بمناسبة موضوع التقريب أحببت أن أنقل ما ورد في مقدمة كتاب (الفكر التكفيري عند الشيعة حقيقة أم افتراء) لمؤلفه عبدالملك الشافعي , والتي نقل فيها اعتراف أبرز علمائهم وكتابهم بأن هدفهم من دعوة التقريب هو نشر مذهبهم في أوساط أهل السنة ، وإليكم نص كلامه:
[ وهم من أبعد الناس عن أن يتجهوا نحو تحقيق هذه الوحدة ولو خطوة واحدة .. بل أن الحقيقة المرّة التي تغمّ كل من يقف عليها هي أن الإمامية استخدموا مثل هذه الدعوات –كدعوة التقريب بين المذاهب- وسيلة سهلة لنشر معتقدهم بين صفوف أهل تلك المذاهب من أهل السنة وإيجاد موطئ قدم لهم في بلدانهم ( وما يلي ذلك من غرسٍ لبذور هدم أصول تلك المذاهب أو مسخ صورتها في أنظار معتنقيها ) .. وها هو فيلسوفهم مرتضى مطهري يبين أن الغاية الأساسية من مثل مشاريع التقريب تلك هو ذاك ، ويؤكد عليه بقوله في كتابه " الإمامة " ( ص28-29 ) : [ إنَّ ما ننتظره على خط الوحدة الإسلامية أن ينبثق محيط صالح للتفاهم المشترك لكي نعرض ما لدينا من أصول وفروع، تضّم ما نحمله من فقه وحديث وكلام وفلسفة وتفسير وأدبيات، بحيث يسمح لنا ذلك الجو أن نعرض بضاعتنا بعنوان كونها أفضل بضاعة،حتى لا يبقى الشيعة في العزلة أكثر، وتنفتح أمامهم المواقع المهمة في العالم الإسلامي،ثم لا تبقى الأبواب مغلقة أمام المعارف الإسلامية الشيعية النفيسة ] ، ثم يعود ليؤكد أن هذا هو عين الهدف الذي كان يسعى لتحقيقه آيتهم العظمى البروجردي من وراء رفعه شعار التقريب والدعوة إليه ، مبيناً مقدار النجاح الذي حققه في هذا المجال فيقول ( ص30 ) : [ ما كان يُفَكِّر به المرحوم آية الله العظمى البروجردي على الخصوص، هو إيجاد الأرضية المناسبة لبثّ معارف أهل البيت ونشرها بين الإخوة من أهل السنة، وكان يعتقد أن هذا العمل لا يكون إلاّ بإيجاد أرضية التفاهم المشترك، والنجاح الذي أحرزه المرحوم البروجردي -جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء- في طبع بعض كتب الفقه الشيعي في مصر من قبل المصريين أنفسهم، إنما كان على إثر هذا التفاهم الذي انبثق، وكان ذلك أهمّ نجاح حققه علماء الشيعة ] .
وهاهو أيضاً كاتبهم جعفر الشاخوري البحراني يدعو إلى اعتماد هذا النهج الملتوي في اختراق الصف السُنّي من خلال دعوته كُتّاب الإمامية إلى ترك أسلوب الهجوم اللاذع على مذاهب أهل السنة ورموزهم - خصوصاً الخلفاء الثلاثة الأوائل - معلِّلاً دعوته تلك بأن اعتماد مثل هذا الأسلوب سيكون مدعاة لتنفير أهل السنة عن المذهب الشيعي ، ومن أسباب نقمتهم عليه .. ويدعوهم عوضاً عن ذلك إلى اتباع الأسلوب الهادئ المتودِّد بشعارات الوحدة والأخوة والتقريب، معترفاً صراحةً بنجاح هذا الأسلوب في نشر الفكر الشيعي الإمامي في الكثير من بلدان المسلمين، وبشكل واسع ، ومشيداً بجهود مرجعهم الديني عبد الحسين شرف الدين صاحب كتاب المراجعات، أحد أكثر دعاتهم المتأخرين انتهاجاً لهذا المسلك الماكر ، وبراعةً فيه .. فيقول في كتابه "مرجعية المرحلة وغبار التغيير" ( ص 228 ) : [ ومن الجدير ذكره هنا، أن مثل هذه المؤلفات التي تركز كل جهودها على إبراز مساوئ رموز السُنَّة ، حتى الأمور الخلقية والأمور العادية التي لا ربط لها بالتاريخ ، تتسبب في نفور الناس من التشيع ، على العكس من الكتابات المتوازنة ككتاب " المراجعات " ( للسيد شرف الدين ) و " معالم المدرستين " ( للسيد مرتضى العسكري)، حيث أنها تسببت في انتشار الفكر الشيعي بشكل واسع ؛ لأن القارئ السني عندما يجد فيها الموضوعية واللغة الهادئة ، فسوف تنفتح شهيته على قراءتها ودراستها].
وللأسف الشديد فقد نجح بعض دعاتهم من خلال رفع شعارات التقريب والوحدة والإخاء تلك في نشر مذهبهم بين البعض من أهل السنة خصوصاً وأن غالب هؤلاء -إن لم يكونوا كلهم- من جهلة الناس ، وممن لا حصانة عنده من علم أو إيمان ، فيسهل خداعه والتغرير به]. انتهى كلامه.
فتأمل كيف يحتفلون باستغفالهم لنا ونشر مذهبهم في بلدان أهل السنة عن طريق دعوة التقريب