الحمد لله رب العالمين
أنا عندما قلت أنكم عالة على الجهمية والمعتزلة في أصولهم الخمس أي أنكم أخذتم عقائدهم وقلتم بها فقد أخذتم عنهم نفي ما أثبته الله تبارك وتعالى لنفسه في القرآن الكريم من ( العين و اليد والوجه ) وكذلك ما أثبته النبي صلى الله عليه وسلم لله تعالى فالله تعالى أثبت في كثير من الآيات الأسماء والصفات لله تعالى فإن آيات الأسماء والصفات يا زميلي العزيز محكمة على عكس الآية التي أستدليت بها فإن الروح هنا جبريل فهو كما جاءت الروايات وبينت أن ( الروح ) وهو روح القدس هو جبريل عليه السلام ,,
بل إن الشيعة ينفون الصفات التي أثبتها الله تبارك وتعالى لنفسه في القرآن الكريم إعلم أن كل ما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه هو صفة من صفاته وإسم الرحمن والرحيم والكريم والحليم هي اسماء الله تبارك وتعالى فالتوحيد هو توحيد الأسماء والصفات فالأسماء مثل ( الرحمن , الرحيم , والكريم , والعزيز , الجبار ) هي كلها أسماء سمى الله تعالى بها نفسه في القرآن الكريم وكذلك الصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه ( القدرة , والمشيئة , الوجه , الرؤية في الآخرة ) وغيرها من الصفات التي جاءت في كتاب الله تبارك وتعالى محكمة فأسماء الله تعالى وصفاته يا زميلي العزيز جاءت في كتاب الله محكمة التنزيل لا متشابهة ,,
فمثلاً المشيئة حيث أن مشئية الله تعالى لا تكون إلا كونية قدرية ,,
مشيئة الله تعالى لاتنقسم إلى قسمين بل هي مشيئة كونيّة قدريّة فقط فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فما وقع في الكون فهو بمشيئته ومالم يقع فهو لعدم مشيئته ولايلزمها الرضا والمحبّة فهي شاملة للخير والشر والنفع والضر ومايحبه ومايبغضه
مثل
قوله تعالى:
" بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ
بَغْياً أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
فَبَآؤُواْ بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ"
البقرة الآية 90
وقوله تعالى:
" مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ
وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ"
البقرة الآية 105
وقوله تعالى:
" سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا
قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ"
البقرة الآية 142
وقوله تعالى:
" وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ"
يونس الآية 99
وقوله تعالى:
"خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ"
هود الآية 107
وقوله تعالى:
"وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ"
هود الآية 108
وقوله تعالى:
" وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ"
هود الآية 118
وقوله تعالى:
"إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً"
الإسراء الآية 30
وقوله تعالى:
" إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً"
الكهف الآية 24
وقوله تعالى:
"أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً"
الفرقان الآية 45
وقوله تعالى:
"وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ"
القصص الآية 68
وقوله تعالى:
"وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا
لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ
وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً
كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ
وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ"
المدّثر الآية 31
وقوله تعالى:
"تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ"
البقرة الآية 253
وقوله تعالى:
"اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ"
البقرة الآية 255
وقوله تعالى:
"مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ
وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"
البقرة الآية 261
وقوله تعالى:
"لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ
وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ"
البقرة الآية 272
وقوله تعالى:
"لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ
فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
البقرة الآية 284
وقوله تعالى:
"قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ
وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لَّأُوْلِي الأَبْصَارِ"
آل عمران الآية 13
وقوله تعالى:
"قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء
وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
آل عمران الآية 26
وقوله تعالى:
"فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً
قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ"
آل عمران الآية 37
وقوله تعالى:
"قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ "
آل عمران الآية 40
فكما ترى أن المشئية وهي من صفات الله تبارك وتعالى لا تكون إلا كونيةً قدرية وهي ثابتة في القرآن الكريم وكذلك أثبت الله تعالى لنفسه كثيراً من الصفات في القرآن الكريم وهو كما تعلم أن القرآن الكريم نصوصٌ محكمة ونصوصٌ متشابهة فكانت الأسماء والصفات محكمة فكما قلت لك الرحمن والرحيم هي أسماء الله تعالى وأما المشيئة والقدرة وغيرها كاليد والعين والوجه والقدم فإنها ثابته له كما أثبتها لنفسه وكما اثبت بعضها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الصحيحة عنه فأنه أعلم الخلق بالله تعالى من غيره يا زميلي العزيز ,,
فقال الله تعالى : ( قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون ) ,,
فالأية جاءت محكمة في أثبات صفة اليد فإن الله تبارك وتعالى منزه عن كل بشر لهذا قلت لك ولا بأس من الأعادة لك قولنا ( ليس كمثله شيء ) أي تنزيه لله تبارك وتعالى عن البشرية جمعاء وفي هذا أن اليد والقدم والعين والوجه ليستا كالبشر فالبشر أطراف ولكن معنى الصفات في القرآن الكريم وهي ( اليد والعين والوجه والقدم ) إنما هي بما يليق بالله تبارك وتعالى فكما قلت لك ( المعنى معلوم والكيف مجهول ) فأن أهل السنة أعتقادمهم في الله تبارك وتعالى التنزيه الكامل له عن البشرية أو مشابهة البشر فإن التعريف هذا لا ينطبق على صفات الله تبارك وتعالى إنما هي بما يليق بعظيم سلطانه كما أثبت النبي صلى الله عليه وسلم لله تعالى صفة ( النزول ) في الثلث الأخير من الليل فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بربه تعالى ولهذا أعتقادنا أن نثبت ما أثبته الله لنفسه بدون تعطيل أو تشبيهٍ أو تمثيل وما أثبته النبي صلى الله عليه وسلم لله تعالى دون تعطيل أو تشبيهةٍ أو تمثيل ,,
فهناك قواعد في مسألة الأسماء والصفات عليك أن تفهما ولا تنكرها عندنا نحن أهل السنة والجماعة في أسماء الله تعالى وصفاته فالآيات المحكمة في كتاب الله تعالى في الأسماء والصفات وجب الإيمان بها والقرار بها لأنها محكمة وأسماء الله وصفاته من التوحيد فالأسماء ( الرحمن الرحيم والملك القدوس والكريم ) والصفات ( القدرة المشئية واليد والوجه ) وغيرها مما ثبت في القرآن وثبت في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم نقر به ونؤمن به لأن التوحيد ليس توحيد الربوبية فقط أيها المشركون بل التوحيد توحيد الاولوهية والربوبية ,,
القاعدة الأولى : إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتاب أو أثبته له رسوله صلى الله عليه واله وسلممن غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيللأن الله أعلم بنفسه من غيرهورسوله صلى الله عليه واله وسلم أعلم الخلق بربه مثل صفتي السمع والبصر ,,
القاعدة الثانية : نفي مانفاه الله عن نفسه في كتابهأو مانفاه عنه رسوله صلى الله عليه واله وسلم مع اعتقاد كمال ضدهلأن الله أعلم بنفسه من خلقهورسوله أعلم الناس بربه مثل: نفي الموت يتضمن كمال حياته ,,
القاعدة الثالثة : صفات الله تعالى توقيفيّ ةفلا يثبت منها إلا ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه واله وسلم ولا ينفى عن الله عز وجل إلا ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه واله وسلم لأنه لا أحد أعلم بالله من نفسه تعالى ولا مخلوق أعلم بخالقه من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ,,
القاعدة الرابعة : التوقف في الألفاظ المجملة التي لم يرد إثباتها ولانفيها أما معناها فيستفصل عنه فإن أريد به باطل ينزّه الله عنه فإننا نردّه وإن أريد به حق لا يمتنع عن الله فإننا نقبله مع بيان ما يدل على المعنى الصواب من الألفاظ الشرعية والدعوة الى استعماله مكان هذا اللفظ المجمل الحادث مثل: لفظ (الجهة)..فإننا نتوقف في إثباتها ونفيها ونسأل قائلها: ماذا تعني بالجهة..؟ فإن قال:أعني أن الله في مكان يحويه..! قلنا: هذا معنى باطل ينزّه الله عنه ورددناه وإن قال: أعني جهة العلو المطلق.. قلنا: هذا حق لايمتنع على الله وقبلنا منه المعنى وقلنا له: لكن الأولى أن تقول: هو في السماء أو في العلو كما وردت به الأدلة الصحيحة وأما لفظ (جهة) فهي مجملة حادثة الأولى تركها ,,
القاعدة الخامسة : كل صفة ثبتت بالنقل الصحيح وافقت العقل الصريح ولابد ,,
القاعدة السادسة : قطع الطمع عن إدراك حقيقة الكيفية لقوله تعالى:" ولايحيطون به علماً" ,,
القاعدة السابعة : صفات الله عز وجل تثبت على وجه التفصيلوتنفى على وجه الإجمال فالإثبات المفصل مثل :
اثبات السمع والبصروالكلام والقدرة وسائر الصفات الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة والنفي المجمل مثل : نفي المثلية في قوله تعالى " ليس كمثله شيء" ,,
القاعدة الثامنة : كل اسمثبت لله عز وجل فهو متضمن لصفة...ولا عكس مثل : الرحمن متضمن صفة الرحمة الكريم متضمن صفة الكرم اللطيف متضمن صفة اللطف وهكذا سائر الأسماء ,,
لكن الصفات مثل الإرادة الإتيان والاستواء لانشتق منها أسماء فلانقول المريد ولا نقول الاتي ولا نقول المستوي وهكذا...سائر الصفات ,,
القاعدة التاسعة : صفات الله كلها صفات كمال لا نقص فيها بوجهٍ من الوجوه ,,
القاعدة العاشرة : صفات الله عز وجل ذاتية وفعلية ذاتية مثل: الوجه وفعلية مثل:الاستواء ,,
والصفات الفعلية متعلقة بأفعاله وأفعال الله لامنتهى لها "ويفعل الله ما يشاء"
القاعدة الحادية عشرة : دلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة إما التصريح بالصفة مثل : الرحمة ، العزة ، القوة ، الوجه ، اليدين أو تضمن الإسم لها مثل: البصير متضمن صفة البصر والسميع متضمن صفة السمع أو التصريح بفعلٍ أو وصفٍ دالٍّ عليها مثل :"الرحمن على العرش استوى" دالّ على الإستواء ومثل :"إنا من المجرمين منتقمون" دالّ على الإنتقام وهكذا ,,
القاعدة الثانية عشرة : صفات الله عز وجل يستعاذ بها ويحلف بها ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم " أعوذ برضاك من سخطك.." وبوّب البخاري في كتاب الأيمان والنذور "باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته" ,,
القاعدة الثالثة عشرة :الكلام في الصفات كالكلام في الذاتفكما أن ذاته حقيقية لاتشبه الذوات فهي متصفة بصفات حقيقية لاتشبه الصفاتوكما أن إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفيةكذلك إثبات الصفات إثبات وجود لا إثبات كيفية ,,
القاعدة الرابعة عشرة : القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر فمن أقرّ بصفات الله كالسمع والبصر والإرادة يلزمه أن يقرّ بحبة الله ورضاه وغضبه وكراهيته ,,
القاعدة الخامسة عشرة : ما أضيف الى الله مما هو غير بائنٍ عنه فهو صفة له غير مخلوقة مثل : سمع الله وبصر الله ورضاه وسخطه ,,
وكل شيء أضيف الى الله بائن عنه فهو مخلوق مثل: بيت الله وناقة الله... فليس كل ما أضيف الى الله يستلزم أن يكون صفة له ,,
القاعدة السادسة عشرة : صفات الله عز وجل وسائر مسائل الإعتقاد تثبت بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلموإن كان حديثاً واحداً وإن كان آحاداً ,,
هذه القواعد هي عقيدة أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح من الصحابة والتابعين في صفات الله عز وجل مبثوثة في كتب السلف والحمد لله ,,
القاعدة السابعة عشرة : معاني صفات عز وجل الثابتة بالكتاب أو السنة معلومة وتفسر على الحقيقة لامجاز ولا استعارة فيها البتّة أما الكيفية فمجهولة ,,
القاعدة الثامنة عشرة : ما جاء في الكتاب أوالسنة وجب على كل مؤمن القول بموجبه والإيمان به وإن لم يفهم معناه ,,
فهذه هي القواعد العامة في الأسماء والصفات التي يؤمن بها أهل السنة والجماعة فإن أصبت فيها فمن الله جل في علاه وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان الرجيم فلا تتجاهل مشاركاتي يا زميلي العزيز لأن أهل السنة والجماعة يثبتون لله تعالى ما أثبته لنفسه وكما أثبته النبي صلى الله عليه وسلم لله تعالى فنفيتم ذلك عن الله تعالى فأنتم من النفاه يا زميلي العزيز وأنتم عالة عليهم في الأسماء والصفات وإليك أعادةٍ وتوضيح أكثر لما قلت لك ,,
نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله أن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله" أي: أن الله -سبحانه وتعالى- لا يماثله شيء من المخلوقات لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فليس له مثيل -سبحانه وتعالى-، كما قال ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) فمن اعتقد أن لله مثيلا في ذاته، أو مثيلا في صفاته، أو مثيلا في أفعاله فقد كفر؛ لأنه تنقص الرب -سبحانه وتعالى-، ولأنه لم يثبت واجب الوجود لذاته ,,
فالله تعالى لا مثيل له لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ومن اعتقد لله مثيلا فهو في الحقيقة لم يعبد الله، وإنما يعبد مثلا صوره في خياله، ونحته له فكره، وهو من عباد الأوثان لا من عباد الرحمن، وهو مشابه للنصارى في كفرهم؛ ولهذا قال العلامة ابن القيم:
لسنا نشبه وصفه بصفاتنا **** إن المشبه عابد الأوثانِ ,,
وفي هذا القول بيان واضح على كفر الرافضة الذين شبهوا الله تبارك وتعالى بخلقه من الأئمة فقد وصفتم الي الله تبارك وتعالى ما وصف الخلق به فجعلتم ما لله تبارك وتعالى هو لخلقه وسنبين هذا قريباً بإذن الله تبارك وتعالى وعليها بيان كفركم وشذوذكم في اسماء الله وصفاته فالصفات كثيرة ومثبته في القرآن ولكنكم نفيتموها أفتراء على الله جل في علاه ونفياً لصفاته فأنا أعرف حالكم ولا تقل لي لا تخلط بين الشيعة وغيرهم فعقائدكم مأخذوه منهم ,,
وقال : من شبه الله العظيم بخلقه **** فهو النسيب بمشرك نصراني ,,
فمن شبه الله بخلقه فقد شابه النصارى، لأن النصارى شبهوا المسيح بالله، وقالوا: هو ابن الله -تعالى الله عما يقولون-، ومن مثل الله بخلقه فهو في الحقيقة ما عبد الله، وإنما عبد وثنا، كما أن من نفى صفات الله وأسماءه وصفاته فهو في الحقيقة لم يثبت شيئا، وإنما عبد عدما لا وجود له ,,
ولهذا يقول العلماء: المشبه الممثل يعبد صنما، والمعطل يعبد عدما، والموحد يعبد إلها واحدا فردا صمدا، فالممثل مشبه يعبد عدما، اعتقد أن لله مثيلا في صفاته، أو في أفعاله هذا عبد وثنا والذي نفى الأسماء والصفات قال: ليس لله سمع ولا بصر ولا علم ولا قدرة ولا إرادة وليس فوق السماوات ولا تحتها ونفى جميع الأسماء والصفات هذا في الحقيقة ما أفاد شيئا؛ لأنه لا يوجد شيء مسلوب الأسماء والصفات، كل موجود لا بد من صفات حتى الجماد.
هذه الماصة لها طول ولها عرض ولها عمق ولها ارتفاع، فإذا قلت أنا أثبت ماصة لكن هذه الماصة ليس لها طول ولا عرض ولا عمق ولا ارتفاع، وليس لها مجس وليست فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارجه أيش تكون؟.
عدم هذا هو الذي فعله نفاة الصفات قالوا: إن الله ليس له علم ولا بصر ولا سمع ولا إرادة، وليس فوق السماوات ولا تحتها، ولا داخل العالم ولا خارجه، ولا مباين له ولا محايد له، ولا متصل به ولا منفصل عنه أيش يكون؟ عدم؟ لو قلت: صف المعدوم بأكثر من هذا ما استطعت، بل إن هذا ممتنع -والعياذ بالله- أشد من العدم؛ ولهذا فإن المعطل يعبد عدما، لا وجود له، ليس هناك شيء مسلوب الأسماء والصفات، لا وجود له في الخارج أبدا ,,
ولذلك هؤلاء المعطلة يعبدون عدما، والممثل الذي يمثل الله يعبد وثنا، والموحد يعبد إلها واحدا فردا صمدا، فيكون مذهب أهل السنة والجماعة مذهبا خالصا صافيا من بين فرث ودم، من بين فرث التعطيل ودم التشبيه والتمثيل، نقف على هذا وفق الله الجميع لطاعته ونسأل الله للجميع التوفيق والعلم النافع والعمل الصالح ونبقى مع الأسئلة إن كان هناك أسئلة بعض الوقت ,,
أما قولكم أن اليد والعين والقدم والوجه والقدرة والمشئة ليست من صفات الله فهذا تكذيب واضح لنصوص القرآن الكريم لأن الله تبارك وتعالى أثبتها لنفسه في القرآن الكريم كما أثبتها النبي صلى الله عليه وسلم له في السنه النبوية الصحيحة وأنا حاججتك بكتاب الله جل في علاه ولكنك أنكرت نصوص القرآن والتي جاءت مبينه وموضحه لنصوص الصفات في كتابه جل في علاه فكانت الصفات واضحة ومحكمة في كتاب الله تعالى ,,
وهناك درجات للجهمية وأنتم الدرجة الثانية :
اعلم علمني الله وإيّاك أن لفظة : ( الجهميّة)
لاتختص بأتباع الجهم بن صفوان الترمذي
بل سمي بها كل من:
- الجهمية المحضة
-والمعتزلة
- والأشاعرة
لأن التجهم درجات
فالدرجة الأولى:
( الجهمية المحضة الغلاة)
وحقيقتهم نفي جميع أسماء الله ونفي جميع صفاته
ويجعلونها كلها مجـــازات لاحقيقة لها
والدرجة الثانية:
( المعتزلة )
وحقيقتهم إثبات أسماء الله فقط
ونفي جميع صفات الله تعالى
ويجعلونها مجازات لاحقيقة لها
الدرجة الثالثة:
( الأشاعرة )
وحقيقتهم إثبات أسماء الله وبعض صفات الله تعالى
وباقي صفات الله تعالى يجعلونها مجازات لاحقيقة لها
فالسلف الصالح يسمون كل من نفى الصفات
وقال إن القرآن مخلوق
وأن الله لايُرى في الآخرة
(( جهميّاً))
سأخبرك الآن
عن الجهمية المحضة
وهم المنتسبون إلى
جهم بن صفوان الترمذي
وهو الذي أظهر نفي الأسماء والصفات
في خراسان وتبعه عليها بعض الناس
بعد أن ترك الصلاة لمدة أربعين يوماً
بسبب أنه شكّ في ربّه ..!!
وشكُّهُ في ربه كان لمناظرته قوماً من المشركين
يقال لهم ( السُمْنِيّة) من فلاسفة الهنـــد
وحقيقتهم إنكار كل العلم ماسوى المحسوسات
فقالوا له:
فهل رأيت إلهك؟
قال: لا
قالوا فهل سمعت كلامه ؟
قال: لا
قالوا: فشممت له رائحة؟
قال:لا
قالوا: فوجدت له حسّاً؟
قال: لا
قالوا:فوجدت له مجسّماً؟
قال: لا
قالوا: ومايدريك أنه إله؟
فتحيّر الجهم فلم يدر مايعبد أربعين يوماً على وجه الشك
ثم اخترع بدعته المكفّرة
فقال إن الله هو الوجود المطلق..!!
لايرى له وجه ولايسمع له صوت ولايشم له رائحة وهو غائب عن الأبصار ولايكون في مكان دون مكان
ولاهو فوق ولاتحت ولاداخل العالم ولاخارجه ولاجوهر ولاصورة ولاجسم ولاعرض
فنفى أسماء الله وصفاته وجعلها مجازات
وزعم أن من وصف الله بشيء مما وصف الله به نفسه
في كتابه أو حدّث عنه رسوله كان كافراً وكان من المشبهة
فأضل بكلامه بشراً كثيراً
ووضع دين الجهمية
ولو سألت أحداً عن تعريف العدم
لأجابك بمثل جواب الجهمية
فالحقيقة أنهم يعبدون عدماً...والمشبهة يعبدون صنماً..!!
وأهل السنة والجماعة
يثبتون أسماء الله وصفاته مع التنزيه عن الشبيه وعن المثيل وعن الند وعن الكيف
عملاً بآية الشورى كاملة غير منقوصة
(( ليس كمثله شيء))
-تنزيه-
(( وهو السميع البصير))
-إثبات-
الرافضة جهمية من الدرجة الثانية
لأنهم أذناب وأتباع للمعتزلة في نفي الصفات وقلبها إلى مجازات لاحقيقة لها
وأذناب لهم في أصولهم الخمسة الإعتزالية وهي:
(التوحيد)
ويقصدون به نفي الصفات عن الله حتى لاتتعدد عندهم الآلهة..!!!
( العدل)
ويقصدون به أن المخلوقين هم الذين يخلقون أفعالهم وتصرفاتهم
( الوعد والوعيد)
ويقصدون به أن الله يجب عليه إنفاذ الوعيد
( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
ويقصدون بالمعروف ما يعرف فاعله حسنه
ويقصدون بالمنكر ماينكر فاعله قبحه
والعقل هو الحكم في ذلك
وينطلقون بهذا الإعتقاد إلى الخروج على الولاة
( المنزلة بين المنزلتين)
ويقصدون به أن أصحاب الكبائر لامسلمين ولا كفار
كالمنقطع بين قريتين فلاينسب لهؤلاء ولا إلى هؤلاء
ولكنه يوم القيامة خالد مخلد في النار مع الكفار والمشركين
وإليك هذا الرابط عليك تستفيد منه :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=187910
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ,,, أهـ