أيران تقطع المياه عن أهالي منطقة ديالى

[احمد العابد]

مع تصاعد أزمة شحة المياه ..مزارعو ديالى يعبرون عن مخاوفهم من وقوع كارثة حقيقية
التاريخ: Sunday, August 17
اسم الصفحة: تقارير المدى

المدى / نصير العوام
دخلت محافظة ديالى مرحلة حرجة وصعبة في المياه ، حيث يتوقع المسؤولون ان تشهد المحافظة موسما للجفاف كما توقع عدد من اعضاء مجلس النواب ان يدخل العراق في حرب جديدة تحت مسمى (المياه) ،فيما ابدى عدد من مزاري محافظة ديالى تخوفهم من استمرار ازمة المياه المفتعله ،فيما اشار البعض الاخر الى تدخل احدى دول الجوار في شؤون المحافظة ، وانشاء سدصغير لتغير مسار نهر الوند ، من جانبه انتقد احد نواب كتلة التحالف الكردستاني وزارتي الخارجية والموارد المائية لعدم اتخاذها أي إجراء لحل أزمة المياه التي يشهدها قضاء خانقين جراء قطع إيران المياه عنه.
ووصف النائب يوسف احمد عن التحالف الكردستاني أوضاع الزراعة في المحافظة بالكارثة جراء قيام إيران بقطع المياه عن نهر الوند الذي يغذي خانقين بمياه الزراعة ومياه الشرب.

من جانبها قالت النائبة تيسير المشهداني عن محافظة ديالى أن منسوب المياه في بحيرة حمرين بدأ بالعد التنازلي وقد لايسد حاجة محافظة ديالى لفترة (30) يوماً .
وأضافت المشهداني لـ( المدى) أن مشكلة شحة المياه في العراق. تعود لاسباب كثيرة منها عدم استقرار الوضع السياسي والامني.
وأوضحت : أن الحرب الجديدة على العراق هي
(حرب المياه) ، ولاسيما هناك اتفاقية تمت بين العراق والدول التي تمربها المياه قبل دخولها للعراق ( تركيا ، وسوريا ، وايران ) إلا أن هنالك تجاوزاً من قبل تلك الدول على بنود الاتفاقية .
فيما قال النائب محمد الدايني عن محافظة ديالى ان العراق يواجه تحديا آخر خطير يمس حياة الانسان ويتمثل بشحة مياه كبيرة ،وهذه حرب جديدة على العراق .
واضاف الدايني لـ (المدى) أن أغلب مصادر المياه في محافظة ديالى هي من حوض ( سد حمرين ) الذي يستوعب اكثر من (4) ملايين متر مكعب ويتغذى من روافد داخلية في العراق وأخرى خارجية من دول الجوار كما يتغذى ايضا من حوض (سد دربندخان ) في شمال العراق .وتابع :حيث يتم تدفق المياه من هذا السد بشكل انسيابي يضمن حاجة الاراضي الزراعية التي تقع بعد (سد دربندخان) بأتجاه حوض ( سد حمرين ) من خلال قنوات وشبكات ري منتظمة تضمن عملية وصول المياه الى ( سد حمرين ) وفق جداول علمية مدروسة حسب الاحتياج الحقيقي لهذه الاراضي.
واوضح الدايني أن أهم أسباب شحة المياه التي تعانيها محافظة ديالى اليوم هي قيام ايران بإنشاء عدد من النواظم والمشاريع الاروائية على القنوات الخاصة بنهر الوند للحيلولة دون وصول المياه الى محافظة ديالى واستغلالها بشكل غير منصف وعادل ما يؤثر سلبا على النشاط الزراعي في المحافظة .
يذكر ان العديد من الخبراء والمختصين اكدوا ان العراق مقبل على كارثة بيئية نتيجة انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات وروافدهما ما سيؤدي الى ازدياد نسبة التصحر وزحفه على الاراضي الزراعية في مختلف مناطق العراق.
وطالبوا الجهات المختصة باتخاذ الاجراءات المناسبة لتفادي هذه الكارثة البيئية قبل فوات الاوان.
من جانبه قال محمد ملا حسن قائممقام قضاء خانقين لقد طرقنا كل الابواب، وحذرنا من خلال برقيات وتقارير سابقة الجهات العليا وذات الشأن في بغداد وديالى بخطورة الموقف، غير انهم ادخلونا في متاهات الاجراءات الروتينية والمماطلات.
واضاف ملا حسن لـ (المدى) :"على حد علمي " فقد اقيمت عدد من السدود على نهر الوند خلال السنوات السابقة من الجهة الايرانية لأغراض الزراعة، حيث توجد مساحات زراعية شاسعة في قصر شيرين وسربيل زهاب، واثرت شحة مياه الامطار على منسوب الماء في نهر الوند"، وتابع :"كنا ندرك بأننا قد نواجه شحة المياه ولا نستطيع ان نعول على نهر سيروان، لذا قدمنا مقترح مشروع انشاء سد على نهر الوند وذلك في نهايات عام 2005، ولكن الحكومة المركزية لم تضع خطوة باتجاه تنفيذ هذا المشروع الحيوي برغم انه دخل طور التنفيذ.
ومن جانب آخر قال طاهر محمود عبد الرحمن مدير شعبة الموارد المائية في مدينة خانقين، كنا نستقبل من ايران سنويا بحدود 15 الى 20 م3 في الثانية من الماء، وفي كل موسم ربيع كانت التصاريف اعتيادية وتغطي احتياجاتنا وحتى هذا اليوم، ولم ينخفض منسوب المياه لدرجة الجفاف مثلما نعاني الآن، واضاف عبد الرحمن لـ (المدى) لا توجد لدينا معلومات رسمية تشير الى انشاء سد على نهر الوند في الجانب الايراني، ولكن هناك حديثاً مشاعاً في الشارع مفاده ان الجانب الايراني شق العديد من القنوات على نهر الوند، ومن المحتمل جدا انهم وفي هذا الظرف الذي تتعرض فيه المنطقة الى شحة المياه يستغلون المياه .
فيما قال اكرم مراد علي رئيس جمعية الفلاحين في ديالى إن هناك اكثر من 45 دونماً من الاراضي الزراعية ومايزيد عن 30 الف دونم من البساتين معرضة لخطر الجفاف التام، وقد تبدأ عشرات القرى المحيطة بالمدينة بهجرة اراضيها.واضاف لـ (المدى) لايوجد بديل عن نهر الوند نظرا لخصوبة الارض .
من جهته يقول ايدن سليمان من قسم التحليلات بمستشفى خانقين أن جفاف نهر الوند، قد يسبب العديد من الامراض كالتيفوئيد والامراض الجلدية بسبب نقل البعوض والذباب البكتريا الضارة والناتجة عن انحلال الحيوانات المائية التي نفقت وتفوح رائحة كريهة من اعشاب النهر .
واضاف اذا استمر الوضع على ما هو عليه قد تتعرض الاراضي الزراعية الى التصحر، وهذا يؤدي الى تزايد الاتربة وتلوث الجو بالجراثيم كما ويتعرض الحزام الاخضر للمدينة الى الهلاك.
الى ذلك ابدى عدد من مزارعي محافظة ديالى تخوفهم من استمرار ازمة المياه المفتعله ،واشارالبعض الاخر في احاديث لـ (المدى) الى تدخل احدى دول الجوار في شؤون المحافظة وانشاء سدود صغير لتغير مسار نهر الوند .
وقال رائد العزاوي وهو صاحب بساتين: أن الموسم الحالي تضررنا كثيرا نتيجة قله المياه ، ولاسيما ان المزارع التي املكها قريبة من نهر الوند ، ويضيف: الجانب الايراني يقيم سدوداً صغيرة ، فضلا عن تغيره مسار مياه نهر الوند ،واعرب العزاوي عن تخوفه من عدم معالجة الحكومة المحلية في المحافظة الازمة ، من خلال فتح قنوات اتصال مع الجانب الايراني عن طرلايق الحكومة المركزية .
اما على السعدي وهو فلاح يقول: الارهاب والمياه كانا السبب في ، قلة الانتاج بما تشتهر به محافظة ديالى من البرتقال ، وانواع الحمضيات الاخرى .
ويضيف: كنت اعمل مع احد اصحاب البساتين لكن قلت المياه والارهاب كانا وراء عدم قيام صاحب البساتين ، بعملية الزرع هذا العام مما اجبرت لان اكون احد العاطلين عن العمل .
فيما يقول الشيخ عبد الله محمد العزاوي وهو صاحب بساتين للحمضيات ، قررت ان ارفع دعوى قضائيه في بغداد على الحكومة المحلية في محافظة ديالى ، نتيجة الاهمال المتواصل من قبل المسؤولين ، لاصحاب المزارع والبساتين ، وعدم محاسبة من يقوم بعملية انشاء سدود او تغير مسار المياه للانهر والسدود التي تصب المياه في محافظة ديالى .
هذا ويتخوف العراقيون بشكل عام من شحة المياه في العراق نتيجة تقليل حصة العراق من المياه من دول الجوار.
في غضون ذلك ، قال نائب رئيس لجنة الزراعة والاهوار في مجلس النواب لطيف حاجي، ، ان مشكلة المياه التي يعانيها العراق كانت ابرز القضايا التي بحثها نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية برهم صالح خلال زيارته الأخيرة لطهران، كاشفا عن قرب توجه وفد برلماني إلى إيران للغرض ذاته.
وأوضح النائب حاجي (التحالف الكردستاني) ان "مشكلة المياه مع إيران هي مشكلة كبيرة جدا،على العكس من تركيا التي نستطع معالجة شحة المياه معها عن طريق النفط مقابل المياه.
وكان نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية برهم صالح أنهى زيارة لإيران استغرقت ثلاثة ايام يرافقه وفد مكون من وزيري التجارة والكهرباء لبحث عدد من القضايا الاقتصادية بين البلدين .
وأشار حاجي إلى ان "مشكلة المياه مع إيران كبيرة جدا حتى الآن ،كون اغلب أفرع الأنهر الطويلة والتي تصب في نهر دجلة تأتينا من أعالي أراضيهم التي تكثر بها الأمطار ،حيث تبلغ هذه الأنهر حوالي (18) نهراً قاموا بالفترة الأخيرة ببناء السدود والمشاريع عليها، ما اثر سلبا على كمية المياه التي تغذي نهر دجلة."
واعتبر ان الحل الأمثل لإنهاء مشكلة المياه مع إيران "هو الرجوع للقوانين الدولية التي تحكم توزيع المياه بين البلدان المتشاطئة، وإقامة البرتوكولات بين البلدين بهذا الجانب." كاشفا عن "نية البرلمان العراقي بالذهاب في الأيام المقبلة (لم يحددها) إلى البرلمان الإيراني من اجل وضع اتفاق لمسودة تفاهم بين البلدين من اجل حل مشكلة المياه".
وتابع ان "احد الحلول للقضاء على مشكلة المياه في العراق هي تنظيم إدارة المياه،عن طريق التنسيق بين إقليم كردستان، وأقاليم الوسط والجنوب،والاستفادة من السدود العراقية في تخزين المياه، لاسيما وان سد الزاب الأعلى وحده يستطع تزويد الوسط والجنوب بالمياه."
ودعا النائب حاجي وزارة الموارد المائية والزراعية إلى "حث الفلاحين بالاستفادة من المياه الجوفية التي تتوفر في وسط العراق من خلال منحهم القروض الميسرة لحفر الآبار."
وكانت وزارة الموارد المائية أعلنت، الخميس الماضي، عن الانتهاء من حفر 78 بئراً مائية خلال شهر حزيران الماضي في عدد من المحافظات لأغراض النفع العام والخاص، حسب بيان صدر عن الوزارة، في اطار الإجراءات المتخذة لمعالجة أزمة المياه.
ويعيش العراق أزمة مياه خانقة بعد تدني نسبة الأمطار هذا العام ما أدى إلى القضاء على المحاصيل الزراعية في بعض أجزاء البلاد، وإلى زيادة غير عادية في هبوب العواصف الرملية بسبب جفاف الأرض.
وقد فاقمت السدود ومستودعات المياه في تركيا وسوريا من الأزمة التي يعانيها العراق، فدنت مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات اللذين ينحدران من البلدين المجاورين بأكثر من 60% على مدى عشرين عاما الماضية.
وفي هذا السياق كان نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي دعا الأربعاء الماضي إلى إيجاد الحلول المناسبة لمشكلة شح المياه وفق خطط علمية ومدروسة، بحسب بيان لمكتب العيساوي.
وقال البيان نسخة منه إن " نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي بحث مع وزير الموارد المائية عبد اللطيف جمال رشيد مشاكل انخفاض مناسيب مياه دجلة والفرات والسبل الكفيلة لمواجهة ضعف الوارد المائي".
ونقل البيان عن وزير الموارد المالية قوله "إن نهر الفرات يشهد حاليا تحسنا في مستوى المياه مقارنة بالأنهار الأخرى، إذ أن مشكلة الشح أمست ظاهرة إقليمية وعالمية، لا سيما وان الموسم المائي 2007ـ 2008 قد خلف انحسارا ملحوظا بسبب قلة الأمطار والثلوج وانخفاض وارد الماء من دول الجوار".





هذا الخبر من موقع جريدة المدى


http://www.almadapaper.com

.

لا تعليق يوجد أكثر من هذا ... هذه الحرب التي تجري على بلادنا والحكومة واقفة عاجزة لا تقدر ان تفعل شيء على ما يحدث وسكان اهالي ديالى يستغيثون لا ماء صالح للشرب ولا ماء للزراعة ولقد رأيت تقرير بهذا بأم عيني وحالهم يرثى لها حسبنا الله ونعم الوكيل .

لا تنسون أخوتكم من الدعاء وبارك الله فيكم .

[الشريف الحنبلي]

اللهم أغثهم بمدد من عندك

[احمد العابد]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف الحنبلي     اللهم أغثهم بمدد من عندك

اللهم آمين بارك الله فيك اخي الفاضل .