العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-19, 07:46 PM   رقم المشاركة : 1
صقر المهيدلي
مشترك جديد







صقر المهيدلي غير متصل

صقر المهيدلي is on a distinguished road


فتنة تعظيم العلماء

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد فتن كثير من طلاب العلم بالعلماء، حتى أصبحوا يرونهم بلسان الحال لا بلسان المقال، أنهم أنبياء أو أنصاف آلهة، ومع أنهم يحاولون أن ينكروا هذا الأمر؛ إلا أنه يظهر في تصرفاتهم وفلتات ألسنتهم وولاءهم المطلق لعلمائهم!
وكنا نظن أن هذا الأمر منحصر في الصوفية، الذين يعملون جاهدين على زرع هيبة العلماء "المشايخ" في صدور تلاميذهم، حتى قرروا قواعد يلزمون بها تلامذتهم أو ما يسمونهم بالمريدين، في التعامل مع علماءهم، كقولهم: "كن بين يدي الشيخ كالميّت بين يدي المغسِّل" وقولهم: "لا تعترض على الشيخ فتنطرد" ولكني تفاجئت بأن هذا الداء قد طال حتى من ينتسب إلى مذهب أهل السنة ومنهج السلف، حتى أصبحوا كالصوفية فرقاً وأحزاباً كل فرقة وحزب لها عالم "شيخ" تتبعه، ومن خالف شيخها ولو في مسألة فرعيّة حاربوه وبدّعوه، وإن كان عالماً مثل شيخهم، ولا يقبلون منه صرفاً ولا عدلاً، إذ يرون أن شيخهم فوق كل المشايخ، وأنه يجب على الجميع اتباعه دون اعتراض أو تساؤل، وتذكر أن هذا يقع من أتباع المنهج السلفي كما يسمون أنفسهم!
لقد كان علماء المسلمين الأوائل، عندما كثر الكذابون في رواية الحديث، يقولون عند سماع حديث: "سمّوا لنا رجالكم" أي: رجال الحديث الذي يروونه ليتثبتوا من صحته، فخلف من بعدهم خلفٌ يضعون هذا القول في غير مواضعه، فكل حزب وجماعة وطائفة ومذهب يظن أن الحقّ مع شيخه، ولا يوجد سبب مقنع لاعتقاده في شيخه هذا الاعتقاد سوى أنه كان أوّل شيخٍ يتلقى عليه العلم ويرى الناس من حوله يعظمونه ويبجلونه، فأصبح تعظيم هذا الشيخ وإحسان الظن فيه عقيدة راسخة في قلبه وإن لم يكن لديه دليل شرعي يثبت دعواه! ثم بعد ذلك أصبح يقيس الناس من حيث الصلاح والفساد بناءً على أتباعهم أو على الأقل اتفاقهم مع كل ما يقوله شيخه ويفتي به!
وكل صاحب بدعة يجد في القرآن والسنة ما يموه به على الناس، ليلبس عليهم دينهم ويقرر لهم بدعته، فتجدهم ينتقون من الآيات ما يرسّخ في قلوب الناس الهيبة والتعظيم والتفخيم للعلماء، فهم يتلون عليك قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء) وقوله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) ومثل هذه الآيات التي جاءت في الثناء على العلماء، ويذكرون لك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيراً يفقّه في الدين) لكن من هم هؤلاء العلماء الذين أثنى الله عز وجل عليهم في كتابه، واشار لهم النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه؟
وحتى نجيب على هذا السؤال تعالوا نسأل أنفسنا: من كان السبب في تحريف الأديان السماوية التي كانت قبلنا؟
الجواب: هم العلماء!
والمسلمون ليسوا في أمان من هذا الخطر، وقد دهمهم ما دهم أهل الأديان السابقة قبلنا، فكثر فيهم أهل الآراء والأهواء الذين أضافوا في الدين ما ليس منه.
بل إن كثيراً من أراءهم واجتهاداتهم تخالف القرآن الكريم صراحة، ولا يجدون في ذلك غضاضةً؛ لأن الأسباب الدافعة لهم إلى تمسكهم بآرائهم ومعتقداتهم لا علاقة لها بالدين من قريب أو من بعيد، فهم يتمسكون بآرائهم واجتهاداتهم حتى وإن علموا خطئها ومخالفتها للكتاب وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لأسباب عدّة:
إما حباً لمشايخهم الذين أورثوهم هذه الآراء والاجتهادات الخاطئة بدعوى أن علماءهم أعلم بكتاب الله وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم منهم.
أو حفاظاً على ماء وجوههم ومكانتهم الاجتماعية والدينية فهم يصرون على صواب قولهم وصحته وخطأ قول مخالفيهم وبطلانه.
أو خشيت فقدان وظيفة أو دخل مادي يخشى فقدانه لو تخلى عن بدعته، وقد تكون هناك أسباب أخرى.
وأكثر الناس مسكين يقدم حضه من الدنيا على حضه من الأخرة، فيبيع أخرته بدنياه ،وتلك صفقة خاسرة، ولو كان يعقل لصدع بالحق وخسر دنياه على أن يكسب مرضات ربه ويفوز بالأخرة.
ومن الملاحظ أن هذه الأسباب هي نفس الأسباب التي تجعل اليهودي يتمسك بيهوديته والنصراني يتمسك بنصرانيته والوثني يتمسك بوثنيته.
ورأس الخطيئة وأساسها هي الثقة المفرطة بـ العلماء !
فإن الثقة المفرطة بـ العلماء لا تأتي إلا من صنفين:
صنف خبيث، إنما يتبع العلماء ويقلدهم ويحذو حذوهم لينال منهم منفعة دنيوية، إما جاه أو وظيفة أو نحو ذلك من منافع الدنيا، ولا يهمه أمر أخرته، ولا يهمه إن أصاب قول مشايخه الحق أو أخطئوه دام أنه لا يتعارض مع مآربه الدنيوية ومطامعه الماديّة، وإن أظهر خلاف ذلك وزعم أنه متبع للحق طالب له.
وصنف ساذج أحمق، يظن أن الرجل إذا أصبح عالماً استحال أن يكذب أو ينافق أو يحرّف الدين، مع أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند حسن أنه قال: "أكثر منافقي أمّتي قرّاءها" والقراء عند العرب هو ما نسميهم اليوم: العلماء!
وقد قال الله تعالى ذاماً هذا الصنف من الناس فقال تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) وقد روي بأسانيد لا بأس بها في تأويل هذه الآية أنهم علماء أهل الكتاب من اليهود والنصارى كان يحرمون على أتباعهم ما أحله الله فيحرمونه ويحلّون لهم ما حرّم الله فيحلونه فتلك عبادتهم!
وقد يظن طالب العلم خيراً في شيخه معتقداً فيه الصلاح والتقوى ومخافة الله تعالى فيكون شيخه في الحقيقة على غير ذلك ولا يعلم السرائر إلّا الله تعالى.
وكثير ممن يوصف بالعلماء لا يستحقون هذا الاسم، فالعلم ليس بكثرة الرواية والحفظ "فقط" بل من خشي الله تعالى، عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : "ليس العلم عن كثرة الحديث ، ولكن العلم عن كثرة الخشية" فإذا اجتمعت الرواية والحفظ والخشية فذلك العالم.
ومما يثبت ذلك قول سعيد بن جبير : "الخشية هي التي تحول بينك وبين معصية الله عز وجل" . وقال الحسن البصري : "العالم من خشي الرحمن بالغيب ، ورغب فيما رغب الله فيه ، وزهد فيما سخط الله فيه" .
إذاً استفدنا من النص أعلاه، أن كثرة الرواية والحفظ وسعة العارضة وكثرة المصنفات والتفاسير والشروحات ليست دليلاً على أن من وراءها عالماً، بل قد يكون ضالّاً من الضلّال، والدليل عن أبي إدريس الخولاني قال : أخبرني يزيد بن عميرة ، أنه سمع معاذ بن جبل رضي الله عنه ، يقول في كل مجلس يجلسه : " هلك المرتابون ، إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ، ويفتح فيها القرآن ، حتى يأخذه الرجل والمرأة والحر والعبد ، والصغير والكبير ، فيوشك الرجل أن يقرأ القرآن في ذلك الزمان فيقول : ما بال الناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ، فيقول : ما هم بمتبعي حتى أبتدع لهم غيره ، فإياكم وما ابتدع ، فإنما ابتدع ضلالة " .
فإذا اجتمعت الرواية والحفظ ونزعت الخشية من قلب العبد انتجت لنا دجّالاً يردّ الناس عن دين الله ويبتدع لهم البدع حتى يضلّوا كما ضلّ أهل الكتاب من قبلنا !
ولهذا كان الحذر من العلماء مطلب، قال أحد أئمة السلف المتقدمين: "إذا جئت تطلب العلم فقدم سوء الظن" فلماذا قال ذلك مع أن السلف الأوائل كانوا من أشد الناس دعوة إلى إحسان الظن بالناس؟!
والجواب: كي يحترز طالب العلم لدينه نجد هذا جليّاً في وصية ابن سيرين رحمه الله حيث قال "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم".
فيجب على طالب العلم أن لا يسيء الظن بالمشايخ والعلماء ابتداءً، ولكن يجعل هناك احتمالاً أن هذا الشيخ أو ذاك العالم عالم سوء، وأنه قد يكون من أهل الآراء الفاسدة والأهواء المضلة عن دين الله الصحيح الصريح، ليحترز لدينه من أن يُدخِل فيه ما قد يوقعه في بدعة تنقص أجره وتزيد في سيئاته، هذا إن لم يكون سبباً في إخراجه من هذا الدين الذي جاء يطلبه!
ولهذا نبّهنا النبي صلى الله عليه وسلم على هذه النقطة الهامة في قوله: "أكثر منافقي أمّتي قرّاءها" والقراء هم العلماء كما أسلفنا. في بيان واضح لخطر العلماء الذين لا يتقون الله تعالى فيما أأتمنهم عليه من دينه، فخانوا الله ورسوله وغشوّ المسلمين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من غشّنا فليس منّا".
فالعلماء مثل القنطرة التي تنقلك من ناحية إلى أخرى، فبعض هذه القناطر تنقلك إلى بساتين غنّاء وجنّات فيحاء، وهذا مثل علماء الإسلام المتبعين لكتاب ربهم وهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم ما استطاعوا لا يخافون في الله لومة لائم ولا يرجون من الناس جزاءً، وهؤلاء العلماء أقل من القليل ولا يهتدي إليهم إلى من أراد الله به خيراً، وبعض هذه القناطر ينقلك إلى صحراء مقفرة، فقد تنجو منها وقد تهلك فيها ضماً وجوعاً، وهذا مثل العلماء الذين اختلط عندهم الحق بالباطل، فقد تنجو من صحراءهم وقد تهلك فيها ضمأً وجوعاً للحق، وهؤلاء مثل المرجئة المتلبسين بمذهب أهل السنة ومنهج السلف، الذين يدعونك إلى تعظيم العلماء وتقديسهم وإن كانوا مبتدعة ضلال، ويزعمون أن كل من شهد الشهادتين فهو مسلم وإن جاء بجميع النواقض فهو عندهم معذور بالجهل، وبعض هذه القناطر تنقلك إلى مزابل تهلك فيها، وهذا مثل علماء أهل البدع والزيغ والضلال مثل: الأشاعرة والماتريدية والإباضية والصوفية والرافضة.
لذلك وحتى نتفادا الوقوع في هذه المزالق، يجب علينا اللجوء إلى الله تعالى وحده عملاً بقوله تعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي كلكهم ضال إلّا من هديته فاستهدوني أهدكم" فالهداية ملك الله وحده لا شريك له فلا تطلب إلا منه كما أمرنا، ثم هو سبحانه إذا علم منّا الصدق والإخلاص هدانا بأي سبب شاء، المهم أن تقطع علائقك بكل ما سوى الله من علماء وكتب وأشرطة وغير ذلك، وتخلص اللجوء إلى الله تعالى لعل الله يمن عليك بالهداية فضلاً منه وكرماً ورحمة.
والله الهادي إلى سواء السبيل.







 
قديم 11-04-19, 06:32 PM   رقم المشاركة : 2
نجلاء الاحساء
عضو ذهبي








نجلاء الاحساء غير متصل

نجلاء الاحساء is on a distinguished road


قال المعلمي رحمه الله في كتابه / التنكيل







الصور المرفقة
 
التوقيع :
اسلك سبُل الهدى ، ولايحزنك قلة السالكين ، وتجنب سبُل الضلاله ، ولايغرك كثرة الهالكين .
من مواضيعي في المنتدى
»» الحق ماتلحق : الرسول بالسودان
»» نسف كل شبهات رشيد وزكريا بطرس حول النبي صل الله عليه وسلم (ولادته ونسبه)
»» معمم كبير يفضح متاجرة المعممين بإسم الحسين رضي الله عنه
»» المترفض التيجاني يكفر الرافضة ويكفرونه في احد غرفهم
»» اسانيد روايات الرافضة في كَرَاهِيَةِ او حرمة صَوْمِ عاشورا
 
قديم 15-03-20, 03:18 PM   رقم المشاركة : 3
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:10 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "