العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ سليمان بن صالح الخراشي رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-09-18, 01:10 AM   رقم المشاركة : 1
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


حديث جلال أحمد أمين عن تديّن والده !!

بسم الله الرحمن الرحيم



يقول جلال أمين في مذكراته ( ص 303-304) مُتحدثًا عن والده المفكر أحمد أمين :


( في كتاب "حياتي" وصفَ أبي البيت الذي نشأ فيه بقوله : إنك إذا فتحت بابه شممت منه رائحة الدين ساطعة زاكية ! أما أنا فلا أستطيع بالمرة أن أقول إن هذا الوصف ينطبق على البيت الذي نشأتُ فيه. فأبي على الرغم من نشأته هذه، وشدة تدين أبيه وأمه، ونوع التعليم الذي تلقاه في صباه وشبابه، ورغم أن أهم كتاباته كانت تدور حول الإسلام، لم يكن متديناً بمعظم المعاني الشائعة اليوم. إني لا أتذكر مثلاً أني رأيت أبي وهو يصلي، ولا أذكر أني رأيته وهو يقرأ في المصحف. إني أتذكر اعتذاره عن الصوم بسبب مرض أو آخر كان يفرض عليه نظاماً معيناً في الأكل، أو بسبب التدخين، ولكني لا أتذكره وهو ينتظر حلول المغرب ليتناول إفطاره في رمضان .. إن هذا لا ينفي ما كان يتحلى به أبي من صفات قريبة من التصوف، كما لا يتعارض مع ما أتذكره من أقواله الكثيرة التي تنم عن إيمان عميق بالله ( ! ) ، من الذكريات الملتصقة بقوة في ذهني ركوبنا معه في قارب شراعي في النيل في إحدى ليالي الصيف في رأس البر، وكانت هي ليلة القدر، وإذا به يطلب منا أن نردد وراءه دعاء طويلاً إلى الله، يقول منه جملة، ونقولها بعده، ثم ينتقل إلى ما بعدها. كان هذا في أوائل الأربعينات، فلابد أني كنت في السابعة أو الثامنة، وأنا أتذكر هذا الآن مرتبطاً بشعور من السعادة لابد أن كان من أسبابه ما يشعر به صبي في مثل هذه السن عندما يرى العائلة كلها تقوم بعمل مشترك، ويسيطر عليها أثناءه شعورٌ بالمحبة والوئام. وعلى أي حال فإني لا يخامرني أي شك في أن أبي كان يعلق على أخلاق المسلم أهمية أكبر مما يعلقه على شعائر الدين. لدي ألف دليل على هذا من أقواله وتصرفاته وكتاباته ) .



ثم يقول - بعد أن تحدث عن تأثر أمه بوالده ! :


( كيف يمكن، والحال كذلك، أن تفوح رائحة الدين من بيتنا كما كان الحال في البيت الذي نشأ فيه أبي؟ بل الراجح أن هذا الموقف من جانب أبي وأمي قد ترك فينا كلنا، نحن الإخوة، الذكور والإناث، أثراً دائماً لم تمحه الأيام. فلا أذكر أن أحداً منا نحن الإخوة قد واظب على أداء شعائر الدين لفترة طويلة من حياته. كان هناك الميل المعروف إلى التدين في فترة من فترات الصبا وبداية الشباب، وهو ما أذكر أنه سيطر عليّ سنة أو سنتين، كما أذكر نفس الشيء فيما يتعلق بإخوتي الذين وعيت هذه الفترة من حياتهم، أما بقية الإخوة فلا يقترن أي منهم في ذهني بأي مشاعر دينية قوية أو حرص على أداء شعائر الدين بانتظام ) .



قلتُ : بل خرج منكم مَن هو أشد من والدكم انحرافًا ومجاهرةً بعلمانيته ، وهو أخوك حسين أحمد أمين .



انظر عنه : المجموعة الثالثة في هذا الرابط :

http://waqfeya.com/book.php?bid=6770








  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:55 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "