أختي الحبيبة القرآن والسنة
إن من أجل نعم الله على العبد أن ييسر له طريق الهداية
ويشرح صدره لأوامر ربه
ويسهل له طريق السعي لمرضاته
فمتى حظى العبد بهذا الشرف بأن جعله من عباده المهتدين السالكين طريق الناجين
فله أن يحمد الله ويكثر ويثني عليه ويشكر فهو في نعمة لاتوازيها نعمة
وسنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تحويلا
أن ينظر الله في قلبك ويجعلك محل ابتلاء وتمحيص ليمتحن إيمانكِ..
يقول ربنا جل وعلا في مطلع سورة العنكبوت :
بسم الله الرحمن الرحيم
" الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ"
فماتمرين به أخيه إنما هي محنة يمتحن الله بها صبركِ وثباتك
وما تلاقينه ممن هم حولك من التعليقات والتثبيط
إنما هي صورة لسنة الله في الذين آمنوا
ليميز الله قلبك وثباتك وصبرك وجهادك فيه
فالفتنة المذكورة في الآية الكريمة للابتلاء والاختبار
يعني هذا إبتلاء وامتحان من الله لك فاثبتي ياغالية ولا تجزعي
وتذكري أن المرء يبتلى على قدر دينه
وتذكري أن لله موعود وهو الذي لا يخلف الميعاد سبحانه
فحين بدأت سورة العنكبوت بالآية التي أوردت أعلاه
حتى ختمها بهذه البشارة العظيمة
حين قال وهو أصدق القائلين :
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
وثباتك نتيجته الحتمية بأن الله بكرمه ومنه وفضله
سيهديك لسبيله
ويحبب لك الطريق إليه
ويقويك بحوله وقوته
ويسددك وينصرك ويتولاك
فما أروعها من عاقبة
ياحبيبة واصلي فقد لزمت طريق الجنة
والجنة سلعة الله الغالية ألا تستحق منا هذا الجهاد أعاننا الله وإياك على أنفسنا
اصدقي مع الله واخلصي العمل له حتى تتجاوزي آلامك تلك
فمن نحن بدون الله ومن كان مع الله كان الله معه
فعليك بالبحث عن كل ما يعين على الثبات من ملازمة الصالحات
وسماع الأشرطة النافعة
وحضور حلق الذكر
وملازمة كتاب الله وتفسيرة
والحرص على الأذكار المأثورة في كل احيانك ما استطعت
قد تكون خطوات تستلزم جهادا في بداية الطريق
لكنها تكون سهلة يسيرة على من يسره الله عليه
وفي الصلاة قرة عين حافظي على وقتها وسننها ونوافلها
وركعات الليل
وما يتخللها من دعاء بإلحاح
أن يثبتك ويزيدك علما وعملا ويهدي بك من حولك
أو أن يصرف شرورهم عنكِ
ستجدين لذة لا يجدها إلا من سلك طريق الرحمن بصدق تنسيك حزنك من واقعك الذي تشكين
وإن كان ذلك منك ياحبيبة حين شكوت حالهم وضيقك من أمرهم
إنكار بالقلب تؤجرين عليه بل هو أمر محمود
بل ياغالية هو دليل حياة قلبك فزادك الله حب مايرضيه وبغض ما يسخطه
وإن كنت بلا معين فإبراهيم خليل الرحمن عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام كان لوحده أمة ..
أختي القرآن والسنة
أسأل المولى جل وعلا أن يجعلك من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصتهومن المقتفين لسنة الحبيب المصطفى
وأن يجعل لك من الهداة المهتدين وان يشرح صدرك وييسر أمرك
لما يحبه ويرضاه آمين