حادثة مؤثرة .. هداية رجل شيعي
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
أنقل لإخوتي الكرام حادثة حقيقية حدثني بها أحد أقرب الناس لي قبل يومين، تُعبّر عن أهمية التوحيد في حياة المسلم، فما أجمل أن يعيش المسلم خالصاً لوجهه تعالى، وما أسعد أن يكون المسلم موحداً لرب واحد، له يدعو .. وعليه يتوكل .. وإليه ينيب .. لله وحده يتضرع .. ولله وحده يستغيث ويلجأ.
يقول لي هذا الأخ الكريم:
كان في منطقتي رجل شيعي، قد مرضتْ ابنته مرضاً خبيثاً، بحيث إذا أكلت لقميمات معدودة انتفخت بطنها، وتكدرت منها، وعانت منها أشد المعاناة.
فكروا إخواني وأخواتي الكرام: لقمة تعمل بابن آدم عملها، تسهر ليله، وتتعب حاله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
جال أبوها وصال، لم يترك طبيباً إلا زاره، ولا مستشفى إلا وذهب إليها وعرض حال ابنته -الحبيبة على قلبه- عليها.
يقول: أيست من الطب والأطباء.
فلجأت إلى السادة وأهل البيت والأئمة.
فلم يترك قبراً إلا زاره واستغاث به وطلب منه شفاء ابنته!!
لم يترك إماماً كبيراً ولا صغيراً .. مشهوراً أو مغموراً إلا زاره واستغاث به، وبكى أمام قبره أياما معدودة .. يطلب منه بكل خشوع وحضور شفاء ابنته.
لم يترك سيداً من السادة، ولا علوية من العلويات، ولا طريحة من الطريحات، إلا وذهب إليهم جميعاً .
كل ذلك لأجل أن يقدموا الشفاء لابنته!!
النتيجة: سنوات من التعب والسهر والضيم، لكنها للأسف قد قضيت في غير طاعة الله، وفي مواقف ومواطن لا يرضاها الله جل في علاه.
ثم حانت ساعة الصفر .. وجاء اليوم والموعد الذي قدره الله لتلك العائلة: للأب وللبنت، ولإخوانها، وأخواتها، ووالدتها.
إنه يوم لا شك أن الله يريد خيراً لهذه العائلة.
التقى ذلك الأب بالأخ الصديق -الذي حدثني هذه الحادثة- فأخذ يشكو حاله، وكدر معيشته، وابتلاؤه بمرض ابنته التي لم يجد لها علاجاً شافياً لمرضها.
يقول صاحبي:
فقلت له: ألا أدلك على طريقة لشفاء ابنتك؟
(قالها صاحبي وهو على يقين تام بشفاء ابنته).
تعجب الأب من قوله، وهو يعلم أن الذي يحدثه سني المذهب، فلربما قال لأجربن وما الضير في ذلك، فقد كثر ترحالي وتجوالي لكي أعثر على علاج ودواء لابنتي، لعلّي أجد ضالتي عنده؟!!
فقال له متعجباً ومتلهفاً لسماع الجواب والطريقة: كيف وأين ومن؟
من هذا الذي سيداوي ابنتي، ويشفيها من مرضها!
دلني عليه؟!!
يقول صاحبي: فقلت له : أدلك عليه لكن لي طلباً واحداً منك فقط؟
بادر الرجل الأب مسرعاً في إجابته: هل تريد مالاً أعطيك؟ فقط أريد أن تدلني على من يداوي ويشفي لي ابنتي!
قلت: لا أعني المال، ولا أريد منك مالاً، وإنما الذي أريده:
هو أن تستيقظ في الثلث الأخير من الليل، تدعو الله وحده، وحده، وحده، فقط .. تدعوه وحده دعوة خالصة من قلبك، تطلب منه شفاء ابنتك، وأن يفرج همك.
وإياك أن تشرك في الدعاء نبياً أو إماماً .. اجعل دعاءك لله وحده فقط، وفي وقت ثلث الليل الأخير.
قال الأب: لأجربن ذلك.
فلما كان الليل، استيقظ الأب في الثلث الليل الأخير ودعا الله تعالى وحده بقلب منيب خاشع خاضع.
يقول الأب: فلما أصبح الصباح، رأيت ابنتي وقد عمدت إلى رغيف خبز فأكلَتْه بكامله. فبدأت أركاني تضطرب، وكياني يهتز، خوفا وشفقة على ابنتي.
انتظرت قليلاً، فلم يحصل لابنتي ما كان يحصل لها عندما كانت تأكل لقمة واحدة. دُهشت، قلت: سأنتظر . ولم يحصل لابنتي ما كانت تعاني منه، ولم تستفرغ الأكل، ولم تتلوى ولم تتألم. يا الله .. يا الله ما أرحمك .. وما أعطفك .. وما أكرمك.
شُفيت ابنتي من مرضها منذ دعائي في تلك الليلة، الله أكبر .. بدعوة خالصة لله وحده شفيت ابنتي!!
يقول صاحبي: فجاءني مسرعاً ودموع الفرح تغمره، لا أسمعه إلا يحمد الله تعالى، مكبراً مهللاً مسبحاً، شاكراً لله تعالى. يبشرني ويقول: لقد شفيت ابنتي .. لقد شفيت ابنتي. أشكرك يا صديقي لقد دللتني على الطريق، لقد كان العلاج قريباً مني، ولكنني كنت غافلاً عنه طوال تلك السنوات.
نعم إن الشافي هو الله وحده، وأنا أعلنها من اليوم أني قد آمنت بدينك ومذهبك، لأنه هو الدين الحق الذي يجعل من ابن آدم مرتبطاً بربه وحده، لا يشرك معه أحد.
يقول صاحبي:
هدى الله ذلك الأب إلى الطريق الحق، وإلى التوحيد لله وحده، يدعو رباً واحداً ، عليه يتوكل، وإليه ينيب، وبه آمن، وقد اهتدى على يديه جميع أفراد عائلته، وآخرها والدته (العلوية) قبل سنتين، والحمد لله رب العالمين.
وقد حاربه جميع إخوانه وعشيرته، حتى طردوه من العشيرة، وتبرأوا منه، وآذوه أشد الإيذاء، لكن ذلك الأب بقي صابراً مهاجراً بدينه إلى مدينة أخرى ولا زال على التوحيد وعلى الطريق الحق المتمثل بأهل الإسلام الحقيقيين وهم (أهل السنة والجماعة).
وفي الأخير: نرسل هذه الحادثة الحقيقية، إلى كل الشيعة العقلاء، ليراجعوا أمر دينهم المحرف الضال، وينيبوا إلى رب الأرباب، والتزام نهج التوحيد، نهج أهل السنة والجماعة.
منقول موقع القادسية