العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة > كتب ووثائق منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-04-10, 12:36 AM   رقم المشاركة : 31
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


الباب السادسَ عشَرَ:


في عينَيِ الله تعالى



مذهب أهل السنة والجماعة أن لله عينين اثنتين،

ينظر بهما حقيقةً، على الوجه اللائق به.

وهما من الصفات الذاتية الثابتة بالكتاب والسنة.


فمن أدلة الكتاب قوله تعالى:

( تجري بأعيننا ).

ومن أدلة السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم:

( وإن ربكم ليس بأعورَ )

( ينظر إليكم أَزِلِين قَنِطِين )

( حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبُحاتُ وجهه

ما انتهى إليه بصرُه من خلقه ).


فهما عينان حقيقيتان لا تماثلان أَعْيُنَ المخلوقين.


ولا يصح تحريف معناهما إلى العلم والرؤية لوجوه،

منها:


أولاً:

أنه صرف للكلام عن حقيقته إلى مجازه بلا دليل[1].


ثانياً:

أن في النصوص ما يمنع ذلك

مثلُ قوله صلى الله عليه وسلم:

( ينظر إليكم )

( لأحرقت سُبُحاتُ وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )

( وإن ربكم ليس بأعور ).

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

[1]. قال الشيخ في الشرح: ..أفادنا المؤلف من قوله ( بلا دليل )

أنه يجوز صرف الكلام من حقيقته إلى مجازه بدليل.

طيب، وإذا وجد دليل يعين المجاز، فهل نقول أنه مجاز صرف عن ظاهره بدليل؟

أو نقول إن هذا الدليل جعل ما يخالف الظاهر هو الحقيقة؟ هذا هو الصحيح.

ومعلوم أن كتابتي لهذا الكتاب قبل أن يتبين لي صحة ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية

وابن القيم وجماعة من أهل العلم أنه لا مجاز في اللغة العربية

لاسيما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم. انتهى







من مواضيعي في المنتدى
»» الزوجة النكدية ظاهرة حيرت العلماء وأرهقت الرجال
»» اغتيال 30 من قيادات جيش المهدي في شققهم بدمشق
»» إيران لا تعرف التسامح
»» فتاوى نور على الدرب الصوتية
»» المشروع الإيراني وصرخة القرضاوي
 
قديم 16-04-10, 12:48 AM   رقم المشاركة : 32
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



الباب السابعَ عشَرَ:

في الوجوه التي وردت عليها

صفتا اليدين والعينين


وردت صفتا اليدين والعينين في النصوص

مضافةً إلى الله تعالى على ثلاثة أوجهٍ

الإفرادِ والتثنيةِ والجمعِ.


فمن أمثلة الإفراد


قوله تعالى:

( تبارك الذي بيده الملك )

( ولتصنع على عيني ).


ومن أمثلة الجمع

قوله تعالى:

( أولم يرَوْا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً )

( تجري بأعيننا ).


ومن أمثلة التثنية

قوله تعالى:

( بل يداه مبسوطتان )

وقول النبي صلى الله عليه وسلم:

( إذا قام العبد في الصلاة، قام بين عيني الرحمن )

هكذا هو في مختصر الصواعق

عن عطاءٍ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولم يعزُه.

ولم ترد صفة العينين في القرآن بصورة التثنية.


هذه هي الوجوه التي وردت عليها صفتا اليدين والعينين.


والجمع بين هذه الوجوه أن يقال:


إن الإفراد لا ينافي التثنيةَ ولا الجمعَ،

لأن المفرد المضافَ يَعُمُّ

فيتناول كلَّ ما ثبت لله من يد أو عين

واحدةً كانت أو أكثرَ.


وأما الجمع بين ما جاء بلفظ التثنية وبلفظ الجمع:

فإن قلنا أقلُّ الجمع اثنان،

فلا منافاةَ أصلاً بين صيغتي التثنية والجمع

لاتحاد مدلوليهما.


وإن قلنا أقلُّ الجمع ثلاثة - وهو المشهور -

فالجمع بينهما أن يقال

إنه لا يُراد من صيغة الجمع مدلولُها

- الذي هو ثلاثة فأكثرُ -

وإنما أُريد بها - والله أعلم - التعظيمُ والمناسبةُ،

أعني مناسبةَ المضاف للمضاف إليه.

فإن المضاف إليه - وهو ( نا ) -

يراد به هنا التعظيمُ قطعاً،

فناسب أن يؤتى بالمضاف بصيغة الجمع

ليناسب المضاف إليه،


فإن الجمعَ أدلُّ على التعظيم من الإفراد والتثنية،

وإذا كان كل من المضاف والمضاف إليه

دالاً على التعظيم حصل من بينهما تعظيمٌ أبلغ.







من مواضيعي في المنتدى
»» نتيجةً لزواج المتعة تسجيل أكثر من 11,700 إصابة بأمراض جنسية في الناصرية
»» المالكي وعقارات لندن في زمن التشرّد والكوليرا العراقية
»» سوسيولوجيا الدماء الدينية ثنائية المسيح والحسين
»» مخططات الإرهاب الإيرانية في الكويت والخليج العربي
»» مظاهرات وإشعال حرائق بطهران احتجاجاً على تنصيب نجاد
 
قديم 16-04-10, 10:16 AM   رقم المشاركة : 33
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



الباب الثامنَ عشَرَ:

في كلام الله سبحانه وتعالى


اتفق أهل السنة والجماعة على أن الله يتكلم،

وأن كلامَه صفة حقيقية ثابتةٌ له على الوجه اللائق به.

وهو سبحانه يتكلم بحرف وصوت،

كيف شاء متى شاء.

فكلامه صفةُ ذاتٍ باعتبار جنسه،

وصفةُ فعلٍ باعتبار آحاده.


وقد دل على هذا القول الكتاب والسنة.


فمن أدلة الكتاب

قوله تعالى:

( ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه )


وقولُه:

( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليّ )


وقولُه:

( وناديناه من جانب الطور الأيمنِ وقربناه نجيّاً ).


ففي الآية الأولى إثبات أن الكلام يتعلق بمشيئته،

وأنّ آحاده حادثة.


وفي الآية الثانية دليل على أنه بحرف،

فإن مَقُول القول فيها حروف.


وفي الآية الثالثة دليل على أنه بصوت،

إذ لا يُعقل النداءُ والمناجاة إلا بصوت.



ومن أدلة السنة

قول النبي صلى الله عليه وسلم:

( يقول الله تعالى: يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك.

فينادي بصوت:

إن الله يأمرك أن تُخْرج من ذريتك بعثاً إلى النار ).



وكلامه سبحانه هو اللفظُ والمعنى جميعاً،

ليس هو اللفظَ وحدَه أو المعنى وحدَه.

هذا هو قول أهل السنة والجماعة في كلام الله تعالى.








من مواضيعي في المنتدى
»» عندما سقطت هيبة خامنئي تدخل السيستاني
»» رحم الله أبا حفص عمر / قصيدة رائعة
»» 10 مغالطات حول التبشير الشيعي
»» حوار هادئ بين السنة والشيعة / عبد الله الجنيد
»» منهج الحق / منظومة للشَّيخ عبد الرَّحمٰن السِّعدي / تُنشر لأوَّل مرَّة
 
قديم 16-04-10, 10:35 AM   رقم المشاركة : 34
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



وأما أقوال غيرهم فإليك ملخصَها

من مختصر الصواعق المرسلة:



الأول قول الكَرَّامية.

وهو كقول أهل السنة، إلا أنهم قالوا:

إنه حادث بعد أن لم يكن،

فِراراً من إثبات حوادثَ لا أولَ لها.



الثاني قول الكُلابِيَّة

أنه معنىً قائمٌ بذاته، لازمٌ لها كلزوم الحياة والعلم

فلا يتعلق بمشيئته،

والحروف والأصوات حكاية عنه

خلقها الله تعالى لتدلّ على ذلك المعنى القائمِ بذاته،

وهو أربعةُ معانٍ أمر ونهي وخبر واستخبار.



الثالث قول الأشعرية.

وهو كقول الكُلابية، إلا أنهم يخالفونهم في شيئين:


أحدهما في معاني الكلام. فالكُلابية يقولون إنه أربعة معانٍ.

والأشعرية يقولون إنه معنىً واحدٌ،

فالخبر والاستخبار والأمر والنهي

كلّ واحد منها هو عين الآخر،

وليست أنواعاً للكلام بل صفاتٍ له،

بل التوراة والإنجيل والقرآن كلّ واحد منها عينُ الآخر

لا تختلف إلا بالعبارة.


الثاني: أن الكُلابية قالوا إن الحروفَ والأصواتِ

حكاية عن كلام الله.

وأما الأشعرية فقالوا إنها عبارة عن كلام الله.



الرابع قول السالِمِيّة

أنه صفةٌ قائمة بذاته، لازمة لها كلزوم الحياة والعلم

فلا يتعلق بمشيئته،

وهو حروف وأصوات متقارنة لا يسبق بعضُها بعضاً،

فالباء والسين والميم في البسملة مثلاً

كلُّ حرف منها مقارن للآخر في آنٍ واحد،

ومع ذلك لم تزل ولا تزال موجودةً.



الخامس قول الجهمية والمعتزلة

إنه مخلوق من المخلوقات وليس من صفات الله.

ثم من الجهمية من صرح بنفي الكلام عن الله،

ومنهم من أقر به وقال إنه مخلوق.



السادس قول فلاسفة المتأخرين - أتباعِ أَرِسْطو -

أنه فيض من العقل الفعّال على النفوس الفاضلة الزكية

بحسب استعدادها وقَبولها،

فيوجب لها تصوراتٍ وتصديقاتٍ بحسب ما قبلته منه،

وهذه التصوراتُ والتصديقات الـمُتخيَّلةُ

تَقْوَى حتى تُصوِّرَ الشيءَ المعقولَ صوراً نُورانيةً

تخاطبها بكلام تسمعه الآذان.



السابع قول الاتحادية - القائلين بوحدة الوجود -

أن كل كلام في الوجود كلام الله،

كما قال قائلهم:

( وكل كلام في الوجود كلامه،،،

سواء علينا نثره ونِظامه ).



وكل هذه الأقوال مخالفة

لما دل عليه الكتاب والسنة والعقل.

ومن رزقه الله علماً وحكمة فَهِم ذلك.







من مواضيعي في المنتدى
»» دمعة على الإسلام
»» فضائح الصوفية / للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
»» صوفيون يصلون ويبتهلون بالدعاء نحو القبة الخضراء لا اتجاه الكعبة
»» خامنئي فقيه بلا ولاية
»» الشيعة هم الفتنة
 
قديم 16-04-10, 10:56 AM   رقم المشاركة : 35
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


فصل:

في أن القرآنَ كلامُ الله



مذهب أهل السنة والجماعة

أن القرآن كلام الله منـزل غير مخلوق،

منه بدأ وإليه يعود،

تكلم به حقيقةً وألقاه إلى جبريل فنـزل به

على قلب محمد صلى الله عليه وسلم.



وقد دل على هذا القول الكتاب والسنة.

فمن أدلة الكتاب

قوله تعالى:

( وإنْ أحد من المشركين استجارك

فأجره حتى يسمع كلام الله )

يعني القرآنَ،


وقولُه:

( كتاب أنزلناه إليك )


( نزل به الروح الأمين.

على قلبك لتكون من المنذرين.

بلسان عربي مبين ).



ومن أدلة السنة

قوله صلى الله عليه وسلم

وهو يعرض نفسه على الناس في الموقف:

( ألا رجل يحملني إلى قومه لأبلغ كلام ربي،

فإن قريشاً قد منعوني أن أبلغ كلام ربي عز وجل )


وقولُه صلى الله عليه وسلم للبراء ابن عازب:

( إذا أويتَ إلى فراشك فقل:

اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك

وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك،

رغبة ورهبة إليك، لا ملجأَ ولا منجى منك إلا إليك،

آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت ).


وقال عمرو بن دينار:

( أدركت الناس منذ سبعين سنةً يقولون:

الله الخالق وما سواه مخلوق،

إلا القرآنُ فإنه كلام الله غير مخلوق

منه بدأ وإليه يعود )

انتهى.


ومعنى قولهم ( منه بدأ )

أن الله تكلم به ابتداءً،

وفيه رد على الجهمية القائلين بأنه خلقه في غيره.


وأما قولهم:

( وإليه يعود ) فيحتمل معنيين:


أحدهما: أنه تعود صفة الكلام بالقرآن إليه،

بمعنى أنّ أحداً لا يوصف بأنه تكلم به غيرَ الله،

لأنه هو المتكلم به والكلام صفة للمتكلم.


الثاني: أنه يُرفع إلى الله تعالى،

كما جاء في بعض الآثار

أنه يُسرى به من المصاحف والصدور،

وذلك إنما يقع - والله أعلم -

حين يُعرِض الناس عن العمل بالقرآن إعراضاً كلياً،

فيرفع عنهم تكريماً له.

والله المستعان.








من مواضيعي في المنتدى
»» إعذار إلى السيستاني / قصيدة
»» آية التطهير وعلاقتها بعصمة الأئمة / الدكتور طه حامد الدليمي
»» الحمد لله هلك طاغوت قبل قليل لا رحم الله فيه مغرز إبرة
»» عشرة أسئلة لإسلاميين يدافعون عن طهران
»» مجلس الأمن القومي يبحث اعتقال موسوي وكروبي
 
قديم 16-04-10, 11:06 AM   رقم المشاركة : 36
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



فصل:

في اللفظ والملفوظ


الكلام في هذا الفصل يتعلق بالقرآن.

فإنه قد سبق أن القرآن كلام الله غير مخلوق.

لكن اللَّفظ بالقرآن

هل يصح أن نقول إنه مخلوق أو غير مخلوق؟

أو يجب السكوت؟



فالجواب أن يقال:


إن إطلاق القول في هذا نفياً أو إثباتاً غير صحيح[1].


وأما عند التفصيل فيقال:

إن أريد باللفظِ التَّلفظُ - الذي هو فعل العبد -

فهو مخلوق لأن العبد وفعلَه مخلوقان،


وإن أريد باللفظ الملفوظُ به فهو كلام الله غير مخلوق

لأن كلام الله من صفاته، وصفاته غير مخلوقة.


ويشير إلى هذا التفصيل قول الإمامِ أحمدَ رحمه الله:

( من قال لفظي بالقرآن مخلوق، يريد به القرآنَ،

فهو جهمي )[2].


فقوله ( يريد به القرآنَ )

يدل على أنه إن أراد به غيرَ القرآن

- وهو التلفظ، الذي هو فعل الإنسان -

فليس بجهمي.

والله أعلم.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

[1]. قال الشيخ في الشرح: ولهذا ورد عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال:
( من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع ) ..
فأنت الآن إن أطلقت ( مخلوق ) فرح بك الجهمية والمعتزلة،
وإن أطلقت ( غير مخلوق ) فرح بك القدرية. = = إذاً لا تطلق ..

أفادنا المؤلف أن ( اللفظ ) مصدر. والمصدر يصح أن يراد به الفعل الذي هو معنى المصدر، ويصح أن يراد به المفعول الناتج عن المصدر.

[2]. قال الشيخ في الشرح: وهذه الرواية عن أحمد تبين المطلق من كلامه،
لأنه رحمه الله ورد عنه في هذه المسألة روايتان،

رواية يقول:
( من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع ) هذا مطلق،

لكن الرواية التي معنا: ( من قال لفظي بالقرآن مخلوق يريد .. يريد القرآن فهو جهمي )
لأن الجهمية يقولون إن القرآن مخلوق.
فيكون المطلق مما ورد عن الإمام أحمد يجب أن يحمل .. على المقيد،
وهو أن المراد: من قال لفظي بالقرآن يريد بذلك إيش؟
القرآن
فإنه في هذه الحال يكون جهمياً.







من مواضيعي في المنتدى
»» مناظرة الشيخ عبد الرحمن عبدالخالق ويوسف الرفاعي شيخ الرفاعية بالكويت
»» نصر الله والدعم الحنجوري
»» قبل يوم مجيد آخر لبيروت تأبيد وزارة الدفاع للسيد
»» السلام عليك يا أسد الله الغالب
»» إيران والتضليل في قم
 
قديم 16-04-10, 01:16 PM   رقم المشاركة : 37
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



الباب التاسعَ عشَرَ:


في ظهور مقالة التعطيل واستمدادها


شاعت مقالةُ التعطيل بعدَ القرون المفضلةِ

- الصحابةِ والتابعين وتابعيهم -

وإن كان أصلُها قد نبغ في أواخرِ عصر التابعين.


وأولُ من تكلم بالتعطيل الـجَعْدُ بنُ دِرْهَمٍ،

فقال:

( إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً )،


فقتله خالدُ بنُ عبد الله القَسْرِيُّ

الذي كان والياً على العراق لهشامِ بنِ عبد الملك.

خرج به إلى مُصَلى العيد بوِثاقه ثم خطب الناس وقال:

( أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم،

فإني مضحٍ بالجعد بن درهم،

إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً

ولم يكلم موسى تكليماً ) ثم نزل وذبحه،

وذلك في عيد الأضحى سنة 119 هـ.


وفي ذلك يقول ابنُ القيم رحمه الله في النونية:


( ولأجل ذا ضحى بجعدٍ خالدٌ الـ،،

قسريُّ يومَ ذبائحِ القُربانِ


إذ قال: إبراهيمُ ليس خليلَه،،

كلا ولا موسى الكليمَ الداني


شَكَرَ الضحيةَ كلُّ صاحب سنةٍ،،

لله درُّكَ مِن أخي قُربانِ ).


ثم أخذها عن الجعدِ رجلٌ يُقال له الجهمُ بنُ صَفْوانَ.

وهو الذي يُنسب إليه مذهبُ الجهمية المعطلةِ لأنه نشره،

فقتله سلَمُ بنُ أَحْوَزَ صاحبُ شرطة نصرِ بنِ سَيَّارٍ،

وذلك في خراسانَ سنةَ 128 هـ.


وفي حدود المِائَةِ الثانيةِ عُرِّبت الكتب اليونانيةُ والرومانيةُ،

فازداد الأمر بلاء وشدة.


ثم في حدود الـمِائَةِ الثالثة انتشرت مقالةُ الجهمية

بسبب بِشرِ بنِ غِياثٍ الـمِرِيسِيِّ وطبقتِِه،

الذين أجمع الأئمةُ على ذمِّهم،

وأكثرُهم كفّروهم أو ضلَّلُوهم.


وصنف عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارميُّ رحمه الله كتاباً

رد به على المريسي سماه

( نقضُ عثمانَ بنِ سعيد، على الكافرِ العنيد،

فيما افترى على الله من التوحيد ).


من طالع هذا الكتابَ بعلم وعدل

تبين له ضعفُ حجة هؤلاء المعطلة بل بطلانُها،

وأن هذه التأويلاتِ التي توجد في كلام كثير من المتأخرين

- كالرازي والغزالي وابنِ عقيل وغيرهم -

هي بعينها تأويلاتُ بِشْر.







من مواضيعي في المنتدى
»» بؤرة جديدة للفاتيكان في مصر
»» مواقع دعوية باللغات العالمية / كتب وصوتيات
»» كتاب إلكتروني يجمع جل الشبهات التي يثيرها الرافضة حول أبي بكر الصديق
»» الأشراف يطالبون الشيعة بالاعتذار عن قتل الحسين
»» أسباب انتشار النقاب في مصر
 
قديم 16-04-10, 01:23 PM   رقم المشاركة : 38
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



وأما استمداد مقالة التعطيل،

فكان من اليهود والمشركين وضُلال الصابئين والفلاسفة.


فإن الجعدَ بنَ درهمٍ أخذ مقالته - على ما قيل -

من أبَانَ بنِ سَمْعانَ عن طالوتَ

عن لَبِيدِ بنِ الأعصم اليهوديِّ

الذي سحر النبيَّ صلى الله عليه وسلم.


ثم إن الجعد كان - على ما قيل - من أرضِ حَرَّانَ،

وفيها خلق كثير من الصابئة والفلاسفة،

ولا ريبَ أن للبيئة تأثيراً قوياً في عقيدة الإنسان وأخلاقه.


وكان مذهب النفاة من هؤلاءِ

أن الله ليس له صفاتٌ ثبوتيةٌ،

لأن ثبوتَ الصفات يقتضي - على زعمهم -

أن الله مشابهٌ لخلقه.

وإنما يثبتون له صفاتٍ سلبيةً أو إضافيةً أو مركبةً منهما.


فالصفات السلبية

ما كان مدلولُها عدم أمر لا يليق بالله عز وجل.

مثلُ قولهم إن الله واحد،

بمعنى أنه مسلوب عنه القِسْمَةُ بالكم أو القول،

ومسلوبٌ عنه الشريك.


أما الإضافية

فهي التي لا يوصف الله بها على أنها صفة ثابتة له،

ولكن يوصف بها باعتبار إضافتها إلى الغير.

كقولهم عن الله تعالى إنه مبدأ وعلة،

فهو مبدأ وعلة باعتبار أن الأشياء صدرت منه،

لا باعتبار صفة ثابتةٍ له هي البَداءَة والعِلِّيَّة.


أما المركبة منهما

فهي التي تكون سلبية باعتبار وإضافية باعتبار.

كقولهم عن الله تعالى إنه أوّلٌ،

فهي سلبية باعتبار أنه مسلوب عنه الحدوثُ،

إضافية باعتبار أن الأشياء بعده.



فإذا كان هذا هو ما تُستمد منه طريقةُ النفاة،

فكيف تطيب نفس مؤمن أو عاقل أن يأخذَ به

ويتركَ سبيلَ الذين أنعم الله عليهم

من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ؟







من مواضيعي في المنتدى
»» قصيدة التلبية في الحج / لأبي نواس
»» نصر الله والدعم الحنجوري
»» اللحظات الأخيرة لطاغوت الرافضة
»» باحث يمني يحذر من مخاطر انتشار التشييع في البلاد
»» الإنصاف وقضية الإختلاط / الشيخ عبد الرحمن البراك
 
قديم 16-04-10, 06:02 PM   رقم المشاركة : 39
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



الباب العشرون:

في طريقة النفاة فيما يجب إثباته أو نفيه من صفات الله


اتفق النفاة على أن يثبتوا لله من الصفات

ما اقتضت عقولُهم إثباتَه،

وأن ينفُوا عنه ما اقتضت عقولُهم نفيَه،

سواءٌ وافق الكتاب والسنة أم خالفهما.


فطريق إثبات الصفات لله أو نفيها عنه عندَهم هو العقل.

ثم اختلفوا فيما لا يقتضي العقلُ إثباتَه أو نفيَه،

فأكثرهم نفَوْه وخَرَّجوا ما جاء منه على المجاز،

وبعضهم توقف فيه وفوّض علمَه إلى الله

مع نفيِ دلالتِه على شيء من الصفات.


وهم يزعمون أنهم وَفَّقُوا بهذه الطريقةِ

بين الأدلةِ العقليةِ والنقليةِ.

ولكنهم كذبوا في ذلك.


لأن الأدلة العقليةَ والنقليةَ متفقةٌ

على إثبات صفاتِ الكمال لله.

وكل ما جاء في الكتاب والسنة من صفات الله

فإنه لا يخالف العقل،

وإن كان العقل يعجز عن إدراك التفصيل في ذلك.


وقد شابه هؤلاءِ النفاةُ في طريقتهم

طريقةَ من قال الله فيهم:

( ألم ترَ إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك

وما أنزل من قبلك

يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت

وقد أمروا أن يكفروا به

ويريد الشيطان أن يضلّهم ضلالاً بعيداً.

وإذا قيل لهم تعالَوْا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول

رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً.

فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم

ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً ).







من مواضيعي في المنتدى
»» سيلجاندر والقرآن / شهادة من العيار الثقيل
»» موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من التكفير
»» وإذا أتتك مذمتي من المهري
»» حاكم إيران الفعلي
»» إيران تدين التدخل في الشؤون الداخلية للدول !
 
قديم 16-04-10, 06:06 PM   رقم المشاركة : 40
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



ووجهُ مشابهتهم لهم من وجوه:


الأول:

أن كل واحد من الفريقين يزعم أنه مؤمن

بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم

مع أنهم لا يقبلون كلَّ ما جاء به.


الثاني:

أن هؤلاءِ النفاةَ إذا دُعوا إلى ما جاء به الكتاب والسنة

من إثبات صفات الكمال لله تعالى أعرضوا وامتنعوا،

كما أن أولئك المنافقين إذا قيل لهم تعالَوْا

إلى ما أنزل الله وإلى الرسول صدوا وأعرضوا.


الثالث:

أن هؤلاء النفاةَ لهم طواغيتُ يقلدونهم

ويقدمونهم على ما جاءت به الرسل

ويريدون أن يكون التحاكمُ عند النـزاع إليهم

لا إلى الكتاب والسنة،

كما أن أولئك المنافقين يريدون أن يتحاكموا

إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به.


الرابع:

أن هؤلاء النفاةَ زعموا أنهم أرادوا بطريقتهم هذه

عملاً حسناً وتوفيقاً بين العقل والسمع،

كما أن أولئك المنافقين يحلفون

أنهم ما أرادوا إلا إحساناً وتوفيقاً.


وكلُّ مبطل

- يتستر في باطله ويتظاهر بالحق -

فإنه يأتي بالدعاوَى الباطلةِ

التي يروّج بها باطلَه.

ولكن من وهبه الله علماً وفهماً

وحكمة وحسن قصد،

فإنه لا يلتبس عليه الباطلُ

ولا تَرُوج عليه الدعاوى الكاذبةُ،

والله المستعان.







من مواضيعي في المنتدى
»» الحلف الصليبي الصفوي من غزل التقية إلى المجون المعلن د. ناصر العمر
»» ذراعٌ جديد للمد الصفوي
»» رئيس الجمهورية حرامي
»» الدجل الثقافي والدجل الديني بقلم جمال سلطان
»» تسونامي الإدمان يضرب إيران ؟
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:49 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "