ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الثناء على الصحابه الكرام .
ولكن زيادة في تأكيد هذه الحقيقة وامعاناً في تثبيت هذه الخواص الثابتة لصحابة رسول الله وعلى رأسهم ( ابو بكر وعمر وعثمان ) سنتوجه الى بساتين السنة لنقطف من ثمارها ما كان متعلقاً بهؤلاء الصحابة مما يؤكد ما ذكره القران في حقهم ، ويبين بخاصية اوضح وتصريح ابين لحقيقة هؤلاء الصحابة وحقيقة ما هم عليه ، ولنبين منزلتهم من الرسول ودرجتهم التي يحتلونها عنده ، فالسنة مبينة وموضحة للقران ، وبما ان فضائل الصحابة كانت من اهم قضايا القران فمما لا شك فيه فان السنة ستتناول هذه القضية بياناً، وتوضيحاً ، تأكيداً ، وتحقيقاً ، تأصيلاً ، وتفريعاً .
واليك سرداً لجملة من هذه الاحاديث التي توضح فضل هؤلاء الصحابة والتي تحذر من التجاوز عليهم ، او الوقوع بهم :
* قال رسول الله: [ ان الله اختارني واختار لي اصحابي ، وجعل لي اصحاباً واخواناً وأصهاراً، وسيجيء قوم بعدهم يعيبونهموينقصونهم ، فلا تواكلوهم ، ولا تشاربوهم ، ولا تناكحوهم ، ولا تصلوا عليهم ، ولا تصلوا معهم ] .
* ثبت في الصحيحين ان رسول الله قال : [ من عادى لي ولياً فقد اذنته بالحرب ] .
* وقال : لا تسبوا اصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو انفق احدكم مثل احد ذهباً ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه ] .
* وقال:[ الله الله في اصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي ، فمن احبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن اذاهم فقد اذاني ، ومن اذاني فقد اذى الله، ومن اذى الله اوشك ان يأخذه ] .
* وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال : [ قال اناس من اصحاب رسول الله : انا نسب ، فقال رسول الله r : من سب اصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ] .
* وعن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله :[ اذا ذكر اصحابي فأمسكوا ، واذا ذكر النجوم فأمسكوا ، واذا ذكر القدر فأمسكوا ] .
قال العلماء :
معناه من فحص عن سر القدر في الخلق ، وهو : أي الامساك علامة الايمان والتسليم لامر الله ، وكذلك النجوم ومن اعتقد انها فعالة او لها تأثير من غير ارادة الله عز وجل فهو مشرك ، وكذلك من ذم اصحاب رسول الله بشيء وتتبع عثراتهم ، وذكر عيباً واضافه اليهم كان منافقاً .
بل الواجب على المسلم حب الله وحب رسوله ، وحب ما جاء به ، وحب من يقوم بامره ، وحب من يأخذ بهديه ويعمل بسنته ، وحب اله وأصحابه، وازواجه وأولاده وغلمانه وخدامه ، وحب من يحبهم ، ويبغض من يبغضهم ، لان اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله .
واما مناقب الصحابة وفضائلهم فاكثر من ان تذكر ، واجمعت علماء السنة ان افضل الصحابة العشرة المشهود لهم ، وافضل العشرة : ( ابو بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان ، ثم علي بن ابي طالب ) رضي الله عنهم اجمعين، ولا يشك في ذلك الا مبتدع منافق خبيث .
* وقد نص النبي في حديث العرباض بن سارية حيث قال : [ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، واياكم ومحدثات الامور ] الحديث.
والخلفاء الراشدون هم : ( ابو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي رضي الله عنهم اجمعين) .
[ نقلت هذه الاحاديث من كتاب الكبائر / الذهبي ص 236 – 239 ]
لذلك وانطلاقاً من هذه الاحاديث الكثيرة والمستفيضة المثبتة لفضائل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحاثة على اتباع اثارهم ، والاقتداء بسنتهم ، والمحذرة من التجاوز على قدرهم ، والطعن فيهم اجمع العلماء من اهل السنة على ان حب اصحاب رسول الله واجب على المسلم ان يمتثل به ويعبد الله بمتطلباته.
وكذلك اجمعوا على من ذم اصحاب رسول الله بشيء ، وتتبع عثراتهم وذكر عيباً واضافه اليهم كان منافقاً قال ايوب السخستاني :من احب ابا بكر فقد اقام منار الدين ، ومن احب عمر فقد اوضح السبيل، ومن احب عثمان فقد استنار بنور الله ، ومن احب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، ومن قال الخير في اصحاب رسول الله فقد برىء من النفاق . [ كتاب الكبائر / الذهبي ص 239 ]
بعد هذا السرد والبيان للايات والاحاديث المثبتة لخيرية صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والموضحة لفضائلهم ، وصفاتهم الحميدة ، وشمائلهم الفريدة ، وبعد هذا الكشف عن الحقيقة الراقية والقدسية لهذا الجيل الفريد من نوعه ، النفيس في كينونته.
لا بد لنا من بيان حكم من تجاوز هذه الايات والاحاديث ، وخالفها باعتقاد ما يضادها ويناقضها في هؤلاء الصحابة ، من سب ، وتجريح ، وطعن ، ولعن، وتجهيل ، وتضليل ، وفسق ، وارتداد يقول الامام الذهبي في حق المتجاوز على قدر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نصه :فمن طعن فيهم ، او سبهم فقد خرج من الدين ، ومرق من ملة المسلمين لان الطعن لا يكون الا عن اعتقاد مساويهم ، واضمار الحقد فيهم ، وانكار ما ذكره الله تعالى في كتابه من ثنائه عليهم ، وما لرسول الله صلى الله عليه وسلم من ثنائه عليهم وفضائلهم ، ومناقبهم ، وحبهم ، ولانهم ارضى الوسائل من المأثور والوسائط من المنقول ، والطعن في الوسائط طعن في الاصل ، والازدراء بالناقل ازدراء بالمنقول هذا ظاهر لمن تدبره وسلم من النفاق ومن الزندقة والالحاد في عقديته . [ كتاب الكبائر / الذهبي ص 237 ]
فهؤلاء الصحابة خير خلق الله بعد الانبياء والرسل الذين اصطفاهم الله جل وعلا لصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وجعلهم امناء لنشر دينه وتبليغ وحيه ، والذين حفل القران ببيان مناقبهم ، وتعداد فضائلهم ، وشمائلهم ، وتواترت السنة بنقل ثناء الرسول عليهم وحبه لهم ، وتقديمه لهم ، واعتماده عليهم ، وتزكيته ، وتوثيقه لسرائرهم ودواخلهم وعلى رأسهم تاج هذا الدين ، وقمم هذه الشرعة ، ودرة الاسلام والمسلمين اعلام الهدى ، ومنارة التقوى ، وحصن التوحيد ( ابو بكر وعمر وعثمان ) .
وقد كان للرافضة وعلمائهم طعن كبير في الصحابة رضوان الله تعالى عليهم لهذا معروف لدينا سب علماء الرافضة للصحابه رضي الله عنهم وتبويب ابوابا في كتبهم للعن الصحابة الذين رضي الله تعالى عنه والقرآن ولكن القوم لا يعقلون .
والأن ننتظر أحضار أسانيد الخطبة الشقشقية يا رافضة فهل لها سند في كتبك مالمعتبرة أم لا وننتظر علنا نجد الإجابة من الرافضة .