله أحداً ))
و قال: (( و قال ربكم ادعوني استجب لكم ))
و قال: (( ادعوا ربكم .. ))
و غيرها من الآيات .. فوجب علينا الأخذ بالأقوى و ترك ذلك الحديث لأنه (1) ضعيف و (2) مخالف للقرآن .
وأقول : هذا كله صحيح وقد قرأناه ووعيناه وعملنا بمضمونه ، فإذا كانت الدعوة والاستغاثة والاستعانة من دون الله كان ذلك مصداقا للأيات ، وأما بإذنه فلا ..
((( قال عنوان
الثالثة : أن شيخ الإسلام ابن تيمية .. قد قال رأيه واعتبر ( يامحمد ) قولا طيبا .. ولم يعتبره شركا .
قال النقشبندي :
(1) هات ما قاله الشيخ ابن تيمية رحمه الله بدون بتر للكلام .
(2) تذكر ,,, كل يؤخذ منه و يرد عليه إلا صاحب ذلك القبر صلى الله عليه و آله و سلم .)))
عنوان :
أي بتر هداك الهادي !! وأنا قد نقلت الصفحة نفسها ..
وقد ذكر ابن تيمية الرواية في الكلم الطيب ولم يعقب عليها ، فلو كانت كلاما غير طيب لما ذكره أصلا . .. ولما ذكره تبين أنه طيب عنده .
وبين لي ما بترته أنا ليتضح كذبي .. فأنا لا امنع الحقيقة .
ثم قولك أن كل يؤخذ .. الا صاحب القبر .. فهذا غير صحيح ، فقد رددتم من أقوال صاحب القبر ما شاء الله .. ولولا ارتباطنا بموضوعنا هذا وعدم سعة صدر القائمين على المنتدى فيما يخص هذه لأفردت لك ما تقر به عينك ..
على أنني لا أجد ردا عليك أفضل من قول سليمان بن عبد الوهاب : " .. ولكنكم أخذتم هذا بمفاهيمكم ".
خلاصة الكلام :
أن الدعاء والشفاعة والتوسل بغير الله ليست عبادة ولا تقدح في ربوبيته سبحانه لأن كل ذلك بإذنه ويشهد بذلك تاريخ المسلمين وسيرتهم وآيات قرآنية جلية لمن ألقى السمع.
وأوضح من ذلك كله والأصل في الخلاف بيننا وبينكم هو :
أن التوسل مستحب عند أئمة أهل البيت وهو العمدة من الأدلة ، لأنهم الراسخون في العلم العالمون بالقرآن والسنة الصحيحة .. ورثة الكتاب ، الخلفاء الشرعيون .. فما رجحوه يرجح على كلام ابن تيمية وابن عبدالوهاب وغيرهم .
إلا إذا لجأت إلى آخر حجر لتقلبه بقولك بالتفريق بين الحي والميت في الدعاء .. فلنا فيه كلام اعتمادا على ما ستقول ..
والسلام