بسم الله الرحمن الرحيم
كل عام وانت بخير ..
وجزاكم الله الخير اخواني الكرام ..
وان سمحتم لي ان ادلو بدلوي في المسألة فالصوفية لم يتفقوا على تعريف واحد للفيض فهناك كتب للصوفية شرحت اشاراتهم الخفية مثل كتاب (لطائف الاعلام في اشارات اهل الالهام) وهو للقاشاني ذكر فيه تعريف الفيض كما نقله الاخ الحبيب ابو عثمان وقسمه الى فيض اقدس وهو الذي بينه الحبيب ابا عثمان وفيض مقدس وهو تجلي الواحد أو التجلي الموجب لظهور الأعيان في الخارج!!
كما بين ذلك الغزالي ابو حامد ان الفيض يحتوي على عالم الشهادة وهو الجسماني السفلي وعالم الغيب وهو الروحاني العلوي وعالم الجبروت وهو فيصل بينهما !!
والفيض عند الغزالي يصدر من عقل صدر عن الله تعالى صدرت منه بقية العقول وفيضه عليها كلها !!
ثم تأتي النفس بعد العقل كمصدر للفيض ومن ثم يأتي الهيولي !!
وهذا بالطبع من اقبح وافحش الاشياء اذ انه ادعى ان العقل هو مصدر للعلوم الالهية كمقولة العوام ( الله عرفوه بالعقل) وهذه بالطبع مقولة ساقطة لان الله عرف بالانبياء الذين دلوا الناس على ربهم من خلال كلام الله ومن ثم الادلة العقلية على وجود الخالق وليس العقل مستقلاً وكافياً لمعرفة الله سبحانه ..!!
كما انه في كلامه السابق قد وصف صدور العقل من الله ولا ادري هل يقصد بهذا كون العقل صفة من صفات الله ام ماذا ؟!
وبالطبع فإنه لم يرد في كتاب او سنة اتصاف الله بالعقل وفي هذا يقول بعضهم:
علم العليم وعقل العاقل اختلفا** *اي منهما قد احرز الشرف
فالعلم قال انا احرزت غايته *** والعقل قال انا الرحمن بي عرف
فافصح العلم افصاحاً وقال له ** *بأينا الله في قرآنه اتصف؟!
فادرك العقل ان العلم سيده ** وقبل العقل راس العلم وانصرف!!
فرغم ان كاتب هذه الابيات قد تبنى فكرة ان الله عرف بالعقل الا انه قد بين انها لا تثبت للرحمن صفة العقل هذه وهذا معلوم ولايحتاج الى توضيح !!
وكل ذلك انما اخذه الغزالي رحمه الله وغيره من الفلاسفة المتقدمين حيث ترى هذه التقسيمات جلية عندهم كالعقل والنفس والجسم والهيولي وتبناها الصوفية واسبغوا عليها طابعهم في ورود الفيوضات عليهم والمكاشفات وغيرها من الامور التي لايقبلها عقل ولا يدل عليها نقل !!
اما الفيض عند ابن عربي فمختلف !!
فالفيض عنده لابد له من الحلول والاتحاد حتى ينشأ الانسان الكامل الخليق بتلقي الفيض الالهي !!
فنراه يقول (فظهر جميع ما في الصور الإلهية من الأسماء في هذه النشأة الإنسانية فحازت رتبة الإحاطة والجمع بهذا الوجود، وبه قامت الحجة لله على الملائكة" (فصوص الحكم/ ص50) اهــ
اذ لابد من تقابل القوة المادية مع القوة الالهية ليحصل الفيض المقدس ليكون الجسد المادي عند اندماجه بالروح الالهية قادراً على تلقي الفيض المقدس!!
فهل بعد هذا زندقة وكفر؟!
والله المستعان