في موضوع سابق لي شبهت شركـ الزملاء الروافض بشركـ الأوليين ولقد أخطأت في ذلكـ
ووجب لي تصحيح خطأي ...
بداية ...
المشركين في العصور السابقة كانوا يدعون مع الله الملائكة والجن والأصنام والعباد الصالحين والأولياء ويشركونهم مع الله بالتوسل والخوف والدعاء والرجاء في وقت رخائهم ..
أما عندما تمر بهم الشدائد فهم يلجئون إلى الله ويتضرعون ويخلصون ويلهجون له الدعاء ويعاهدون الله أن فرج عنهم آلا يعودوا لشركهم ولتقصيرهم ولكن عندما يكشف الله عنهم ما بهم يعودوا إلى ما كانوا عليه ...
فـ الله جل جلاله يقول ..
{ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } ..
{ قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ } ..
{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} ..
{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ }
من جهة أخرى .. لم نرى أحد من المشركين الأوليين يعتقد بأن ذرات الكون بيد شركائهم ولم يعتقدوا بأن شركائهم يملكون قدرات خيالية وبأنهم خلقوا قبل البشر وبأنهم أفضل من آدم وحواء ....
ولكن لننظر إلى الروافض ..
فهم في رخائهم يذكرون أئمتهم ويدعونهم وأيضاً عندما تحل بهم شدتهم نراهم يلجئون للأئمة ويبكون ويبتهلون ويدعونهم ويهرعون إليهم وليس إلى الله ...
فنرى الواحد منهم إذا مسه الضر والبأس والمرض هرع لزيارة أضرحة أئمتهم وأن لم يستطع الذهاب أشتد حزنه وهمه ووكل من يزورهم عنه أو كتب ورقة وطرحها على قبرٍ من قبور الأئمة واطرحها في نهرٍ جارٍ، أو بئرٍ عميقة، أو غديرَ ماء، فيظن إنها تصل إلى إمامه، وأنه يتولى قضاء حاجته ..
وترى لسانه يلهج بـ يا زهراء يا حسين يا علي
أو أستعان بتربة لشفاء مرضه ...
{ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ } ..
ولم يلجئوا إلى الله الواحد الأحد فارج الهم كاشف الغم مشفي المرضى قاضي الحاجات الذي لا يعجزه شيء لا في الأرض ولا في السماء الذي إذا أراد أمراً قال له كن فيكون الذي خلقنا من قبل ولم نكن شيئاً..
فلا أخلص الروافض الدعاء لله لا في شدتهم ولا رخائهم بل بالعكس في وقت شدتهم يتمسكون أكثر بالشركـ فلا يذكرون ألا أوليائهم ويذهب عنهم ذكر الله ..
وينسبون لشركائهم قدرات وكرامات من وحي خيالهم فالأمام عندهم أفضل من كل البشر وهو الرعد والبرق وهو من يدخل الناس الجنة والنار وعندهم يدخل الرجل الجنة بإطاعة إمامه وأن عصى الله ويدخل النار بعصيان إمامه وأن أطاع الله وشركائهم خلقوا قبل البشر ونظر اليهم آدم وحواء عليهم السلام بعين الحسد والكثير من الخزعبلات التي لا أساس لها إلا قولهم ..
{ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ } ..
ومن هنا أقول أن الشرك الذي وقعتم به يا روافض أشد من شرك الأوليين بكثير ...
فمن يدركـ نفسه ويحكم عقله قبل فوات الأوآن..
وأنتبه إيها الرافضي من قولك أن الله أذن لكـ بذلكـ وأن الله هو من فضل الأئمة ومنحهم هذه المنزلة ..
فأنت بذلك تزيد أثمك وتكذب على رب العباد جل جلاله..
{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ } ..
أسفي عليكم ... والله الذي لا إله إلا هو أن عيني لتدمع وقلبي ليحزن من حالكم الذي وصلتم إليه ..
أخلصوا العبادة لله ولا تشركوا به شيئاً ..
{ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } ..
والله لا أريد منكم لا جزاء ولا شكوراً ولا أسألكم عليه أجراً أنما أريد لكـ الفلاح والنجاة في الدارين ولا أريدكم أن تكونوا ممن يقولون يوم القيامة ..
{ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ } ..
{ وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } ..
.. والحمد لله رب العالمين ..
"موضوع مشابه لموضوع الأخ الكريم أبو الهيثم رحمه الله رحمة واسعة وغفر له أقتبس فيه من " كشف الشبهات لمحمد بن عبد الوهاب "
موضوعه رحمه الله جداً مختصر فأضفت عليه الكثير "
" اللهم أني أتوسل إليكـ بأن تقبض روحي وأنا مجاهده في سبيلكـ صائمة أبتغي رضاكـ ساجده لكـ وحدكـ لا شريكـ لكـ .. "
04-02-09, 03:16 PM
العرض العادي
