تعريفهم للسهو والنسيان :
السهو والنسيان
النسيان لغة له معنيان .
الأول : يراد به الغفلة عن الشيء وعدم التذكر
الثاني : يراد به الشيء الساقط من متاع المرتحلين
أما اصطلاحاً : عند الأصوليين تعريفه : ( الغفلة عن معلوم في غير حال السنة ) ، كما في التعريفات للجارجاني 816 ص 215 .
وعرفه ابن نجيم : ( عدم الاستحضار للشيء وفي وقت حاجته ) وربما قيل « عدم ملااحظة الصورة الحاصلة عند العقل عما من شأن الملاحظة في الجملة » حاشية الأزميري 2 | 440 . وفي كشف الأستار عدة تعريفات :
1 ـ معنى يعتري الإنسان بدون اختياره فيوجب له الغفلة عن الحفظ .
2 ـ عبارة عن الجهل الطارئ .
3 ـ جهل الإنسان بما كان يعلمه ضرورة مع علمه بأمور كثيرة لا بآفة .
4 ـ آفة تعترض للمخيلة مانعة من انطباع ما يرد من الذكر فيها .
ما الفرق بين السهو والنسيان
ربما أدعى البعض أن لا فرق بين اللفظين إلا أن العسكري الحسن بعض عبد الله في ( الفرق في اللغوية ) يذكر عدة وجوه .
الأول : إن النسيان إنما يكون عما كان ، والسهو عما لم يكن ، تقول نسيت ما عرفته ، ولا تقول سهوت عما عرفته ، وأنما تقول سهوت عن السجود في الصلاة ، فتجعل السهو بدلاُ عن السجود الذي لم يكن .
الثاني : إن الإنسان إنما ينسى ما كان ذاكراً له ، والسهو يكون عن ذكر وعن غير ذكر ، لأنه خفاء المعنى بما يمتنع إدراكه .
الثالث : الشيء الواحد محال أن يسهى عنه في وقت ، ولا يسهى عنه في وقت آخر ، وإنما يسهى في الوقت الآخر عن مثله ، ويجوز أن ينسى الشيء الواحد في وقت ، ويذاكره في وقت آخر .
الفروق في اللغة ص 90
وعرفه التفتاراني كما في التلويح ثم قال وهو ما يسمى ذهولاً وسهواً .
التلويح 2 | 160
( وإذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا ) الكهف | 24 .
قال ابن كثير في تفسيره هذا إرشاد من الله ... تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم الأدب فيما إذا عزم على شيء ليفعله في المستقبل أن يرد ذلك إلى مشيئة الله عز وجل علام الغيوب الذي يعلم ما كان ، وما يكون ، وما لم يكن لو كان كيف يكون ، 3 | 78 .
وكذلك أورد ابن كثير وجهاً آخر فقال هذا إرشاد من الله تعالى لمن شاء الشيء بذكر الله تعالى لأن النسيان منشؤة الشيطان كما قال في فتى موسى :
وذكر الله تعالى طارد للنسيان ، فإذا ذهب الشيطان ذهب النسيان ، فذكر الله سبب للذكر .
من معاني النسيان : عدم الذكر .
كما في قوله تعالى: في قصة موسى وفتاه ( فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما ) الكهف 61 .
وقوله تعالى : ( قال أرأيت إذا اوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت ) ، الكهف 63 .
فالمراد هنا عدم الذكر أي التذكر .
ومن معنى النسيان الغفلة .
منه وقوله تعالى : ( ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا فرقا بورا ) الفرقان 18 .
بمعنى غفلوا عن ذكر الله ونسوا موعظته .
ومن معاني النسيان التأخير .
قوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ) إذا همزت ( ننساها ) بمعنى نؤخرها البقرة 106 .
وإذا قرأت ننساها بدون همزة فتكون بمعنى التركر ومنه قوله تعالى : ( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعورف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم ...) التوبة 67 .
لما تركوا أوامر الله وارتكبوا نواهيه تركهم الله من رحمته عقوبة لهم .
ومن معاني النسيان : الساقط المتروك منه قوله تعالى : ( قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً ) بمعنى متروكاً مريم 23 .
ونقول :
في السّهو هو ممّا أضافه الشّيعة المتأخّرون إلى مسألة العصمة، فأبو عبد الله كان يقول – لمّا ذكر له السّهو -: « أو ينفلت من لك أحد؟ ربّما أقعدت الخادم خلفي يحفظ عليّ صلاتي » [بحار الأنوار: 25/351].
وابو عبد الله كان يقول – لمّا ذكر له السّهو -: « أو ينفلت من لك أحد؟ ربّما أقعدت الخادم خلفي يحفظ عليّ صلاتي » [بحار الأنوار: 25/351].
وإليك كلام ابن بابويه من كتاب من لا يحضره الفقيه ج1ص234 حيث يقول : " إن الغلاة والمفوضة – لعنهم الله – ينكرون سهو النبي –صلى الله عليه وآله وسلم – يقولون : لو جاز أن يسهو في الصلاة لجاز أن يسهو في التبليغ لأن الصلاة فريضة كما أن التبليغ فريضة … وليس سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم كسهونا لأن سهوه من الله عز وجل وإنما أسهاه ليعلم أنه بشر مخلوق فلا يتخذ رباً معبوداً دونه ، وليعلم الناس بسهوه حكم السهو . وكان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد يقول :أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
واليك هذه الروايات التى تؤكد السهو
:
يتبع