العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة > كتب ووثائق منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-04-10, 08:32 PM   رقم المشاركة : 21
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



فصلٌ


والعرش في اللغة سرير الملك.


قال الله تعالى عن يوسفَ:

( ورفع أبويه على العرش )


وقال عن ملكة سبإٍ:

( ولها عرش عظيم ).



وأما عرش الرحمن الذي استوى عليه،

فهو عرش عظيم محيط بالمخلوقات،

وهو أعلاها، وأكبرها


كما في حديث أبي ذرّ رضي الله عنه

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( ما السموات السبع والأرَضون السبعُ عند الكرسي

إلا كحلْقة ملقاة في أرض فَلاة،

وإن فضل العرش على الكرسي

كفضل الفلاة على تلك الحلْقة


قال المؤلف رحمه الله في الرسالة العرشية:

( والحديثُ له طرق، وقد رواه أبو حاتم

وابنُ حبانَ في صحيحه وأحمدُ في المسند وغيرُهم ) انتهى.



والكرسي في اللغة السرير وما يُقعد عليه.


أما الكرسي الذي أضافه الله إلى نفسه،

فهو موضع قدميه تعالى.


قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما:

( الكرسي موضع القدمين،

والعرش لا يَقْدِرُ قدْرَه إلا الله عز وجل )


رواه الحاكم في المستدركِ وقال إنه على شرط الشيخين،

وقد روي مرفوعاً والصواب أنه موقوف.



وهذا المعنى الذي ذكره ابن عباس رضي الله عنهما

في الكرسي هو المشهور بين أهل السنة،

وهو المحفوظ عنه،


وما روي عنه أنه العلم فغير محفوظ.

وكذلك ما روي عن الحسن أنه العرش،

ضعيفٌ لا يصحّ عنه،

قاله ابن كثير رحمه الله تعالى.







من مواضيعي في المنتدى
»» مفاسد المتعة بين السيستاني والمنتفضين له
»» من أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن المهدي المعدوم
»» إيران تدفع بخنازيرها نحو الحدود العراقية
»» خطورة إيران الخميني على أمتنا
»» الصوم يساعد على علاج السرطان
 
قديم 14-04-10, 11:01 AM   رقم المشاركة : 22
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



الباب الحاديَ عشَرَ:


في المعية


أثبت الله لنفسه في كتابه وعلى لسان رسوله

صلى الله عليه وسلم أنه مع خلقه.


فمن أدلة الكتاب

قوله تعالى:

( وهو معكم أينما كنتم )

( وأن الله مع المؤمنين )

( إنني معكما ).


ومن أدلة السنة

قوله صلى الله عليه وسلم

( أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت )[1]

وقوله صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبي بكر وهما في الغار:

( لا تحزن إن الله معنا ).


وقد أجمع على ذلك سلف الأمة وأئمتُها.


والمعية في اللغة مطلق المقارنة والمصاحبة،

لكن مقتضاها ولازمَها يختلف

باختلاف الإضافة وقرائن السياقِ والأحوالِ.


فتارة تقتضي اختلاطاً،

كما يقال: جعلت الماء مع اللبن.


وتارةً تقتضي تهديداً وإنذاراً،

كما يقول المؤدب للجاني: اذهب فأنا معك.


وتارة تقتضي نصراً وتأييداً،

كمن يقول لمن يستغيث به: أنا معك أنا معك.

إلى غير ذلك من اللوازم والمقتضَيات المختلفةِ

باختلاف الإضافة والقرائن والأحوال.



ومثل هذا اللفظ الذي يتفق في أصل معناه

ويختلف مقتضاه وحكمُه باختلاف الإضافات والقرائن،

يسميه بعض الناس ( مشكِّكاً ) لتشكيك المستمع

هل هو من قبيل المشترك

- الذي اتحد لفظه واختلف معناه -

نظراً لاختلاف مقتضاه وحكمه؟

أو هو من قبيل المتواطئ

- الذي اتحد لفظه ومعناه -

نظراً لأصل المعنى؟


والتحقيق أنه نوع من المتواطئ،

لأن واضعَ اللغة وضع هذا اللفظ بإزاء القدر المشترك،

واختلافُ حكمه ومقتضاه إنما هو بحسب

الإضافات والقرائن لا بأصل الوضع.


لكن لما كانت نوعاً خاصاً من المتواطئة،

فلا بأس بتخصيصها بلفظ.


إذا تبين ذلك،

فقد اتضح أن لفظَ المعيةِ المضافَ إلى الله

مستعملٌ في حقيقته لا في مجازه.

غير أن معية الله تعالى لخلقه معية تليق به،


فليست كمعية المخلوق للمخلوق،

بل هي أعلى وأكملُ،

ولا يلحقها من اللوازم والخصائص

ما يلحق معية المخلوق للمخلوق.



هذا، وقد فسر بعض السلف معيةَ الله لخلقه بعلمه بهم.

وهذا تفسير للمعية ببعض لوازمها.

وغرضهم بذلك الردُّ على حلولية الجهمية

- الذين قالوا إن الله بذاته في كل مكان

واستدلوا بنصوص المعية -


فبين هؤلاء السلفُ أنه لا يراد من المعية

كونُ الله معنا بذاته،

فإن هذا محالٌ عقلاً وشرعاً،

لأنه ينافي ما وجب من علوه،

ويقتضي أن تحيط به مخلوقاتُه، وهو أمر محال.

=================

[1].قال الشيخ في الشرح: هذا الحديث ضعيف من حيث السند لكنه حسنه بعض أهل العلم.







من مواضيعي في المنتدى
»» فتوى في زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور / لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
»» مراجع إيرانية تخالف خامنئي بتحديد أول أيام العيد
»» ملخص في أحكام رمضان
»» خطورة إيران الخميني على أمتنا
»» لماذا لا تحيي طهران ذكرى الفتح الإسلامي لإيران ؟
 
قديم 14-04-10, 02:51 PM   رقم المشاركة : 23
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



أقسام معية الله لخلقه


تنقسم معية الله لخلقه إلى قسمينِ عامةٍ وخاصةٍ.


فالعامة هي التي تقتضي الإحاطةَ بجميع الخلق

من مؤمن وكافر وبَرّ وفاجر،

في العلم والقدرة والتدبير والسلطان

وغير ذلك من معاني الربوبية.


وهذه المعية توجب لمن آمن بها

كمالَ المراقبة لله عز وجل،


ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:

( أفضل الإيمان أنْ تعلمَ أنّ الله معك حيثما كنت ).


ومن أمثلةِ هذا القسمِ قولُه تعالى:

( وهو معكم أين ما كنتم )

( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم

ولا خمسة إلا هو سادسهم

ولا أدنى من ذلك ولا أكثرَ

إلا هو معهم أينما كانوا ).



وأما الخاصة فهي التي تقتضي النصرَ والتأييدَ

لمن أضيفت له،

وهي مختصة بمن يستحق ذلك من الرسل وأتباعِهم.


وهذه المعية توجب لمن آمن بها كمالَ الثبات والقوة.


ومن أمثلتها قوله تعالى:

( وأن الله مع المؤمنين )

( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )

( إنني معكما أسمع وأرى )


وقولُه عن نبيه صلى الله عليه وسلم:

( لا تحزن إن الله معنا ).



فإن قيل:


هل المعية من صفات الله الذاتيةِ أو من صفاته الفعليةِ؟


فالجواب


أن المعية العامةَ من الصفات الذاتية،

لأن مقتضياتِها ثابتة لله تعالى أزلاً وأبداً.


وأما المعيةُ الخاصة فهي من الصفات الفعليةِ،

لأن مقتضياتِها تابعة لأسبابها

توجد بوجودها وتنتفي بانتفائها.








من مواضيعي في المنتدى
»» هل تقود إيران المنطقة إلى الفوضى أحداث البقيع أنموذجًا ؟
»» المشروع الإيراني وصرخة القرضاوي
»» مواقع دعوية باللغات العالمية / كتب وصوتيات
»» صوت المعيقلي يقود فلبينيا للإسلام
»» من ضلالات الصوفية ( قرآن جديد )
 
قديم 14-04-10, 07:56 PM   رقم المشاركة : 24
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



الباب الثاني عشَرَ:

في الجمع بين نصوص علو الله بذاته ومعيته


قبل أن نذكر الجمع بينهما نحب أن نقدم قاعدة نافعة

أشار إليها المؤلف رحمه الله في كتاب العقل والنقل

ص 43-44 ج 1،

وخلاصتها:


( أنه إذا قيل بالتعارض بين دليلين،

فإما أن يكونا قطعيَّيْن أو ظنيَّيْن

أو أحدُهما قطعياً والآخرُ ظنياً.

فهذه ثلاثة أقسام.

الأول القطعيان، وهما ما يقطع العقل بثبوت مدلولهما.

فالتعارض بينهما محال، لأن القول بجواز تعارضهما،

يستلزم إما وجوبَ ارتفاع أحدهما،

وهو محال لأن القطعيَّ واجبُ الثبوت،

وإما ثبوتَ كل منهما مع التعارض،

وهو محال أيضاً لأنه جمع بين النقيضين.


فإن ظُنَّ التعارضُ بينهما،

فإما أن لا يكونا قطعيَّيْنِ،

وإما أن لا يكونَ بينهما تعارض

بحيثُ يُحمل أحدُهما على وجهٍ والثاني على وجه آخر.


ولا يَرِد على ذلك

ما يثبت نسخُه من نصوص الكتاب والسنة القطعية،

لأن الدليل المنسوخَ غير قائم، فلا معارضَ للناسخ.



الثاني أن يكونا ظنيَّيْن،

إما من حيثُ الدَّلالةُ وإما من حيثُ الثبوتُ.

فيطلب الترجيح بينهما، ثم يقدم الراجح.



الثالث أن يكون أحدهما قطعياً والآخر ظنياً.

فيُقدم القطعيُّ باتفاق العقلاء،

لأن اليقين لا يُدفع بالظن.

انتهى.







من مواضيعي في المنتدى
»» كتاب: منهج الأشاعرة في العقيدة - د.سفر الحوالي
»» ميكي ماوس وأزمة الإعلام العربي
»» الصوفية : رقص زندقة خرافات سحر بدع قبوريات
»» السحر أحكام وتنبيهات
»» تقرير التنصير في المغرب
 
قديم 14-04-10, 08:10 PM   رقم المشاركة : 25
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road




إذا تبين هذا فنقول:


لا ريب أن النصوصَ قد جاءت بإثبات علو الله بذاته

فوق خلقه وأنه معهم،

وكلّ منهما قطعي الثبوت والدَّلالة.


وقد جمع الله بينهما في قوله تعالى:

( هو الذي خلق السمواتِ والأرضَ في ستة أيام

ثم استوى على العرش

يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها

وما ينزل من السماء وما يعرج فيها

وهو معكم أين ما كنتم

والله بما تعملون بصير )


ففي هذه الآية أثبت الله تعالى استواءَه على العرش

- الذي هو أعلى المخلوقات -

وأثبت أنه معنا،

وليس بينهما تعارض، فإن الجمع بينهما ممكن،


وبيانُ إمكانه من وجوه:


الأول: أن النصوص جمعت بينهما،

فيمتنع أن يكون اجتماعُهما مُحالاً،

لأن النصوص لا تدل على محال.


ومن ظن دلالتها عليه فقد أخطأ،

فليعد النظر مرةً بعد أخرى مستعيناً بالله

سائلاً منه الهدايةَ والتوفيقَ

باذلاً جهدَه في الوصول إلى معرفة الحق.

فإن تبين له الحقُّ فلْيَحمَدِ الله على ذلك،

وإلا فلْيَكِلِ الأمرَ إلى عالمه


وليقل: ( آمنا به كلٌّ من عند ربنا )

( سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا

إنك أنت العليم الحكيم ).



الثاني: أنه لا منافاةَ بين معنى العلو والمعي.

فإن المعيةَ لا تستلزم الاختلاطَ والحلولَ في المكان

كما تقدم،

فقد يكون الشيء عالياً بذاته وتضاف إليه المعية،


كما يقال:

( ما زلنا نسير والقمرُ معنا )

مع أن القمر في السماء،

ولا يُعَدُّ ذلك تناقضاً لا في اللفظ ولا في المعنى،

فإن المخاطَب يعرف معنى المعية هنا،

وأنه لا يمكن أن يكون مقتضاها أن القمر في الأرض.


فإذا جاز اجتماع العلو والمعية في حق المخلوق،

ففي حق الخالق أولى.



الثالث: أنه لو فُرِض أن بين معنى العلو والمعية تناقضاً

وتعارضاً في حق المخلوق،

فإن ذلك لا يلزم في حق الخالق.

لأن الله تعالى ليس كمثله شيءٌ في جميع صفاته،

فلا تقاس معيته بمعية خلقه،


ولا تقتضي معيتُه لهم أن يكون مختلطاً بهم

أو حالاً في أمكنتهم، لوجوب علوه بذاته،

ولأنه لا يحيط به شيء من مخلوقاته

بل هو بكل شيء محيط.







من مواضيعي في المنتدى
»» سامحينا يا غزة فإنا عاجزون
»» اعترافات كنت قبوريًا
»» الشيعة ولعبة تغيير المناهج الدراسية السنية
»» أسوأ أزمة إنسانية
»» من هو الإمام الغزالي رحمه الله تعالى ؟
 
قديم 14-04-10, 08:14 PM   رقم المشاركة : 26
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



وبنحو هذه الوجوه يمكن الجمع

بين ما ثبت من علو الله بذاته وكونِه قِبَلَ المصلي،

فيقال: الجمع بينهما من وجوه:


الأول: أن النصوص جمعت بينهما،

والنصوص لا تأتي بالمحال.


الثاني: أنه لا منافاة بين معنى العلو والمقابلة،

فقد يكون الشيء عالياً وهو مقابل،

لأن المقابلة لا تستلزم المحاذاة.

ألا ترى أن الرجل ينظر إلى الشمس حال بزوغها

فيقول: ( إنها قِبَلَ وجهي ) مع أنها في السماء،


ولا يعد ذلك تناقضاً في اللفظ ولا في المعنى،

فإذا جاز هذا في حق المخلوق ففي حق الخالق أولى.


الثالث: أنه لو فُرض أن بين معنى العلو والمقابلة تناقضاً

وتعارضاً في حق المخلوق،

فإن ذلك لا يلزم في حق الخالق.


لأن الله تعالى ليس كمثله شيء في جميع صفاته،

فلا يقتضي كونه قِبَلَ وجه المصلي

أن يكون في المكانِ أو الحائطِ الذي يصلي إليه،


لوجوب علوه بذاته،

ولأنه لا يحيط به شيء من المخلوقات

بل هو بكل شيء محيط.







من مواضيعي في المنتدى
»» المفتي العام: عَضْل الفتيات معصية وكبيرة من كبائر الذنوب
»» علماء إيرانيون يطالبون بتعيين قائد بديل لأن خامنئي معزول تلقائياً
»» مدون إيراني يروي قصة هروبه من الوحشية إلى باكستان
»» مفتي مصر السابق الشيخ نصر واصل يؤيد الشيخ اللحيدان
»» دفاع حسن نصر الله عن إيران
 
قديم 15-04-10, 05:30 PM   رقم المشاركة : 27
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



الباب الثالثَ عشَرَ:

في نزول الله إلى السماء الدنيا


في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا

حين يبقي ثلث الليل الآخِر،

فيقول: من يدعوني فأستجيبَ له

من يسألُني فأعطيَه من يستغفرُنى فأغفرَ له ).


وقد روى هذا الحديثَ عن النبي صلى الله عليه وسلم

نحوُ ثمانٍ وعشرينَ نفساً من الصحابة رضي الله عمهم.

واتفق أهل السنة على تَلَقِّي ذلك بالقَبول.


ونزوله تعالى إلى السماء الدنيا من صفاتِه الفعليةِ

التي تتعلق بمشيئته وحكمته،

وهو نزول حقيقي يليق بجلاله وعظمته.


ولا يصح تحريف معناه إلى نزول أمره أو رحمته

أو مَلَك من ملائكته،

فإن هذا باطل لوجوه:


الأول:

أنه خلاف ظاهر الحديث،

لأن النبي صلى الله عليه وسلم أضاف النزولَ إلى الله،

والأصل أن الشيء إنما يضاف إلى من وقع منه أو قام به،

فإذا صرف إلى غيره كان ذلك تحريفاً يخالف الأصل.


الثاني:

أن تفسيره بذلك يقتضي

أن يكون في الكلام شيءٌ محذوفٌ، والأصل عدم الحذف.


الثالث:

أن نزول أمره أو رحمته لا يختص بهذا الجزء من الليل،

بل أمره ورحمته ينـزلان كلَّ وقت.


فإن قيل:

المراد نزول أمر خاصّ ورحمة خاصة،

وهذا لا يلزم أن يكون كلَّ وقت.


فالجواب

أنه لو فرض صحةُ هذا التقدير والتأويل،

فإن الحديث يدل على

أن منتهى نزولِ هذا الشيءِ هو السماءُ الدنيا.

وأيُّ فائدة لنا في نزول رحمةٍ إلى السماء الدنيا

حتى يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عنها؟!


الرابع:

أن الحديث دلَّ على أن الذي ينزل يقول:

( من يدعوني فأستجيبَ له،

من يسألُني فأعطيَه، من يستغفرُني فأغفرَ له )

ولا يمكن أن يقول ذلك أحدٌ سوى اللـهِ تعالى.







من مواضيعي في المنتدى
»» النكتة السورية
»» ما موقف الإخوان من مأساة سنة إيران ؟
»» طهران استغلال مأساة غزة للتنكيل بأهل السنة
»» قصيدة الإمام ابن القيم فى الرد على النصارى
»» صوفيون يصلون ويبتهلون بالدعاء نحو القبة الخضراء لا اتجاه الكعبة
 
قديم 15-04-10, 05:36 PM   رقم المشاركة : 28
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



فصلٌ:

في الجمع بين نصوص علوِّ الله تعالى بذاته

ونزولِه إلى السماء الدنيا



علو الله بذاته من صفاته الذاتيةِ

التي لا يمكن أن ينفكَّ عنها.

وهو لا ينافي ما جاءت به النصوصُ

من نزوله إلى السماء الدنيا.


والجمع بينهما من وجهين:

الأول:

أن النصوص جمعت بينهما،

والنصوص لا تأتي بالمحال كما تقدم.


الثاني:

أن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته،

فليس نزوله كنزول المخلوقين

حتى يقالَ إنه ينافي علوَّه ويناقضُه،

والله أعلم.







من مواضيعي في المنتدى
»» أختاه هل تريدين السعادة ؟
»» موقع رائع جدا للقرآن الكريم وتلاوته وحفظه
»» بين بابا الفاتيكان.. ومرشد الثورة في إيران
»» ملامح تراجع المد الشيعي
»» إيران تعتزم إغلاق جميع الأنهار المتجهة إلى العراق لمعالجة أزمة نقص المياه
 
قديم 15-04-10, 09:47 PM   رقم المشاركة : 29
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



الباب الرابعَ عشَرَ:

في إثبات الوجه لله تعالى


مذهب أهل السنة والجماعة أن لله وجهاً حقيقياً يليق به،

موصوفاً بالجلال والإكرام.

وقد دلّ على ثبوته لله الكتابُ والسنةُ.


فمن أدلة الكتاب قوله تعالى:

( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ).


ومن أدلة السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم

في الدعاء المأثور:

( وأسألك لذةَ النظر إلى وجهك والشوقَ إلى لقائك ).


فوجه الله تعالى من صفاته الذاتيةِ الثابتةِ له حقيقةً

على الوجه اللائق به.


ولا يصح تحريف معناه إلى الثواب لوجوه، منها:


أولاً:

أنه خلاف ظاهر النص،

وما كان مخالفاً لظاهر النص فإنه يحتاج إلى دليل،

ولا دليل على ذلك.


ثانياً:

أن هذا الوجهَ ورد في النصوص مضافاً إلى الله تعالى،

والمضاف إلى الله إما أن يكون شيئاً قائماً بنفسه

وإما أن يكون غيرَ قائم بنفسه،

فإن كان قائماً بنفسه فهو مخلوق وليس من صفاته

- كبيت الله وناقة الله -

وإنما أضيف إليه إما للتشريف

وإما من باب إضافة المملوك والمخلوق إلى مالكه وخالقه،


وإن كان غيرَ قائم بنفسه فهو من صفات الله

وليس بمخلوق،

كعلم الله وقدرته وعزته وكلامه ويده وعينه ونحِو ذلك.

والوجه بلا ريبٍ من هذا النوع،

فإضافته إلى الله من باب إضافة الصفة إلى الموصوف.


ثالثاً:

أن الثوابَ مخلوق بائن عن الله تعالى،

والوجهَ صفةٌ من صفات الله غيرُ مخلوق ولا بائنٍ،

فكيف يفسر هذا بهذا؟!



رابعاً:

أن ذلك الوجهَ وُصف في النصوص

بالجلال والإكرام،

وبأن له نوراً يُستعاذ به،

وبأن له سُبُحاتٍ تُحرق ما انتهى إليه بصره من خلقه،

وكل هذه الأوصاف تمنع أن يكون المرادُ به الثوابَ،

والله أعلم.







من مواضيعي في المنتدى
»» هل ضريحا الحسين والسيدة وهميان
»» فضائح الصوفية / للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
»» الثورة تأكل أبناءها
»» نيل السول في تاريخ الأمم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
»» الدروز في دولة اليهود
 
قديم 15-04-10, 09:58 PM   رقم المشاركة : 30
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



الباب الخامسَ عشَرَ:

في يدَيِ الله عز وجل


مذهب أهل السنة والجماعة أن لله تعالى يدين اثنتين

مبسوطتين بالعطاء والنِعَم.

وهما من صفاته الذاتيةِ الثابتةِ له حقيقةً

على الوجه اللائقِ به.


وقد دل على ثبوتهما الكتاب والسنة.

فمن أدلة الكتاب قوله تعالى:

( ما منعك أن تسجد لما خلقتُ بيديَّ ).


ومن أدلة السنة قوله صلى الله عليه وسلم:

( يد الله مَلأَى لا تَغيضها نفقةٌ،

سَحَّاءُ الليلَ والنهارَ.

أرأيتم ما أنفق منذ خلق السمواتِ والأرضَ ؟

فإنه لم يَغِض ما في يمينه ).


وقد أجمع أهل السنة على أنهما يدان حقيقيتان

لا تماثلان أيدي المخلوقين.


ولا يصح تحريف معناهما إلى القوة أو النعمة

أو نحوِ ذلك لوجوه، منها:


أولاً:

أنه صَرْف للكلام عن حقيقته إلى مجازه بلا دليل.



ثانياً:

أنه معنىً تأباه اللغة في مثل السياق الذي جاءت به

مضافةً إلى الله تعالى،

فإن الله قال:

( لِما خلقت بيديّ

ولا يصح أن يكون المعنى لما خلقت بنعمتَيَّ أو قوتَيَّ.



ثالثاً:

أنه ورد إضافة اليد إلى الله سبحانه وتعالى بصيغة التثنية،

ولم يَرِد في الكتاب والسنة - ولا في موضع واحد -

إضافةُ النعمة والقوة إلى الله بصيغة التثنية.

فكيف يفسر هذا بهذا؟!



رابعاً:

أنه لو كان المرادُ بهما القوةَ،

لصحَّ أن يقال إن الله خلق إبليسَ بيده،

ونحوُ ذلك. وهذا ممتنع.

ولو كان جائزاً لاحتج به إبليسُ على ربه حين قال له:

( ما منعك أن تسجد لما خلقتُ بيديَّ ).



خامساً:

أن اليدَ التي أضافها الله إلى نفسه وردت على وجوهٍ

تمنع أن يكون المرادُ بها النعمةَ أو القوةَ،

فجاءت بلفظ اليدِ والكفّ،

وجاء إثبات الأصابعِ لله تعالى،

والقبضِ والهزِّ


كقوله صلى الله عليه وسلم:

( يقبض الله سمواتِه بيده والأرضَ باليد الأخرى،

ثم يهزهن ويقول: أنا الملك ).

وهذه الوجوه تمنع أن يكون المرادُ بهما النعمةَ أو القوةَ.







من مواضيعي في المنتدى
»» التزوير برعاية الملالي
»» إيران في الطريق إلى باب المندب
»» رئيس الجمهورية حرامي
»» مواطن سعودي اسمه فيصل يُعلن إسلامه
»» أين موقف حكومة المالكي من الإرهاب البيئي الإيراني ؟
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:07 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "