يجيبك الشيخ أبي الزبير عادل العباب حفظه الله فقدشرح الامر بصورة جيدة جدا في كلمته حقيقة الحكام :
وهذا رابط لسماع المقطع
http://www.archive.org/download/Hage...2079119496.MP3
wma
4 MB
http://www.archive.org/download/Hage...6571070498.wma
:: للإستماع مباشرة ::
الوقت
29:27
http://blip.tv/file/2752409
للتحميل
http://blip.tv/file/get/APOSAD-HQ_002079119496140.MP3
mp3
26 MB
http://www.archive.org/download/abab-haqem/HQ.MP3
wma
4 MB
http://www.archive.org/download/abab-haqem/SQ.wma
mp3
26 MB
http://www.archive.org/download/hakimalah/HQ.MP3
http://ia311007.us.archive.org/0/items/hakimalah/HQ.MP3
للإستماع مباشرة
http://www.zshare.net/audio/6732108887872042/
كلمه الشيخ على اليوتوب
1
http://www.youtube.com/watch?v=56CMtZDPWII
2
http://www.youtube.com/watch?v=VnlZzN_k2aQ
3
http://www.youtube.com/watch?v=KcLhuGhwFu0
بسم الله الرحمن الرحيم
نُخْبَةُ الإِعْلامِ الجِهَادِيِّ
قِسْمُ التَّفْرِيغِ وَالنَّشْرِ
يقدم
تفريغ الكلمة الصوتية
[ حَقِيقَــــــةُ الحُكَّـــــامِ ]
لفضيلة الشيخ / أَبِي الزُّبَيْرِ عَادِلِ العَبَّابِ - حفظه الله
الصادرة عن مؤسسة الملاحم للإنتاج الإعلامي
ذو القعدة 1430 هـ
الحمد لله رب العالمين القائِل في محكم التنزيل: ( وَلتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ), والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد ابن عبد الله الصادق الأمين القائِل في السنة المطهرة: " لينقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة " رواه أحمد والطبراني وقال الحاكم الإسناد صحيح.
أما بعد:
إن المتصفح لسيرة الأوائِل في كيفية تعاملهم مع أئمة الجور يجد أن من الصحابة الكرام والتابعين من خرج على أئمة الجور والظلم بالسيف والقوة, فهذا الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير رضي الله عنه خرج في مكة واستولى عليها لا لشيء سوى الظلم الموجود هناك, وهذا الحسين بن علي رضي الله عنه خرج على يزيد بن معاوية بل وعرض عليه عبد الله بن عباس رضي الله عنه التوجه إلى اليمن للتخطيط والتدبير, ومنهم من لم يرَ الخروج كالصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنه وغيره, وكُتب التاريخ قد سطرت في صفحاتها تراجم عِدّة لعلماء أفاضِل وفقهاء أكابر ومُحدَّثين أجِلاء ومفسرين أقوياء خرجوا على أئمة الظلم والجور كأمثال سعيد بن جُبير والشعبي وابن أبي ليلى وأبي البحتري وغيرهم, فهؤلاء العلماء القُرّاء خرجوا مع عبد الرحمن بن الأشعث على الحجاج بن يوسف الثقفي وكان تعدادهم قرابة المئة ألف أو يزيدون, وقال الإمام الجصّاص أحد فقهاء الأحناف عن الإمام أبي حنيفة المُتوفى سنة خمسين ومئة هجرية وكان مذهبه رحمه الله مشهوراً في قِتال الظلمة وأئمة الجور, وكذلك الإمام مالك رحمه الله كان ممن يرى الخروج على أئمة الظلم والجور فقد روى الإمام ابن جرير عنه أنه أفتى الناس بما عليه محمد بن عبد الله الحسن الذي خرج في عام خمس و أربعين ومئة, فقيل : " إن في أعناقنا بيعة للمنصور", فقال: " إنما كنتم مكرهين وليس لمكرهٍ بيعة ". انتهى كلامه نقلاً عن كتاب البداية والنهاية لابن كثير. وهكذا تلامذة مالك من بعده, فهذا يحيى ابن يحيى الليثي أحد فقهاء الأندلس وقرعوس بن العباس كان فيمن خرج على الحكم بن هشام بن الداخل في عام اثنين ومئتين للهجرة كما في كتاب الكامل لابن الأثير وترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضي عياض, وكذلك قال إمام الحرمين أبو المعالي الجويني من فقهاء الشافعية, كما نقله الإمام النووي في شرح صحيح مسلم قال : " وإذا جار والي الوقت وظهر ظلمه وغشمه ولم ينزجر حين زُجِر عن سوء صنيعه بالقول فلأهل الحل والعقد التواطؤ على خلعه ولو بشهر الأسلحة ونصب الحروب ".
وممن ذهب أيضاً إلى جواز الخروج على الإمام الجائِر من فقهاء الحنابلة ابن رزين وابن عقيل وابن الجوزي نقلاً عن كتاب الإمامة العظمى لعبد الله عمر, ومن العلماء الذين خرجوا على أئمة الظلم في زمانهم الإمام أحمد بن نصر الخزاعي حتى قتلوه وأثنى عليه الإمام أحمد بن حنبل ذكره ابن كثير في البداية والنهاية.
سبحان الله, هذا في أئمة الجور فكيف بحُكّام زماننا الموالين لليهود والنصارى المتواطئين لبيع بيت المقدس لليهود ولضرب غزة والمجاهدين في كل مكان تحت مسمى محاربة الإرهاب وكيف بهم يعاونون المحتل وجعلوا له قواعد لضرب بلاد الجوار والاستعانة بالكافرين على قتال المسلمين وكيف بهؤلاء وطائراتهم تدك معاقل المسلمين من بلادانهم والى الان !!ولهذا , فهؤلاء الخارجون على حكام زمانهم استندوا في خروجهم على عموم الأدلة كما قال تعالى : ( لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) وعموم الأدلة الآمرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإزالته, وممن نقل عدم الخروج على أئمة الجور الإمام الطحاوي والنووي ورجّحه شارح الطحاوية وكذلك ابن حجر ومن سار على نهجهم.
فبناء على ما تقدم نرى أن مسألة الخروج على أئمة الجور والظلم اختلف فيها السلف, فلماذا نرى من البعض يطرح المسألة وكأنها قطعية لا خِلاف فيها, هذا من جهة ومن جهة أخرى لو سلّمنا بعدم الخروج على أئمة الجور بسبب هذا الخِلاف الطارئ فهل يجوز لنا الخضوع للحاكم أو السكوت عنه وهو يستعين بالكفار ويدخلهم بلاده لضرب المسلمين ؟؟ فالله يقول
:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
وبما انهم يوالون الكفار فكان الإجماع قائِم قديماً وحديثا على أن الإمامة لا تنعقد لكافر لقول تعالى : ( وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ) ومن سبيل الكافرين على المؤمنين أن يكون حاكِماً آمِراً عليهم يحكمهم بأهوائه وقوانينه وشرائعه, قال تعالى: ( وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ * الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ ) , ولحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بدل دينه فاقتلوه " رواه البخاري.
وإنّ مما لا يختلف فيه اثنان أن المبدل لشريعة الرحمن بشرائع وضعية كافرٌ كفراً أكبر مخرجٌ من الملة, قال تعالى: ( أَمْ لَهُمْ شُرَكَـؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ الِّدِينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِىَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّـلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) وقال سبحانه: ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ).
فاليوم نرى أن حكّام البلاد الاسلامية قد استبدلوا طريق الإسلام بالعلمانية وهذا بحد ذاته رِدّة وكفر مخرج من الملة, قال تعالى: ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ), ويكفر حكّام الجزيرة باعترافهم والتزامهم بقرارات الأمم المتحدة كمرجع للتحاكم إليها والعمل بمواثيقها وقوانينها الوضعية المخالفة في كل ذلك لما أنزل الله.
فنظام الأمم المتحدة قائِم على إلغاء الشريعة الإسلامية, إلغاء الحدود التي تحفظ الحياة, قائِم على قوانين من زبالة أفكار البشر, والاعتراف بقرارات الأمم المتحدة منصوص عليه في دساتيرهم ومعمولٌ به في الواقع وإلا لم تصر دولهم معترفاً بها, وإنّ مما يكفر به حكّام البلاد أنهم والوا اليهود والنصارى من دون المؤمنين وتبرؤوا من المؤمنين وناصروا الكفار على المجاهدين, قال تعالى: ( لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ), قال شيخ المفسرين محمد بن جرير الطبري عند تفسير قوله تعالى: ( فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ ) " أي يعني بذلك فقد بريء من الله وبريء الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر " انتهى كلامه رحمه الله.
وقال تعالى: ( وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ) وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ).
وعندما نأتي لواقع حكّام البلاد الاسلامية نجد مسالة وهي في الولاء والبراء فإننا نجد أن علي عبد الله صالح قد تعاون مع الأمريكان في قتل الشيخ أبي علي الحارثي ورفاقه موالاة لهم, ونجد أن سجل آل سعود في حرب الإسلام والتواطؤ مع أعدائه سِجلٌ طويل العلاقة مع الأمريكان لا يشك عاقِلٌ أنها علاقة عمالة وعُبودية, وما دعم آل سعود للنظام الاشتراكي المُلحد في اليمن الجنوبي إبّان حرب صيف أربع وتسعين بأكثر من ثلاثة آلاف مليون دولار ودعم نصارى جنوب السودان وتسليم كثيرٍ ممن لاذ بالحرم من الدعاة هرباً من طغاة بلادهم لحُكّام بلدانهم الاشتراكية, وفتح المطارات للأمريكان لقصف الشعوب المسلمة في العراق إلا دليل على موالاتهم ونصرتهم لأعداء الدين, وما زالوا يوالونهم ويمدونهم بالنفط والغذاء.
ومع كل ما سبق فحُكّام الجزيرة جميعاً قد سبق وأن وقّعوا تحالفاً مع الأمريكان ضد المجاهِدين, وهو المسمى باسم الحرب على الإرهاب, وهذا بحد ذاته ولاء للصليبيين وبراءة من المسلمين .
ويكفر حكّام الجزيرة بفتحهم مكاتب تجسس على المجاهدين, بل وعلى المسلمين عامة وهذه نصرة حقيقية لصالح الحملة الصليبية الصهيونية كما صرّح حاكم اليمن بوجود مكاتب للاستخبارات الأمريكية FBI و CIA في صنعاء وفي عدن , وكذلك توجد هذه المكاتب في الإمارات وقطر وفي الغالب أماكن وجودها في مواقع السفارات الأمريكية الموجودة في الجزيرة العربية, وقد قامت بخدمة كبيرة للأمريكان, وبواسطة هذه المكاتب أيضاً سلّمت دولة الإمارات المجاهد عبد الرحيم الناشِري وغيره من المجاهدين.
ويكفر حكّام الجزيرة العربية من باب ترويجهم للمعتقدات الكفرية, وفتحهم المجال للعلمانيين والمشركين كمشركي القرامطة الباطنية والمذاهب اللادينية, وهذا ظاهر للعيان, والطقوس التي يُزاولها الباطنية في اليمن من عبادات لغير الله تحت حماية علي عبد الله صالح ليس عنّا ببعيد, ومن الأمثلة على ترويج المعتقدات الشركية سماح آل سعود للرافضة المشركين مزاولة طُقوسهم الشركية في البقيع ومكة والشرقية وهو واقع كذلك في البحرين والكويت.
ويكفرون بسبب توفير النصرة والحماية للأمريكان المحاربين المتواجدين على سواحل وشواطيء وجزر البحر الأحمر والبحر العربي, وإمدادهم بجميع المواد اللازمة من وقدودٍ وغِذاء , وفتحهم أيضاً المعسكرات والقواعد العسكرية للصليبيين عبر أراضي وجزر الجزيرة العربية, وما وجود المدمرة ( كول ) في عدن وقواعد الأمريكان في باب المندب وقاعدة العديد في قطر وقاعدة الخرج والخبر في أرض الحرمين والأُسطول الخامس في البحرين ووجود قواعدهم في الكويت والقوات الفرنسية في الإمارات والقوات البريطانية في عُمان وما وجود كل ذلك إلا خير شاهد على نصرة حكّام الجزيرة للمحاربين الكفار.
ويكفرون بسبب عملهم الدّؤوب مع الحكومات العلمانية ضد قيام أية خلافة تحكم بالإسلام كما فعلوا في الصومال والعراق وأفغانستان.
ويكفرون بسبب حمايتهم لصحفٍ وقنواتٍ تسُب الله والدين وتهزأ برسول المسلمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم, كصحيفة الجمهورية الناطقة الرسمية باسم اليمن والجميع منّا لا ينسى حماية الحكومة السعودية لتركي الحمد الذي يقول " الله والشيطان وجهان لعملة واحدة " والعياذ بالله , وغيرها من المكفرات , ولا تخلوا بعض فضائياتهم من الحلقات والبرامج التي تسخر بالدين.
ويكفرون من باب عدم تحكيم الشريعة, قال تعالى: ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ), ومثال ذلك وجود المحاكم التجارية والعسكرية في جميع البلاد الواقعة تحت سيطرتهم وتقول المادة السابعة والعشرون من نظام المحاكمات العسكرية عند آل سعود: " ولِصاحب الولاية - أي الملك - وحده حق تنفيذ الأحكام أو توقيفها أو استبدال حكمٍ بحكمٍ فيها ", وعند التنازع يتحاكمون إلى المحاكم الدولية الكفرية كتحاكم البحرين وقطر إلى المحكمة الدولية أثناء تنازعهم على الحدود المصطنعة من سايكس وبيكو.
فهؤلاء العملاء المرتدون قد اجتمعت فيهم عِدّة نواقض من نواقض الإسلام, كمظاهرتهم للمشركين وتعطيلهم لشرع الله والتحليل والتحريم على وفق رؤى البشر وتقنينهم لإباحة الربا وقاموا بحمايتها وإيجاد التصاريح لها, فرِدّتهم رِدّة مغلظة فيجب خلعهم بارتكابهم ناقض واحد من نواقض الإسلام, كيف وقد ارتكبوا عِدّة نواقض, وما وقع فيه حكّام الجزيرة واقعٌ فيه حكّام العرب بلا استثناء فهم يكفرون من نفس الباب الذي كفر به حُكّام الجزيرة وقد يفوقونهم كفرا, ومع كفر حكّام الجزيرة وزندقتهم فهم قد اقتحموا أبواب الفِسق كلها فبنايات بنوكهم الربوية تناطح مآذن حرم الله, ومن فسقهم أيضا حمايتهم للزنا والخمر وترخيص وتخصيص الأماكن لها وإشاعة الفواحش في أوساط المجتمع المسلم وإباحتهم جزيرة العرب للفاجرين والفاجرات من جميع طوائف الكفر التي يحرم عليهم دخولها فكيف بالفجور فيها, فدبي تُعتبر مثالاً صارخاً لاستباحة الخنا والفجور ووصمة عارٍ في جبين كل مسلم.
ومن الفِسق كذلك فرض بعضهم للمكوس والضرائب وسماحهم ببناء الكنائس والمعابد في جزيرة العرب كما في قطر, وفتح باب التنصير على مِصراعيه تحت مسمى المنظمات الخيرية وجعل أرض الجزيرة الواحدة طوائف مقسمة وحدود مصطنعة, فمن أجل هذا الفساد العريض الذي تشمئز منه فِطر البشر وتتقذر منه الطباع وجب علينا قِتالهم, كيف وهم الذين خرجوا لِقتالنا وداهموا ديارنا وساومونا على ترك ديننا وناصروا عدونا علينا.
أيها المسلمون:
إننا نقاتل دفاعاً عن ديننا ودينكم وأعراضنا وأعراضكم فإذا لم تُقاتِلوا معنا فلا تقفوا في طريقنا عند قِتال هؤلاء الخونة المجرمين, فقِتالنا إياهم استجابة للرسول صلى الله عليه وسلم " من بدّل دينه فاقتلوه " , وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال: "دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه, فكان مما أخذ علينا وألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان", متفق عليه.
وعند أحمد في المسند والسنة لابن أبي عاصم " ما لم يأمروك بإثم بواح " , ووقع في رواية حِبّان أبي النظر كما في فتح الباري لابن حجر " إلا أن يكون معصية لله بواحا " , وقال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم قال القاضي عياض: " أجمع العلماء على أن الإمامة لا تنعقد لكافر, وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل, قال وكذا لو ترك إقامة الصلاة والدعاء إليها " انتهى كلامه رحمه الله.
وقال القاضي عياض أيضا رحمه الله: " فلو طرأ عليه كفرٌ وتغييرٌ للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية وسقطت طاعته ووجب على المسلمين القيام عليه وخلعه ونصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك, فإن لم يقع ذلك إلا لطائفة وجب عليهم القيام بخلع الكافر ولا يجب في المُبتدع إلا إذا ظنّوا القدرة عليه " انتهى كلامه رحمه الله.
وقال الإمام ابن حجر في الفتح : " إذا وقع من السلطان الكفر الصريح فلا تجوز طاعته في ذلك بل تجب مجاهدته لمن قدر عليها " انتهى كلامه رحمه لله.
أيها المسلمون:
هذا حكم الله في حكّام الجزيرة وأمثالهم وحكم رسوله وإجماع العلماء, فنحن والله نؤمن بهذا ومن شك في ذلك فإننا ندعوه إلى اتباع الحق الذي دلّت عليه الأدلة.
أيها المسلمون:
إن استمرار بقاء الحكّام الخونة في مناصب الحكم هو استمرار لحصار بيت المقدس وبقاء لإسرائيل, ولو أننا قاتلنا هؤلاء الحكّام بِهذا السبب لكان القِتال جائِزا, كيف وهم طوائِف ممتنعة ومانعة عن تطبيق الشريعة, فالصحابة الكِرام أجمعوا على قِتال الطوائِف الممتنعة وعليه مضى الأمر ولم يخالف في جواز ذلك أحد, وإذا كان يجوز بالاتفاق للمسلم أن يدفع الصائِل المسلم المعتدي عليه بل ويقاتله إذا قاتله فكيف لا يجوز لنا دفع الحكّام وأنصارهم بالقِتال وهم صائِلون على الدين والأعراض ويُوالون اليهود والنصارى ويحرسونهم بل أشد من ذلك يُقاتِلون كل من قاتل اليهود والنصارى ويُودِعونهم في السجون.
ويجوز أيضاً أن نُقاتِلهم من باب استصحاب حكم التترس بأسرى المسلمين مع البون الشاسع في صلاح المسلمين وفساد الحكّام, فإذا كان يجوز بالاتفاق قتل أسرى المسلمين إذا تترس بهم الكفار فمن باب أولى جواز قتل حكّام العرب الظلمة المفسدين الخونة لأن أمريكا وإسرائيل جعلتهم كالترس لها ضد كل من أراد أن يحرر الأقصى ويطهر البلاد من رِجس المحتلين فأفيقوا يا علماء الإسلام.
أخي المسلم الشجاع :
من هو الذي يقف في وجهك ويمنعك إذا أردت أن تنصر إخوانك في غزة وتحرر بيت المقدس, أهي إسرائيل أم هي الأنظمة العربية الخائِنة ؟ وأدع الجواب لك.
يا قبائِل اليمن والحِجاز ونجد الأبية :
أترضون أن يحكمكم أبو جهل الذي قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وآذاه ؟
فإن كان الجواب لا فكيف رضيتم بأحفاد أبي جهل حكّام الجزيرة ؟ فهبوا لِقتالهم حتى تصلوا إلى فلسطين وتحرروا البلاد من الاحتلال وظلم الكفرة وحتى يُحكّم شرع الله في المعمورة.
أيها المسلمون:
لا بد أن نتخذ من الأوامر الربّانية منهجاً لِمقارعة أنظمة الجاهلية واجتثاث جذورها من الوجود ونتخذ من خطا الحبيب صلى الله عليه وسلم وسيرته وغزواته وخططه في إزالة نظام كفار قريش نموذجاً نحتذي خُطاه ونستنير من نوره ونمضي على دربه في إزالة حُكّام الجزيرة حتى يُعبد الله وحده ويُحكّم شرعه, وكيف بنا لا نزيل هذه الأنظمة العميلة المرتدة وفي ظلها انتشرت الردة واستفحل الإلحاد وكثر الفسوق وظهرت الأمراض والأوجاع , وفي ظلها أيضا دِيست كرامة المسلمين واستُبيحت أعراضهم وليس لنا حل لهذه الأزمة إلا بإزالة هذه الآراء الجاهلية واستبدالها بالشريعة الإسلامية, وهو عين ما يقوم به المجاهدون في جميع بقاع الأرض, فالمجاهِدون في أفغانستان يستعيدون بفضل الله أكثر من سبعين بالمئة من أراضيهم المحتلة إلى حكم الإسلام وهذا باعتراف العدو نفسه, وأهل وادي سوات استطاعوا ببركة الجهاد أن يجتثوا النظام العلماني من أرضهم وحكموا بالشريعة استجابة لقوله تعالى: ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ), ونسأل من المولى عز وجل أن يثبتهم وينصرهم فأعداء تحكيم الشريعة قد تحزبوا عليهم من كل جانب ليمنعوهم من تطبيق الشريعة, واستطاع بفضل الله مجاهدو الإمارة الإسلامية في الشيشان وحركة الشباب المجاهدين في الصومال تطبيق الشريعة في الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم, فالحركات الجهادية تزحف من كل جانب منادية بتطبيق الشريعة وتقاتِل من أجلها, فالمجاهِدون في المغرب الإسلامي هم في زحفهم لتطبيق الشريعة وهم واصِلون بإذن الله , ونحن هنا في جزيرة العرب نقوم بحركة جهادية علمية عملية دعوية على منهج النبي صلى الله عليه وسلم لنجتث جذور أنظمة العلمنة الجاثية على الجزيرة منذ عُقود من الزمن حتى تحكم الشريعة, ونحن على يقين تام برجوع الشريعة الربّانية السمحة التي بها سنرد جميع أراضي المسلمين ونطهر الأقصى من رجس المحتلين وأعوانهم ونعبد الله وحده لا شريك له, ولا بد أن ندرك أن ما أصاب المسلمين من ظلم وضياع للثروات والحقوق ما هو إلا بسبب تغييب الشريعة وحكم العلمانية وإذا عرفنا السبب استيقنّا الحل والأمة الإسلامية عازمة على تطبيق الشريعة وهذا ما شاهدناه ورأيناه وما نراه اليوم من انتصارات تلو الانتصارات إلا خير شاهد على أن الأمة تريد تحكيم الشريعة وإن شاء الله ستحكم الشريعة وتعم الأرض وتشمل البرية وسيعيش الناس تحت حكم الإسلام وستُملأ الأرض عدلاً وتوحيدا كما مُلئت ظلماً وشركا, فالشعوب تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتحرير نفسها من أنظمة الجاهلية ولم تكن لتنطلي عليها أكاذيب وشِعارات أنظمة الرِدة الجوفاء وما إقبال الناس المتزايد على مبايعة المجاهدين وفتح مُدُنِهم وقراهم ونصرتهم وتعدد الجبهات الجِهادية إلا بشارة بقرب تحكيم الشريعة فالأمة الإسلامية أمة عزيزة تأبى الذل وتأنفه وتسعى للتحرر من قيود العلمانية, ولا نستطيع أن نتخلص من هؤلاء الحكّام ونحكِّم الشريعة إلا بقيامنا جميعاً بالجهاد في سبيل الله مع تحقيق التوحيد, قال تعالى: ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ).
وعلينا أن نبين للناس حكم الله في حُكّام الجزيرة ونقوم بنشر البيانات في ذلك مع اعتزالنا لحكومات حكّام الجزيرة والتبرؤ من الحُكّام وممن معهم وهذه هي ملة أبينا إبراهيم عليه السلام: إخلاص العِبادة لله والبراءة من المشركين ومعتقداتهم, وعلينا أن نعتزل أي عمل يقوي من شأنهم وسلطانهم ونفوذهم على البلاد والعِباد, قال تعالى: ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ).
وأيضاً واجبٌ علينا حتى نتخلص من حُكم الحُكّام الخونة أن نُعِد العدة من سلاح وقوة, وأن نجيش المسلمين لإزالة وخلع حُكّام الجزيرة, قال تعالى: ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ).
فالعجز بالخروج لا يبرر القعود عن الإعداد المقدور عليه فالميسور لا يسقط بالمعسور والأصل في ذلك قوله تعالى: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ), فإعداد العدة يكون معنوياً ومادياً وعسكرياً, وإذا تحقق ذلك فسيأتي اليوم الذي ستلتحمون فيه مع صفوف المجاهدين فنقاتل جميعاً من أجل تطبيق الشريعة.
قال سلطان العلماء العِز ابن عبد السلام في كتابه قواعد الأحكام: " من كُلِّف بشيء من الطاعات فقدر على بعضها وعجز عن بعضه فإنه يأتي بما قدر عليه وسقط عنه ما عجز عنه ".
ومن الإعداد إيجاد المال عن طريق الموارد الشرعية كالغنائِم والزكاة وغيرها وإرسالها للمجاهدين لِتُسهّل عجلة القِتال من أجل تطبيق الشريعة, وعلى الخطباء والدعاة والمربين ومدرسي القرآن تفعيل دورهم في تعليم المسلمين وتثقيفهم بالشريعة مستخدمين كافة الوسائِل المؤدية إلى تطبيق الشريعة من خلال المساجد وأماكن التعليم ومنابر الجمعة وإلقاء المحاضرات والندوات وغيرها, وعلى كل مسلمٍ القيام بتبيين ما عليه المجاهدون أهل السنة والجماعة الذين يقاتِلون من أجل تطبيق الشريعة والرد على الإعلام الغربي ومن سار على نهجه المشوِّه للمجاهدين وذلك من خلال نشر جميع إصداراتهم المرئية والصوتية والمقروءة في أوساط المجتمعات والشعوب, مع توسيع دائرة أنصار تحكيم الشريعة والمبايعة على تحقيق ذلك وهنا يبرز دور العلماء والدعاة والمدرسين في دعوة المسلمين من وجهاء وطلبة علم وعوام لتطبيق الشريعة, فالدعوة المتواصلة إلى تحكيم الشريعة واجبٌ عيني ولازمٌ عليكم أيها العلماء القيام به بل هو فريضة الزمان وإن الله سائِلكم عمّا قدمتم من جهودٍ مؤدية إلى تحكيم الشريعة, فإذا كنتم تتعذرون عن القتال لتحكيم الشريعة بعدة أعذار أغلبها واهية فما هو عذركم عند الله عن تباطئكم عن دعوة الناس وتربية الشباب وإعدادهم لتعود أحكام الشريعة في الأرض.
وفي الأخير لا بد من المناداة العامة في جميع التجمعات والمناسبات الاجتماعية والدينية لتطبيق الشريعة كما ننادي بالمحافظة على الصلاة أو القيام بالزكاة أو الصيام وبإذن الله سوف تُطبّق الشريعة كما طُبِّقت عند الرعيل الأول فالجيوش الإسلامية زاحفة على أوكار أنظمة الكفر والردة , وإنما النصر صبر ساعة, وكأني ببلاد المسلمين تُحكم بالشريعة وإن غداً لناظره قريب.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين وأهلك أعداءك أعداء الدين.
الله ائذن لكتابك وسنة نبيك أن تحكم وتسود..
اللهم تقبل شهداءنا وفك أسرانا وانصرنا على عدونا..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.