العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-04-12, 11:16 AM   رقم المشاركة : 1
نبيل العوذلي
عضو






نبيل العوذلي غير متصل

نبيل العوذلي is on a distinguished road


فلسفة المحاور الكارتيزية -حكمة عقيدة اهل السنة والجماعة


بسم الله الرحمن الرحيم


http://nabelawdly.blogspot.com/


التحقت بكلية العلوم قسم رياضيات فيزياء في عام 1989بجامعة صنعاء وبينما كان زملائي يحرصون على التقيد الحوفي بالمقرر الذي يضعه الدكتور او البروفيسور ليحفظه كنت اعكف في مكتبة كلية العلوم بين كتب فلسفة الرياضيات والفيزياء باحثا عن الاصول الفكرية -الفلسفية-تلك التي جعلتهم يفكرون هكمذا لينتج لنا بفضل الله تعالى ثم بفضلهم عالما متطورا متقدما كما هو اليوم
لقد كنت احس ان هناك حقيقة الاهية وراء الموضوه هدتهم الى ذلك النوع من صريح العقل الذي لابد له من صحيح نقل كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان صريح العقل لايمكن ان يعارض صحيح النقل
كان زملائي ينجحون في الامتحانات لاتهم تقيدوا بالملزمة وكنت كثيرا ما ارسب لانني اجتهدت في فهم السر وراء تلك النظرية والبرهنة



لقد رسخ هذا الاصرار على فهم حقائق الامور دون التعامل معها بسطحية نتقبلها دون نقاش او تحليل في شخصيتي طبيعة تحررية على التقليد والثورة على الرواسب التي يريدني الاخرين القبول بها سوى لانها صارت عادة وتقليد يجب التعامل معه هكذا وكأنه القران والسنة المتجردان عن اي فهم او علم سوى فهم وعلم الصحابة رضي الله عنهم....
انني احمدالله تعالى كثيرا على ما تفضل به علي من اهتمام وتربية وصقل لفكري وحكمتي تلك التي اجدها اليوم بحمدالله نعمة افخر بها عن الفخر بما ليس لدي الا وهو المال والجاه




كلنا ان شاء الله درسنا مادة الرياضيات في المدرسة سواء في مرحلة الابتدائية ام الاعدادية ام الثانوية...واذا كنا دخلنا الجامعة فلابد اننا سنأخذ مادة
تفاضل وتكامل 1-2
ف



في هذه المادة نتعرف كثيرا على محور السينات والصادات ويسمونه بالمحاور الكارتيزية...ولعلنا ايضا نتذكر كيف كنا نرسم الدوال على تلك المحاور --
طبعا الدالة هي عبارة عن عدة قيم يتم استنتاجها من خلال معادلة معينة من الدرجة الاولى او الثانية او....فنرسم جدولا ثم نعوض مثلا عن قيمة س برقم معين ونرى كم النتيجة فنكتبها على الجدول لتتكون لدينا عدة قيم لمحور سين ومحور صاد
x-y
مكونة رسما بيانيا لدالة تكون اما على شكل منحنى او تعرجات او دائرة او خطوط ...الخ
هذا الكلام نريد ان نشرح فلسفته تلك التي ربما لايفهمها الكثير او ربما يكتمها البعض من العارفين خصوصا من غير العرب
واريد ان اسقط جزء من مفهوم هذه الفلسفة على شاكلة الانسان الكونية -اي الجبلة التي فطر الله تعالى ىعليها الناس بدون تدخل اية تأثيرات عليه خارجية -تحقيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم - ما من مولود الا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه..الحديث-
ان المحاور تلك هي اصلا تعبر عن الجهات
اليمين واليسار
الامام والخلف
الاعلى والاسفل




تفحص في جسمك ستجد ان هناك يمين لك وفيه اعضاء وهناك يسار وفيه اعضاء وهناك لك اعلى وفيه اعضاء وهناك اسفل وفيه اعضاء
انظر الى اي بناء فيه ايضا يمين وفيه اشياء ويسار وفيه اشياء وايضا بقية الجهات --كذلك السيارة مثلا قسمها الى يمين ستجد ان هناك اشياء يمكن تدوينها في يمينها وهناك اشياء في اليسار يمكن تقييدها بالكتابة وهناك اعلى وفيه اشياء واسفل ايضا
ولكن هل هذه الجهات لها تفسير معنوي -نفسي او عاطفي او ميولي--هذا هو الذي اريد ان اصل به معك؟





هل نتذكر اننا حينما كنا نرسم الدوال نلاحظ ان القيمة التي نحصل عليها اما ان تكون بالسالب او بالموجب --ماذا يعني هذا؟
هنا ستعرف حكمة عقيدة اهل السنة والجماعة ومن كونها تتوافق مع مفاهيم قراءات علماء الرياضيات والفيزياء--كيف؟
نحن نقول ان الله تعالى خلق الخير والشر ولكن البدعيين كالمعطلة ارادوا ان ينزهوا الله تعالى فقالوا لالالالايعقل ان يخلق الله تعالى الشر ثم ينهى عنه ويأمر بمحاربته ..وقلنا لهم هل تريدون ان تقولوا ان هناك خالق اخر غير الله لق الشر ففروا من هذه الاشكالية بعقيدة الفاطمين الباطنيين تلك التي يحملها حزب بشار الاسد في سوريا
وكان يحملها القذافي ولايزال يحملها الاسماعيليون والفاطميون والباكنيون عامة
فقالوا
اذا مادام انكم تقولون ان الكلام السابق يقتضي ان يكون هناك اله غير الله قد خلق الشر ولايعقل ذلك لانه اله واحد في السماء والارض اذا لابد ان يكون للشر فلسفة لايمكن ان يعرفها بسطاء الناس مادام ان الله تعالى قد خلقه والله لايخلق الاذى فلابد ان هذا الشر له صورة يكون فيها خير اذا فهمنا الحكمة الكونية منه فيمكن تعاطيه بعيدا عن انظار اصحاب الشريعة الظاهرة اولئك الذين لايستطيعون ان يفهموا الحكمة الا على ظاهرها فيعارضون اي شيء يبدوا شرا لانهم على الشريعة الظاهرة تماما مثلما اختلف موسى عليه السلام الذي كان وبحسب تفسيرهم صاحب شريعة ظاهرة تؤمن بالحكمة الظاهرة واختلف مع الخضر عليه السلام الذي كان يفهم الحكمة الكونية السرية الباطنية--ولذلك سموا انفسهم بالباطنية-لانهم بحسب تصورهم قد فهموا ما لم يفهمه اصحاب الظاهر ففهموا حكمة الشر على انه خير فيصبح ان الامر والنهي غير لازم لهم ويسقط عنهم فيمكنهم ان يشربوا الخمر ويزنوا ويمارسوا اللواط لمجرد انهم فهموا بحسب تفسيرهم الفاسد ذا ان الخير والشر قد خلقه اله واحد ولايعقل ان يخلق الله تعالى ما لايريده محبة ورضا لانه اي الله تعالى لايحب الشر اصلا فلابد ان الشر هو خير يمكن ممارسته ولكن بعيدا عن انظار اولئك اصحاب الشريعة الظاهرة
ولذلك جاوب اهل السنة بمفهوم يعززه مفهوم فلسفة العلم اليوم ان هناك
ارادة شرعية يحبها الله تعالى محبة رضا
وهناك ارادة كونية فيها خير وشر ومدح وذم وسوء وفحش وخبيث وطيب لحكمته تعالى الكونية --ليتضح لنا انه لابد من محاور ضابطة مثل المحاور الكارتيزية كعلامات نجمية كونية يتم ارجاع القيم التي تظهر في الخلق والامر اليها ليتضح لنا التحليل الصحيح --هذه فلسفة المحاور التي هي جهات اليمين واليسار الامام والخلف الاعلى والاسفل --انه لابد من ضوابط كونية يتم ارجاع التفاعلات بين المتغيرات الثنائية في الخلق والامر --هذه الضوابط محلها الثباتية واللامتغيرية فيستعمل جوهر فكرتها بتلازماتها العلماء في كل ميادين العلوم فأنت حينما تذهب لتعمل تخطيط القلب يتم رسم بياني يكون بين محورين يستطيع الطبيب ان يقرأ حالة قلبك مع انه مجرد رسم لعلاقة ثنائية دالية مرسومة على ورقة بين محور يمين ويسار ومحور اعلى واسفل ولكن الطبيب يفهم من خلال ذلك نوع الحالة التي عليها قلبك
ان العلاقة بين ما يريده الله تعالى كونا ويريده شرعا تشبه ذات العلاقة التي يتم اسقاط قيم المشاهدة على محاور الضبط الكارتيزية
فالله تعالى يقول
--يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب-
ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها-
وكل يوم هو في شان
فهذه متغيرية
ولكن لابد لها من ضابط كوني وشرعي
--يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم-
--فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا--
فهناك ثباتية حتمية كونية في الخلق والامر --
فكيف يتم الجمع بين المتغيرية المتجددة وبين الحتمية التي لاتتبدل ولاتتحول؟
اما ما تعلق بالمراد الشرعي فقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
-- فالاصول الثابتة بالكتاب والسنة بالاجماع هي بمنزلة الدين المشترك بين الانبياء ليس لاحد خروج عنها ومن دخل فيها كان من اهل الاسلام المحض وهم اهل السنة والجماعة وما تنوعوا فيه من الاعمال والاقوال المشروعة فهو بمنزلة ما تنوعت فيه الانبياء--
انظروا حكمة بل ورحمة حكمة شيخ الاسلام انه وسع الدائرة التي تستطيع ان تقول انك حيثما كنت في نقطة منها انني من اهل السنة والجماعة بينما نجد ان هناك من يصغرها ليجعلها فقط محصورة على طائفته وجماعته ولاحولى ولاقوة الا بالله
اما ما تعلق بالمراد الكوني فالله تعالى خلق الخير والشر خلق الملائكة ومنحهم قدرات واستطاعات وكذلك خلق الشيطان وجنوده ومنحهم ايضا قدرات واستطاعات--فيصبح اننا يحنما نتكلم على المراد الكوني علينا ان نفترض انه قد يكون حسن او قبيح خير او شر
مذموم او ممدوح
فمثلا على مستوى الجهات المذكرة السابقا يجب ان نفهم انها لاتمثل فقط شيئا ماديا بل ايضا معنويا يتعلق بطبائع الناس على النحو الذي وصفته حول المراد الكونيه بقطبيته الثنائية
فمثلا جهة الامام تعني الاقدام والاندفاع وهذا الاقدام في الانسان قد يكون يحمل المراد الكوني الطيب والحسن فيكون اقداما محمودا كالنجدة والاسراع والسبق
قال تعالى
--والسابقون السابقون-
فسارعوا الى مغفرة وجنة عرضها
وما اعجلك عن قومك ياموسى ........وعجلت اليك ربي لترضى..-
ولكنه قد يكون ايضا اقداما مذموما سيئا كالتعجل والتهور بالقاء النفس الى التهلكة
--وخلق الانسان من عجل
وكان الانسان عجولا
وقد قيل -لايحملنك استبطاء امر على استعجاله
كذلك جهة الخلف
فهو اما محمود بالتريث والحلم والتأني
او مذموم بالتقاعس والتخاذل والتثابط

وصلنا في الجزء الاول لهذا الموضوع الجد\ هام الى الحديث عن جهة الخلف...ومقصودنا اصلا انه هل ذات دلالات المحاور الكارتيزية اليمين اليسار الامام الخلف الاعلى الاسفل موجودة ايضا كدلالات دينية ؟
نعم ..لنستمر
فمثلا جهة الاعلى والاسفل
هناك علو محمود وهناك علو مذموم
وايضا بالنسبة للتسفل
يقول تعالى
--تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الارض --
--ثم ردنناه اسفل سافلين الا الذين امنو--
اذا هناك علو محمود بالترفع عن سفاسف الامور والعزة بلله ولله وهناك علو مذموم بالكبر والتعالي والاستعلاء وايضا هناك تسفل محمود بالتواضع والتخفض
--واخفض جناحك للمؤمنين--
وقال صلى الله عليه وسلم-من تواضع لله رفعه-لنخلص الى فائدة عظيمة وهي ان الدين والايمان يمكن تمثيله على تلك المحاور بمقامات ودرجات وقيم معينة بين تقدم وسبق واسراع وبين تأخر تباطىء وتردد وعزة وترفع وكبر واستعلاء وتواضع وتخفض وتسفل وخساسة
اما جهة اليمين واليسار فهي بين لين وشدة
قال صلى الله عليه وسلم
- ان الله ليلين قلوب رجال حتى تكون الين من اللبن وليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون اشد من الحجارة--
فمثلا الصلاة
اما ان تكون في الصف الاول او في الصف الاخير او ان تكون متخفضا متواضعا بخشوع لله فيها او غير ذلك لينا فتبكي في صلاتك او شديدا تحتمل قوة الوار على قلبك خلالها
كذلك الحال بالنسبة لبقية العبادات والمقامات القلبية من الرجاء والخوف والصبر والشجاعة والشكر والاحسان ...الخ
كلها ستكون لها قيم بين امام وخلف ويمين ويسار واعلى واسفل--فالصدقة مثلا اما ان تكون سباقا مسرعا في التصدق او متأخرا بل وفي كل شيء--
قال تعالى
--لايستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى--
فمن خلال تلك المحاور تتحدد الترتيبات بين الناس اسلاميا وايمانيا واحسانيا لتكون لك رتبة ودرجة وقيم على تلك المحاور تمثل دالة شخصيتك وشاكلتك التي تعمل بها
قال تعالى
--قل كل يعمل على شاكلته--
اي سجيته وطبيعته كما نفهمه اليوم شخصيته
فيمكننا ان نقول ان هذه المحاور الثلاثة المشهورة ب
xyz
ستمثل حتما
محور الاسلام
محور الايمان
محور الاحسان
وهذا ما يتماثل مع صريح العقل الذي وصل اليه العلم اليوم بهداية الله تعالى الكونية مع عقيدة اهل السنة والجماعة -من حيث الزيادة والنقصان في الاسلام والايمان والاحسان ومن حيث التفاضل فيه والتبعض فيه كله...فمثلما نرسم دالة بيانية ونسقط قيمها على تلك الثلاثة المحاور ليتكون لنا شكلا يكون له نصيب من التواجد القليل او الاغلب على احدى المحاور سنجد ان هذا فعلا ما يطرحه علماء اهل السنة والجماعة من حيث ان الاسلام والايمان والاحسان للشخص قد يكون بالنسبة له عدة قيم حاصلة معه ببعض منها او بأغلبية فيها قد تكون بين محور الاسلام بنسبة ومحور الايمان بنسبة ومحور الاحسان بنسبة لتظهر شخصية الانسان بدالة لها نصيب جزئي او كلي او بنسبة كثيرة او قليلة على احدى المحاور من حيث الزيادة والنقصان والظهور والاختفاء والقوة والضعف والشدة واللين
كقيم نقطية على تلك المحاور من حيث الاقدام والتاخر او العلو والتسفل والتيامن والتشائم بقطبيته سلبا او ايجابا مدحا او ذما حسنا او قبحا سوءا او فحشا وهو ما لايقوله اهل البدع عن الاسلام والايمان والاحسان بحيث انهم جعله لاينقص ولايزيد ولايتفاضل ولايتبعض ولايتجزأ بحيث يصبح الحكم على اساس نظرتهم العقلية لمفاهيم الايمان والاسلام والاحسان ظالمة للناس بحيث تجعلهم كفارا لمجرد حصول بعض المعاصي ولاتتعامل معهم على اساس مفهوم اهل السنة والجماعة عن تلك المقامات الثلاثة كما شرحها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الايمان وكتاب القضاء والقدر وكتاب شرح حديث الايمان والاسلام والاحسان الموافق لصريح العقل العلمي من كون الاشياء المخلوقة وتفاعلاتها انما تمثل في علاقاتها وتفاعلاتها الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية تلك الموجودة اصلا في بني الانسان بحيث اننا نجد ان كل الاجهزة العلمية على اساس صريح العقل ذلك لتلك الفلسفة في تلك المحاور والدوال وطريقة اسقاط قيم العلاقة الثنائية التزاوجية بين اليمين واليسار والامام والخلف والاعلى والاسفل -وهو ذات مفهوم شيخ الاسلام ابن تيمية للايمان والاسلام والاحسان واهل السنة والجماعة من كونه علاقة حسية ومعنوية ظاهرة وباطنة قولية وعملية تحدث في تفاعلات الانسان مع العبادات والاخلاق والاحوال القلبية والنفسية بحسب مقاماتها ودرجاتها بين محور الاسلام والايمان والاحسان زيادة ونقصانا قلة وكثرة قوة وضعفا شدة ولين بحيث يكون للعبد نصيب من الاسلام ونصيب من الاحسان ونصيب من الايمان بحسب توفيق الله تعالى وما يسره اليه بقضاءه وقدره وهمة العبد وعزمه وارادته
ان هذا الذي يميزنا نحن اهل السنة والجماعة في مفهومنا الفلسفي ان صح لي التعبير عن الاسلام والايمان والاحسان من كونه عدة نقاط للشخص وفق علاقة في سلوك العبد واحواله الباطنية قولا وعملا تسجل له كنقاط على محور الاسلام والايمان والاحسان بحيث تكون له عدة نقاط على محور الاسلام ربما تكون بزيادة عن نقاط له في محور الاحسان او ان يكون له بعض النقاط في جانب مقامي على محور الاحسان وبعض منها على محور الايمان وبعض منها على محور الاسلام لتشكل في مجموعها عند وصلها شكلا معينا يمثل دالة للشخص نسميها شخصيته او سجيته او طبيعته التي نعرفه بها مما يلزم ان الانسان مثلا قد يكون وفق هذا الشكل الدالي الذي يفهمه العارفين عن الانسان المراد تحليل شخصيته انه قد يكون جيدا او موثوقا في جوانب ولكنه ليس جيدا او موثوقا في جوانب اخرى مثلما وضح شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في السياسة الشرعية من كون الانسان قد يكون آ مؤهلا وصالحا لاعمال وغير صالح ومؤهلا لاعمال اخرى مثلما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر
انك ضعيفا وانها امانة--
مع ان النبي صلى الله عليه وسلم زكى ابا ذر في حديث اخر
ليدل ذلك على ان مفهوم اهل السنة والجماعة للاسلام والايمان والاحسان يوافق نظرة صريح العقل العلمية اليوم من كونه قد يكون للدالة السلوكية نصيب من هذا من حيث القوة والضعف والزيادة والنقصان والقلة والكثرة والحضور والغياب
-----الخ
ولذا فاننا حينما نريد ان نجلل سلوك شخصا ما علينا ان نعرف انه لايوجد شخص كامل معصوم بل للكل انسان نصيب قيمي نقطي على تلك المحاور -محور الاسلام ومحور الايمان ومحور الاحسان-من حيث الضعف والقوة والشدة واللين والزيادة والنقصان
فنسجل عن الشخص تلك النقاط على تلك المحاور في اذهاننا لنكون فكرة عنه ونرى ما هو صالح له ويمكن الاستفادة منه وهذا يؤكد ان عقيدة اهل السنة والجماعة توافق ايضا مع علم النفس الحديث ونظريات التنمية البشرية التي تقول انه يمكن الاستفادة من كل الناس فقط علينا ان نعرف كيف واين ومتى نستفيد منهم
انها نظرة انسانية رحيمة تكشفها الاية الكريمة
--وما ارسلناك الا رحمة للعالمين--
فمن خلال تلك الفلسفة ان صح لي التعبير سنفهم ان الانسان في سلوكه واخلاقه قولا وعملا عبارة عن عدة نقاط تسجل له على تلك المحاور لتشكل لنا دالة تعبر عن شاكلته-اي شخصيته-لها نصيب كثير او قليل ضعيف او قوي على ذلك المحور او ذاك لنعرف تماما اين يكون مفيدا وكيف نستخدمه ونستثمر جانب الحسن الذي فيه ونضعف جانب السوء والخبث بابعاده عنه رحمة بالناس وهذا ما جاء به الاسلام
انها فلسفة قيادية فكرية تساهم في حسن الظن بالناس من اجل انقاذهم واسعادهم وعدم تخوينهم دائما والمحاولة معهم لاجل اصلاحهم بعون الله
ولايعني ذلك ان لايكون هناك عقاب فقد شرع الله العقاب والالم لاجل الاصلاح والمحافظة على الصلاح الاجتماعي







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:23 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "