الرواية معلولة وسبب العلة ان سماع الكوفيين من عبيد الله فيها شىء (ذكر يعقوب بن شيبة ان فى سماع اهل الكوفة من عبيد الله بن عمر شيئا واعتمدها كعلة قادحة ونقلها عنه ابن رجب الحنبلى فى كتابه شرح علل الترمذى ج 2 ص 772
ثانيا ؛ الحديث مضطرب فمرة روى بلفظ التهديد باحراق الدار ومرة من غير تهديد باحراق الدار ومرة بلفظ فيه ثناء ومدح من عمر للزهراء واليكم الروايات:
فضائل الصحابة لابن حنبل ج1/ص364حدثنا محمد بن إبراهيم قثنا أبو مسعود قال نا معاوية بن عمرو قثنا محمد بن بشر عن عبيد الله بن عمر عن زيد بن اسلم عن أبيه قال لما بويع لأبي بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم كان علي والزبير بن العوام يدخلان على فاطمة فيشاورانها فبلغ عمر فدخل على فاطمة فقال يا بنت رسول الله ما أحد من الخلق أحب إلينا من أبيك وما أحد من الخلق بعد أبيك أحب إلينا منك وكلمها فدخل علي والزبير على فاطمة فقالت انصرفا راشدين فما رجعا إليها حتى بايعا
الاستيعاب ج3/ص975حدثنا محمد بن أحمد حدثنا محمد بن أيوب حدثنا أحمد بن عمرو البزار حدثنا أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن نسير حدثنا عبد الله بن عمر عن زيد ابن أسلم عن أبيه أن عليا والزبير كانا حين بويع لأبى بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان فى أمرهم فبلغ ذلك عمر فدخل عليها عمر فقال يا بنت رسول الله ما كان من الخلق أحد أحب إلينا من أبيك وما أحد أحب إلينا بعده منك ولقد بلغنى أن هؤلاء النفر يدخلون عليك ولئن بلغنى لأفعلن ولأفعلن ثم خرج وجاءوها فقالت لهم إن عمر قد جاءنى وحلف لئن عدتم ليفعلن وايم الله ليفين بها فانظروا فى أمركم ولا ترجعوا إلى فانصرفوا فلم يرجعوا حتى بايعوا لأبى بكررضي الله عنه
ثالثا ؛ اخر الاثر انهم لم يعودا حتى بايعا ابى بكر رضي الله عنه وهنا لنا وقفه فمتى بايع علي ابى بكر رضى الله عنهما
1-اما من اول يوم كما يعتقد اهل السنة
2-واما انه لم يبايع اصلا كما يزعم بعض الرافضة
3- بعد 6 اشهر كما يقول بعض الرافضة مسستدلين بما حدثت به ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها بما علمت
ولنرى هل يستقيم ذلك مع الاثر وانهم لم يعودا حتى بايعا..
فان ان قالوا ان الامام علي لم يبايع اصلا...
* يلزمهم ان القصة غير صحيحة..
لأن الاثر فيه انهم بايعوا ..
*وان قالوا بعد 6 اشهر..
لا تتناسب والرواية ...
*وان قاالوا من اول يوم ايضا لا تتناسب مع الاثر..
لان الامام على كان مشغول بدفن النبى صلى الله عليه وآله وسلم فكيف يذهب الى فاطمة ويعود وهذا مما يوهن القصة ويثبت نها لم تقع
رابعا ؛ الاثر يشعر انهم كانوا يجتمعون بعد بيعة ابى بكررضي الله عنه فى السقيفة وهم يقولون ان الامام علي احضر من بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم لكى يبايع مكرها والسقيفة كانت بعد موت النبى مباشرة فمتى اجتمعا وخرجا وجاء عمر رضي الله عنه وعاد وكلمتهما الزهراء معقول يحدث ذلك فى يوم واحد لانهم اصلا لم يجتمعا اى على والزبير لانهم كانوا مشغولين بموت ودفن النبى صلى الله عليه وآله وسلم
خامسا ؛ الاعتقاد بصحة الرواية يبين ان الامام علي عليه السلام كان يخاف من عمر لانه بمجرد ان هدد عمر باحراق الدار ذهب وبايع
سادسا ؛ يزعمون ان عمر رضي الله عنه دخل بيت الزهراء وضربها وكسر ظلعها وقتل محسن فهل الامام على رضى الله عنه خشى ان يحرق الدار فيايع ولم يخشى قتل محسن وظرب الزهراء وكسر ظلعها
سابعا ؛ التهديد بالشىء لا يعنى بالضرورة وقوعه كما هدد النبى باحراق بيوت من نام عن صلاة الفجر ولم يفعل ذلك
ثامنا ؛ ان الاعتقاد بصحة الاثر ينقلنا من وقوع الاحراق الى التهديد بالاحراق وكل مسلم يعلم ان من هم باالمعصية ولم يفعلها لا يحاسب عليها كمن هم بالزنا مثلا ولم يزنى هل يعتبر زانى
تاسعا ؛ لو فرضنا ان القصة وقعت فعلا وان عمررضي الله عنه هدد باحراق الدار فهل يجوز للامام المنصب من الله ان يترك المنصب الالهى ويبايع غيره ويتنازل عن منصبه هل لو هدد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالقتل هل يجوز له ان يتنازل عن نبوته لمجرد التهديد بقتله والمعروف ان الامامة عند الرافضة اعظم من النبوة كما صرح غير واحد من علمائهم كالخمينى فى الحكومة الاسلامية حيث قال ان لائمتنا مقام لا يبلغه ملك مقرب ولا نبى مرسل
عاشرا ؛ لماذا لا نجد احد من الصحابة او بنو هاشم اعترض على هذا الامر ووقف فى وجه عمر ااكلهم خافوا من عمر
اخيرا اقول كل رواية تخالف كتاب الله نصفع بها عرض الحائط وهذا الاثر يخالف كلام الله فى ثنائه على الصحابة ومنهم عمر رضى الله عنه والاقتداء بهم والاستغفار لهم ومدحهم ووعدهم بالجنة فهل يعقل ان يمدح الله من يهدد بقتل بنت حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم
وهل يعقل ان الامام على عليه السلام بعد هذا يزوج ابنته لعمر ويصلى خلف عمر ويسمى احد ابنائه باسمه ويعمل قاضيا معه ويشهد كما فى نهج البلاغة ان بيعة المهاجرين والانصار لعمر لله رضى ويمدحه فى اكثر من موضع وكذلك عمر اقواله فى الثناء على اهل البيت والزهراء وعلى والحسن والحسين مشهورة معلومة ومنها لما جائه ابنه يطابه بان يزيد له العطاء كما يفعل مع الحسن والحسين رضى الله عنهما فقال له عمر أتى باب كأبيهما وام كأمهما وجد كجدهما أعطك عطائهما فالله اكبر وصدق الله الذى انزل فى محكم كتابه كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر
فياترى هل بعد ثناء الله لهذه الائمة اعترض واحد فقط ووقف فى وجه عمر عندما هدد باحراق دار الزهراء كما تقولون
وكل هذا يوافق العقول السليمة
اسئل الله ان يثبتنا واياكم على الحق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته