العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > منتدى فضح النشاط الصفوى > منتدى نصرة سنة سوريا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-07-20, 12:53 PM   رقم المشاركة : 1
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


مستجدات الهيمنة والقمع في سوريا

لم يدرك حافظ الأسد يوما أهمّية الاقتصاد والدور الذي كان يمكن لرجال الأعمال السوريين لعبه على صعيد سوريا نفسها والمنطقة كلّها. لم يكن كافيا المحافظة على النظام كي يصبح ممكنا المحافظة على البلد. النظام شيء والبلد شيء آخر. هذا ما لم يدركه حافظ الأسد الذي عرف كيف يطوّع السوريين ويجعل من نفسه شبه إله في بلد متنوّع كان مفترضا أن يكون احد أهمّ بلدان المنطقة بسبب ثرواته الطبيعية من جهة والثروة الإنسانية من جهة أخرى.

برع حافظ الأسد في استغلال نقاط الضعف عند خصومه، مثلما برع في استخدام القمع والقسوة حيث يجب والذهاب إلى أبعد حدود في المرونة متى دعت الحاجة إلى ذلك. هل من مرونة اكبر من تلك التي أظهرها حافظ الأسد، قبيل وفاته، عندما اضطر إلى طرد الكردي التركي عبدالله أوجلان من الأراضي السورية بعدما هدّد الأتراك بأن جيشهم سيدخل الأراضي السورية من حلب ويخرج من الجولان؟

لعب حافظ الأسد كلّ الأوراق التي امتلكها بحنكة. كان وزيرا للدفاع عندما احتلّت إسرائيل الجولان في العام 1967. كوفئ على ذلك، بأن أصبح رئيسا لسوريا في شباط – فبراير 1971 بعد نجاح “الحركة التصحيحية” التي قادها في 16تشرين الثاني – نوفمبر 1970. لم يكتف بالتخلّص من خصومه، بل سجنهم طويلا ولم يطلق أيّا منهم إلّا بعدما تأكّد أنه صار على شفير الموت. هذا ما حصل مع صلاح جديد (توفّي في سجن المزّة) ويوسف زعيّن وغيرهما. كان حافظ الأسد رجلا من دون قلب وراء ضحكة هادئة وأعصاب فولاذية. لعلّ نجاحه الأوّل كان في الإمساك بالطائفة العلوية وسقوط كلّ رهانات خصومه على أنّ في استطاعتهم الرهان على منافس له من داخل الطائفة. جعل من السجين صلاح جديد ومن محمّد عمران الذي أرسل من يغتاله في طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني في العام 1972، أمثولة لكلّ من يريد أن يعتبر.

في مرحلة لاحقة، صار، على من لم يقتنع بعد بأن لا فائدة من الدخول في مواجهة مع حافظ الأسد، أن يتذكّر مدينة حماة وما حلّ بها وبأهلها في العام 1982. لكنّ الإنجاز الأكبر لحافظ الأسد، كان على الصعيد الخارجي. استخدم الفلسطينيين أفضل استخدام كي يحتلّ لبنان ويضع المسيحيين تحت رحمته قبل أن ينتفض هؤلاء مجددا بعد اكتشافهم أنّ حلف الأقلّيات ليس في مصلحتهم، خصوصا أنّه كان عليهم أن يكونوا تابعين للرئيس السوري العلوي في إطار هذا الحلف. بدأ حافظ الأسد عهده اللبناني باغتيال الزعيم الدرزي كمال جنبلاط في العام 1977 عن طريق الضابط العلوي إبراهيم حويجة. كان اغتيال الزعيم الدرزي رسالة إلى كلّ الزعماء اللبنانيين بأنّه صارت لديهم مرجعية في دمشق. من لم يرضخ، جرى تأديبه على طريقة حافظ الأسد. اغتيل بشير الجميّل في 1982 ثم اغتيل رئيس الجمهورية الآخر رينيه معوّض في 1989… أمّا التنكيل بالزعماء السنّة، فحدّث ولا حرج…







 
قديم 06-07-20, 12:26 PM   رقم المشاركة : 2
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


يجمع سياسيو الدول الفاشلة من مثل العراق ولبنان على أن الفساد هو السبب الذي يقف وراء ذلك الفشل. وهو فشل يجعل من تلك الدول موضع سخرية. كأن تلجأ دولة ثرية مثل العراق إلى الاقتراض من أجل تسديد رواتب موظفيها أو تجد مصارف دولة عُرفت بأمنها المصرفي مثل لبنان نفسها غير قادرة على الاستجابة لطلبات المودعين.

مشكلة أولئك السياسيين أنهم يشخصون أسباب ذلك الفشل غير أنهم يقفون عاجزين أمام وضع حد لتلك الأسباب. فهم إذ يرجعون الفشل إلى الفساد لا يمكنهم الاعتراف بأن ذلك الفساد كان ولا يزال من صنعهم. لا يمكنهم النظر في مرآة الفساد لأنه لن يروا سوى صورهم. ستكون تلك محنة سياسية تضاف إلى سلسلة محن البلد. حينها سيضحكون لأنهم يعتقدون أن المرايا تخون الحقيقة.

لا أحد من الفاسدين وهو في السلطة يمكنه أن يرى نفسه خائنا للنزاهة.

غالبا ما يقول السياسيون والحزبيون حين يغادرون السلطة “لقد أخطأنا”. وهو اعتراف لا قيمة له. ذلك لأنه لا يضع حلا للمشكلة التي لا تزال قائمة، فهو يأتي بعد فوات الأوان.

هناك تراث من الفساد وسلالات من الفاسدين.

ما يُخيف في تلك الظاهرة أنها قد تسللت إلى المجتمع باعتبارها فايروسا فأصيب المجتمع كله بوباء الفساد. المجتمع كله صار فاسدا. هناك استثناءات لن يكون أثرها واضحا وستكون مجرد بؤر مهزومة.

يرتكب السياسيون جريمة في حق المجتمع حين يظنون أن الصلح مع فسادهم لن يتم إلا حين يكون المجتمع كله فاسدا. تلك جريمة مضافة. تطبيع الفساد هو أسوأ من الفساد. وهو ما يجري من أجل أن يحمي الفاسدون أنفسهم. لقد تم إهدار أموال كثيرة من أجل أن يكون الفساد حالة طبيعية.

ثقافة الفساد مكلفة بل هي أكثر كلفة من أرقى الثقافات.

تلك ثقافة تضم مجموعة هائلة من المعلومات الملفقة المراد منها صناعة واقع افتراضي بديل للواقع الذي تقره الحقائق اليومية. ثقافة من شأن ترسيخها أن يصل بالشعوب إلى حالة من الرثاثة العقلية التي لا تتناسب مع تطور التقنيات التي تستعملها تلك الثقافة في نشر مفرداتها.

فدولة مثل إيران والتي لا أحد في إمكانه أن يفسر بأي حق يهيمن رجال الدين على البنية العقلية لشعوبها لا بد أن يكون الفساد قد اخترق مفاصلها حتى وصل إلى العظم، بحيث يحتكر جاهل بأمور الدنيا مثل خامنئي القرار السياسي فيها. يكفي المرء هناك أن يكون متفقها بالأمور الدينية لكي يحظى بتلك المكانة التي من المعقول في الوضع الطبيعي ألا يحظى بها رجل دين.

تلك ظاهرة شاذة ألقت بظلالها على الدول التي جعلها سوء حظها جزءا من المشروع التوسعي الإيراني.

فحسن نصرالله صار لا يكتفي بالتحكم بمصير لبنان عن طريق القوة بل دأب ومنذ سنوات على أن يوجه نصائح في علم السياسة من مخبئه السري. ما كان ذلك ليحدث لولا أن لبنان دولة فاسدة تمكن الفساد من الجزء الأكبر من السلوك الشعبي فيها.

لذلك فإن الأزمة المالية التي يعيشها ذلك البلد كانت متوقعة الحدوث في أي لحظة، لا لأن حزب الله قد استولى على مفاتيح النظام المصرفي حسب بل وأيضا لأن القبول بذلك الاجتياح غير القانوني كان جزءا من ثقافة تم تكريسها على المستوى الشعبي.

وإذا ما ذهبنا بعيدا، إلى فنزويلا بالتحديد. ينظر البعض إلى تلك الدولة باعتبارها نموذجا للثورة الدائمة. لا يقيم ذلك البعض المتحمس لأفكاره الثورية وزنا للمعادلة التي يشكل طرفيها دولة ثرية بالنفط وشعب فقير من أجل ألا يعترف بأن هناك فسادا يفوق المعدلات الطبيعية يفتك بتلك الدولة التي ابتليت بكراهية الولايات المتحدة.

ثقافة الفساد تجعلنا لا نرى الحقيقة بكل وجوهها.

فنزويلا دولة يحكمها الفساد وما انتشار الجريمة المنظمة إلا انعكاس لفساد أجهزة الدولة. لا تنفع الشعارات المعادية للإمبريالية العالمية في التغطية على ذلك الفساد.

المؤسف في الأمر أن الأحزاب والتيارات السياسية التي ترفع شعارات ضد الولايات المتحدة باعتبارها رأس حربة النظام الرأسمالي هي التي أشاعت ثقافة الفساد فصار المرء يشعر كما لو أن النضال من أجل إقامة نظام عالمي عادل قد سممه الفاسدون وألحقوا بسمعته ضررا لا يمكن أن يُمحى.

ف ا ر و ق ي و س ف







 
قديم 06-07-20, 12:37 PM   رقم المشاركة : 3
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


في ظلّ الفراغ السياسي الذي يعاني منه لبنان، استطاع “حزب الله” وضع يده على الثورة الشعبية التي اندلعت في السابع عشر من تشرين الأول – أكتوبر 2019، وهو يريد استخدامها خدمة لمآربه.

يعتقد الحزب، ومن خلفه إيران التي يهمّها إنقاذ النظام السوري، ولا شيء آخر غير ذلك، أن لبنان ورقة وأنّ هذه الورقة يمكن أن تستخدم في الحملة التي تشنّها “الجمهورية الإسلامية” من أجل التخلّص من العقوبات الأميركية. هذا ما يفسّر ذلك التركيز على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعلى النظام المصرفي اللبناني.

يظنّ “حزب الله” أن رياض سلامة والنظام المصرفي يمكن استخدامهما في إطار المواجهة الإيرانية – الأميركية، وهي مواجهة كشفت مدى هشاشة وضع الاقتصاد في “الجمهورية الإسلامية”.

هناك منطق اللامنطق يسود في لبنان. منطق اللامنطق هذا يسود في سوريا أيضا حيث معاناة حقيقية من فقدان الدولار. وصل منطق اللامنطق في لبنان إلى درجة أن الثوّار باتوا في خدمة “حزب الله”.

يوم السبت الماضي في السادس من حزيران قمعت عناصر من “حزب الله” الثوار في شوارع بيروت وكانت تنادي “شيعة، شيعة، شيعة”. يوم الخميس في الحادي عشر من حزيران – يونيو، كانت هذه العناصر نفسها تنادي “إسلام ومسيحيي، يلعن أمّ الطائفية”.

كان مطلوبا ألّا يطالب أحد في لبنان بنزع سلاح “حزب الله”. حدث ذلك. فجأة، صارت كلّ الطوائف والمذاهب اللبنانية في صفّ واحد بمجرّد الرضوخ لما يطالب به “حزب الله”، أي بوضع لبنان في خدمة النظام السوري من جهة والسكوت على سلاحه من جهة أخرى.

كان كافيا أن يوافق رياض سلامة على ضخّ كمّية من الدولارات في السوق، كي لا تعود إقالته واردة، على حد تعبير رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، وهو أيضا رئيس حركة “أمل” التي تشكّل مع “حزب الله” ما يسمّى “الثنائي الشيعي”. سيذهب قسم لا بأس به من أي دولارات يضخّها المصرف المركزي اللبناني إلى سوريا بطريقة أو بأخرى.

نفّذت حكومة حسّان دياب، التي يبدو أن نهايتها صارت قريبة، توجيهات “حزب الله”. طوقت رياض سلامة بأربعة نواب له، على رأسهم شخص شيعي في موقع النائب الأول لحاكم مصرف لبنان. بموجب القانون المعمول به، يحلّ النائب الأول مكان الحاكم في حال استقالته أو إقالته. صار هناك سيف مسلط على رياض سلامة الذي لا يزال “حزب الله” يعتقد أنّه يهمّ الأميركيين في حين أن واشنطن غير آبهة في الوقت الحاضر بلبنان كلّه!

يذهب منطق اللامنطق في لبنان إلى حدّ اعتقاد رئيس الجمهورية ميشال عون أن في استطاعة مصرف لبنان التحكّم بسعر الدولار. هذا تبسيط للأمور وجهل في الاقتصاد والسياسة في الوقت ذاته. هناك من لا يدري أن لا شيء يحمي الدولار سوى الدولار. من أين سيأتي لبنان بالدولار لحماية سعر الصرف لعملته الوطنية.. تجاه الدولار بالذات؟ هل يعي رئيس الجمهورية ومستشاروه الأفاضل، ومعه رئيس الحكومة والوزراء، أن “حزب الله” لم يترك منفذا يستطيع أن يدخل منه الدولار إلى لبنان. هناك منافذ لخروج الدولار من لبنان، في حين أن مداخل العملة الأميركية إلى لبنان باتت مسدودة.

لم يترك “حزب الله” صديقا عربيا للبنان في وقت هناك عقوبات أميركية عليه وعلى كلّ من يتعامل معه. لا يمكن الحصول على دولار واحد من دون إصلاحات في العمق في لبنان. لو كان لبنان قادرا على مثل هذه الإصلاحات، لما كانت نتائج مؤتمر “سيدر” الذي انعقد في باريس قبل سنتين وثلاثة أشهر ومقرراته لا تزال في الثلاجة!

هناك مشكلة لبنانية اسمها الفراغ السياسي. هذا الفراغ يملأه “حزب الله” الذي أقصى ما يستطيعه تحويل لبنان إلى فنزويلا أخرى. مثل هذا النموذج يجعل كلّ لبناني يحلم بالهجرة.


مثلما يعاني لبنان من الفراغ السياسي، هناك أيضا فراغ تعاني منه سوريا. هذا عائد بكلّ بساطة إلى غياب أي وعي لدى أركان النظام إلى ما هو عليه واقع الحال. هناك بلد اسمه سوريا انهارت عملته على نحو مخيف قبل بدء تنفيذ “قانون قيصر” الأميركي ابتداء من السابع عشر من الشهر الجاري. إذا كان الدولار اختفى من السوق السورية قبل دخول “قانون قيصر” حيز التنفيذ، فما الذي يمكن توقّعه بعد أيّام قليلة؟

لا يوجد، بين أهل النظام في سوريا، من يريد مواجهة الحقيقة والواقع المتمثلين بأن النظام انتهى. لعلّ آخر دليل على ذلك، حلول الليرة التركية مكان الليرة السورية في الشمال السوري. دخلت تركيا إلى الشمال السوري ولن تخرج منه. دخلت إلى قبرص صيف 1974 ولا تزال فيها بعدما احتلت 35 في المئة من مساحة الجزيرة على الرغم من أن القبارصة الأتراك، الذين تدّعي حمايتهم، لا يشكلون سوى نسبة 18 في المئة من السكّان!

خ ي ر ا ل ل ه







 
قديم 06-07-20, 01:04 PM   رقم المشاركة : 4
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


تزامن فشل الانقلاب البعثي السوري مع اندلاع الثورة الإسلامية التي أوصلت آية الله الخميني إلى السلطة بعد الإطاحة بشاه إيران. اتخذ حافظ الأسد في حينها القرار الأخطر وهو أن يكون الظهير العربي لدولة الملالي، وكانت سوريا الدولة العربية الوحيدة التي اصطفت إلى جانب إيران في حربها ضد العراق وقد امتدت ثماني سنوات ابتداء بالعام 1980 حتى 1988.

حدث ذلك في تناقض صارخ مع شعارات الأسد التي تدعو إلى الوحدة والتمسّك بشعارات القومية العربية، تلك التي يردّدها طلاب المدارس السورية في باحاتهم كل ذات صباح تماما كما يرددها أعضاء القيادتين القطرية والقومية للبعث الحاكم كل ذات ليل.

ومن أجل تعزيز موقعه ضمن دوائر نفوذ القوى الإقليمية والدولية في المنطقة، ولكي يتحوّل إلى لاعب رئيس ومؤثر فيها، دعم تأسيس حزب الله في لبنان في العام 1982، وهو الميليشيا التي ستحمل المورّثات الطائفية وأسباب الفرقة والاحتراب الأهلي إلى الساحة العربية.

وهكذا شرع الأسد الأب بالتحكّم في مواقع النفوذ الإقليمي عن طريق تركيب الفتن وإشعال الحرائق السياسية، وذلك انطلاقا من لبنان الذي أحاله حزب الله إلى بروكسي لفك شيفرة غزو إيران العقائدي، تلاه العسكري، لسوريا والمنطقة.

أما الأسد الابن فعلاقته مع إرث والده من الأحلاف كانت أقرب إلى علاقة التابع بسيّده. فمن التوغّل المخابراتي والعسكري لإيران في عهده، إلى انتشار الحلقات التبشيرية واندلاع حركة تشيّع واسعة في صفوف الطبقات الفقيرة، إلى التدخل المباشر في رسم السياسات في قصر المهاجرين وقد سيطر على مساراتها الضباط الإيرانيون بشكل كامل، قبل أن يتقاسموا مرغمين مع موسكو هذا الامتياز، إثر التدخل العسكري الروسي المباشر في العام 2015 بطلب من بشار الأسد لقمع الثورة الشعبية وقد استعاد أبناؤها 70 في المئة من الأراضي السورية، بينما اقتربت المعارضة المسلّحة من تحرير سوريا كاملة.

اليوم، وتحت وطأة الانهيارات الاقتصادية التي يعاني منها النظامان في طهران ودمشق، ومع إصرار الولايات المتحدة على رفع مستوى هذه العقوبات لتطال كل من يدعمهما بالمال أو الموارد أو السلاح، ومع دخول قانون قيصر للعقوبات الاقتصادية على النظام السوري دائرة النفاذ، قد ينقلب السحر على الساحر بسرعة قياسية غير محسوبة من الطرفين.

إن أي انهيار في هيكلية الحكم في سوريا ستتبعه حُكما انهيارات في ولاية الفقيه الإيرانية. فالارتباط العضوي بين المنظومتين، وخضوعهما معا لعقوبات قصوى من المجتمع الدولي، قد أحالهما إلى حافات الإفلاس، وجفّفا الموارد التي كانت تُنفق على الميليشيات العابرة للحدود التي شاركت في عمليات القتل والتهجير القسري الممنهج لأبناء الشعب السوري الخارج في ثورته العادلة؛ ووصل جفاف التمويل إلى الذراع الإعلامية الدولية لإيران، وهي قناة “العالم” الفضائية الناطقة بالعربية، حيث أعلنت عن قرب إقفالها لشحّ في خزينتها.

بشائر انقطاع الموارد عن أدوات القتل والتدمير الإيرانية الداعمة لاستمرار النظام السوري، واضطرارها بالتالي إلى العودة إلى داخل حدودها لإصلاح ما يمكن إصلاحه متخلية عن دعمها للأسد المتهاوي مع سقوط سعر صرف العملة إلى الدرك الأسفل، ستكون عاقبتها قريبة


م ر ح ا ل ب ق ا ع ي







 
قديم 06-07-20, 01:07 PM   رقم المشاركة : 5
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


يس الانفعال وحده الذي ميّز الخطاب الأخير للأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله. هناك ما هو أبعد من الانفعال. هناك تأكيد مباشر فحواه أن “حزب الله” يحكم لبنان ويتحدّث باسم لبنان. لم يكن ينقص حسن نصرالله سوى قول “أنا لبنان ولبنان أنا”. هل هذا ما يريده اللبنانيون… أم لم يعد يوجد من يردّ على هذا الكلام الذي يهدّد مستقبل كلّ لبناني، بما في ذلك أبناء الطائفة الشيعية؟

لا يوجد من يردّ على كلام حسن نصرالله لسبب واحد. هذا السبب هو سلاح “حزب الله” الموجّه إلى الصدور العارية للّبنانيين. هذا ما ظهر بوضوح في أيّار – مايو 2008 لدى حصول غزوة بيروت. من احتلّ بيروت قبل اثني عشر عاما وسعى في الوقت ذاته إلى ترهيب الدروز في الجبل، لا يحقّ له الكلام عن سلاح من أجل حماية لبنان. هذا السلاح هو من أجل السيطرة على لبنان ولا شيء آخر غير ذلك. هذا السلاح تسبّب في سقوط ضحايا في بيروت والجبل. هل هناك من يريد أن يتذكّر ذلك؟

لم يكن ينقص سوى هذا التأكيد الذي تضمّنه خطاب حسن نصرالله، وهو تأكيد يفرض السياسات العامة للدولة، للإعلان رسميا أن هناك سلطة، اسمها سلطة “حزب الله”. تعلو هذه السلطة على أي سلطة أخرى. ما لم تستطع إيران قوله عشية بدء الإدارة الأميركية تطبيق “قانون قيصر” في حق النظام السوري، قاله حسن نصرالله من بيروت. قال صراحة إن لبنان محكوم بسلاح “حزب الله”، أي بالسلاح الإيراني. كان واضحا كلّ الوضوح. ورد في الخطاب الآتي: “الذي يضعنا بين خيارين، يا من قتلك بالسلاح أو بالجوع، أقول: سيبقى السلاح بين يدينا ونحن سنقتلك، سنقتلك، سنقتلك”.

في النهاية، من هي الجهة التي يريد الأمين العام لـ”حزب الله” قتلها؟ إذا كان يقصد الولايات المتحدة الأميركية، ففي الولايات المتحدة إدارة متوحّشة، منحازة فعلا إلى إسرائيل، لا يهمّها مصير لبنان وما إذا كان هناك لبنانيون يشعرون بالجوع. هذه الإدارة طوت صفحة لبنان منذ فترة طويلة ولا ترى في لبنان سوى بلد يحكمه “حزب الله”، وهو لواء في “الحرس الثوري” الإيراني عناصره لبنانية. وصفت الإدارة “حزب الله” بأنّه “إرهابي” وهي تتعاطى معه بهذه الصفة، خصوصا في ظلّ وجود “حكومة حزب الله” في “عهد حزب الله”. على من يقول إنّ هذه ليست “حكومة حزب الله” في “عهد حزب الله” الإتيان بدليل على صدور ردّ فعل من لبنان الرسمي على كلام خطير، إلى أبعد حدود، صدر عن الأمين العام لـ”حزب الله”، هو في الواقع ردّ إيراني على “قانون قيصر”. بدأت تظهر مفاعيل هذا القانون على الفور، بعد صدور لائحة أولى بعقوبات أميركية تطال شخصيات ومؤسسات سورية. قد تلي اللائحة الأولى لوائح أخرى، ربّما تضمنت أسماء لبنانيين.

بعض التواضع أكثر من ضروري هذه الأيّام. التواضع أمام الدولار المفقود أوّلا. التواضع رحمة بلبنان واللبنانيين ثانيا وأخيرا. يعني التواضع ضرورة التفكير في أن في لبنان فراغا لا مصلحة لأي لبناني في أن يملأه “حزب الله” الذي ذهب يقاتل في سوريا من أجل حماية نظام أقلّوي تعتبره “الجمهورية الإسلامية” في إيران بمثابة تابع لها.

لا يستطيع لبنان الخروج من أزمته، وهي أزمة مصيرية بكلّ معنى الكلمة، عن طريق التهديدات. يستطيع ذلك عن طريق التواضع واعتماد المنطق. المنطق يقول إن ثمّة حاجة إلى التمييز بين لبنان و”حزب لله”. أن يكون “حزب الله” هو لبنان يعني أن الكارثة الأكبر آتية على البلد وعلى أبنائه. كلّ ما عدا ذلك لا قيمة له. لا تستطيع إيران أن تساعد لبنان في شيء باستثناء إغراقه بالسلاح. أمّا الصين، فلديها حسابات خاصة بها ولا يمكن جرّها إلى الاستثمار في لبنان من دون استقرار فيه ومن دون دولار ثابت. الصين تتعاطى بالدولار ولا تعترف إلّا بالعملات الصعبة… فيما إيران تلهث خلف الدولار وتلهث خلف صفقة تعقدها مع “الشيطان الأكبر” الأميركي.

خ ي ر







 
قديم 06-07-20, 01:11 PM   رقم المشاركة : 6
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


بـ“قانون قيصر” أو من دونه، لا مستقبل للنظام السوري الذي على رأسه بشّار الأسد. هذا عائد بكلّ بساطة إلى لا مهمّة لبشّار الأسد سوى استكمال تفتيت سوريا. هل في لبنان من يعي ذلك ويعي في الوقت ذاته كيفية حماية البلد… أم أنّ هناك سباقا بين مكونات السلطة التي قامت قبل ثلاث سنوات ونصف سنة، أي منذ انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية، على كيفية تحويل لبنان إلى جزء لا يتجزّأ من الكارثة السورية؟

من الواضح، أن لبنان مصرّ على ربط نفسه بـ”قانون قيصر”. هذا ما يمكن فهمه من الخطاب الأخير لحسن نصرالله الأمين العام لـ”حزب الله” الذي شدّد فيه على رفض نزع سلاح الحزب من جهة والتأكيد أن ما يسمّى “حلف الممانعة” لن يسمح بسقوط النظام السوري.

ما فات نصرالله أن أهم ما في “قانون قيصر” الذي دخل حيّز التنفيذ الأربعاء (17-06-2020)، أن لا إعمار لسوريا ما دام بشّار الأسد في السلطة. هذا يؤكّد، بكلّ بساطة، أنّ على بشّار الأسد الرحيل عاجلا أم آجلا. مطلوب أميركيا رحيل الأسد. لذلك ترافق دخول “قانون قيصر” حيّز التنفيذ عقوبات جديدة على بشّار الأسد وعلى زوجته أسماء وعلى أقربائه وعلى شخصيات سورية أخرى. ذهب الأميركيون إلى أبعد حدود في البحث عن الشخصيات السورية التي لديها ارتباطات مباشرة بالنظام.

لكنّ السؤال الذي سيظلّ يطرح نفسه هل تهمّ سوريا بشّار الأسد، أم أن همّه محصور بالبقاء في السلطة وإظهار أنّ في استطاعته تعميم مأساة مجزرة حماة في العام 1982، أيّام والده وعمّه رفعت، لتشمل كلّ الأراضي السورية؟

من الواضح أنّ حماة تظلّ المثل الأعلى لرئيس النظام السوري. فمن مجزرة حماة، بدأ والده حافظ الأسد عهدا جديدا وحصل على تجديد للبيعة أمنته الدماء البريئة وغير البريئة التي سالت في المدينة المستباحة التي هُجّر قسم كبير من أهلها وشرّدوا بوحشية وحقد.

في عهد بشّار الأسد، صارت كلّ المدن السوريّة حماة. صارت كلّ مدينة مستباحة تحت شعار “الأسد أو نحرق البلد”، الذي تحوّل إلى عنوان لكتاب معروف يعتبر من أفضل ما وضع عن مرحلة الثورة. هذا الكتاب لصحافي أميركي من أصل لبناني هو سام داغر، عرف كيف يشرّح النظام السوري بدقّة ليس بعدها دقّة.

لا تستطيع أيّ دولة في العالم، بما في ذلك الصين وروسيا، تحمّل عقوبات أميركية على شركاتها في حال دخلت في أيّ تعاملات من أيّ نوع مع النظام السوري. إذا كان من درس لبناني يمكن استخلاصه من “قانون قيصر”، فهذا الدرس يتمثّل في كيفية الابتعاد عن النظام السوري بدل إقحام لبنان في حرب ليست حربه وتعريضه لنار لا مصلحة له في الاقتراب منها.

إذا كانت الصين بشركاتها العملاقة لا تتحمّل تبعات “قانون قيصر” وترى نفسها مجبرة على التقيّد به، فكيف الأمر بلبنان؟ سيقول كثيرون إن سوريا رئة لبنان وإنّ لا خيارات أخرى أمامه. هذا تهرّب من تحمّل المسؤولية من جهة ودليل عجز عن استيعاب ما يدور في المنطقة والعالم من جهة أخرى.

من الصعب على بشّار الأسد الاقتناع بأنّ عليه الرحيل. لا يمتلك الرجل القدرة على القيام بعملية نقد للذات. وحدهم الأذكياء يمتلكون مثل هذه القدرة التي تكشف أنّ لديهم مستوى معيّنا من الذكاء. هل ما ينطبق على بشّار ينطبق أيضا على المجموعة السياسية التي تتحكّم بالمصير اللبناني هذه الأيّام؟

أن تعرف كيف تخسر في السياسة أهمّ بكثير من أن تعرف كيف تربح. من يعرف كيف يخسر يمكن أن يربح يوما وأنّ يستفيد من أخطاء ارتكبها. لكنّ مشكلة بشّار الأسد ذات جوانب متعدّدة، بما في ذلك أنّه لا يعرف كيف يخسر. في مقدم هذه الجوانب عجزه عن استيعاب أنّ النظام الذي ورثه عن والده لم يعد صالحا. هناك سوريون فهموا ذلك. على رأس هؤلاء رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام السوري وشريكه في الثروة منذ فترة طويلة. غريب العجز اللبناني عن استيعاب هذه المعادلة وعن فهم أبعاد الخلاف داخل العائلة الواحدة التي تحكم سوريا منذ 1970.

في أساس النظام الذي أسّسه حافظ الأسد، قبل أقلّ بقليل من نصف قرن، امتلاك تلك القدرة على الابتزاز. ابتزّ العرب وابتزّ الإيرانيين، قبل أن يبتزّوه، وابتزّ الأميركيين وابتزّ الأوروبيين. هناك مرحلة انتهت في المنطقة والعالم. جاء “قانون قيصر” ليؤكّد نهاية هذه المرحلة وليؤكّد أن بشّار الأسد شخص انتهى تماما مثلما انتهى صدّام حسين يوم دخل الكويت في الثاني من آب – أغسطس 1990. ما ليس مفهوما لماذا إصرار المجموعة التي تتحكّم بلبنان على إقحام نفسها في معركة خاسرة سلفا.

يمكن في طبيعة الحال فهم موقف “حزب الله”. هذا الحزب ليس سوى ميليشيا مذهبية تشكّل لواء في “الحرس الثوري الإيراني”. لا يخفي الأمين العام للحزب ذلك عندما يقول إنّه جندي في جيش “الوليّ الفقيه”. لكنّ المستغرب غياب أي قدرة لدى “التيّار الوطني الحرّ” على استيعاب البديهيات، بما في ذلك أبعاد “قانون قيصر”. لماذا لا يتذكر لبنان مرحلة مشرفة من تاريخه أي مرحلة ما قبل اتفاق القاهرة للعام 1969؟ لبنان استطاع قبل اتفاق القاهرة المحافظة على أرضه لأنه لم يشارك في حرب 1967.

الأكيد أن الطاقم الحاكم حاليا، على رأسه “حزب الله”، لا يستطيع أخذ لبنان سوى في اتجاه كارثة أخرى كارثة “قانون قيصر”. لا بدّ من معجزة تؤدي إلى تفادي الكارثة. لكنّ هذا الزمن ليس زمن المعجزات. إنّه زمن “حكومة حزب الله” في “عهد حزب الله”، زمن يجعل من الترحّم على اتفاق القاهرة احتمالا واردا.

خ ي ر







 
قديم 08-07-20, 08:27 PM   رقم المشاركة : 7
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


مع انكشاف نظام بشار الأسد تماما، ماليا بسبب انهيار سعر صرف العملة السورية مقابل الدولار، وانسحاب الدعم الإيراني والروسي اللذين شكلا ضامنا لا يستهان به لاستمراره، وعسكريا بسبب القوات المتعددة الجنسيات الموجودة على الأرض، والتي تتقاسم النفوذ في مناطق تواجدها، بصورة تكاد تكون أبشع وأشد بأسا من التقسيم الفعلي (على مرارته).

وأخلاقيا مع بدء نفاذ قانون قيصر، وانتشار صور عشرات الآلاف من المعتقلين الذين قضوا في معتقلات الأسد تحت التعذيب، لمجرّد أنهم حملوا رأيا سياسيا مخالفا وآمنوا بالحريات والعدالة الاجتماعية وحكم الشعب؛ مع هذا الانكشاف غير المسبوق منذ وصل الأسد الأب إلى السلطة في العام 1971، سيكون مصير الأسد ونظامه معلّقا بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية، في شهر نوفمبر القادم، وسيرتبط بالعقيدة السياسية للمرشّح الفائز.

في حال فاز بالرئاسة الأميركية الديمقراطي جو بايدن، فإن نظام الأسد سيشهد انفراجا كبيرا، مرافقا بانفراجات ستحدث في العلاقات الأميركية مع طهران، وهو من كان نائبا للرئيس باراك أوباما على امتداد ثماني سنوات. فإدارة أوباما هي من تفاوضت مع طهران لإبرام الاتفاق النووي في فيينا في العام 2015، ما رفع الضغوط بشكل كبير على حكومة طهران، وأمّن لها موارد مالية من أصولها التي كانت مجمّدة وغير قابلة للتداول، الأمر الذي ساهم في بروز حالة من الانتعاش المالي والاستقرار السياسي في الداخل الإيراني، غابت تماما مع وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض.

وقد كان لانسحاب ترامب من اتفاق فيينا النووي، وإعادة فرض العقوبات على إيران، أثر رجعي على مكاسب إيران في ما قبل هذا الانسحاب، وكذلك على قدرتها في دعم الحليف الأهم في دمشق. وحدث أن عُلّق خط الائتمان المالي الذي كان مفتوحا بين دمشق وطهران، ما أدّى إلى انهيار حقيقي في إمداد النفط الذي كانت حكومة دمشق تعتمد على إيران في تغذيته.

أما روسيا، وقد أتمّت صفقتها الاستراتيجية على حساب الأرض السورية والسيادة الوطنية، باستئجارها لقاعدة عسكرية على امتداد المياه الدافئة في المتوسط، في ميناءي طرطوس واللاذقية من الساحل السوري، ولمدة 49 عاما قابلة للتجديد، في حين يرتبط الرئيس الروسي بوتين بعلاقات جيدة مع إدارة الرئيس ترامب، فسيجد نفسه في حال فوز الأخير بفترة رئاسية لأربع سنوات قادمة، بحلّ غير مشروط من دعمه لبشار الأسد الذي سيتحوّل إلى عبء باهظ عليه، ويتحوّل إلى مادة منتهية الصلاحية.


م ر ح ا ل ب ق ا ع ي







 
قديم 13-07-20, 03:43 PM   رقم المشاركة : 8
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


على الحدود بين سوريا ولبنان، أي بين نقطتي المصنع اللبنانية وجديدة يابوس السورية، ومنذ أكثر من سبعة أيام، هناك مئات المواطنين السوريين العالقين. نساء ورجال وأطفال وشيوخ تقطعت بهم السبل في لبنان فاتجهوا إلى بلدهم، اجتازوا نقطة الحدود اللبنانية وهم يعرفون أنه لا سبيل للعودة إلى لبنان، لكنهم منعوا من الدخول إلى بلادهم سوريا.

سبعة أيام بلياليها أمضاها هؤلاء بلا مأوى ودون أي مساعدات من أي جهة محلية أو دولية. لا أحد يعلم بهم ولم يعرف بهم البقاعيون إلا من خلال سائقي الشاحنات العابرة الذين بادروا إلى تزويدهم بالقليل من الطعام والماء.

عمال بلدية مجدل عنجر الذين ينقلون النفايات إلى مكب قريب بادروا إلى نقل بعض المساعدات والأغطية لهم، لكن لا يمكنهم تمرير كميات كافية أو بشكل يومي عبر معبر دولي رسمي في نقطة المصنع اللبناني.

العالقون الممنوعون من الدخول إلى بلدهم بحجة الحجر الصحي (!) منعا لتفشي وباء كوفيد – 19، يقبعون إلى جانب الطريق الدولية التي تصل بيروت بدمشق حيث لا يعبر أحد سوى بعض شاحنات النقل الخارجي، لكنهم يراقبون سيارات حزب الله بمن فيها من مقاتلين تدخل سوريا وتغادرها بلا أي معوقات، في حين يمنع عليهم الدخول إلى بلادهم رغم تأكيدهم أنهم سيلتزمون الحجر المنزلي للمدة المطلوبة مهما طالت لو أتيح لهم ذلك.

بعد هذه السنوات الطويلة من المآسي والمجازر، يدرك السوريون أن لا مجيب لاستغاثاتهم، فيواجهون مصيرهم بصمت، يواجهون موتهم دون أن يطرقوا جدران الخزان

ما من جهة أو منظمة إغاثية أو إنسانية تدخلت لإنقاذ أو مساعدة هؤلاء رغم تردي صحة بعضهم وهم في العراء يفتقدون حتى إلى ماء الشرب.

أما النازحون على الحدود التركية نتيجة المعارك الأخيرة والهجمات الواسعة التي تعرضت لها مناطق ريف حماة الشمالي وأرياف إدلب وحلب، فقد منعت عنهم المساعدات الإنسانية بعد الفيتو الروسي الأخير في مجلس الأمن. مئات الآلاف من المواطنين السوريين الذين شردوا من بيوتهم يقبعون في مخيمات غير صالحة للسكن الآدمي تمنع عنهم المساعدات بقرار روسي. مخيمات مكتظة بالبشر لا تستطيع حمايتهم من حر الصيف فكيف لها أن تقيهم من برد الشتاء القادم وعواصفه؟ إنها مجزرة بحق مئات الآلاف من المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة، بل إنها إبادة جماعية تتحمل مسؤوليتها قبل روسيا وتنظيم الأسد وميليشيات نظام الملالي في طهران، منظمة الأمم المتحدة والمنظمات المتفرعة عنها المختصة بحقوق الإنسان والإغاثة والصليب الأحمر الدولي.

في الشمال الشرقي من سوريا وتحديدا مدينة الحسكة ومحافظتها، أوقف الاحتلال التركي مياه الشرب الذي تزودها بها محطة علوك التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل التابعة لها، ما حرم مئات الآلاف من السوريين من المياه في فصل الحر والجفاف. كيف تُمنع المياه عن مدن وقرى بأكملها؟ أين منظمة الأمم المتحدة والمنظمات المتفرعة عنها من هكذا جرائم ترتكب بحق مواطنين مدنيين في ظل كل ما تعانيه المنطقة من أهوال أمنيا واقتصاديا ومعيشيا وصحيا في زمن كورونا؟

نعم، لقد تُرك الشعب السوري وحيدا يشهد إبادته المستمرة على مدى أكثر من تسع سنوات على أيدي الجلادين المحليين والميليشيات الداعمة لهم وعلى أيدي قوى الاحتلال والمنظمات الإرهابية في حين تتنافس تلك الضباع على تركته قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.


ع د ي د ن ص إ ر







 
قديم 15-08-20, 12:28 AM   رقم المشاركة : 9
سيد قطب
عضو ماسي






سيد قطب غير متصل

سيد قطب is on a distinguished road


الفرس يشتروا عقارات الشام، ويشيعوا الناس

في حلب وريفها يتم شراء العقارات المحيطة بمطار النيرب الدولي - وفي محيط قلعة حلب - وفي منطقة - الموكامبو - وحلب الجديدة - والشهباء -محول منطقة الشيخ نجار وفي أحياء : الزبيدية - والإذاعة - ونبل -- والزهراء ...
وفي محافظة دير الزور ينتشر سماسرة الإحتلال الفارسي لشراء العقارات خصوصاً في مدن - البوكمال - والميادين - وفي بلدات : صبيخان -- والطوب - والموحسن --وحطلة - والصالحية وقرب آبار النفط
ولم يترك عملاءنظام ملالي طهران الصهاينة الإيرانيون في حرس الثورة أوفي الباسيج المخابرات الإيرانية والميليشيات العسكرية الطائفية المحتلة .ومعهم فروع مخابرات نظام القتلة واللصوص الأسدي..لم يتركوا وسيلة إجرامية خبيثة إلا وإستخدموها لتشييع سكان سورية ولبنان والعراق وفلسطين أو تهجيرهم أو إبادتهم وحرق منازلهم أوأسواقهم ومصدر عيشهم ..
وفي آذار 2018 تعرضت عدة منازل ومحال تجارية في دمشق القديمة لحريق كبير ..متعمد وأهملت مصلحة إطفاء الحرائق العريقة في القدم في دمشق القيام بواجبها في إطفاء الحرائق...وسبق ذلك تهديد أصحاب المنازل والمحال التجارية وتلقي تهديدات سافرة إذا لم يبيعوا عقاراتهم ..وهذا ما فضحته سيدة دمشقية تمكنت من الفرار من المنطقة .
وأضافت السيدة الدمشقية المحترمة التي طلبت عدم الكشف على إسمها...
إن عمليات البيع والشراء لمنازل دمشق القديمة التي يطمح الإيرانيون والقرداحيون الصهاينة شراءها بربع قيمتها بين أسعار المنازل التي إرتفعت في النظام الأسدي إلى عشرين ضعفاً عن أسعارها في خمسينات وستينات القرن الماضي ..تتم هذه العمليات عبر أشخاص معروفين ومشهورين بتجارة العقارات في حي الأمين الشيعي المعروف بدمشق ..,هؤلاء السماسرة المختارون يتجولون في أحياء المدينة لبث الشائعات الطائفية بين الناس لإخافتهم ودفعهم لبيع منازلهم .كما قالت إنها باعت منزلها بأقل من ثمنه الحقيقي ب 50 % لتنجو من الحريق أو الإغتصاب ..
وأخيرا إستمرتعّرض منازل دمشق القديمة أو محالها التجارية التي رفض أصحابها بيعها للحريق العمد الذي مرّ دون عقاب أوحتى تحقيق ..كحريق المنازل في شهر تموز 2019 الماضي في دمشق القديمة - وأخيراَ حريق سوق البزورية خلف الجامع الأموي بدمشق ..... وعدم متابعة التحقيق القضائي







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:05 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "