أخي احمد بارك الله بك ..
ماذكرت هو توسل بذوات المخلوقات وهو شرك بالله عز و جل ومُنافي للتوحيد الذي ارسل الله من أجله الرسل وأنزل الكتب كقوله ونتوسل اليك بملائكتك وغيرها ..
وقوله نتوسل اليك بأول موجود أوجدته وغير ذالك كلام مبهم وفيه خرافات ماأنزل الله بها من سلطان ..
التوسل المشروع :
التوسل بأسماء وصفات الله تعالى .. قال تعالى : ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)(الأعراف:180) . كأن يقول يارحيم ارحمني وياغفور اغفر لي ..
والتوسل الى الله بصالح الاعمال التي عملها العبد ..قال تعالى : ( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار)
وقص رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا - فيما رواه البخاري ومسلم - قصة ثلاثة نفر كانوا يمشون فنزل المطر الغزير ، فلجئووا إلى غار في جبل يحتمون به ، فسقطت على باب الغار صخرة منعتهم الخروج ، فحاولوا إزاحتها فلم يقدروا ، فاجتمع رأيهم على أن يدعوا الله عز وجل بأرجى أعمالهم الصالحة التي عملوها . فتوسل أحدهم ببره لوالديه ، وتوسل الآخر بحسن رعايته واستثماره لمال أجيره ، وتوسل الآخر بتركه الزنى بعد تمكنه منه ، وكلما دعا أحدهم انفرجت الصخرة عن باب الغار قليلا ، إلا أنهم لم يستطيعوا الخروج ، حتى أكمل ثالثهم دعائه فانفرجت الصخرة عن باب الغار فخرجوا يتماشون
طلب الدعاء من الأحياء الصالحين، وذلك أن العباد يتفاوتون في الصلاح وفي قربهم ومنزلتهم عند الله ، لذلك كان الصحابة يحرصون على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لهم رجاء القبول والإجابة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر . فقام عكّاشة بن محصن ... قال : ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني منهم ، فقال : اللهم اجعله منهم .. ) رواه البخاري ومسلم .
ومن أنواع التوسل المشروع التوسل بذكر حال السائل وما هو عليه من الضعف والحاجة ، كأن يقول : اللهم إني الفقير إليك ، الأسير بين يديك ، الراجي عفوك ، المتطلع إلى عطائك ، هبني منك رحمة من عندك . والدليل على هذا النوع من التوسل دعاء زكريا عليه السلام ، قال تعالى : ( قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا )( مريم: 4-5). ومنه قول موسى فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير )(القصص: 24 ).
التوسل البدعي .. وهو طلب الدعاء من الميت من يأتي إلى ميت مقبور لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ويطلب منه أن يدعو الله له بأمر كشفاء مريضه أو كشف كربته , فهذا التوسل لم يفعله النبي عليه الصلاة والسلام ولم يفعله آله الأطهار ولم يفعله صحابته الكرام , بل ورد النهي عنه في الكتاب الكريم والسنه المطهّره ..
والتوسل الشركي وهو الشرك بالله تعالى طلب كشف الكربات وقضاء الحاجات من الأموات ، أياً كان ذلك الميت رجلاً صالحاً أو نبياً مرسلاً ، ذلك أن الدعاء هو العبادة فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الدعاء هو العبادة ) رواه أبو داود ، والعبادة لا تصرف إلا للخالق الرازق سبحانه
قال تعالى ( له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ) ( الرعد : 14)
وعذرا للاطاله