لماذا أزعجهم الشيخ المنجد ؟

[مفوز المبارك]

لماذا أزعجهم الشيخ المنجد ؟

قال الله عز وجل:
( أتواصوا به بل هم قوم طاغون )

محمود بن عبدالله القويحص
تعجبت كثيرا من مقالات متتالية كتبها كل من الكاتب: أحمد الفراج يوم السبت 12/8/1431هـ ويوم الثلاثاء 15/8/1431هـ والكاتب: محمد الساعد يوم الأربعاء 16/8/1431هـ في جريدة الحياة عن الشيخ: محمد المنجد ـ حفظه الله ـ من كلام لا يليق أن يصدر من عامي ولا أن يقال بالخفاء فكيف وقد نشر على الملأ وصدر ممن يدّعي الثقافة والفكر، فما إن انتهيتُ من قراءة المقالات حتى قلت في نفسي آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه، فكلام مثل هذا لا يحتوي على أيّ فائدة تذكر سوى ما يحمل في ثناياه من كره وتحريض وحسد وعنصرية ممقوتة، وصدق الله القائل في محكم التنزيل: (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) فلا غرابة إذا استمر مسلسل الاستهزاء بالشيخ، لأن الشيخ لا يزال على الحق ـ نسأل الله عز وجل للجميع الثبات ـ ولا يزال الشيخ ينافح عن عفاف المرأة المسلمة، ولا يزال حريصا على نشر العلم الشرعي، ولا يزال يفضح مخططات التغريب، ولا يزال ضد مبيحي السفور والاختلاط، وهذا ما أزعجهم من الشيخ!! فكلما خمدت نار، جاء من يشعلها مرة أخرى وصدق الله عز وجل: ( أتواصوا به بل هم قوم طاغون ) وفي كل مرة تشن حملة على الشيخ لم يستطع أحد من الكتّاب أن يناقش الشيخ مناقشة علمية مدعمة بالأدلة والنصوص الشرعية ـ لأنهم أبعد الناس عن العلم الشرعي وأدلته ـ ولم يستطع أحد منهم أن يفنّد آراء الشيخ تفنيدا منطقيا مبني على البراهين والحجج، ولم يستطع أحد منهم أن يرد على الشيخ ردا مقنعا خاليا من الكلام الفاحش البذي، فذهبوا إلى حيلة العاجز وهي: القدح بأصله ـ وما علموا أن أصل الرجل لا يعيبه ـ مستخدمين لذلك أسلوب السخرية والاستهزاء، ونسيا هؤلاء القوم قوله تعالى: (إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) وقوله صلى الله عليه وسلم: (دعوها فإنها منتنة ) ويصدق على هؤلاء الكتّاب المثل الصيني القائل: العقول الصغيرة تناقش في الأشخاص، والعقول المتوسطة تناقش في الأشياء، أما العقول الكبيرة فإنها تناقش في المبادئ. فعجبا منهم أين هم عن شاكر النابلسي وخالص جلبي وليلى الأحدب وغيرهم كثير ممن يتكلم بقضايا الوطن في صحافتنا وهم ليسوا من أهله، وأين هم عمّن يتكلم ويناقش قضايا الوطن من كتّاب وفنانين وقد ارتضوا لأنفسهم العيش خارج الوطن فلا يعرفون من الوطن إلاّ اسمه وإن كانوا من أبنائه، وأين هم من القنوات الفضائية الخارجية التي تناقش قضايانا وتبث البرامج المليئة بالسم الزعاف عن الوطن بشكل يسيء إليه وإلى أهله، فأين استنكارهم على كل هؤلاء، وأين غضبتهم العمرية على الوطن وأهله، أم وافقوهم بالفكر فسلِموا من مقالاتهم وألسنتهم التهكّمية وأسلوبهم المقيت. إنّ مشكلة من ينتمي إلى التيار الليبرالي ممن هم من بني جلدتنا أن أفعالهم وأقوالهم تخالف مبادئهم، فهم يتكلمون بالليل والنهار عن مبدأ الحرية، وقبول واحترام الرأي الأخر، وهم أبعد الناس عن ذلك، فإذا قال شيخ جليل رأيه في مسألة تخالف رأيهم وتوجهاتهم وأهوائهم، أو فضح مخططاتهم رأيتهم ينكسون على أعقابهم، وتظهر حقيقتهم وما تكن صدورهم عبر المقالات والحوارات بأسلوب يخلو من أدنى درجات المصداقية وما يدعون إليه من مبادئ، حتى بات ديدنهم أسلوب السخرية من العلماء وطلبة العلم وكل من يسعى للحفاظ على الأخلاق والقيم الإسلامية بشكل مجّته الأنفس الأبيّة، ودل دلالة واضحة على إفلاسهم الفكري، وحقيقة توجهاتهم ورغباتهم، ومن هنا نعلم أن قصدهم ليس حبا للوطن، أو دفاعا عنه بل هو الحرص على خروج المرأة من عفافها وحجابها، واختلاطها ومزاحمتها في كل مكان للرجال تشبها بنساء الغرب، ولهذا لم يسلم منهم أحد حتى هيئة كبار العلماء فقد نالوا من بعضهم لقولهم كلمة الحق. فإلى كل من تجرّأ وتكلم على العلماء وطلبة العلم بالسوء والغمز واللمز أذّكرهم بالحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قال: ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) وإلى كل من يسعى لتغريب المرأة المسلمة عليه أن يتذكر قوله تعالى: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ) وإن تبرج المرأة واختلاطها بالرجال من أعظم أسباب فشو الفاحشة.