العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة > كتب ووثائق منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-04-10, 06:15 PM   رقم المشاركة : 41
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



فصل:

فيما يلزم على طريقة النفاة من اللوازم الباطلة


يلزم على طريقة النفاة لوازمُ باطلةٌ، منها:


أولاً:

أن الكتاب والسنة صرحا بالكفر والدعوة إليه

لأنهما مملوءان من إثبات صفات الله

التي زعم هؤلاء النفاة أن إثباتها تمثيل وكفر.



ثانياً:

أن الكتاب والسنة لم يبينا الحق،

لأن الحق عند هؤلاء هو نفي الصفات،

وليس في الكتاب ولا في السنة ما يدل على

نفي صفات الكمال عن الله تعالى لا نصاً ولا ظاهراً.


وغاية المتحذلق من هؤلاء

أن يستنتج ذلك من مثل قوله تعالى:

( هل تعلم له سمياً )

( ولم يكن له كفواً أحد )

( ليس كمثله شيء )

( لا تجعلوا لله أنداداً ).


ومن المعلوم لكل عاقل

أنّ المقصودَ من أمثال هذه النصوص

إثباتُ كمال الله تعالى،

وأنه سبحانه وتعالى لكماله لا شبيهَ له في صفاته.

ولا يمكن أن يراد بها بيان انتفاءُ الصفات عنه.


إذ لا ريبَ أن من دلّ الناس

على انتفاء الصفات عن الله تعالى بمثل هذا الكلام

فهو إما مُلْغِزٌ في كلامه أو مدلِّس أو عاجز عن البيان،


وكل هذه الأمور ممتنعة في كلام الله

وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ،

فإن كلامهما قد تضمن كمال البيان والإرادة،

فليس المقصودُ به

إرادةَ ضلال الخلق والتعميةَ عليهم،

وليس فيه نقص في البيان والفصاحة.



ثالثاً:

أن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصارِ

والذين اتبعوهم بإحسان

كانوا قائلين بالباطل

وكاتمين للحق أو جاهلين به،

فإنه قد تواتر النقل عنهم بإثبات صفات الكمال لله

- الذي زعم هؤلاء أنه باطل -

ولم يتكلموا مرة واحدة بنفي الصفات

- الذي زعم هؤلاء أنه الحق -.

وهذا اللازم مُمتنع على خير القرون وأفضل الأمة.


رابعاً:

أنه إذا انتفت صفة الكمال عن الله

لزم أن يكون متصفاً بصفات النقص،

فإن كل موجود في الخارج لا بدَّ له من صفة،

فإذا انتفت عنه صفات الكمال

لزم أن يكون متصفاً بصفات النقص.

وبهذا ينعكس الأمر على هؤلاء النفاةِ

ويقعون في شر مما فروا منه.







من مواضيعي في المنتدى
»» كرامات الأولياء / الشيخ صفوت الشوادفي رحمه الله تعالى
»» بنوك إيرانية تغزو العراق لسرقة الأموال وابتلاع المصارف الوطنية
»» بيان علماء الأمة في مظاهرة اليهود على المسلمين في غزة
»» تساؤلات مشروعة للوبي الإيراني في مصر
»» أختاه هل تريدين السعادة ؟
 
قديم 16-04-10, 07:21 PM   رقم المشاركة : 42
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



فصل:

فيما يعتمد عليه النفاة من الشبهات

يعتمد نفاة الصفات على شُبُهات باطلة

يعرف بطلانَها كلُّ من رزقه الله

علماً صحيحاً وفهماً سليماً.


وغالب ما يعتمدون عليه ما يأتي:


1.دعوى كاذبةٌ.

مثلُ أن يدّعيَ الإجماعَ على قوله أو أنه هو التحقيق

أو أنه قول المحققين أو أن قول خصمه خلافُ الإجماع،

ونحوُ ذلك.


2.شبهةٌ مركَّبة من قياس فاسد.

