أبغضتك حين اعتليت عرش السلطة في أرض الرافدين . و أبغضتك أكثر حين أعلنت الحرب على إيران الثورة الإسلامية . . وزاد بغضي لك حين دخلت الكويت محتلا و غازيا . كنت أقرأ فيك ما هو مكتوب على بوابة برلمانك : و تعاهدنا جميعا يوم أقسمنا اليمينا @ @ لن نخون البعث يوما فاتخذنا البعث دينا .
كنت لا أرى فرقا بينك و بين ميشيل عفلق ! لا بل كنت أراك شرا منه و أطغى و أكفر !! كنت أقول إنك و حزبك من أزاح الإسلام و نحاه و ركنه في أرض الرافدين أرض الخلافة و عاصمة المنصور و الأمين و المأمون و هارون الرشيد. كنت أقول أنك ارتكبت يا صدام الكثير الكثير من الجرائم في الشمال و في الجنوب و الوسط و الشرق و الغرب ! و قتها يا صدام كنت أسطر في كراساتي ما لن أنسه من الرمزيات ما حييت : كل أرض كربلاء . . و كل يوم عاشوراء !!
وبما أن دوام الحال من المحال . . و الزمن أفضل المناظير . فرأيناك لاحقا تقف بوجه بوش الأب ثم كلينتون الفاسد ثم أخيرا بوش الحقير الصغير الذي اعلن الحرب على دين الإسلام و ما يمثله و من يمثلونه و أن الحرب حرب صليبية ثم رأينا و سمعنا خطبك يا صدام التي تبدأها بالقرآن و تختمها به فقلنا لعله يتستر و يتدثر بالدين خوفا و جبنا و كسبا للعواطف ؟ و لكن الذي حصل هو أن الخطاب تبعه فعل و عمل على أرض الواقع من ذلك إغلاق المراقص و الملاهي و منع الإتجار بالخمور و تسكير حاناتها. و من ذلك ما سمي بحملة الإيمان التي أمر ببناء المساجد في كل قرية و كذلك تشجيع حفظ القرآن من خلال السماح بحلق التحفيظ و تشجيع المظاهر المتدينة كالتغاضي عن إسبال اللحى و تقصير الثياب و غيرها من المظاهر و الشعائر الإسلامية. بعد ان احتل الصليبيون بغداد لم يعد هناك خياران أو ازدواج في الخيارات . فإما أن يكون المرء مع هذا الإحتلال أو يكون ضده فلا حياد هنا و لا حيادية. إما أن تكون مع بوش و ما يمثله أو تكون مع صدام و ما يمثله فليس هناك سطر يتسع ل ( لو .أ و. . ل لكن). فالمواجهة بين كافر و مسلم و كل ينحاز لمن يقاربه في العقيدة. و بما أنني مسلم كان لا مناص لي و لا خيار سوى الوقوف معك يا صدام . و بعد اعتقالك و متابعة جلسات التشفي في شخصك التي أسموها محاكمة . زادت قناعتي بك و زاد احترامي لك و تصديقي لإيمانك و شجاعتك. أما يوم أن ضحوا بك مع صلاة فجر العيد الأكبر أنت تردد أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و هم يرددون إلى جهنم . .أنت وحيدا بين أعدائك و لكن الفرق بينك و بينهم هو : أننا رأيناك تسير بين أيدي الأقزام عملاقا كاشف الوجه و هم كاللصوص مختبئون لا يسمع سوى همهمات تشفيهم . لقد كنت يا صدام أبا للأحرار في زمن الأذلاء . فرحمة الله عليك و بركاته و أنزلك منزلة الشهداء و الصديقين.
منقوووووووووووووووول