بِسْمِ الْلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
الْحِجَابِ لُغَةً:
الْسَّتْرَ وَالْحَيْلُوُلَةُ وَالْمَنْعِ .
وَحِجَابَ الْمَرْأَةِ شَرْعا:
هُوَ سِتْرٌ الْمَرْأَةِ جَمِيْعُ بَدَنِهَا وَزِيْنَتَهَا، بِمَا يَمْنَعُ الْأَجَانِبِ عَنْهَا
مِنْ رُؤْيَةِ شَيْءٍ مِنْ بَدَنِهَا أَوْ زِيْنَتِهَا الَّتِيْ تَتَزَيَّنُ بِهَا
وَيَكُوْنَ اسْتِتَارِهَا بِالْلِّبَاسِ وَبِالْبُيُوّتِ.
أَمَّا سَتَرَ الْبَدَنِ:
فَيَشْمَلُ جَمِيْعِهِ، وَمِنْهُ الْوَجْهِ وَالْكَفَّانِ
وَأَمَّا سَتْرُ زِيْنَتِهَا :
فَهُوَ سِتْرٌ مَا تَتَزَيَّنُ بِهِ الْمَرْأَةُ، خَارِجا عَنْ أَصْلِ خَلَقْتَهَا
وَهَذَا مَعْنَىً الْزِّيْنَةِ فِيْ قَوْلِ الْلَّهِ تَعَالَىْ:
{وَلَا يُبْدِيْنَ زِيَنَتَهُنَّ} [الْنُّوْرِ: 31]،
وَيُسَمَّى: الْزِّيْنَةِ الْمُكْتَسَبَةِ، وَالْمُسْتَثْنَىً فِيْ قَوْلِهِ تَعَالَىْ:
{إِلَا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [الْنُّوْرِ: 31]،
هُوَ الْزِّيْنَةِ الْمُكْتَسَبَةِ الْظَّاهِرَةِ، الَّتِيْ لَا يَسْتَلْزِمُ الْنَظَرَ إِلَيْهَا
رُؤْيَةِ شَيْءٍ مِنْ بَدَنِهَا، كَظَاهِرِ الْجِلْبَابِ ـ الْعَبَاءَةَ ـ وَيُقَالُ:
الْمُلَاءَةِ، فَإِنَّهُ يُظْهِرُ اضْطِرَارا، وَكَمَا لَوْ أَزَاحَتْ الرِّيَحُ الْعَبَاءَةَ عَمَّا تَحْتَهَا مِنَ الْلِّبَاسِ، وَهَذَا مَعْنَىً الِاسْتِثْنَاءِ فِيْ قَوْلِ الْلَّهِ تَعَالَىْ:
{إِلَا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} [الْنُّوْرِ: 31].
أَيُّ: اضْطِرَارا لَا اخْتِيَارا، عَلَىَ حَدِّ قُلْ الْلَّهُ تَعَالَىْ:
{لَا يُكَلِّفُ الْلَّهُ نَفْسا إِلَا وُسْعَهَا} [الْبَقَرَةِ: 286].
دَعَانِيْ لِلْكِتَابَةِ هُنَا دَاعٍ عَظِيْمٌ وَشَرٌّ بُلِيْنَا بِهِ مِنْ خَرْقَاءَ
فَارِغَةُ مُقَلَّدَةً لَيْسَ لَهَا ضَمِيْرَ يَحْكُمُهَا وَلَا عَقْلَ يُلْجِمُهَا
لِمَا تَمْتَطِيهْ مِنَ الْسَّفَاهَةِ وَالْبَلاهَةً وَسُوْءِ الْنَّقَاهَةْ
تَقَلَّدَهَا الْشَّيْطَانُ فَتَمَكَّنَ مِنْهَا وَجَعَلَهَا بِضَاعَتَهُ الَّتِيْ لَا تَكْسُدْ وَلاتَبُوّرِ
سِلْعَةً الْشَّيْطَانُ الَّتِيْ أُنْتِجَتْ مُتَرَدِّيَةٍ الْأُمَّةِ ونَّطَيحْتِهَا
وَأَخْرَجَتِ لَنَا جِيْلٍ مُشَوَّهٌ مِنْ إِعْدَادِ الْغَافِلَاتِ الْمُستُغَفِلَاتِ
إِنَّ تَرْكِيْزِنَا عَلَىَ نُقْطَةِ إِخَتِلاطَ الْنِّسَاءِ بِالْرِّجَالِ كَاشِفَاتُ سَافِرَات يَتَكَدَّسُ عَلَىَ جِلْدَةِ
وُجُوْهَهُنَّ الْقَبِيْحَةِ الَّآَفٍ الأَطِنَانَ مِنْ الْجِبْسُ الْمُلَوَّنَ هُوَ أَوَّلُ الْطَّرِيْقِ لِفَكِّ عُرَىً الْأَدَبِ عُرْوَةَ عُرْوَهْ
وَهُنَا نَحْتَاجُ إِلَىَ جُرْعَاتِ تَوْعِيَةٌ صَوْتِيَّةٌ وَكِتَابِيَّةٌ عَبْرَ الْمِذْيَاعِ وَالتِّلْفَازِ
نَحْتَاجُهَا فِعْلَا لَكِنْ ! بِمَنْ نَثِقُ ؟
حَتَّىَ ظَهَرَ عَلَيْنَا مُؤَخَّرَا نِسَاءْ لَا يُمِّثْلْنَنا فِيْ دِيْنِنَا فَحَسْبُ بَلْ وَلَا يُشَبِّهُنَنا : مُمْتَطيّاتِ صَهْوَةَ
الْإِعْلَامِ سَافِرَاتِ الْوُجُوْهِ وَحَاسَرَاتِ الْرُّؤُوْسِ يَتَشَدَّقّنَ بُمُطالَبَتِهُنَ الْظُّهُورِ فِيْ الْبَرَامِجِ وَالْلِّقَاءَاتِ
الْمُخْتَلَطَةِ تُلَامِسُ سَاقَهَا سَاقٍ مَنْ يَجْلِسُ بِالمَقَعدّ الَّذِيْ يَلْتَصِقُ بِهَا مِنَ الْرِّجَالِ
يَتَحَدَّثْنَ بِلِسَانِ الْمَرْأَةُ الْسُّعُوْدِيَّةِ وَيُطَالبُنَ بِفَكِّ عُرَىً الْفَضِيْلَةِ
وَفَجٍّ مِصْرَاعٍ الْإِخْتِلَاطْ وَمُزَاحَمَةَ الْرِّجَالِ وَيُنَادِينَ بِمُحُدَثَاتِ الْأُمُورِ
لِأُوْلَئِكَ وَمُقَارَعَةَالرِجَالَ مُسْتَهْلَكَةٌ حِشْمَتِهَا وَوَقَارَهَا هَؤُلَاءِ الشيعيّاتِ الْمُتَشَدَقَاتِ الَّذِيْنَ يُرِيْدُوْنَ
لِـ رّبِيِّبَاتِ الْطُّهْرِ وَالْعِفَّةِ أَنَّ يَخْرُجْنَ مِنْ عَبَاءتِهُنَ وَ يَتَّخِذْنَ الْسُّفُوْرَ دَيْدَنا .
تُنَادِيْ بِوَأْدِ الْأُصُولِ وَنُشِرَ مَاشِذِ وَكَانَ دَخِيْلٌ عَلَىَ مُجْتَمَعِنَا وَتَصْرُخُ فِيْ مَحَطَّاتُ الّـ "LBC"
نَحْنُ سَاوَانَا الْإِسْلَامِ بِكُمْ فِيْ الصَّلَاةِ وَالْصَّوْمِ وَالْجَزَاءُ وَالْعِقَابِ ..!
فَلَمَّا تُرِيْدُوْنَ مِنَّا أَنْ نَتَحُجِبُ ..!!؟
أَنَّهَا تُرَىْ الْحِجَابِ عَادَةً بَالِيَةً وَالْحِشْمَةِ وَالْقَرَارَ فِيْ الْبَيْتِ عُبُوْدِيَّةِ وَرَقِ
وَتُخْرِجُ تُمَشِّطُ الْأَسْوَاقِ وَتَجْعَلُ لَهَا فِيْ كُلِّ شَارِعٍ وَرَصِيفٍ بَصْمَةُ
تَجِدْهَا فِيْ كُلِّ قَارِعَةِ طَرِيْقٍ وَفِيْ كُلِّ زِقَاقٍ
وَفِيْ الْمُنْتَزَهَاتِ وَالْأَسْوَاقِ ضَالَّةُ مُضَلّةً تَعْتَلِيَ وُجُوْهَهُنَّ بُقَعَ الإِسْوِدَادِ وَالْجُهْمَةُ
وَمَنْ مِنْبَرِ "الْمَرْأَةُ الْسُّعُوْدِيَّةِ الْسُّنِّيَّةِ الْنَّقِيَّةُ" الَّتِيْ تَتَشَرَّفُ بِرَفْعِ الْوَثِيقَةَ لِأَجْلِ الْأَجْيَالِ الْقَادِمَةِ
فَالقَضِيَّةُ تَتَعَلَّقُ بِأَقُطَّابِ عِدَّةَ وَنَحْنُ أَهُمْ تِلْكَ الْأَقْطَابِ وَسَّيِّدَاتِهَا " وَنَحْنُ إِيَضَا لَّانُرِيْدُ عَرَضَ
وُجُوْهَنَا كَسَبَايَا فُرْسَ وَغَنِيّمَةُ حَيْدَرْ لِكُلِّ سَاقِطٍ وَلَاقِطْ " وَمَا أدْعِيَاء السفُور إلاَّ كَالزَّبَدِ يَذْهَبُ جَفَاءً
وَيَبْقَى أرْبَابُ الحِشمْة مَنَارَة يَهْتَدِي إليْهَا ذَوِي البَصَائِر وَالألْبَاب ..!
نَحْنُ بُنَيَّاتِ هَذَا الْبَلَدَ الْأَمِيْنُ وَرّبِيِّبَاتِ الْمَنْهَجِ الْقَوِيمِ عَلَىَ صِرَاطِ الْحُكْمُ الْمُسْتَقِيْمَ
نَشَأْنَا فَيْ ظِلِّالٍ الْمَبَادِئِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَتَرَبِيْنَا عَلَىَ الإمْتِثَالَ وَالْوَلَاءِ
وَالْطَّاعَةِ لِلَّهِ ثُمَّ لرسُوْلّةً وَوُلَاةُ الْأَمْرِ كَمَا أَنَّ الْإِسْلَامَ مُخَبَّأً الْنِّسَاءِ الْجَامَحَاتِ
الْلَّوَاتِيْ تَفْخَرُ بِهِنَّ كَأُخْتْ وَبِنْتْ وَزَوْجَةٌ وَأُمُّ
سَلَيلَاتِ الْمَجْدِ وَحَفيدَاتِ عَائِشَةَ وَفَاطِمَةَ ..
نِسَاءْ لايَرْتَضِينَ مَاتَداولتِهُ أَجْهِزَةَ سَاقِطَات الإِعْلامِ عَلَىَ أَلْسِنَتِنَا وَأَنَا لا نَقْبَلُ أَنَّ يُمَثِّلْنَا أَحَدٌ ..
فَمُنْذُ قِيَامَ الْدَّوْلَةِ الْسُعُوُدِيَّةُ الْأُوْلَىْ عِنَدَمّا تَحَالُفٌ الْشَّيْخُ الْمُجَدِّدُ/مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِالْوَهَّابِ
رَحِمَهُ الْلَّهُ مَعَ وَالِدُنَا الْإِمَامِ/مُحَمَّدٍ بْنِ سُعُوْدٍ طَيَّبَ الْلَّهُ ثَرَاهُ
عَلَىَ تَطْبِيْقِ الْشَّرِيْعَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَالْقَضَاءِ عَلَىَ الْبِدَعِ فِيْ الْدِّيْنِ
وَلَمْ تَكُنْ هَذِهِ الْدَّعْوَةِ مَذْهَبَا جَدِيدَا أَوْ حَرَكَةٍ دِيْنِيْةٌ خَاصَّةً بِالْمِنْطَقَةِ
وَإِنَّمَا هِيَ دَعْوَةٌ قَائِمَةً عَلَىَ مَا كَانَ عَلَيْهِ الْسَّلَفُ الْصَّالِحُ
مِنْ حَيْثُ الِالْتِزَامِ بِمَبَادِئِ الْدِّيْنِ الْإِسْلَامِيِّ وَشَرَائِعِهِ
وَحَظِيَتْ هَذِهِ الْدَّعْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ الْخَالِصَةِ بِالْتَّمْكِيْنِ وَالِانْتِشَارِ
نَتِيْجَةَ لِتَّأْيِيْدِ الْإِمَامِ مُحَمَّدٍ بْنِ سُعُوْدٍ
الَّذِيْ أُسِّسَ الْدَّوْلَةِ الْقَادِرَةَ عَلَىَ حِمَايَتَهَا وَنَشَرَهَا فِيْ عَهْدِهِ
وَفِيْ عَهْدِ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُ مِنْ أُسْرَتِهِ .
وَأَنِّيَ أَعْلَمُ عِلْمَ الْيَقِينِ كَمَا إِنَّهُ لَايَخْفَىَ عَلَيْكُمْ كَمْ عَقِيْرَة سَتَرْتَفِعُ لتَتَّهِمْنا بِالْرَّجْعِيَّةِ وَالظَلامِيّةً
الْفِكْرِيَّةُ بَعْدَ هَذَا الْمَقَالْ وَفِيْ هَذَا الْمَقَامِ أَقُوْلُ لَهُمْ :
[ وَوُجُوْهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ] * ..
تَحِيَّةً الْإِسْلَامِ