مثل قولهم: إثبات الصفات لله يستلزم التشبيه،

لأن الصفاتِ أعراضٌ، والعرض لا يقوم إلا بجسم،

والأجسام متماثلة.


3.تَمَسُّك بألفاظ مشترَكة

بين معانٍ يصح نسبتها إلى الله تعالى

ومعانٍ لا يصح نسبتها إليه.

مثلُ الجسم والـحَيْز والجهة،

فهذه الألفاظُ المجملة يتوصلون بإطلاق نفيها عن الله

إلى نفي صفاته عنه.


ثم هم يصوغون هذه الشبهاتِ بعبارات مزخرفة

طويلة غريبة يحسبها الجاهل بها حقّاً

بما كُسِيَتْه من زخارفِ القول،

فإذا حَقَّق الأمرَ تبيَّن له أنها شبهات باطلة،

كما قيل:

( حجج تَهافَتُ كالزجاج تخالها،،

حقاً وكلٌّ كاسرٌ مكسورٌ ).







من مواضيعي في المنتدى
»» لماذا يخوِّفون الناس من قراءة كتب ابن تيمية
»» باحث يمني يحذر من مخاطر انتشار التشييع في البلاد
»» لماذا خسر سيد المقاومة وزعيم الممانعة ؟
»» خفايا الباطنية الرافضية تصفية العبيدي والحلم بقتل الضاري
»» طرفة و ابتسامة
 
قديم 16-04-10, 07:30 PM   رقم المشاركة : 43
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



والرد على هؤلاءِ من وجوه:


الأولُ:


نقضُ شبهاتهم وحججهم.

وأنه يلزمهم فيما أثبتوه نظيرُ ما فَرُّوا منه فيما نَفَوْه.


الثاني:

بيان تناقض أقوالهم واضطرابِها،

حيث كانت كل طائفة منهم تدّعي أن العقل يوجب

ما تدّعي الأخرى أنه يمنعه، ونحوُ ذلك.

بل الواحد منهم رُبّما يقول قولاً يدعي أن العقل يوجبه،

ثم ينقضه في محل آخر.

وتناقض الأقوال من أقوى الأدلة على فسادها.


الثالث:

بيان ما يلزم على نفيهم من اللوازم الباطلة،

فإن فسادَ اللازم يدلّ على فساد الملزوم.


الرابع:

أن النصوص الواردةَ في الصفات لا تحتمل التأويلَ.

ولئن احتمله بعضُها،

فليس فيه ما يمنع إرادةَ الظاهر فتعين المصيرُ إليه.


الخامس:

أن عامةَ هذه الأمورِ - من الصفات -

يُعلم بالضرورة من دين الإسلام أن الرسول

صلى الله عليه وسلم جاء بها،

فتأويلها بمنـزلة تأويل القَرَامِطَة والباطِنِيَّة

للصلاة والصوم والحج ونحوِ ذلك.


السادس:

أن العقل الصريحَ

- أيْ السالِمَ من الشبهات والشهوات -

لا يُحيل ما جاءت به النصوص من صفات الله،

بل إنه يدل على ثبوت صفات الكمال لله في الجملة،

وإن كان في النصوص من التفاصيل في هذا الباب

ما تعجز العقول عن إدراكه والإحاطة به.


وقد اعترف الفحول من هؤلاء

أنَّ العقل لا يمكنه الوصولُ إلى اليقين

في عامة المطالب الإلهية.


وعلى هذا،

فالواجب تَلَقِّي ذلك من النُّبُوّات

على ما هو عليه من غير تحريف.

والله أعلم.







من مواضيعي في المنتدى
»» كتاب: منهج الأشاعرة في العقيدة - د.سفر الحوالي
»» اعتنقت الإسلام بعد 3 أشهر من قدومها إلى السعودية
»» صناعة الإخلاص / د.عبدالله بن حمد السكاكر
»» روتانا طموح سقفه الفساد
»» قراءة صوتية لتفسير العلامة السعدي رحمه الله تعالى
 
قديم 16-04-10, 07:36 PM   رقم المشاركة : 44
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



الباب الحادي والعشرون:

في أن كل واحد من فريقَي التعطيل والتمثيل

قد جمع بين التعطيل والتمثيل


المعطل: من نفى شيئاً من أسماء الله أو صفاته،

كالجهمية والمعتزلة والأشعرية ونحوِهم.


والممثل: من أثبت الصفاتِ لله مُمَثِّلاً له بخلقه،

كمتقدِّمي الرافضة ونحوهم.


وحقيقة الأمر أن كلَّ معطلٍ ممثلٌ،

وكلَّ ممثلٍ معطلٌ.


أما المعطل فتعطيله ظاهر.

وأما تمثيله فوجهه أنه إنما عطل

لأنه اعتقد أن إثباتَ الصفات يستلزم التشبيه،

فأخذ ينفي الصفاتِ فراراً من ذلك،

فمثل أولاً وعطل ثانياً.



وأما الممثل فتمثيله ظاهر.

وأما تعطيله فمن وجوه ثلاثة:


أحدها:

أنه عطل نفسَ النص الذي أثبت به الصفةَ

حيثُ صرفه عن مقتضى ما يدلّ عليه،

فإن النصَّ دالٌّ على إثبات صفة تليق بالله،

لا على مشابهة الله لخلقه.



الثاني:

أنه إذا مثَّل الله بخلقه فقد عطل كل نصٍّ

يدل على نفي مشابهته لخلقه،

مثلَ قوله تعالى:

( ليس كمثله شيء )

( ولم يكن له كفُواً أحدٌ ).



الثالث:

أنه إذا مثَّل الله بخلقه فقد عطله عن كماله الواجبِ،

حيثُ شبه الرب الكاملَ من جميع الوجوه

بالمخلوق الناقص.







من مواضيعي في المنتدى
»» للأطباء من أهل السنة والجماعة فقط
»» الصوفية / بقلم الشيخ سفر الحوالي حفظه الله تعالى
»» من هو الحلاج ؟
»» ما بين قمر العراق وقمر إيران
»» القول السديد في مقاصد التوحيد
 
قديم 17-04-10, 10:50 AM   رقم المشاركة : 45
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



الباب الثاني والعشرون:

في تحذير السلف عن علم الكلام



علم الكلام هو ما أحدثه المتكلمون في أصول الدين

من إثبات العقائد بالطرق التي ابتكروها،

وأعرضوا بها عما جاء في الكتاب والسنة به.


وقد تنوعت عبارات السلف في التحذير عن الكلام وأهلِه

لما يُفْضِي إليه من الشُبُهات والشكوك.


حتى قال الإمام أحمدُ:

( لا يفلح صاحب كلام أبداً ).


وقال الشافعي:

( حُكمي في أهل الكلام أن يُضربوا بالجريد والنعال،

ويطافَ بهم في العشائر والقبائل ويقالَ:

هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة

وأقبل على علم الكلام ).


وهم مستحقون لما قاله الإمام الشافعي من وجهٍ،

ليتوبوا إلى الله ويرتدعَ غيرهم عن اتباع مذهبهم.

ولكن إذا نظرنا إليهم من وجهٍ آخرَ

-وقد استولت عليهم الحيرة واستحوذ عليهم الشيطان -

فإننا نرحمهم ونرق لهم.[1]


فلنا فيهم نظران،

نظرٌ من جهة الشرعِ نؤدبهم ونمنعهم به من نشر مذهبِهم،

ونظرٌ من جهة القدَر نرحمهم ونسأل الله لهم العافية [2]،

ونحمد الله الذي عافانا من حالهم.


وأكثر من يُخاف عليهم الضلالُ

هم الذين دخلوا في علم الكلام ولم يصلوا إلى غايته.


ووجه ذلك أن من لم يدخل فيه فهو في عافية منه،

ومن وصل إلى غايته فقد تبين له فساده

ورجع إلى الكتاب والسنة،

كما جرى لبعض كبرائهم.

فيبقى الخطر على من خرج عن الصراط المستقيم

ولم يتبين له حقيقةُ الأمر.


وقد نقل المؤلف رحمه الله في هذه الفتوى

كثيراً من كلام من تكلم في هذا الباب من المتكلمين.


وقال:

( وإن كنا مستغنين بالكتاب والسنة وآثار السلف

عن كل كلام.

ولكن كثيراً من الناس قد صار منتسباً

إلى بعض طوائفِ المتكلمين،

ومُحسناً للظن بهم دونَ غيرهم،

ومتوهماً أنهم حققوا في هذا الباب ما لم يحققه غيرهم،

فلو أُتِي بكل آية ما تبعها حتى يُؤتَى بشيء من كلامهم ).



ثم قال:

( وليس كلُّ من ذكرنا قولَه من المتكلمين وغيرِهم

نقول بجميع ما يقوله في هذا وغيرِه،

ولكنّ الحقَّ يُقبل من كلِّ من تكلم به ).

فبين رحمه الله أن الغرضَ من نقلِه

بيانُ الحق من أيِّ إنسان،

وإقامةُ الحجةِ على هؤلاء من كلام أئمتهم.

والله أعلم.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

[1]. قال الشيخ في الشرح: لكن كلام الشيخ أطول من هذا.

يقول: فإن هؤلاء أوتوا فهوماً وما أوتوا علوماً وأوتوا ذكاء وما أوتوا زكاء،

وأوتوا سمعاً وأبصاراً وأفئدة

( فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء
إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ).

هذا كلام الشيخ في الفتوى الحموية في الأصل،
وليتني نقلته - ولكنه فاتني - لأن فيه فائدة عظيمة.

[2]. قال الشيخ في الشرح: ولكن إذا اجتمع عندنا نظران نظر الشرع ونظر القدَر،
نُغَلِّب جانب الشرع.







من مواضيعي في المنتدى
»» مفتي مصر السابق الشيخ نصر واصل يؤيد الشيخ اللحيدان
»» اعتقال تنظيم سري يروج للمذهب الشيعي
»» بأبي أنت وأمي يا رسول الله صلى الله عليك وسلم
»» الصوفية / بقلم الشيخ سفر الحوالي حفظه الله تعالى
»» أحد المرجعيات الشيعية يعتبر ولاية الفقيه المطلقة شركاً
 
قديم 18-04-10, 02:04 AM   رقم المشاركة : 46
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



الباب الثالث والعشرون:

في أقسام المنحرفين عن الاستقامة

في باب الإيمان بالله واليوم الآخر


طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابِه

والتابعين لهم بإحسان على الصراط المستقيم علماً وعملاً

- يعرف ذلك من تتبعها بعلم وعدل -

فقد حققوا الإيمان بالله واليوم الآخر،

وأقروا بأن ذلك حق على حقيقته،

وهم في عملهم مخلصون لله متبعون لشرعه،

فلا شركَ ولا ابتداعَ، ولا تحريفَ ولا تكذيبَ.


وأما المنحرفون عن طريقهم فهم ثلاث طوائف:

أهل التخييل وأهل التأويل وأهل التجهيل.


فأما أهل التخييل فهم الفلاسفة والباطنية

ومن سلك سبيلهم من المتكلمين وغيرهم.


وحقيقة مذهبهم أن ما جاءت به الأنبياء

مما يتعلق بالإيمان بالله واليوم الآخر أمثالٌ وتخييلاتٌ

لا حقيقةَ لها في الواقع،

وإنما المقصود بها انتفاع العامة وجمهورِ الناس.

لأن الناس إذا قيل لهم إن لكم رباً عظيماً

قادراً رحيماً قاهراً

وأمامَكم يوماً عظيماً تبعثون فيه

وتجازَوْن بأعمالكم ونحوُ ذلك،

استقاموا على الطريقة المطلوبة منهم،

وإن كان هذا لا حقيقة له على زعم هؤلاء.


ثم إن هؤلاء على قسمين، غلاةٌ وغيرُ غلاة.


فأما الغلاة فيزعمون


أن الأنبياء لا يعلمون حقائق هذه الأمور،

وأن من المتفلسفة الإلهية ومَن يزعمونهم أولياءَ

من يعلم هذه الحقائقَ.

فزعموا أن من الفلاسفة من هو أعلم بالله واليوم الآخر

من النبيين الذين هم أعلم الناس بذلك.


وأما غير الغلاة فيزعمون

أن الأنبياء يعلمون حقائق هذه الأمور،

ولكنهم ذكروا للناس أموراً تخيِيلية لا تطابق الحق

لتقوم مصلحةُ الناس.

فزعموا أن مصلحة العباد لا تقوم إلا بهذه الطريقة

التي تتضمن كذب الأنبياء في أعظم الأمور وأهمها.


فالطائفة الأولى حكمت على الرسل بالجهل.

والطائفة الثانية حكمت عليهم بالخيانة والكذب.

هذا هو قول أهل التخييل

فيما يتعلق بالإيمان بالله واليوم الآخر.







من مواضيعي في المنتدى
»» الإسلام يواجه عباد بوذا
»» كتاب: عداء الماتريدية للعقيدة السلفية
»» الوهابية دعوة للفهم والدراسة / بقلم أحمد الصويان
»» من براهين التوحيد في القرآن المجيد
»» اعترافات كنت قبوريًا
 
قديم 18-04-10, 02:14 AM   رقم المشاركة : 47
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



أما في الأعمال فمنهم من يجعلها حقائقَ يُؤمر بها كل أحد.

ومنهم من يجعلها تخيِيلاتٍ ورموزاً

يؤمر بها العامةُ دون الخاصة،

فيؤولون الصلاةَ بمعرفة أسرارهم، والصيامَ بكتمانها،

والحجَّ بالسفر إلى شيوخهم، ونحوَ ذلك،

وهؤلاء هم الملاحدة من الإسماعيلية والباطنية ونحوِهم.


وفساد قول هؤلاء معلوم بضرورة الحس والعقل والشرع.

فإننا نشاهد من الآيات الدالة على وجود الله

وكمال صفاته ما لا يمكن حصره،


( وفي كل شيء له آية،،

تدل على أنه واحد )،


فإن هذه الحوادثَ المنتظمةَ لا يمكن أن تحدث

إلا بمدبر حكيم قادر على كل شيء.

والإيمان باليوم الآخر دلت عليه جميع الشرائع

واقتضته حكمة الله البالغة،

ولا ينكره إلا مكابر أو مجنون.

وأهل التخييل لا يحتاجون في الرد عليهم إلى شيء كثير،

لأن نفور الناس عنهم معلوم ظاهر.


وأما أهل التأويل[1]

فهم المتكلمون من الجهمية والمعتزلة وأتباعِهم[2].


وحقيقة مذهبهم أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم

من نصوص الصفات لم يُقصد به ظاهرُه،

وإنما المقصود به معانٍ تخالفه

يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم ،

لكنه تركها للناس يستنتجونها بعقولهم

ثم يحاولون صرف ظواهر النصوص إليها،

وغرضه بذلك امتحان عقولهم

وكثرة الثواب بما يعانونه

من محاولة صرف الكلام عن ظاهره

وتنـزيله على شواذ اللغة وغرائب الكلام.



وهؤلاء هم أكثر الناس اضطراباً وتناقضاً،

لأنهم ليس لهم قدم ثابت فيما يمكن تأويله وما لا يمكن،

ولا في تعيين المعنى المراد.

ثم إن غالب ما يزعمونه من المعاني

يُعلم من حال المتكلم وسياق كلامه

أنه لم يرده في ذلك الخطاب المعين الذي أوّلوه.


وهؤلاء كانوا يتظاهرون بنصر السنة

ويتسترون بالتنـزيه،


ولكن الله تعالى هتك أستارهم

برد شبهاتهم ودحض حججهم،

فلقد تصدى شيخ الإسلام وغيرُه

للردّ عليهم أكثرَ من غيرهم،

لأن الاغترار بهم أكثرُ من الاغترار بغيرهم

لما يتظاهرون به من نصر السنة.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

[1]. قال الشيخ في الشرح: في الحقيقة أنهم هم أهل التحريف ... لأن التأويل الذي يريدونه:
صرف الكلام عن ظاهره إلى المعنى المخالف للظاهر. وهذا إذا لم يكن له دليل كان تحريفاً.
وهذا هو الواقع في مذهبهم ...
تسمية أنفسهم بأهل التأويل من باب التزيين والتلطيف والتغرير،
لأنه من المعلوم أنه لو سموا أنفسهم أهل التحريف ... لنفر الناس منهم.

[2]. قال الشيخ في الشرح: وقولنا ( وأتباعِهم ) يشمل من اتبعهم اتباعاً كاملاً،
ومن تبعهم اتباعاً جزئياً كالأشاعرة. فإن الأشاعرة بلا شك من أهل التأويل.







من مواضيعي في المنتدى
»» الأوقاف توزع كتاب النقاب عادة وليس عبادة على خطباء المساجد
»» مؤلفات فضيلة الشيخ محمد العريفي جزاه الله خيرا
»» العلاقة بين التشيع والتصوف / رسالة دكتوراه
»» ما أروع السجود لله تعالى
»» علاقة عليّ بن أبي طالب بعمر بن الخطاب رضي الله عنهما
 
قديم 18-04-10, 11:17 AM   رقم المشاركة : 48
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



فصلٌ

مذهب أهل التأويل في نصوص الـمَعاد

الإيمانُ بها على حقيقتها من غير تأويل.

ولما كان مذهبُهم في نصوص الصفات

صرفَها عن حقائقها إلى معانٍ مجازية تخالف ظاهرها،

استطال عليهم أهل التخييل

فألزموهم القولَ بتأويل نصوص الـمَعاد

كما فعلوا في نصوص الصفات.


فقال لهم أهل التأويل:

نحن نعلم بالاضطرار أن الرسول صلى الله عليه وسلم

جاء بإثبات المعاد، وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه،

فلزم القولُ بثبوته.


وهذا جواب صحيح وحجة قاطعة

تتضمن الدفاعَ عنهم في عدم تأويلهم نصوص المعاد،

وإلزامَهم أهلَ التخييل أن يقولوا بإثبات الـمَعاد

وإجراءِ نصوصه على حقائقها،

لأنه إذا قام الدليل وانتفى المانع وجب ثبوت المدلول.


وقد احتج أهل السنة على أهل التأويل بهذه الحجة نفسِها

ليقولوا بثبوت الصفات وإجراء نصوصها على حقيقتها،


فقالوا لأهل التأويل:

نحن نعلم بالاضطرار أن الرسول صلى الله عليه وسلم

جاء بإثبات الصفات لله،

وقد علمنا فساد الشبهة المانعة منه،

فلزم القول بثبوتها.

وهذا إلزام صحيح وحجة قائمة

لا محيدَ لأهل التأويل عنها،

فإن من منع صرف الكلام عن حقيقته في نصوص المعاد

يلزمه أن يمنعه في نصوص الصفات،

التي هي أعظمُ وأكثر إثباتاً في الكتب الإلهية

من إثبات المعاد.

وإن لم يفعل فقد تبين تناقضه وفساد عقله.







من مواضيعي في المنتدى
»» اغتيال 30 من قيادات جيش المهدي في شققهم بدمشق
»» فضائح الصوفية / للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
»» من لطائف العلامة السعدي في الدعوة والأخلاق
»» اعتنقت الإسلام بعد 3 أشهر من قدومها إلى السعودية
»» موضع جرح "المرأة من جديد" / للشيخ لطف الله خوجه
 
قديم 18-04-10, 11:28 AM   رقم المشاركة : 49
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


فصلٌ

وأما أهل التجهيل[1] فهم كثير

من المنتسبين إلى السنة واتباع السلف.

وحقيقة مذهبِهم أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم

من نصوص الصفات ألفاظ مجهولة لا يُعرف معناها،

حتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم

يتكلم بأحاديث الصفات ولا يعرف معناها.


ثم هم مع ذلك يقولون:

ليس للعقل مَدخل في باب الصفات.


فيلزم على قولهم

أن لا يكون عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

وأئمة السلف في هذا الباب علومٌ عقليةٌ ولا سمعيةٌ،

وهذا من أبطل الأقوال.


وطريقتهم في نصوص الصفات

إمرار لفظها مع تفويض معناها.


ومنهم من يتناقض فيقول:

تُجرى على ظاهرها،

مع أن لها تأويلاً يخالفه لا يعلمه إلا الله.

وهذا ظاهر التناقض،

فإنه إذا كان المقصود بها التأويل الذي يخالف الظاهر

- وهو لا يعلمه إلا الله -

فكيف يمكن إجراؤها على ظاهرها؟


وقد قال الشيخ رحمه الله عن طريقة هؤلاء

في كتاب العقل والنقل:

( فتبين أن قول أهل التفويض

الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف

من شر أقوال أهل البدع والإلحاد )[2] انتهى.


والشبهة التي احتج بها أهل التجهيل

هي وقف أكثر السلف على ( إلا الله ) مِن قوله تعالى:

( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه

ابتغاءَ الفتنة وابتغاءَ تأويله

وما يعلم تأويلَه إلا الله

والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ).


وقد بنوا شبهتهم على مقدمتين:

الأولى: أن آياتِ الصفات من المتشابهة.


الثانية: أن المراد بالتأويل المذكورِ في الآيةِ

صرفُ اللفظ عن ظاهره إلى المعنى الذي يخالف الظاهر،

فتكون النتيجة أن لآيات الصفات معنىً يخالف ظاهرها

لا يعلمه إلا الله.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

[1]. قال الشيخ في الشرح: ويسمون أنفسهم تلبيساً وتزويراً بـ( أهل التفويض )
لأنه معلوم إذا قال هذا مفوض أهون من إذا قيل هذا مجهل.
إذا قيل هذا مجهل يجهل الرسول وأصحابه
ليس بمثل الذي يقول هذا مفوض يفوض العلم إلى الله.

[2]. قال الشيخ في الشرح: العجيب أن كثيراً من الناس - الذين لا يدرون عن مذهب السلف -
يقولون إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين لا ثالث لهما .. أهل التأويل وأهل التفويض.
ويعنون بالتفويض تفويضَ المعنى، الذي هو التجهيل في الواقع ..
معناه أن السلف ليسوا من أهل السنة .. لأن السلف يثبتون المعنى ولا يؤولون،
فهم ليسوا مفوضة كأهل التجهيل وليسوا مؤولة كأهل التعطيل.
فهناك .. قسم ثالث .. وهم أهل السنة،
وهم الذين يفوضون الكيفية ويقرون بالمعنى، وهم السلف.







من مواضيعي في المنتدى
»» التصوف المنشأ والمصادر / كتاب الكتروني رائع
»» نظام الملالي إرهابي
»» مناظرة الشيخ عبد الرحمن عبدالخالق ويوسف الرفاعي شيخ الرفاعية بالكويت
»» حقيقة الرافضة وبيان خطرهم د. عبد الله الغنيمان
»» أثمن ثلاث ساعات في رمضان
 
قديم 18-04-10, 11:46 AM   رقم المشاركة : 50
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



والرد عليهم من وجوه:


الأول:


أن نسألهم ماذا يريدون بالتشابه

الذي أطلقوه على آيات الصفات.

أيريدون بذلك اشتباهَ المعنى وخفاءَه،

أم يريدون اشتباهَ الحقيقة وخفاءَها؟


فإن أرادوا المعنى الأول - وهو مرادهم -

فليست آيات الصفات منه لأنها ظاهرة المعنى.


وإن أرادوا المعنى الثاني فآيات الصفات منه،

لأنه لا يعلم حقيقتها وكيفيتها إلا الله تعالى.


وبهذا عرف

أنه لا يصح إطلاق التشابه على آيات الصفات،

بل لابد من التفصيل السابق.


الثاني:

أن قولهم: ( إن التأويل المذكور في الآية

هو صرف اللفظ عن ظاهره

إلى المعنى الذي يخالف الظاهر )

غيرُ صحيح.


فإن هذا المعنى للتأويل اصطلاح حادث

لم يعرفه العرب والصحابة الذين نزل القرآن بلغتهم.


وإنما المعروف عندهم أن التأويل يراد به معنيان:

إما التفسير. ويكون التأويل على هذا المعنى

معلوماً لأولي العلم،

كما قال ابن عباس رضي الله عنهما:

( أنا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله ).

وعليه يحمل وقف كثير من السلف على قوله تعالى:

( والراسخون في العلم ) من الآية السابقة.


وإما حقيقة الشيء ومآله.

وعلى هذا يكون تأويل ما أخبر الله به عن نفسه

وعن اليوم الآخر غير معلوم لنا،

لأن ذلك هو الحقيقةُ والكيفية التي هو عليها

وهو مجهول لنا،

كما قاله مالكٌ وغيره في الاستواء وغيره.


وعليه يحمل وقف جمهور السلف على قوله تعالى:

( وما يعلم تأويله إلا الله ) من الآية السابقة.


الوجه الثالث:

أن الله أنزل القرآن للتدبر،

وحثنا على تدبره كله ولم يستثن آيات الصفات.

والحث على تدبره يقتضي أنه يمكن الوصول إلى معناه،

وإلا لم يكن للحث على تدبره معنىً،

لأن الحث على شيء لا يمكن الوصول إليه

لغوٌ من القول ينـزه كلام الله وكلام رسوله

صلى الله عليه وسلم عنه.


وهذا - أعني الحث على تدبره كله من غير استثناء -

يدل على أن لآيات الصفات معنىً

يمكن الوصول إليه بالتدبر.

وأقرب الناس إلى فهم ذلك المعنى هو النبي

صلى الله عليه وسلم وأصحابُه،

لأن القرآن نزل بلغتهم،

ولأنهم أسرع الناس إلى امتثال الحث على التدبر

خصوصاً فيما هو أهم مقاصد الدين.


وقد قال أبو عبد الرحمن السُّلَمِي:

( حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن

- عثمانُ بنُ عفانَ وعبدُ الله بنُ مسعودٍ وغيرُهما -

أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم

عشر آيات، لا يتجاوزونها حتى يتعلموها

وما فيها من العلم والعمل،

قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً ).


فكيف يجوز مع هذا أن يكونوا جاهلين

بمعاني نصوص الصفات التي هي أهم شيء في الدين ؟!


الرابع:

أن قولهم يستلزم أن يكون الله قد أنزل في كتابه المبين

ألفاظاً جوفاءَ لا يَبِين بها الحق،

وإنما هي بمنـزلة الحروف الهجائية والأبجدية.

وهذا ينافي حكمة الله

التي أنزل الله الكتاب وأرسل الرسول من أجلها.







من مواضيعي في المنتدى
»» تقرير الأموال التي تنفقها حركة التشيع في العراق ميزانيات عملاقة ورائها دولة
»» حملات الإعدام الإيرانية الشاملة احتضار الفاشية الدينية
»» نجاد يعزل 40 سفيراً ساندوا المعارضة
»» برلماني شيعي إيران تدير حكومتنا بالريموت كونترول
»» نتائج جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:51 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "