العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-03-15, 02:40 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


من ذا الذي يتألى علّي أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(قال رجل والله لا يغفر الله لفلان،فقال الله عز وجل،من ذا الذي يتألى علّي أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له،وأحبطت عملك)رواه مسلم،
في حديث أبي هريرة رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)صحيح مسلم،يعني يكفي المؤمن من الشر أن يحقر أخاه المسلم،فلا تحقرن أخاك المسلم، لا في خلقته ولا في ثيابه ولا في كلامه ولا في خلقُه ولا غير ذلك، أخوك المسلم حقه عليك عظيم فعليك أن تحترمه وأن توقره، وأما احتقاره فإنه محرم، ولا يحل لك أن تحتقره،
وكذلك حديث ابن مسعود وحديث جندب بن عبد الله رضي الله عنهما كلاهما يدل على تحريم احتقار المسلم، وأنه لا يحل له حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حدث بحديث ابن مسعود، أنه لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر، قالوا يا رسول الله،إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا ظن الصحابة رضي الله عنهم أن الإنسان إذا تلبس لباسا حسنا وانتعل نعلا حسنا، أن هذا من التعاظم والتعالي والتكبر، فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم، أن ليس الأمر كذلك قال،إن الله جميل يحب الجمال جميل بذاته جل وعلا،
وبأفعاله وبصفاته وكذلك يحب الجمال يعني يحب التجمل، وكلما كان الإنسان متجملاً، كان ذلك أحب إلى الله إذا كان هذا التجمل مما يسعه، يعني ليس فقيراً يذهب يتكلف الثياب الجميلة أو النعل الجميلة، لكنه قد أنعم الله عليه وتجمل فإن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده،
وكذلك حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم،أخبر أن رجلاً قال(والله لا يغفر الله لفلان وكان هذا الرجل عابداً معجباً بعمله محتقراً لأخيه،الذي رآه مفرطاً،فأقسم أن الله لا يغفر له،فقال الله عز وجل،من ذا الذي يتألى على أن لا أغفر لفلان يعني من ذا الذي يحلف علي أن لا أغفر لفلان، والفضل بيد الله يأتيه من يشاء، إني قد غفرت له وأحبطت عملك أعوذ بالله، تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته أهلكته، لأنه قال ذلك معجباً بنفسه،محتقراً لأخيه،فأقسم أن الله لا يغفر له، فغفر الله لهذا الرجل، لأن معاصيه دون الشرك،
وأما الآخر فأحبط عمله لأنه أعجب بعمله والعياذ بالله وتألى على ربه وأقسم عليه أن لا يغفر لفلان،والله تعالى كامل السلطان،لا يتألى عليه أحد،
قوله(والله لا يغفر الله لفلان)هذا يدل على اليأس من روح الله، واحتقار عباد الله عند القائل،وإعجابه بنفسه،ومن ذا الذي يتحجر فضلي ونعمتي أن لا أغفر لمن أساء من عبادي،وهذا الرجل الذي قد غفر الله له، إما أن يكون قد وجدت منه أسباب المغفرة بالتوبة، أو أن ذنبه هذا كان دون الشرك فتفضل الله عليه فغفر له، أما لو كان شركاً ومات بدون توبة، فإنه لا يغفر له، لأن الله يقول(إن الله لا يغفر أن يشرك به)النساء،
قوله(وأحبطت عملك)أن هذا الرجل كان يتعبد لله وفي نفسه إعجاب بعمله، وإدلال بما عمل على الله كأنه يمن على الله بعمله، وحينئذ يفتقد ركنًا عظيمًا من أركان العبادة، لأن العبادة مبنية على الذل والخضوع، فلابد أن تكون عبداً لله عز وجل، بما تعبدك به،
والواجب أن تكون لله عبداً فيما بلغك من وحيه، بحيث تخضع له خضوعًا كاملاً حتى تحقق العبودية،
وفي حديث أبي هريرة أن القائل رجل عابد،قال أبو هريرة(تكلم بكلمة أوبقت دنياه وأخرته)يعني قوله،والله،لا يغفر الله لك،أي، أهلكتك،
لأن من حبط عمله، فقد خسر الدنيا والآخرة،
وأنه من أهل النار والعياذ بالله، وأما كونها أو بقت دنياه،لأن دنيا الإنسان حقيقة هي ما اكتسب فيها عملاً صالحاً، وإلا، فهي خسارة،
قال تعالى﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾الزمر، فمن لم يوفق للإيمان والعمل الصالح، فقد خسر دنياه حقيقة، لأن مالها للفناء،واعتبر هذا بما حصل لك مما سبق من عمرك تجده مر عليك وكأنه لم يكن وهذا من حكمة الله عز وجل لئلا يركن إلى الدنيا،
في الحديث الذي أشار إلى،
التحذير من التالي على الله،وفي الحديث الذي رواه البخاري،عن ابن مسعود رضي الله عنه،أن النبي قال(الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك)ويقصد بهما تقريب بهما الجنة أو النار، والشراك، سير النعل الذي يكون بين الإبهام والأصابع،
(إن الرجل ليتكلم بالكلمة) وهذا فيه الحذر من مزلة اللسان، فقد يسبب الهلاك، ولهذا قال النبي(من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)
أن الرجل قد يغفر له بسبب هو من أكره الأمور إليه،فإنه قد غفر له بسبب هذا التأنيب،
ولا شك أن الإنسان قد يغفر له بشيء هو من أكره الأمور إليه، مثل الجهاد في سبيل الله،
وقال صلى الله عليه وسلم(إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها، يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)متفق عليه،
اللهم طهر ألسنتنا مما يغضبك، واحفظ جوارحنا عما يباعدنا عن الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين.






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:08 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "