العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة > كتب ووثائق منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-10, 01:45 AM   رقم المشاركة : 21
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


ثانيًا:



يرد على من طلب الشفاعة من غير الله تعالى

بالأقوال الحكيمة الآتية:


1 ـ ليس المخلوق كالخالق،


فكل من قال: إن الأنبياء والصالحين والملائكة أو غيرهم من المخلوقين لهم عند الله جاهٌ عظيمٌ ومقاماتٌ عاليةٌ


فهم يشفعون لنا عنده كما يتقرّب إلى الوجهاء والوزراء عند الملوك والسّلاطين، ليجعلوهم وسائط لقضاء حاجاتهم،


فهذا القول من أبطل الباطل؛


لأنه شبه الله العظيم ملك الملوك

بالملوك الفقراء المحتاجين للوزراء والوجهاء

في تكميل ملكهم ونفوذ قوتهم،

فإن الوسائط بين الملوك وبين الناس

على أحد وجوه ثلاثة:


الوجه الأول:

إما لإخبارهم عن أحوال الناس بما لا يعرفونه.



الوجه الثاني:

أو يكون الملِكُ عاجزًا عن تدبير رعيته

فلا بد له من أعوان؛ لذُلِّهِ وعجزه.



الوجه الثالث:

أو يكون الملك لا يريد نفع رعيته والإحسان إليهم،

فإذا خاطبهم من ينصحه ويعظه

تحركت إرادته وهمّته في قضاء حوائج رعيته.




والله عز وجل ليس كخلقه الضعفاء،

فهو تعالى لا تخفى عليه خافية،

وغني عن كل ما سواه،

وأرحم بعباده من الوالدة بولدها،

ومعلوم أن الشافع عند ملوك الدنيا

قد يكون له ملك مستقل،

وقد يكون شريكًا لهم،

وقد يكون معاونًا لهم،


فالملوك يقبلون شفاعته لأحد ثلاثة أمور:

أ ـ تارة لحاجتهم إليه.

ب ـ وتارة لخوفهم منه.

جـ ـ وتارة لجزاء إحسانه إليهم.



وشفاعة العباد بعضهم عند بعض

من هذا الجنس،

فلا يقبل أحد شفاعة أحد

إلا لرغبة أو رهبة،

والله عز وجل لا يرجو أحدًا

ولا يخافه، ولا يحتاج إليه ([1]


ولهذا قطع الله جميع أنواع التعلّقات بغيره، وبيّن بطلانها،


فقال تعالى:

{قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ

لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ

فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ

وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ

وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ،

وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ

إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ

حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ

قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ

قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}([2]).


فقد سدّت هذه الآية على المشركين

جميع الطرق التي دخلوا منها إلى الشرك أبلغ سدٍّ وأحكمه،

فإن العابد إنما يتعلّق بالمعبود لِمَا يرجو من نفعه،

وحينئذ فلا بد أن يكون المعبود

مالكًا للأسباب التي ينتفع بها عابده،

أو يكون شريكًا لمالكها،

أو ظهيرًا أو وزيرًا أو معاونًا له،

أو وجيهًا ذا حرمة وقدر يشفع عنده،


فإذا انتفت هذه الأمور الأربعة من كل وجه

انتفت أسباب الشرك وانقطعت مواده([3]).



************************

([1]) انظر: فتاوى ابن تيمية 1/126-129.

([2]) سورة سبأ، الآيتان: 22، 23.

([3]) انظر: التفسير القيم، لابن القيم ص408.







من مواضيعي في المنتدى
»» السحر أحكام وتنبيهات
»» الصوفية : رقص زندقة خرافات سحر بدع قبوريات
»» من يوقف هدير الدم السني في إيران ؟
»» حزب الله يروّج زواج المتعة ليسيطر على الشيعة
»» هذه هي الصوفية في حضرموت / للشيخ علي بابكر
 
قديم 01-03-10, 01:55 AM   رقم المشاركة : 22
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


2 ـ الشفاعة: شفاعتان:


( أ ) الشفاعة المثبتة:

وهي التي تطلب من الله ولها شرطان:


الشرط الأول: إِذْن الله للشّافع أن يشفع،


لقوله تعالى:

{مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}([1]).


الشرط الثاني: رضا الله عن الشّافع والمشفوع له،


لقوله تعالى:

{وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى}([2]


{يَومَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ

إلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَولاً}([3]).




( ب ) الشفاعة المنفية:


وهي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله،

والشفاعة بغير إذنه ورضاه والشفاعة للكفار:

{فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ}([4]


ويستثنى شفاعته صلّى الله عليه وسلّم في تخفيف عذاب أبي طالب([5]).


3 ـ الاحتجاج على من طلب الشفاعة من غير الله
بالنص والإجماع،


فلم يكن النبي صلّى الله عليه وسلّم ولا الأنبياء من قبله

شرعوا للناس أن يدعوا الملائكة، أو الأنبياء، أو الصالحين،

ولا يطلبوا منهم الشفاعة،

ولم يفعل ذلك أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان،

ولم يستَحِبّ ذلك أحد من أئمة المسلمين،

لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم،

ولا مجتهد يعتمد على قوله في الدين،

ولا من يعتبر قوله في مسائل الإجماع،

فالحمد لله رب العالمين([6]).


************************


([1]) سورة البقرة، الآية: 255.

([2]) سورة الأنبياء، الآية: 28.

([3]) سورة طه، الآية: 109.

([4]) سورة المدثر، الآية: 48.

([5]) انظر: البخاري مع الفتح، مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب 7/193، برقم 3883،
ومسلم، كتاب الإيمان، باب أهون أهل النار عذابًا، 1/195، برقم 211.

([6]) انظر: فتاوى ابن تيمية 1/112، 158، 14/399-414، 1/108-165، 14
/380، 409، 1/160-166، 195، 228، 229، 241،

ودرء تعارض العقل والنقل، له، 5/147، وأضواء البيان 1/137.






من مواضيعي في المنتدى
»» تفاءلوا بالخير تجدوه
»» دمعة على الإسلام
»» فتاوى نور على الدرب الصوتية
»» إنه يتكلم عن السيستاني فهل كلامه صحيح ؟
»» رحم الله صاحب كتاب زبدة التفسير
 
قديم 02-03-10, 09:04 PM   رقم المشاركة : 23
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


المطلب الرابع:

مسبغ النعم المستحق للعبادة:




من الحكمة في دعوة المشركين إلى الله تعالى

لفت أنظارهم وقلوبهم إلى نعم الله العظيمة:

الظاهرة والباطنة، والدينية والدنيوية.

فقد أسبغ على عباده جميع النعم:

{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}([1]


وسخر هذا الكون وما فيه من مخلوقات لهذا الإنسان.

وقد بيّن سبحانه هذه النعم، وامتن بها على عباده،

وأنه المستحق للعبادة وحده،


ومما امتن به عليهم ما يأتي:

أولاً: على وجه الإجمال:


قال الله عز وجل:

{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً...}([2]

{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم

مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ

وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}([3]


{وَسَخَّرَ لَكُم

مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ

إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}([4]).



فقد شمل هذا الامتنان جميع النعم:

الظاهرة والباطنة، الحسّيّة والمعنوية،

فجميع ما في السماوات والأرض قد سُخِّر لهذا الإنسان،

وهو شامل لأجرام السماوات والأرض،

وما أودع فيهما من: الشمس والقمر والكواكب،

والثوابت والسيارات، والجبال والبحار والأنهار،

وأنواع الحيوانات، وأصناف الأشجار والثمار،

وأجناس المعادن، وغير ذلك مما هو من مصالح بني آدم،

ومصالح ما هو من ضروراتهم للانتفاع والاستمتاع والاعتبار.



وكل ذلك دالّ على أن الله وحده هو المعبود

الذي لا تنبغي العبادة والذلّ والمحبة إلا له،

وهذه أدلة عقلية لا تقبل ريبًا ولا شكًا

على أن الله هو الحق،

وأن ما يدعى من دونه هو الباطل([5]):


{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ

وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ

وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}([6]).


ثانيًا: على وجه التفصيل:


ومن ذلك قوله تعالى:

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ

وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ

وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ

وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ،

وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ

وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ،

وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ

وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا

إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}([7]).



وقال عز وجل بعد أن ذكر نعمًا كثيرة:

{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا

وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا

وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ

وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ،

وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ

وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ،

وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ،

أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ،

وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا

إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}([8]).


أفمن يخلق هذه النعم وهذه المخلوقات العجيبة

كمن لا يخلق شيئًا منها؟


ومن المعلوم قطعًا

أنه لا يستطيع فرد من أفراد العباد

أن يحصي ما أنعم الله به عليه

في خلق عضو من أعضائه، أو حاسة من حواسه،

فكيف بما عدا ذلك من النعم في جميع ما خلقه في بدنه،

وكيف بما عدا ذلك من النعم الواصلة إليه

في كل وقت على تنوعها واختلاف أجناسها؟([9]).


ولا يسع العاقل بعد ذلك إلا أن يعبد الله

الذي أسدى لعباده هذه النعم

ولا يشرك به شيئًا؛

لأنه المستحق للعبادة وحده سبحانه.

************************

([1]) سورة النحل، الآية: 53.

([2]) سورة البقرة، الآية: 29.

([3]) سورة لقمان، الآية: 20.

([4]) الجاثية: الآية: 13.

([5]) انظر: تفسير البغوي 1/59، 3/72، وابن كثير 3/451، 4/149، والشوكاني 1/60، 4/420،
والسعدي 1/69، 6/161، 7/21، وأضواء البيان للشنقيطي 3/225-253.

([6]) سورة الحج، الآية: 62، وانظر: سورة لقمان، الآية: 30.

([7]) سورة إبراهيم، الآيات: 32-34.

([8]) سورة النحل، الآيات: 14-18، وانظر: الآيات: 3-12 من السورة نفسها.

([9]) انظر: فتح القدير 3/154، 3/110، وأضواء البيان 3/253.







من مواضيعي في المنتدى
»» لا تعطوهم إجازة في عاشوراء
»» مصادر تكشف قائمة بالمعتقلات السرية الإيرانية لقمع المعارضة
»» رئيس الجمهورية حرامي
»» نتيجةً لزواج المتعة تسجيل أكثر من 11,700 إصابة بأمراض جنسية في الناصرية
»» الشيخ الكلباني : هذه صفات الشيعة الذين كفرتهم
 
قديم 03-03-10, 12:45 AM   رقم المشاركة : 24
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



المطلب الخامس:

أسباب ووسائل الشرك:


حذر النبي صلّى الله عليه وسلّم

عن كل ما يوصل إلى الشرك ويسبب وقوعه،

وبين ذلك بيانًا واضحًا،

ومن ذلك على سبيل الإيجاز ما يأتي:


1 ـ الغلو في الصالحين هو سبب الشرك بالله تعالى،


فقد كان الناس منذ أُهبِطَ آدم صلّى الله عليه وسلّم

إلى الأرض على الإسلام،

قال ابن عباس رضي الله عنهما:

كان بين آدم ونوح عشرة قرون

كلهم على الإسلام”([1]).



وبعد ذلك تعلق الناس بالصالحين، ودب الشرك في الأرض،

فبعث الله نوحًا صلّى الله عليه وسلّم

يدعو إلى عبادة الله وحده، وينهى عن عبادة ما سواه([2])،


وردّ عليه قومه:

{وَقَالُواْ لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ

وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}([3]).



وهذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح،

فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم

أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا،

وسموها بأسمائهم، ففعلوا،

ولم تُعبد حتى إذا هلك أولئك ونُسِيَ العلم عُبِدت ٍٍ ٍ([4]).



وهذا سببه الغلو في الصالحين؛


فإن الشيطان يدعو إلى الغلو في الصالحين وإلى عبادة القبور،

ويُلقي في قلوب الناس أن البناء والعكوف عليها

من محبة أهلها من الأنبياء والصالحين،

وأن الدعاء عندها مستجاب،


ثم ينقلهم من هذه المرتبة

إلى الدعاء بها والإقسام على الله بها،

وشأن الله أعظم من أن يُسأل بأحد من خلقه،

فإذا تقرر ذلك عندهم

نقلهم إلى دعاء صاحب القبر

وعبادته وسؤاله الشفاعة من دون الله،

واتخاذ قبره وثنًا تعلق عليه الستور،

ويطاف به، ويستلم ويقبل، ويذبح عنده،


ثم ينقلهم من ذلك إلى مرتبة رابعة:

وهي دعاء الناس إلى عبادته واتخاذه عيدًا،

ثم ينقلهم إلى أن من نهى عن ذلك

فقد تَنَقَّصَ أهل هذه الرتب العالية من الأنبياء والصالحين،

وعند ذلك يغضبون([5]).


ولهذا حذّر الله عباده من الغلو في الدين،

والإفراط بالتعظيم بالقول أو الفعل أو الاعتقاد،

ورفع المخلوق عن منزلته التي أنزله الله تعالى،


كما قال تعالى:

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ

وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقِّ

إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ

وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ}([6]).


************************

([1]) أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب التاريخ، 2/546،
وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي،
وذكره ابن كثير في البداية والنهاية 1/101، وعزاه إلى البخاري، وانظر: فتح الباري 6/372.

([2]) انظر: البداية والنهاية لابن كثير 1/106.

([3]) سورة نوح، الآية: 23.

([4]) البخاري مع الفتح، كتاب التفسير، سورة نوح، 8/667، برقم 4920.

([5]) انظر: تفسير الطبري 29/62، وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص246.

([6]) سورة النساء، الآية: 171.






من مواضيعي في المنتدى
»» مطوية عن الصوفية / دار القاسم
»» فتوى في زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور / لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
»» الليلة لقاء صريح جدا مع الشيخ أبي المنتصر البلوشي حفظه الله تعالى
»» الصوفية من موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام
»» في إيران المرشد يزرع والنظام يحرق
 
قديم 03-03-10, 07:56 PM   رقم المشاركة : 25
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


2 ـ الإفراط في المدح والتجاوز فيه،
والغلو في الدين:

حذّر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الإطراء

فقال:

لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم،

فإنما أنا عبده،

فقولوا: عبد الله ورسوله”([1]


وقال صلّى الله عليه وسلّم:

إياكم والغلو في الدين،

فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين”([2]).


3 ـ بناء المساجد على القبور،

وتصوير الصور فيها:

حذَّر صلّى الله عليه وسلّم عن اتخاذ المساجد على القبور،

وعن اتخاذها مساجد؛

لأن عبادة الله عند قبور الصالحين وسيلة إلى عبادتهم؛


ولهذا لَمَا ذكرت أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما

لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم

كنيسة في الحبشة فيها تصاوير

قال:

إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات

بنوا على قبره مسجدًا

وصوروا فيه تلك الصور،

أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة”([3]).


ومن حرص النبي صلّى الله عليه وسلّم على أمته

أنه عندما نزل به الموت قال:

لَعْنَةُ الله على اليهود والنصارى،

اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد”.


قالت عائشة رضي الله عنها:

يحذر ما صنعوا([4]).


وقال قبل أن يموت بخمس:

ألا وإن من كان قبلكم

كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد،

ألا فلا تتخذوا القبور مساجد،

فإني أنهاكم عن ذلك”([5]).


************************

([1]) البخاري مع الفتح بلفظه، كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ...}، 6/478، 12/144،
وانظر: شرحه في الفتح 12/149.

([2]) النسائي، كتاب مناسك الحج، باب التقاط الحصى 5/260،
وابن ماجه، كتاب المناسك، باب قدر حصى الرمي 2/1008، وأحمد 1/347.

([3]) البخاري مع الفتح، كتاب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد 1/523، 3/208، 7/187،
وأخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور 1/375.

([4]) البخاري مع الفتح، كتاب الصلاة، باب: حدثنا أبو اليمان 1/532، 3/200، 6/494، 7/186، 8/140، 10/277،
ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها 1/337.

([5]) مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور 1/377.







من مواضيعي في المنتدى
»» النكتة السورية
»» خلال عامين .. 300 ألف شخص يعتنقون الإسلام بأوروبا
»» خطورة إيران الخميني على أمتنا
»» دمعة على الإسلام
»» قرأت القرآن بالمسجد الحرام وغسلت الكعبة بدعوة من النبي صلى الله عليه وسلم
 
قديم 04-03-10, 10:19 AM   رقم المشاركة : 26
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


4 ـ اتخاذ القبور مساجد:


حذّر صلّى الله عليه وسلّم أمته

عن اتخاذ قبره وثنًا يُعبد من دون الله،

ومن باب أولى غيره من الخلق،

فقال:

اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُعبد،

اشتد غضب الله على قوم

اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد”([1]).


5 ـ إسراج القبور وزيارة النساء لها:


حذر صلّى الله عليه وسلّم عن إسراج القبور؛
لأن البناء عليها، وإسراجها، وتجصيصها والكتابة عليها،

واتخاذ المساجد عليها من وسائل الشرك،

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

لعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زائرات القبور

والمتخذين عليها المساجد والسرج”([2]).


6 ـ الجلوس على القبور والصلاة إليها:


لم يترك صلّى الله عليه وسلّم بابًا من أبواب الشرك

التي تُوصِّل إليه إلا سده([3]

ومن ذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم:

لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها”([4]).



************************

([1]) الموطأ للإمام مالك، كتاب قصر الصلاة في السفر، باب جامع الصلاة 1/172، وهو عنده مرسل،
ولفظ أحمد 2/246: "اللهم لا تجعل قبري وثنًا، ولعن الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"،
وأبو نعيم في الحلية 7/317، وانظر: فتح المجيد ص150.

([2]) النسائي، كتاب الجنائز، باب التغليظ في اتخاذ السرج على القبور 4/94،
وأبو داود، كتاب الجنائز، باب في زيارة النساء القبور 3/218،
والترمذي، كتاب الصلاة، باب كراهية أن يتخذ على القبر مسجدًا 2/136،
وابن ماجه في الجنائز، باب النهي عن زيارة النساء للقبور 1/502،
وأحمد 1/229، 287، 324، 2/337، 3/442، 443، والحاكم 1/374،
وانظر ما نقله صاحب فتح المجيد في تصحيح الحديث عن ابن تيمية ص276.


([3]) انظر: فتح المجيد ص281.

([4]) مسلم، كتاب الجنائز، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه 2/668.







من مواضيعي في المنتدى
»» في إيران الصلاة مصلحة سياسية
»» حقائق عن السيستاني / مطوية
»» اترك أثراً قبل الرحيل / للشيخ محمد المنجد
»» الليلة لقاء صريح جدا مع الشيخ أبي المنتصر البلوشي حفظه الله تعالى
»» أحاديث الدجال مسائل وفوائد
 
قديم 04-03-10, 10:26 AM   رقم المشاركة : 27
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


7 ـ اتخاذ القبور عيدًا، وهجر الصلاة في البيوت،


بيّن صلّى الله عليه وسلّم أن القبور ليست مواضع للصلاة،

وأن من صلى عليه وسلم

فستبلغه صلاته سواء كان بعيدًا عن قبره أو قريبًا،

فلا حاجة لاتخاذ قبره عيدًا:

لا تجعلوا بيوتكم قبورًا،

ولا تجعلوا قبري عيدًا،

وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم”([1]).


وقال صلّى الله عليه وسلّم:

إن لله ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام”([2]).


فإذا كان قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم

أفضل قبر على وجه الأرض

وقد نهى عن اتخاذه عيدًا،

فغيره أولى بالنهي كائنًا من كان([3]).



8 ـ الصور وبناء القباب على القبور:


كان صلّى الله عليه وسلّم يطهر الأرض من وسائل الشرك،

فيبعث بعض أصحابه إلى هدم القباب المشرفة على القبور،

وطمس الصور،


فعن أبي الهياج الأسدي قال:

قال لي علي بن أبي طالب:

ألا أبعثك على ما بعثني عليه

رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟

ألا تدع تمثالاً إلا طمسته،

ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته”([4]).



************************

([1]) أبو داود، كتاب المناسك، باب زيارة القبور، 2/218 بإسناد حسن، وأحمد 2/357،
وانظر: صحيح سنن أبي داود 1/383.

([2]) النسائي في السهو، باب السلام على النبي صلّى الله عليه وسلّم 3/43، وأحمد 1/452،
وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم برقم 21، ص24، وسنده صحيح.

([3]) انظر: الدرر السنية في الأجوبة النجدية لعبد الرحمن بن قاسم 6/165-174.

([4]) مسلم، كتاب الجنائز، باب الأمر بتسوية القبر 2/666.







من مواضيعي في المنتدى
»» السيستاني في الميزان بقلم كاتب شيعي
»» د.السميط.. أسلم على يديه 11مليونًا ولا زال مقصرًا!
»» طهران استغلال مأساة غزة للتنكيل بأهل السنة
»» الشيخ صالح اللحيدان يلقي درسه في الظلام الدامس
»» اعترافات كنت قبوريًا
 
قديم 04-03-10, 10:35 AM   رقم المشاركة : 28
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


9 ـ شدّ الرّحال إلى غير المساجد الثلاثة:


وكما سدّ صلّى الله عليه وسلّم كل باب يوصّل إلى الشرك

فقد حمى التوحيد عما يقرب منه ويخالطه من الشرك وأسبابه،

فقال صلّى الله عليه وسلّم:

لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد:

مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى”([1]).



فدخل في هذا النهي شدّ الرحال لزيارة القبور والمشاهد،


وهو الذي فهمه الصحابة رضي الله عنهم

من قول النبي صلّى الله عليه وسلّم،



ولهذا عندما ذهب أبو هريرة رضي الله عنه إلى الطور،

فلقيه بصرة بن أبي بصرة الغفاري:


فقال: من أين جئت؟

قال: من الطور.

فقال:

لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت إليه،


سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:


لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد…”([2]).



ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:



"وقد اتفق الأئمة

على أنه لو نذر أن يسافر إلى قبره صلّى الله عليه وسلّم

أو غيره من الأنبياء والصالحين

لم يكن عليه أن يوفي بنذره،

بل ينهى عن ذلك"([3]).



************************

([1]) البخاري مع الفتح، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة 3/63،
ومسلم بلفظه، كتاب الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره 2/976.

([2]) النسائي، كتاب الجمعة، باب الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة 3/114،
ومالك في الموطأ، كتاب الجمعة، باب الساعة التي في يوم الجمعة 1/109،
وأحمد في المسند 6/7، 397، وانظر: فتح المجيد ص289، وصحيح النسائي 1/309.

([3]) انظر: فتاوى ابن تيمية 1/234.






من مواضيعي في المنتدى
»» فتح رب البرية بتلخيص الحموية / للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
»» يا طلبة العلم انفروا خفافا وثقالا ً
»» عمائم الشياطين لا تحارب شيطانها الأكبر
»» العبث الإيراني الطائفي في فلسطين المحتلة
»» كرامات الأولياء / الشيخ صفوت الشوادفي رحمه الله تعالى
 
قديم 04-03-10, 10:47 AM   رقم المشاركة : 29
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


10 ـ الزيارة البدعية للقبور من وسائل الشرك؛



لأن زيارة القبور نوعان:


النوع الأول:

زيارة شرعية يقصد بها السلام عليهم والدعاء لهم،

كما يقصد الصلاة على أحدهم إذا مات صلاة الجنازة،

ولتذكر الموت – بشرط عدم شدِّ الرِّحال

ولاتباع سنة النبي صلّى الله عليه وسلّم.



النوع الثاني:


زيارة شركية وبدعية([1])،



وهذا النوع ثلاثة أنواع:


أ ـ من يسأل الميت حاجته،

وهؤلاء من جنس عُبَّاد الأصنام.



ب ـ من يسأل الله تعالى بالميت،



كمن يقول:



أتوسل إليك بنبيك، أو بحق الشيخ فلان،


وهذا من البدع المحدثة في الإسلام،


ولا يصل إلى الشرك الأكبر،


فهو لا يُخرج عن الإسلام كما يُخرِج الأول.




ج ـ من يظنّ أن الدعاء عند القبور مُستجاب،

أو أنه أفضل من الدعاء في المسجد،


وهذا من المنكرات بالإجماع([2]).



************************

([1]) انظر: فتاوى ابن تيمية 1/233، والبداية والنهاية 14/123.

([2]) انظر: الدرر السنية في الأجوبة النجدية 6/165-174.






من مواضيعي في المنتدى
»» شاهد صورًا تشاهدها للمرة الأولى عن فلسطين
»» منتظري الجمهورية الإسلامية ليست إسلامية وخامنئي فقد شرعيته
»» ذراعٌ جديد للمد الصفوي
»» تحية ودفاع عن عرضه صلى الله عليه وسلم
»» للأطباء من أهل السنة والجماعة فقط
 
قديم 04-03-10, 10:52 AM   رقم المشاركة : 30
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


11 ـ الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها

من وسائل الشرك؛


لِمَا في ذلك من التشبه

بالذين يسجدون لها في هذين الوقتين،


قال صلّى الله عليه وسلّم:

لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها

فإنها تطلع بين قرني شيطان ”([1]).


والخلاصة:


أن وسائل الشرك التي توصل إليه:

هي كل وسيلة وذريعة

تكون طريقًا إلى الشرك الأكبر،


ومن الوسائل التي لم تذكر هنا:

تصوير ذوات الأرواح،

والوفاء بالنذر في مكان يُعبد فيه صنم

أو يقام فيه عيد من أعياد الجاهلية،

وغير ذلك من الوسائل([2]).



************************
([1]) صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، 1/568، برقم 828.

([2]) انظر: الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد، للعلامة الدكتور صالح الفوزان، ص54-70، 113-152.






من مواضيعي في المنتدى
»» جبهة معارضة جديدة يقودها كروبي وموسوي وخاتمي وتهديد أنصار نجاد بجلد مرجع بارز
»» توجيهات وأفكار موجهة إلى المرأة في رمضان
»» الصوفيةُ والفهم السقيم للإسلام!
»» من هو الإمام الغزالي رحمه الله تعالى ؟
»» اللوبي الإيراني في الإعلام العربي
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:47 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "