أيهما أخطر على الثورة السوريةالفيتو الروسي الصيني العلني المزدوج أم الخذلان الغربي ..
أيهما أخطر على الثورة السورية
الفيتو الروسي الصيني العلني المزدوج أم الخذلان الغربي الباطني المزدوج؟
د. حامـد الخلـيفة 7/4/1433هـ 29/2/2012م
الثورة السورية سائرة في طريقها نحو إسقاط الطاغية بإجماع قوي ومتين وإن كان هناك خلافات في وسائل التنفيذ فإنّ هذا لا يقلل من أهمية وحدة الصف السوري على هذا الهدف الاستراتيجي الرئيس.
أما وسائل التنفيذ الصحيحة فهي واضحة للشعب السوري وضوح الشمس وقد أجمع عليها المختصون بالبحث عن الحرية والمصابون بجرائم النظام القرمطية وشبيحته الشعوبية الهمجية، لا خلاف في ذلك بين اثنين من طلاب العدل والحرية في سورية! وهذا يؤكده بحثهم عن توفير وسائل الدفاع عن النفس وتأكيد هذا الحق المشروع في الديانات السماوية والقوانين الأرضية وبما لا يخالفه فيه برئ النية، ولا ينازع فيه محب للسلام والاستقرار على وجه الكرة الأرضية.
ودماء السوريين التي خاض فيها الطائفيون إلى الركب فلن ينساها أشراف الشام أبدا ولا بد من القصاص العادل من نظام الإرهاب والجريمة، وأما المُميعون والمترددون من الجهلة والمشبوهين ممن يزعمون السير في صف طلاب الحرية فإنهم لن يزيدوا على أن يكونوا عثرات في الطريق سيتجاوزها الأحرار بصدق الطلب وحقيقة الواقع الذي قسم الناس في سورية إلى قسمين؛ قسم مع القتلة المجرمين وقسم مع الأحرار الثائرين، وإن كان هناك بعض الصامتين فالأحرار يلتمسون لهم العذر وعامتهم مع المرابطين وسيأتي اليوم القريب الذي يتصدرون فيه صفوف الثوار لا ريب في ذلك بإذن الله!
أما الموقف الدولي فإنه لا زال يخدع الكثير من السوريين على الرغم من أنه واضح كوضوح جرائم نظام القتلة في سورية! فالموقف الروسي الصيني الإيراني المشارك علانية في الجرائم الوحشية في سورية بالسلاح والمال والرجال فهذا واضح لكل أبناء سورية لكن هناك زاوية غامضة فيه وهي أن هذا الموقف الذي تتزعمه روسيا وتأزه إيران أزاً ليس جديدا فإن أول من اعترف بدولة الصهاينة هم وأول من خذل أهل فلسطين منهم ولم يتخذوا فيتو على مر السنين من أجل فلسطين، فلا غرابة أن تكون نتيجة مواقفهم مشاركة في قتل السوريين! ولكن الذي يجب على الأحرار الثائرين أن يتذكروا من كان سببا في زلزال اتحاد السوفييت الشيوعيين؟! أما إيران فهذه هي منبع الحقد الشعوبي العنصري العقائدي على كل ما هو عربي أصيل وإسلامي صحيح ولاسيما أهل سورية الشام وماضيهم المشرق! فإن ذكروا ذلك فلا غرابة في أحقاد الروس ومن يؤزهم على ظلم السوريين.
ولكن الغرابة كل الغرابة من هذه الأساليب الملتوية التي يتبعها الغرب بمكر وخداع يستعصي على كثير من البسطاء والغافلين! فهم يتظاهرون بنصرة حقوق الإنسان ولاسيما المرأة والطفل ولكن ما يفعله بشار من جرائم أسقط جميع أستار الغرب وأثبت أن شعاراتهم الإنسانية ما هي إلا دعوات مخادعة للتضليل وأن حقوق الطفل والمرأة في سورية فضحت تلك الشعارات وأبانت زيفها وعنصريتها! فهل يرتجي المسلمون نصرة من أمريكا التي مزقت العراق وقدمته مقيدا مقطعا لإيران الصفوية ؟ وهل يرتجى ممن استعمل العشرات من قرارات الفيتو ضد مسلوبي الحقوق في فلسطين أن يتخذ قرارا منصفا ينصر فيه السوريين؟ لا يُرتجى منهم هذا والشواهد في هذا الباب كثيرة إلا إذا كان هناك ما يتوافق مع مصالحهم الضيقة، ولما كان ولاء نظام بشار لإيران على حساب سورية والعروبة والسنة النبوية فإنه لا يبالي بأن يضمن لأي جهة تسانده على البقاء كل ما تريده تلك الجهة في سورية، من مصالح عسكرية أو سياسية أو غيرها، ومعه في كل ذلك إيران التي تمد للغرب يد العون والمساعدة الباطنية كل ما احتاجوها في أفغانستان والباكستان والعراق وغزة ومصر ولبنان بل وحتى في بلاد الخليلج العربي التي لم تنقطع تهديدات إيران لأمنها واستقرارها؟.
فعلى أحرار سورية أن يقرأوا تصريحات الغرب كاملة لتتضح الرؤية الصحيحة ولاسيما تصريحهيلاري كلينتون الذي تقول فيه:على بشار الأسد أن يتنحى عن السلطة لكنها تعارض كل وسائل تنحيه، وقولها: إنه مجرم حرب ولكنها لن تطالب بمحاسبته! وتصريح مدير الاستخبارات الأمريكية جيمس كلايبر "بأن لديه شكوكا بأن مسلحين من القاعدة اخترقوا صفوف المعارضة السورية المنقسمة ورجح أن يكون تنظيم القاعدة هو الذي نفذ التفجيرات الانتحارية في دمشق وحلب!" هكذا يتخيل ويصدق خياله ثم يبني مواقفه على أوهام لا تثب أمام الحقيقة! وتصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي في مقابلة مع شبكةcnnأن منظمة القاعدة مشاركة في ما يحدث في سورية وأن الجيش الحر يحتمل أن يكون مخترقا!" فالأول يتخيل والثاني يثبت الوهم للعبث في عقول الناس وتضليل الرأي العام عن حقيقة مواقفهم المريبة! وتصريحات أوباما وساركوزي والمسؤولين البريطانيين بأنه لن يكون هناك تدخل عسكري في سورية ضد بشار! كرسائل تحرض بشار أن يفعل ما يشاء من القتل والتخريب في سورية!.
فكل هذه الأباطيل والأوهام تؤكد أنّ الموقف الغربي موقف مزايد ومخادع يدفع عن نفسه الشبهة أمام بعض المنظمات الغربية الأخلاقية، فهو يصدر التصريحات ضد جرائم بشار لأنها لا تطاق أمام كل من في قلبه ذرة من الإنسانية فهم يخاطبون شعوبهم بمثل هذه التصريحات، فيكسبون دعاية رخيصة على حساب الحقيقة والإنسانية وبالوقت ذاته يتظاهرون أمام العرب والمسلمين أن موقفهم يختلف عن الموقف الإيراني والشرقي فعلى العرب أن يقدروا لهم ذلك! وهذا منتهى المكر والانتهازية!
وبناء على هذه الحقائق فعلى ثوار سورية أن يسلكوا طريق الحرية بلا تردد ولا ريبة ولا التفات، وأن يجعلوا هدفهم الأول هو تحرير بلادهم حرية فكرية حضارية سياسية عقائدية اقتصادية ليمارسوا بعد ذلك دورهم الحضاري الرائد كما كان عليه الأجداد وكما يجب أن يكونوا هم عليه اليوم، وأن هذا لن يكون من غير تضحيات وصبر واحتساب، وأن على إخونهم من العرب والمسلمين أن يقفوا معهم بكل ما يستطيعون، ذلك أن مواقف الشرق والغرب متقاربة ضد العدل والحرية في سورية وهذه المواجهة مواجهة حضارية تشملهم جميعا، والكل أمامها في مركب واحد وإن ظهر للبعض منهم غير هذا، فإنّه قصور في النظر وخطأ في التحليل أو تفريط في الولاء والهوية! ولن ينال المجد متردد، والحرية لا توهب مجانا، وطريق الكرامة مزروع بالأشواك لكن إبر أشواكها أهون من سياط الجلاد الحاقد على الدم والوطن والعقيدة ولن يضيع حق وراءه مطالب، وقد فعل أحرار سورية الكثير من أجل الوصول إلى هدفهم في العدل والحرية والله يحب الصابرين، قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ).
01-03-12, 11:16 AM
العرض العادي
