العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-16, 08:22 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


تفسير(وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ)
هذا ضعيف الأيمان أو المنافق(مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ)
يعني،على طرف من الدين غير متمكن،فإن أصابه خير أطمئن به،وفرح به،وإن أصابه غير ذلك فتنه(انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ)واليعاذ بالله،هذه حالة المنافق،وقد تكون حالة ضعيف الإيمان كذلك،
لكن حال الناس تغير عن ذلك,فإذا أصابه خير اطمأن به وسكن, لكن عندما يختبر يجزع وينقلب,
وهكذا حاله مع ربه يتعاهد معه سبحانه ويواصله في العبادة عند قدومه على أمر ما يصعب عليه أو يخشى منه كامتحان أو تجارة ,أو أي شيء من أمور دنياه , وعندما ينال ما يتمني ينسى عهده مع ربه،
والبعض يعاهد الله على الوصال معه سبحانه كلما زاد عنده المال والخير وينقلب عند أول صدمة،
ولعل ذلك يبين سبب نزول الآية الكريمة،كما قال القرطبي،في اليهودي الذي نزلت فيه حينما قال للنبي صلى الله عليه وسلم(أدع لي ربك ان يرزقني مالاً وإبلاً وخيلاً وولداً،حتى أؤمن بك,فدعا له صلى الله عليه وسلم,فرزقه الله عز وجل،ما تمنى,ثم أراد الله تعالى فتنته واختباره وهو أعلم به , فأخذ منه ما رزقه به بعد أن أسلم ,فأتي النبي صلى الله عليه وسلم،وقال له،أقلني فقد ذهب بصري ومالي وولدي بعد أن أسلمت,فأنزل الله تبارك وتعالى فيه (‏‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)الحج،
قال بعض المفسرين،على حرف،أي على شك بغير ثقة ،أوعلى شرط , يريد ان يقدم العبادة لله تعالى بعيداً عن الاختبارات والابتلاءات على شرط النفع الدائم والكسب الدائم وإلا انقلب،
أما نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم،فقد ضرب لنا المثل الأعلى في جميع أحواله فكان إذا حل به الخير،قال الحمد لله,وإن نزل به البلاء،قال الحمد لله على كل حال,فهذا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي كان يعبد ربه في السراء والضراء فيقدم الحمد في تلك الحالتين،


وقال الحسن،الذي يعبد الله على حرف هو المنافق،يعبد الله بلسانه دون قلبه،
ومن الناس من يعبد الله إذا أصابه خير أو رخاء كان هادئ البال ساكناً,وإذا أصابته فتنة انقلب على وجهه مضجر فقد خسر الدنيا والآخرة،
فالناس معادن كما وضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم،في الحديثٌ الذي،رواه البخاري،ومسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال(تجدون الناس معادن،فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقِهوا)
فيظهر معدن الإنسان المؤمن فيكون ارتباطه بالله تعالى حباً لله ولذاته ولثواب الآخرة العظيم , والثقة به سبحانه وتعالى،
وعندما يتعرض المؤمنون للاختبارات والامتحانات والابتلاءات،ما يزيدهم ذلك إلا قرباً إلى الله،وليس بعداً أو انقلاباً،
وقد نجد البعض على عكس ذلك تماماً يسألون الله عندما تنزل عليهم الابتلاءات والمحن والمصائب ويظلون في الدعاء المستمر ليكشف عنهم الله تعالى،هذه الغمة وعندما يأتي الله بالفرج وتنزاح غمتهم ينقطع ذلك الوصال الرباني, فما عرفوا الله تعالى إلا وقت حاجتهم ونسوه وقت الرخاء،
لذلك لابد على المسلم أن يملأ قلبه ثقة لخالقه فيحيا واثقاً بأن الله تعالي حق,وأن محمد صلى الله عليه وسلم،حق,والجنة حق,والنار حق,فعندما يذكر الله تعالى يذكره حبا لله وللذكر,ويستغفر الله سبحانه حباً للوصول لمحبته,ويدخل للصلاة لأنها وقت اللقاء بربه أي وقت اللقاء بالمحب,وليس دخوله إليها كواجب لابد من تأديته،
فهذه النوايا الإيمانية وضحها لنا الحديث الشريف عندما قال صلى الله عليه وسلم(إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرؤ ما نوى)رواه الشيخان ،فالمقصود رواه البخاري،ومسلم في صحيحيهما،


فالله تعالى يعلم إذا كان المسلم يذهب إلى الصلاة لأداء الصلاة المطلوبة منه أم يذهب ليرائي الناس,ويعلم أن إخراجه للصدقة تقرباً لله تعالى أم ليقال عليه متصدق,
ويعلم إذا كان يذهب لبر والديه تقرباً لله تعالى،الذي أوصى بهما في كتابه,أم يذهب لرعايتهم كي لا يقول عليه الناس أنه أهمل والديه، إن العمل في كل الأحوال ربما يتم لكن أجره وثوابه يتغير بنواياهم
إن المحب لمن يحب مطيع , فالذي يحب الله خالصاً واثقاً به سبحانه وتعالى،هو الذي يطيعه ويحمده وقت الرخاء والشدة
ووقت الفرح والحزن،
إنه الله تعالى الذي ليس لنا رب سواه،والذي أنعم علينا بنعمه التي لا تحصى , فهو الذي يستحق الحب من القلب والطاعة التي ليست مصحوبة بشرط ولا شك،
وفى الصحيحين عن عمرو بن عوفـ،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال‏(والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخاف أن تُبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتتنافسوا فيها كما تنافسوا فيها، وتهلككم كما أهلكتهم‏)رواه ‏البخاري،ومسلم،
فجعل الدنيا المبسوطة هي المهلكة لهم،وذلك بسبب حبها والحرص عليها والمنافسة فيها،
من فوائد الآيات،أن الإنسان يسأل الله سبحانه وتعالى الثبات،فإن الإنسان ليس بمنأى عن الانحراف، مهما كانت درجته في العلم وفي العبادة إلا بتثبيت الله سبحانه وتعالى له،
نسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرزقنا وإياكم الثبات على الحق حتى نلقاه سبحانه وتعالى غير مبدّلين،وغير مغيّرين،


اللهم اجعلنا نعبدك حق عبادتك ولاتلهنا عن ذكرك،وابعد عنا سبل الشيـطان،وفقهنا في ديننا حتى نعبدك علــى بصيرة،واجعلنا من عبادك الموحدين المخلصين،واجعلنا من خيرة خلقك،وممن تقول لهم ادخلوها بسلام آمنين،اللهم آميـــن.






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:47 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "