الرواية الثانية في صحيح مسلم :
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع ح وحدثنا يحيى بن يحيى ( واللفظ له ) قال Y أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال مرو أبا بكر فليصل بالناس قالت فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت فقلت لحفصة قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يسمع الناس فلو أمرت عمر فقالت له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس قالت فأمروا أبا بكر يصلي بالناس قالت فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة فقام يهادي بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض قالت فلما دخل المسجد سمع أبو بكر حسه ذهب يتأخر فأومأ إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قم مكانك فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس عن يسار أبي بكر قالت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس جالسا وأبو بكر قائما يقتدي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر .
قلت ( تقي الدين السني ) :
وفي الإسناد أبو بكر بن أبي شيبة .
قال يحيى بن عبد الحميد الحماني : أولاد ابن أبي شيبة من أهل العلم ، كانوا يزاحموننا عند كل محدث.
وقال أحمد بن حنبل : أبو بكر صدوق ، هو أحب إليّ من أخيه عثمان .
وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان أبو بكر ثقة ، حافظا للحديث .
**********************
وفي الإسناد أبو معاوية :
وسبق ترجمته وهو ثقة رفيع القدر في الرواية وسنترجم له الآن ..
قال معاوية بن صالح : سألت يحيى بن معين : من أثبت أصحاب الأعمش ؟
قال : بعد سفيان و شعبة : أبو معاوية الضرير .
و قال عثمان بن سعيد الدرامى : سألت يحيى بن المعين : أبو معاوية أحب إليك فى الأعمش أو وكيع ؟ فقال : أبو معاوية أعلم به .
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة : قيل ليحيى بن معين : أيهما أحب إليك فى الأعمش عيسى بن يونس ، أو حفص بن غياث ، أو أبو معاوية ؟
قال : أبو معاوية .
و قال أيضا ، عن يحيى بن معين : قال لنا وكيع : من تلزمون ؟
قلنا : نلزم أبا معاوية . قال : أما إنه كان يعد علينا فى حياة الأعمش ألفا
و سبع مئة .
فقلت لأبى معاوية : إن وكيعا قال كذا و كذا . فقال : صدق ، و لكنى مرضت مرضة فأنسيت أربع مئة .
و قال عباس الدورى أيضا ، عن يحيى بن معين : قال أبو معاوية الضرير : حفظت من الأعمش ألفا و ست مئة فمرضت مرضة فذهب عنى منها أربع مئة ، فكان عند أبى معاوية ألف و مئتين .
قال يحيى : و كان عند وكيع عن الأعمش ثمانى مئة .
قلت ليحيى : كان أبو معاوية أحسنهم حديثا عن الأعمش ؟ قال : كانت الأحاديث الكبار العالية عنده .
و قال على ابن المدينى : كتبنا عن أبى معاوية عن الأعمش ألفا و خمس مئة حديث ، و كان عند جرير ألف و مئتا حديث عن الأعمش ، و كان عند الأعمش ما لم يكن عند
أبى معاوية أربع مئة و نيف و خمسون حديثا .
و قال محمود بن غيلان ، عن أبى نعيم : سمعت الأعمش يقول لأبى معاوية :
أما أنت فقد ربطت رأس كيسك .
و قال محمود أيضا : سمعت شبابة يقول : جاء أبو معاوية حتى جلس فى مجلس شعبة فرفع رأسه ، فقال : من هذا انظروا ! فإذا هو أبو معاوية ،
فقال : يا أبا معاوية سمعت حديث كذا و كذا من الأعمش ؟
قال : نعم .
قال شعبة : هذا صاحب الأعمش فاعرفوه .
و قال أبو زرعة الدمشقى : سمعت أبا نعيم يقول : لزم أبو معاوية الأعمش عشرين سنة .
و قال إبراهيم الحربى : قال لى الوكيعى : ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبى معاوية .
و قال أحمد بن داود الحرانى : سمعت أبا معاوية الضرير يقول : البصراء كانوا على عيالا عند الأعمش .
و قال الحسين بن إدريس الأنصارى : سألت ابن عمار عن على بن مسهر و أبى معاوية أيهما أكبر فى الأعمش ؟
قال : أبو معاوية .
قال : و قال ابن عمار : سمعت أبا معاوية الضرير يقول : كل حديث أقول فيه
" حدثنا " فهو ما حفظته من فى المحدث ، و ما قلت " و ذكر فلان " فهو ما لم أحفظه من فيه ، و قرىء على من كتاب فعرفته فحفظته مما قرىء على .
و قال العجلى : كوفى ثقة . و كان يرى الإرجاء ، و كان لين القول ، يعنى فيه .
و قال يعقوب بن شيبة : كان من الثقات و ربما دلس ، و كان يرى الإرجاء فيقال : إن وكيعا لم يحضر جنازته لذلك .
و قال أبو عبيد الآجرى ، عن أبى داود : كان مرجئا .
و قال فى موضع آخر : أبو معاوية رئيس المرجئة بالكوفة .
و قال النسائى : ثقة .
و قال ابن خراش : صدوق ، و هو فى الأعمش ثقة ، و فى غيره فيه اضطراب .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " و قال : كان حافظا متقنا و لكنه كان مرجئا خبيثا .
قال أحمد بن حنبل ، و يحيى بن معين ، و غير واحد : ولد سنة ثلاث عشرة و مئة .
و قال محمد بن عبد الله بن نمير : مات سنة أربع و تسعين و مئة .
و قال على ابن المدينى ، و غير واحد : مات سنة خمس و تسعين و مئة .
زاد بعضهم : فى صفر أو أول ربيع الأول .
روى له الجماعة . اهـ .
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 9 / 139 :
و قال ابن سعد : كان ثقة ، كثير الحديث ، يدلس ، و كان مرجئا .
و قال النسائى : ثقة فى الأعمش .
و قال ابن أبى حاتم ، عن أبيه : أثبت الناس فى الأعمش سفيان ثم أبو معاوية ،
و معتمر بن سليمان أحب إلى من أبى معاوية ـ يعنى : فى غير حديث الأعمش .
و قال أبو داود : قلت لأحمد : كيف حديث أبى معاوية عن هشام بن عروة ؟ قال : فيها أحاديث مضطربة يرفع منها أحاديث إلى النبى صلى الله عليه وآله وسلم . اهـ
رتبته عند ابن حجر :
ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش ، و قد يهم فى حديث غيره ، و قد رمى بالإرجاء
رتبته عند الذهبي :
الحافظ ، ثبت فى الأعمش ، و كان مرجئا
********************************
وفي الإسناد وكيع :
و قال عثمان بن سعيد الدارمى ، عن يحيى بن معين : ليس به بأس .
و قال أحمد بن سعد بن أبى مريم ، عن يحيى بن معين : ليس به بأس ، يكتب حديث .
و قال فى موضع آخر : ثقة .
و قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ثقة .
و قال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلى : ضعيف .
و قال يعقوب بن سفيان : حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك ، قال : حدثنا أبو
وكيع الجراح بن مليح ، و هو ثقة .
و قال أبو داود : ثقة .
و قال النسائى : ليس به بأس .
و قال أبو أحمد بن عدى : له أحاديث صالحة ، و روايات مستقيمة و حديثه لا بأس
به ، هو صدوق ، و لم أجد فى حديثه منكرا فأذكره ، و عامة ما يرويه عنه ابنه
وكيع ، و قد حدث عنه غير وكيع الثقات من الناس .
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 2 / 67 :
و قال أبو حاتم الرازى : يكتب حديثه .
و قال العجلى : لا بأس به ، و ابنه أنبل منه .
و قال الأزدى : يتكلمون فيه ، و ليس بالمرضى عندهم .
و قال الهيثم بن كليب : سمعت الدورى يقول : دخل وكيع البصرة ، فاجتمع عليه الناس ، فحدثهم حتى قال : حدثنى أبى و سفيان . فصاح الناس من كل جانب : لا نريد أباك ، حدثنا عن الثورى . فأعاد ، و أعادوا ، فأطرق ، ثم قال : يا أصحاب الحديث من بلى بكم فليصبر .
رواها الإدريسى فى " تاريخ سمرقند " ، و حكى فيه أن ابن معين كذبه و قال : كان وضاعا للحديث . و قال ابن حبان : كان يقلب الأسانيد ، و يرفع المراسيل ، و زعم يحيى بن معين أنه كان وضاعا للحديث . اهـ .
رتبته عند ابن حجر :
صدوق يهم
رتبته عند الذهبي :
وثقه أبو داود ، و لينه بعضهم
قلت : وروايته مقبولة لأن الجرح ليس مفسراً .
******************************
وفي الإسناد يحيى بن يحيى :
قال صالح بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ما أخرجت خراسان بعد ابن المبارك مثل يحيى بن يحيى .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : كان ثقة و زيادة و أثنى عليه خيرا .
و قال أبو داود ، عن أحمد بن حنبل : خرج من خراسان رجلان : عبد الله بن المبارك و يحيى بن يحيى .
قال إسحاق بن راهويه : يحيى بن يحيى أثبت من عبد الرحمن بن مهدى .
و قال فى موضع آخر : ما رأيت مثل يحيى بن يحيى و لا رأى يحيى مثل نفسه .
و قال فى موضع آخر : مات يحيى بن يحيى يوم مات و هو إمام لأهل الدنيا .
و قال الحسين بن سفيان : كنا إذا رأينا رواية ليحيى بن يحيى عن يزيد بن زريع قلنا : ريحانة أهل خراسان عن ريحانة أهل العراق .
و قال يحيى بن يحيى : أخبرت عن ابن حماد بن زيد ، قال : قال أبى : ما أخرجت كتابى إلى أحد إلا إلى يحيى بن يحيى .
و قال محمد بن أسلم الطوسى : رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام ، فقلت : عمن أكتب ؟ قال : يحيى بن يحيى .
و قال العباس بن مصعب المروزى : يحيى بن يحيى أصله مروزى ، و هو من بنى تميم من أنفسهم ، و كان ثقة يرجع إلى زهد و صلاح .
و قال أحمد بن سيار المروزى : يحيى بن يحيى من موالى بنى منقر و كان ثقة فى الحديث ، حسن الوجه ، طويل اللحية ، و كان خيرا فاضلا ، صائنا لنفسه .
و قال النسائى : ثقة ثبت .
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 11 / 298 :
طول الحاكم ترجمته فى " تاريخه " ، و قسم الرواة عنه إلى خمس طبقات ، و من آخرهم داود بن الحسين البيهقى و إبراهيم بن على الذهلى ، و روى فيها عن أحمد بن حنبل قال : ما رأى يحيى بن يحيى مثل نفسه ، و قيل له : كان إماما ؟ قال : نعم ، و لو كانت عندى نفقة لرحلت إليه .
و عن الأثرم قال : ذكر أبو عبد الله يحيى بن يحيى فقال : بخ بخ بخ ، ثم ذكر
قتيبة فأثنى عليه ، ثم قال : إلا أن يحيى شىء آخر ، و قدمه عليه .
و قال الفراء قال أحمد : قراءة يحيى بن يحيى على مالك أحب إلى من سماع غيره .
و قال يحيى بن محمد بن يحيى : كان أبى يرجع فى كل المشكلات إلى يحيى بن يحيى ،
و يقول : هو إمام فيما بينى و بين الله تعالى ، قال يحيى : و ما رأيت محدثا أورع منه و لا أحسن بيانا .
و قال الحسين بن منصور : سمعت عبد الله بن طاهر يقول : شك يحيى بن يحيى عندنا
بين .
و قال أبو أحمد الفراء : سمعت يحيى بن يحيى ، و كان إماما و قدوة و نورا و ضوءا
للإسلام .
و قال إبراهيم بن أبى طالب : قرأ ( عليه ) إسحاق بن إبراهيم عن مشائخه أحاديث ،
ثم انتهى إلى حديث يحيى بن يحيى فقال : حدثنا يحيى بن يحيى ، و هو من أوثق من
( أحدثكم ) اليوم عنه .
و قال : سمعت الذهلى يقول : لو شئت لقلت : هو أسن المحدثين فى الصدق ، و كان ثبتا .
و قال أبو أحمد الفراء : سمعت عامة مشائخنا يقولون : لو أن رجلا جاء إلى يحيى
ابن يحيى عامدا ليتعلم من شمائله كان ينبغى له أن ( يفعل ) .
و قال المستملى : قال قتيبة بن سعيد : يحيى بن يحيى رجل صالح ، إمام من أئمة
المسلمين .
و قال محمد بن نصر المروزى و قيل له : من أدركت من المشايخ على سنن النبى
صلى الله عليه وآله وسلم ؟ فقال له : ما أدركت أحدا إلا أن يكون يحيى بن يحيى .
و قال بشر بن الحكم النيسابورى : حزرنا فى جنازة يحيى بن يحيى مئة ألف إنسان .
و قال الحاكم : سمعت أبا على النيسابورى يقول : كنت فى غم شديد فرأيت النبى
صلى الله عليه وآله وسلم فى المنام كأنه يقول لى : صر إلى قبر يحيى بن يحيى و استغفر و سل تقض حاجتك ، فأصبحت ففعلت ذلك ، فقضيت حاجتى . اهـ .
رتبته عند ابن حجر :
ثقة ثبت إمام
رتبته عند الذهبي :
أحد الأعلام ، ثبت فقيه صاحب حديث ، و ليس بالمكثر جدا ، قال أحمد : ما أخرجت خراسان بعد ابن المبارك مثله
******************************
وفي الإسناد أبو معاوية :
وهو ثقة كما تقدم في ترجمته ثبت حديثه ..
******************************
وفي الإسناد الأعمش :
وهو ثقة كما تقدم ..
******************************
وفي الاسناد ابراهيم النخعي :
وهو ثقة مخضرم كما تقدم في ترجمته سابقا ..
******************************
وفي الإسناد ابي الأسود :
وهو كذلك ثقة ثبت حديثه كما تقدم في ترجمته ..
يتبع إن شاء الرحمن