بسم الله الرحمن الرحيم
يعتقد البعض أن ( الوسط ) ممدوح في جميع الحالات ، مما يوقعهم في أخطاء - سواء بنية حسنة أو تعمد ، هذا لايهم - ، ويغيب عنهم أن هذا الاعتقاد منهم مجانب للصواب ، وأن ( الوسط ) لا يُمدح في كل القضايا ، إنما يُمدح إذا كان وسطًا بين طرفين مذمومين . أما إذا كان وسطًا بين ( حق ) و ( باطل ) ؛ فإنه يُذم كالباطل ، لأنه أصبح تلبيسًا على الناس ، وتكون النتيجة بعكس ما أراد صاحب هذا الوسط الغلط عندما أراد التقريب بين الحق والباطل بوسطيته المذمومة .
فمثلاً :
مؤسس فرقة ( السيخ ) الذين ظهروا في الهند ( المدعو ناناك ) عندما رأى الخلاف بين " المسلمين " و " الهندوس " ساءه ذلك ؛ فاتخذ طريقة ( وسطًا ) بينهما ، فأحدث فرقة ( السيخ ) التي تخلط في تعاليمها بين الإسلام والهندوسية !!
فأحدث فرقة أصبحت لاحقًا من أشد أعداء المسلمين .
أما الأشاعرة :
فلا يكاد يخلو كتابٌ من كتبهم المعاصرة من ثناءٍ وتمجيدٍ لفرقتهم بأنها كانت ( وسطًا ) في مجال العقل والنقل وغيره بين المعتزلة ومَن يسمونهم ( المجسمة أو المشبهة .. ) - ويعنون بهم أهل السنة ! - .
ظانين أن ( التوسط ) محمودٌ في كلا الأحوال !
واقعين في : ( الوسط الغلط ) ..
جاهلين :
1- أن ( الوسط ) يُمدح إذا كان وسطًا بين طرفين مذمومَين .
2- ويُذم إذا كان ( وسطًا ) بين الحق والباطل ؛ والنتيجة ستكون بعكس ما أراد صاحبه .
كما قال الشاعر :
يُحللون بزعمٍ منهــمو عُقدًا
وبالذي وضعوه زادت العُقدُ !
3- ويُذم الوسط - أيضًا - إذا كان في الأمور المتدرجة ، ضعفًا وقوة ، أو علوًا وسفلا .. مثال ذلك : لو قال أحد الطلاب : أنا سأختار الوسط فأحرص على أن يكون تقديري ( جيد جدًا ) لأنه ( وسط ) بين ( جيد ) و ( ممتاز ) ! نقول : أخطأت ؛ لأن هذا من الأمور المتدرجة . مثال آخر : مسلم يقول : أنا أتمنى أن أكون من أصحاب اليمين لأنهم ( وسط ) بين المقربين وأصحاب الشمال ! نقول - أيضًا - أخطأت .. وقس عليه .
اللهم اهدِ الأشاعرة ، وبصّرهم بالوسط الغلط ..
والله الموفق ..