العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 29-10-11, 12:56 AM   رقم المشاركة : 1
éptéśam
نفس تآقت لبارئها







éptéśam غير متصل

éptéśam is on a distinguished road


السامري ينبعث في جثه القذافي- من افضل ماقرأت...

من افضل المقالات في مقتل القذافي
لـــ علي جابر عفيفي/ابو بشرى

***

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد


فما أن يبتعد الأقوياء عن ساحة الحقيقة حتى يظهر الضلال المنخنسون ليصنعوا فتناً طلعها كأنه رؤوس الشياطين ، يستخدمون في ذلك شيئا من رصيد العادات والتقاليد والمتعارَف عليه ..رصيد الرحمة والإنسانية .. رصيد الحاجة والضرورة ..
فها هو "موسى"
القويّ الأمين _ عليه السلام _ يبتعد مدّة زمنية يسيرة عن قومه فيُحدِثُ بُعده فراغاً يستغلّه "السامريّ" الضال المضل لصنع زيف ما ، ثم تسويقه على أنه رب موسى وهارون !


وبما أن قوم موسى حديثو عهد بذلة ، فقد استغل السامري نزعة الخنوع في قلوبهم وصنع لهم إلها بمواصفات ومقاييس تناسب قلوباً سجدت لفرعون الطغيان .. عجلاً جسداً له خوار ، زاعماً أن هذا "إلهكم وإله موسى فنسي" ، وكأن الإله مما ينسى مع الزمن !
فقال تعالى لموسى عليه السلام : " .. فإنا قد فتنّا قومك من بعدك وأضلهم السامري" ..


ومن الغريب أن هذه الفتنة _ مع وضوحها _ لم يستطع هارون (الرحمة) _ عليه السلام_ أن يطفئها ، وإنما كان إطفاؤها من نصيب موسى (القوّة) ..

وهذا درس مهم في أن فتن السامريين تقاوم بالقوّة والصرامة والحزم ، لا باللين والرحمة والتيسير .. فلكل داء دواء ، ولكل دواء ملعقة ..




السامريّون في كل زمان ومكان يستغلون الفراغات التي تخلّفها الشخصيات القويّة أو المواقف الواضحة أو الآراء الحازمة ليصنعوا فيها عجول الفتن .. فالسامري لا يصنع عجله إلا عندما تتمرّد العاطفة على العقل ، والهوى على الشرع ، والمثقف على العالم ..



كنا نظن أيام خطب القذافي المجنونة ، تلك التي يتوعد فيها شعبه المظلوم بالقتل ، ويرهبهم إرهابا كبيرا ، أن قتل هذا الطاغية لن ينتطح حوله عنزان ، وبأن هلاكه مطلب إسلامي ليبي عربي عالمي .. بل حتى بيئي ! فإني أجزم أن كثيرا من العجماوات تُمنع بعض أرزاقها بسبب ظلم أمثال القذافي وطغيانهم ! ، وما إن يحدث هذا القتل ، وننتظر أن نرى مراسم الفرح والبهجة والتكبير والتهليل ، حتى يظهر السامريّ ليترك ما أُنجز للتوّ من نصر ، وما قُطع للتو من طغيان ليعلق على مستتبعات هذا النصر ، يترك المتن ، ليركز على الحاشية لا يهم السامري أن يرى القذافي قاتل الأبرياء قد هلك ، ولكن يهمه جداً أن لا يُصفع قبل موته ، أو أن لا يُركل ، أو ألا يقتل قبل أن يحاكم .. والغريب أن هذه الركلة أو الصفعة قد حوّلت قاتل الآلاف المؤلفة لدى هؤلاء الجهلة إلى شهيد وأسطورة ورمز .. وأتساءل أنا : هل تحتوي جماجمهم على عقول ؟ وهل تحتوي ضمائرهم على كرامة ؟ أم أن سنين الركوع والخنوع قد جعلتهم يدمنون الكذب والزيف ، ويعيشون بمشاعر مستأجرة ، مشاعر شاذة تستسهل قتل الشعوب وإبادتهم ومص ثرواتهم وتستبشع ركلة أو بصقة أو قتل يستحقه ذلك الذي أذاق شعبه ، بل أمّته الأمرين .. يا لهذه الرحمة التي لا تستحق الرحمة ..

يصنع السامريون في كل مشروع اجتماع والتحام للأمة فكرة خلاف ونزاع جديدة .. فما إن تهم الأحداث العظام برتق ما صنعته سنين الطغيان في جدار الأمة من شقوق إذا برؤوسهم تخرج من تلك الشقوق لتحوّلها إلى صدوع غائرة ، بحجّة الرحمة والإنسانية والقانون ..

والغريب أنّهم يصنعون من كل موقف قام به فرد أو اثنان تعميماً يشمل الليبيين ، ويشمل السلفيين والجهاد ..

فيحشرون جَمَلا في سمّ الخياط ، ويكلفون الأمة جمعاء فاتورة مقطع يوتيوب .. مع أنّها مواقف مشروعة ، فلا شريعة ولا قانون يجرّم أن تبصق في وجه قاتل ابنك ، وملتهم ثروتك ، والذي كان سببا في انحطاط وضعك الاقتصادي عقوداً من الزمن .. أو أن تركله ، أو حتى أن تقتله وأنت في حرب معه ..

لا يشبه هؤلاء إلا من كبّر لمقتل الحسين _ رضي الله عنه _ ثم سأل بعد ذلك عن حكم صلاته في ثوب مسّه دم بعوضة ! هؤلاء هم أصحاب العقول التي خفقتها ملعقة الغباء جيداً ..

وليت شعري ماذا سيفعل هؤلاء السامريون لو أنّ الكاميرا التقطت مشهد موسى عليه السلام وهو ينظر إلى قارون وهو يخسف به وبداره الأرض ، وقارون يسأله العفو ، فلا يجيبه موسى إليه .. هل سيصفونه بعدم الرحمة ؟

وبماذا سيصفون نبينا الكريم عندما قال لصحابته في فتح مكة أن يقتلوا من يجدون في طريقهم من أهل مكة حتى يلاقوه عند الصفا ؟

ماذا سيقولون عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام عندما استعطفه الكافر وقال : من للصبية ؟ فقال : لهم النار..

بماذا سيصفون عمر بن الخطاب وهو يقول عن أبي لؤلؤة المجوسي : قتلني الكلب ؟ هل سيصفونه بعدم التهذيب ؟

وبماذا سيصفون عبد الله بن مسعود وهو يجزّ رأس أبي جهل ، هل سيصفونه بالوحشية ؟ وبعدم التحضّر ؟

وبماذا سيصفون سعداً الذي اهتز لموته عرش الرحمن حين حكم على يهود بني قريظة : أن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وتقسم أموالهم ..

لازالت ملاحظات السامريين المتأنقة تثير حول محكمات الشريعة وأفعال الصالحين ما تثير : فمع المتصدقين يثيرون قضية صدقة السر ، ومع القراء تهمهم مسألة آداب الطعام ، وفي الجهاد يخافون بنات الأصفر . ومع محمد يهمهم جدا ألا يقتل أصحابه . . وهكذا يضربون شيئا من الشرع بشيء منه ليقضوا عليه جملة واحدة . . ولا ينقصهم معرفة أن لكل حكم ظروفة ، إنما تنقصهم التقوى . . أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم.

اليد التي تتعامل مع الجهاد في سبيل الله وهي لابسة قفازات حريرية تستحق القطع ، والألسنة التي تتحدث عن الرحمة مع من لا يستحقها عليها أن تخرس.

ولكن لا بأس ، ولا مشكلة كبيرة مما يحدث ، إننا نجني ثمرة ابتعادنا عن شرع الله ، حين جعلنا القوانين تحكمنا ، والعلاقات الدولية تحدد وجهتنا ، والشرعية الدولية تعلمنا المباح من المحرم ..
إننا نجني الآن ثمرة حربنا على ديننا باسم الحرب ضد الإرهاب ، والذي تلاشى الآن وأصبح حربا ضد السلفية ، وسيتلاشى هذا المصطلح ليغدو حرباً واضحة ضد الإسلام .. لأن الإرهاب والتطرف والسلفية ومرادفاتها إنما هي أقنعة يلبس بها أعداء الدين الدين ليضربوه بأمان ، ويغتالوه بصمت ، وبمعاونة من أبناء الدين ..


فالضلال والإرهاب الذي وقع فيه بعض شبابنا هداهم الله شيء .. والإرهاب الذي تعنيه أمريكا شيء آخر ..
فالإرهابي في عرف الشريعة الإسلامية هو الذي يقتل الأبرياء ويفجرهم ، والإرهابي في عرف الكافر هو الذي يفتي بكره الكافر ، وعدم السلام عليه ، وإلجاؤه لأضيق الطرقات .. فإمام الإرهاب الذي تعنيه أمريكا هو نبيّنا محمد عليه الصلاة والسلام لأنه هو الذي جاء بهذا الشرع المطهر وحيا من الله رب العالمين ..


فما أصابنا الآن من خنوع حتى في مشاعرنا ، فصرنا نتردد قبل أن نكره عدوّنا الذي امتص ثرواتنا _ أتصدقون أن القذافي عرض على مصر أن يشتري منهم قبر جمال عبد الناصر بخمسئة مليون دولار !!_ وقتل أبناءنا _ القتلى منذ اندلاع الثورة أكثر من أربعين ألفا _ نتردد قبل أن نكره هذا الفرعون ، ونتردد قبل أن نفرح بموته وقتله .. ما أصابنا من هذا الخنوع في مشاعرنا هو ثمرة لترددنا في الاستمساك بشرعنا ..



صار البعض يظن الشريعة ملمزا ، وأنها تسبب التفرقة بصرامة أحكامها ، فيدسّها في تراب انهزامه ، ليظهر للأمة كلاماً بارداً وحكماً مواعظ تدور حول الحب والسعادة والطموح والنجاح وغير ذلك مما هو حق من قريب باطل من بعيد !



فإذا ما اقتربنا من مبادئهم التي يدورون حولها ونظرنا إليها نظراً منفصلا عن مقصد ذلك التركيز قلنا هو حق ، فإذا ما ابتعدنا قليلاً لنرى مقاصدهم ، ونرى ما يدسّونه خلف ظهورهم من محكمات القرآن من آيات بيّنات تتحدث عن الجهاد وكره الكافر وغيرها عرفنا أن ذلك الباطل المبين ..

يجب علينا أن نصحو ، وأن نلغي هذا الخداع الذي نمارسه على جميع الأصعدة ، والتي من أشدها فتكاً ذلك الخداع الذي تغطيه لحية كثة .. إنه خداع باسم الدين ، إنه الخداع الذي يصنع النفوس التي تضع الندى في موضع السيف ، وتبتغي الفتنة أرادت أم لم ترد ..

الشريعة التي أتت بالصلوات الخمس والصيام والزكاة والحج ، وأتت بالبر والصدق والإحسان ، هي التي قالت لنا أن نضرب رأس القاتل ، ونرجم الزاني ، ونقطع السارق .. فإذا ما وضعنا الرحمة التي أمر الله بها في هذا السياق أصبحت زيفا وخداعا وكذبا نسميه الرحمة .. فإن الله الذي شرع الرحمة والرأفة حرّمها في مواضع منها لحظة رجم الزاني : " ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله " .. فهذا زان يرجم بالحجارة لا يركل ويبصق ومع ذلك حرم الله أن تأخذ المؤمن به رأفة .. فكيف بمن قتل في ليلة واحدة ألفي سجين كلهم علماء أتقياء ؟

لن يخرس السامريين - أدعياء الرحمة الكاذبة - غير قوة موسى المتمثلة في هذا الزمن بالعلماء الأقوياء الذين ولوا وجوههم تلقاء مكة لا واشنطن ، والذين يسجدون قبل الكعبة لا البيت الأبيض ، والذين يبحثون عن موافقة كتاب الله لا أنظمة الأمم المتحدة . . والذين يبحثون عن مرضاة الله في المقام الأول والثاني والثالث .




أخيرا : قبلة أبعثها إلى رأس الشيخ الفاضل عبد الله المطلق الذي سأله أحدهم عن حكم التمثيل بجثة القذافي فأجاب بعلم وفهم ثم ختم إجابته القويّة بما معناه : أنه لا ينبغي لمن يحتسي الشاي بجوار زوجته في هناءة بال ، لم يقتل له قريب ، ولم يؤخذ منه ريالا ، أن يتساءل عن مشاعر وفرحة قوم مظلومين مغبونين ..
هذه القوّة التي تفسد على السامريين مشارعيهم ، وتجعلهم ينطلقون إلى براري الانفضاح هائمين ، يصرخون صراخاً تتقاذفه الأودية :
لا مساس ، لا مساس .


***

http://twitemail.com/profile/ali_alfaifi






التوقيع :



من مواضيعي في المنتدى
»» هل تعرف الطفله صفاء السديسيه !..
»» كشف جديد عن الخونه الليبرالية والشيعة بالقطيف
»» مع الرافضة سمعيات ومرئيات -متجدد
»» تُقـام المحـافل على وقع المجـازر...
»» نــــــداء من مكه || دخول للأهميه القصوى
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:55 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "