العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-05, 11:32 AM   رقم المشاركة : 1
القائد
عضو نشيط






القائد غير متصل

القائد


Arrow الوهابية

[align=center]
الوهابية


حامد العلي


[align=center]لم تتعرض حركة إصلاحية بمثل ما تعرضت له حركة المجدد محمد بن عبد الوهاب في القرن الماضي والذي قبله من محاولات لتشويه السمعة ، غير أنه قد نحج نجاحا باهرا في تجديد الدين في منبع الإسلام ، ثم بلغت مبادئ حركته إلى آفاق الأرض فأثرت تأثيرا بالغا في العالم الإسلامي وحركاته الإصلاحية .

ومن المعلوم أن المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي رحمه الله لم يبتدع فكرا جديدا في الإسلام ، ولم يسم دعوته ــ ولا أحد من أتباعه ــ بالحركة الوهابية أو الدعوة الوهابية ، وانما أطلق هذا الاسم بعض الدارسين لحركته ، سواء من منطلق تعريفي مجرد ، أو بقصد الإساءة وتشويه السمعة في محاولة للأشعار بأنها حركة حادثة يتزعمها شخص خارج عن جسد الفكر الإسلامي .

غير أن المنصفين الذين درسوا آثار الحركة السلفية التي قادها المجدد محمد بن عبد الوهاب ، أجمعوا أن حركته الإصلاحية لم تكن سوى إحياء لمسيرة كل قادة الحركات الإصلاحية في التاريخ الإسلامي ، وانما تميزت بان الله تعالى اختار للتجديد هذه المرة وفي هذه الدورة الزمنية من تاريخ الإسلام ، اختار جزيرة العرب وهي أهم بقاع الإسلام أهمية ، فمن الناحية المعنوية فان جزيرة العرب هي مهد الدين ومهبط الوحي ، وفيها منطلق الدعوة ، مسجد النبي صلى صلى الله عليه وسلم ومهاجره ، وفيها قبلة المسلمين وتشرفت أرضها بالمشاهد الأولى لمسيرة هذا الدين العظيم ، ومن الناحية الاستراتيجية فقد غدت منطقة الجزيرة والخليج في هذا العصر أهم وأخطر منطقة في العالم بأسره لما أودع الله فيها من خيرات عظيمة .

ولعل المتأمل بلطف أقدار الله تعالى يلمح هنا عناية الحق سبحانه بأن أحدث هذا التغيير الجذري نحو الإسلام في الجزيرة العربية بحركة المجدد السلفية ، قبيل ظهور الثروة العالمية المتمثلة بالنفط فيها مما جعلها محط اهتمام العالم ، الأمر الذي شكل سورا حصينا حمى قلعة الإسلام وأرض الحرمين مما تحمله التأثيرات العالمية عادة من متغيرات ثقافية واجتماعيــة وأخلاقيـــة عندما تتجه إلى خيرات الشعوب .

ولو قدر أن حدث ذلك ـ أعني توجه الاهتمام العالمي للخليج والجزيرة ـ في غياب الانقلاب السياسي والاجتماعي والثقافي والأخلاقي نحو مبادئ الإسلام السلفية الصافية ، والذي نجحت في إحداثه حركة المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، لو قدر ذلك لكان حال الجزيرة العربية غير الحال الذي نراه اليوم ، مع خطورة موقعها وحساسيته البالغة بالنسبة إلى الحضارة الإسلامية ، فالحمد لله الذي لطف بحسن تدبيره ، وبالغ حكمته ، ما حفظ به دينه وأمة الإسلام .

وقد قامت دعوته رحمه الله تعالى على فكرتين جوهريتين .

الأولى : تخليص أصل دين الإسلام وسر حيويته وقوته ، وهو التوحيد ، من كل شوائبه التي علقت في حياة المسلمين ، فردهم إلى أصل التوحيد الذي دعا إليه القرآن وبينته السنة وحارب كل ما يعكر على هذا الأصل ، وطهر الجزيرة العربية من كل مظاهر الوثنية والشرك وتعلق العباد بغير الله تعالى ، وقطع كل صور الكهنوت والدجل حول الأضرحة وقبور الأولياء وما يتبعها من الخرافات التي شوهت صورة الإسلام، فحمى بذلك اصل الدين وينبوع الرسالة المحمدية ، وقد أشيع عنه بسبب هذه الحملة الصارمة لحماية جناب التوحيد ، أنه يطعن في الرسول والأولياء ويكفر المسلمين ويستبيح دماءهم ، ولم يكن ذلك سوى افتراءات وأكاذيب ، وقد رد عليها في حياته في مؤلفاته ، كما رد عليها تلاميذه واتباعه من بعده في مؤلفات كثيرة وفندوها .

الثانية : تخليص مصدر تلقي الدين ( القرآن والسنة ) من كل الشوائب التي تعكر على الاستقاء منهما ، نبعا صافيا لاكدر فيه ، فدعا المجدد إلى تقديم الكتاب والسنة على كل ما يخالفهما من موروثات الفرق الضالة من الأقوال المعتمدة على علم الكلام والفلسفة ، أو منامات وأذواق التصوف البدعي ، أو التعصب لآراء الرجال ، شأنه في ذلك شأن كل العلماء من قبله في مسيرة التجديد كلها من عصر الخلفاء إلى يومنا هذا ، وبهذه الفكرة حمى الدين وأرجع الناس إلى الأصل المحفوظ ، لانه علم أن سر ظهور الأمة وعزها هو تمسكها بهذا الأصل في بادئ الأمر ، وإذا أرادت العودة إلى الظهور والعز فعليها بالرجوع إلى ذلك السر نفسه .

إذن فالوهابية ليست فكرة جديدة ، وانما هي الدعوة الإسلامية نفسها في صورتها السلفية النقية الصافية ، وهي حركة تجديدية تعتمد على أصول الشريعة نفسها التي قامت عليها المذاهب الفقهية الأربعة المتعمدة ، وتستند إلى مصادر التشريع المعتبرة ، وترجع إلى مراجع العلم والفتوى نفسها التي يزخر بها التراث الفقهي الإسلامي ، غير أن اعتماد غالب علماء هذه الدعوة ـ وليس كلهم ـ على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في الفروع الفقهية على أساس الاتباع والانتصار للدليل وليس التقليد والتعصب المذهبي ، واما في مسائل الاعتقاد فانهم لم يزيدوا قيد أنملة على ما أجمع عليه السلف الصالح رضي الله عنه من الصحابة والتابعين اللائمة الأربعة وكبار أتباعهم وكل من له قدم صــدق من أئمة الدين والعلم في كل العصور .

ومازالت علوم ومعارف علماء الحركة السلفية من أتباع مدرسة المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أقرب إلى الكتاب والسنة ، وفتاواهم أسد وأعدل ، ونهجهم أوسط المناهج في تلقي وفهم وتعليم علوم الشريعة ، ومواقفهم أحكم وأعلم واسلم المواقف بالنظر إلى غيرهم في الجملة ، وتمسكهم بما كان عليه السلف من العقائد والعلوم والمعارف والأخلاق والسلوك في أصول الشريعة وفروعهــا ، تمسكهم بذلك أقوم وأهــدى سبيــلا .

ولا ينكر هذا كله إلا مكابر أو جاهل لا يعرف حقيقة هذه الدعوة ومكانة علماءها ، أو متعصب أعماه هواه عن الإنصاف .



من كتاب (مقالات في المنهج) للشيخ الكويتي حامد العلي [/align][/align]







 
قديم 07-04-05, 03:18 PM   رقم المشاركة : 2
مسمار 19
عضو نشيط





مسمار 19 غير متصل

مسمار 19 is on a distinguished road


موضوع جميل ويشكر الاخ قائد على طرحـــــــــــــه ونرجو من الاخوه المشرفين تثبيته

واريد ان اساهم معك ياأخ قائد فى موضوع نقلته من احد الاخوان فى منتدى الانبار والذى يشرح ما يقصد بالوهابيه حينما تطلق من قبل
أعداء الاسلام ومن يطلقها ولماذا واترككم ان تقرؤا ما كتبه الأخ الكريم فى منتدى الانبار.



إن من سنن الله الكونية .. سنة التدافع بين الأضداد والفرقاء .
والفرقة والانشقاق مرض بشري يحصل في كل المجتمعات .. ولكن كل هذه الانشقاقات والتكتلات مآلها لفرقتين ريئسيتين لا ثالث لهما :

الــحـــــــــق <---------> والبــــــاطل!

وفي ذلك قال الشاعر :
كل العداوات ترجى مودتها *** إلا مودة من عاداك في الدين



قد ينشغل الباطل في حروب جانبية مصلحية .. وقد ينشغل الحق كذلك بحروب جانبية ... ولكن هناك حربا واحدة يتناسى كل من الطرفين خلافاته الجانبية أمامها .. ويوحد الجهود فيها لمواجهة خصمه .. ويحشد فيها الحلفاء .. وتتميز فيها معادن الناس وحقيقة عقائدهم هي : حرب الوجود .. التي لا تكون إلا بين الحق وبين الباطل

الحق من طرفه لن يرضى بأقل من إجلاء الظلام .. والباطل لا هم له كذلك إلا نشر باطله وظلماته !

وحرب النور والظلام هي حرب وجود !

ومن الظواهر الملفتة للنظر لكل عاقل متأمل بصير .. هي ظاهرة حرب السنة ومنهج سلف هذه الأمة الصالح والذي ينعته خصومه بلقب : "الوهــــــــــابية" ..!
ننظر فنرى كثيرا من الفرقاء .. الذين فرقتهم الأسماء والأهواء .. ولكن على حرب "الوهابية" .. فكلمتهم جميع .. وشملهم موحد !!

من قبل كان الصوفية والرافضة يلهجون بذكر هذه الكلمة .. حتى أصبحت علما على أهل السنة .. !


أتى الأحباش .. فأكدوا ذلك بفجورهم .. ولم يجعلوا لعاقل منصف إلا أن يوقن بأنهم يتكلمون عن جماعة حق وسنة !

العلمانيين والحداثيين من المنتسبين للإسلام ... لا هم لهم إلا .... الوهـــابية ..!

والآن .. ومنذ حوالي عقد من الزمان .. بدأنا نسمع بالروس ... ومن بعدهم الأمريكان .. يركزون في حربهم على...........الوهــابية ....!!


ثم بدأ الجميع .. كل ينبح من طرفه .. وبدأت بعض القطط - من الجماعات التي كانت تتلحف بالسنة - تستأسد عندما رأت أن الموجة مالت إلى غير صالح أهل السنة .. وبدأت تحاول أخذ دورها في "خرمشة" أهل السنة الذين آووها وأسبغوا عليها من فضلهم في مواجهة الأبعد من أهل البدع .. ولكن لا عجب .. فهذا حال القـــطـط ... !!

حرب شعواء .. وفجور رهيب استحلت فيه كل المحارم .. وانتهكت فيه كل الحدود الأخلاقية والإنسانية .. واستبيحت لأجله كل المبادئ ..

لماذا ؟

هل يعقل أن هذا كله .. من أجل خلافات فقهية او حتى عقدية ؟

وما الذي جمع بين هؤلاء في هذا العداء القذر .. الذي لا يعرف شرفا ولا مبدءا ؟

كيف استطاع أعداؤنا أن يسير أناسا من جلدتنا .. وأن يعبئهم ضد دينهم وأمتهم .. وأن يملأ قلوبهم بكل سخيمة .. وأن يعلف عقولهم بكل متردية ونطيحة .. ثم يمتطي ظهورهم لحرب الإسلام وأهله ؟!

ثم .. ما هي دلائل هذه الحرب .. ؟

وإلام ستصير إليه الصفوف من بعد ؟!

وما هي النتيجة .. على مستقبل هذه الأمة ؟!


أسئلة تلح على المرء .. وما تلبث الأحداث أن تزيد الجواب وضوحا ... والسؤال إلحاحا ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

في هذه المقدمة أود أن أذكر بعض المواقف الشخصية التي عرفتني بهذا المصطلح .. ودفعتني إلى مزيد من البحث فيه .. واستقراء أطياف من يعاديه .. وما يجمعهم من أصول .


* قبل حوالي 15 عاما .. وبعد أن انتهيت من صلاة الظهر إماما لبعض الشباب في أحد مساجد استانبول.. ثم التفت لأسأل أحد الشباب الأتراك الذي قطع الصلاة وصلى منفردا : لماذا فعلت هذا .. هل أنا كافر ؟؟
قال : أنت وهابي !!
كانت هذه أول مرة أسمع بالمصطلح !! فقلت له ما تقصد ..!
قال : أنت ترفع يديك عند الركوع والاعتدال منه .. وهذه يفعلها الوهابية .. !
طبعا .. أنا مازلت لا أدري عم يتكلم .. ولكنني طولت بالي وشرحت له .. أننا شافعية .. وهذه هيئة الصلاة عندنا !
وطبعا .. لم يفهم .. لسبب واحد .. لأنه مبرمج ....!

حيرني أمره .. فالحق أنني – مع معرفتي بالعالم المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب – إلا أنني لم أكن قد قرأت كتابا كاملا له .. ولم أكن أستبعد أن يكون عنده أخطاء لم أطلع عليها ... إلا أن ما أثار استغرابي وحيرتي .. هو حجم العداء ...!!


*مرت الأيام .. وكنت في نقاش مع إخوة جامعيين .. عن الاستغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقلت لهم : الرسول صلى الله عليه وسلم .. أغاثك بالشريعة .. وببيان طريق العبودية لله عز وجل .. فاستغث بالله .. لا برسوله ..!!
قال لي : أنت وهابي ؟
قلت : ماذا تقصد .. من هم الوهابية ؟
قال لي : هم .. فرقة ... لا تعترف بمحمد صلى الله عليه وسلم !! ( أشهد الله أنه بهذا أجاب !! )
قلت في نفسي : هذا مثل صاحبه .. مبرمج على عداء فاجر رهيب ... فمهما قد يكون من الرجل لا يصل إلى هذا ..!!


*مرت أسابيع وشهور .. وإذا بي أزور أحد "الإخوة" من لبنان .. وإذا بي في أثناء كلامي ذكرت الله .. وأشرت إلى السماء .. فما راعني إلا وصاحب البيت .. يقول لي بلهجة لا خلق فيها : أنت كفرت .. !!
وبدأ يشرح لي أن هذا قول ..الوهــــابية !!
إذن ؟ أين الله ؟
فبدأ يروي طلاسمه : منزه عن الجهة .. لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال .. ولا أمام ولا خلف .. منزه عن الزمان والمكان .. ...إلخ من ذاك الكلام السمج الذي لا روح فيه .. والذي بنتيجته ينفي وجود الله عز وجل .. بدعوى باردة هي تنزيهه .. !!!!
وختم كلامه بالتنبيه على كفر سيد قطب ... وابن تيمية ..!
ولم ينس وأنا أغادر بيته .. أن يرجع لي ما أحضرته له معي كهدية .. لأنه لا يقبل هدية من كافر !!!
عرفت فيما بعد .. أنه من الأحباش .. !!

وإذ لم أكن قد قرأت كتابا كاملا للشيخ ابن عبد الوهاب .. فقد كنت قد قرأت كتاب "العبودية" لشيخ الإسلام ابن تيمية الذي يكفره ذاك المستهتر المسعور .. فقررت أن أترك التسويف وابدأ بقراءة بعض كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. فما وجدت إلا خيرا !! .. وازداد عجبي !!



*روى لي أحد الإخوة أنه حصل نزاع في مسألة فقهية في أحد مساجد مدينة السلط في الأردن حول صلاة الجنازة .. فسأله الإمام الـ"أزهري" : من قال بهذا ؟ .. فعدد له الأخ حتى وصل إلى شيخ الإسلام ابن تيمية .. ! فانتفض ذلك الأزهري وقال له : "يا بني ، ده ابن تيمية "وهابي!!" .. ضال مضل" !!

عندما رواها لي استغربت أيما استغراب .. كيف ينسب السابق إلى اللاحق ..!!!
ولكن زال عجبي عندما رأيت أقواما من هؤلاء .. ينسبون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل عاش بعده بقرون ..بل ويحصرونها فيه !!!! (وهذا غير أن تنسب الرجل للسنة .. فهذا هو الطبيعي

وهذه القصة دليل آخر على أن الذين يعادون ما يسمونه بالوهابية .. إنما هم مبرمجون .. دون وعي ودون تفكير .. حتى لو كان يدعي العلم .. مثل هذا الـ"أزهري" .. وغيره من ألـمتمزهرين !



* الرافضة لم يكونوا بحاجة لأحد ليتوسط لديهم لحرب الوهابية .. ولكن الغريب أنهم كانوا يبرمجون من يسقط بأيديهم من أهل السنة مباشرة على كره "الوهابية" .. !
عرفت ذلك عندما قال لي أحد الإخوة الفلسطينيين الذين غرتهم دعايات الثورة الإيرانية وحزب اللات اللبناني .. وكان في بداية تورطه معهم ( قبل أن يخونوه ويشوا به عند أسيادهم اليهود وينفض يده من عفنهم وينقذه الله منهم – بحمد الله- ) .. قال لي أن الوهــابية هي فرقة ماسونية !!!


طبعــا .. هذا الكلام عندي ( وعند أي أحد في رأيه مسكة عقل ) كان يصب في مصلحة ما يسمونه بالـ"وهابية" .. فشهادة الروافض ( ذوي التاريخ الأسود الملوث بخيانة الإسلام والمسلمين) ضد أحد هي في حقيقتها شهادة كمال له.. المثير للاستغراب .. هو حجم العداء !!


ثم مؤخرا ..ومنذ حوالي عقد من الزمان .. أسفر الباطل عن قبيح وجهه .. وصارت الفرق تتكتل إما على حق صريح .. أو باطل قبيح ..وأعلن قادة الباطل عن أنفسهم .. وبدأ أعداء الدين المباشرين .. الروس ثم الأمريكان ...يعلنون أن حربهم مع "الوهـــــابية" .. !

عندما بدأ الروس يتشدقون بكلمة "وهابية " .. خلت أن الأمر قد بان .. وظهر لكل ذي عينين حقيقة الحرب وأهدافها .. ولكن صدق المولى عز وجل إذ يقول : ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) !



السؤال الطبيعي الذي يتبادر إلى ذهن أي عاقل مسلم عندما يسمع روسيا أو أمريكيا يتكلم عن الوهابية ويستعدي الناس عليها .. هو : " وإنت مالك ؟!!....ما شأنك بين المسلمين .. !!!"

وعلى فرض أن دعوى أنهم خوارج صحيحة..( وما هم بخوارج والذي بعث محمدا بالحق !)
فلا يملك مسلم إلا أن يقول فيهم مقالة خليفة المسلمين وأسد الإسلام على بن أبي طالب رضي الله عنه : "هم إخواننا بغوا علينا " ...!
أما أن يخرج ممن يتسمون بأسماء المسلمين وبل ويدعون العلم .. ويدعون الناس إلى التكتل تحت مظلة الباطل المحض لحرب .. الوهـــــابية !!! .. فوالله ما يبقى لأحدهم حظ من الإسلام !! ولا يستحق أمثالهم من الخونة أن يحملوا شرف الانتساب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم !

وهكذا فعلها الخــائن الذليل قديروف.. وسنها سنة لغيره من أمثاله الذين تكاثروا كالسوس بين المسلمين .. وأعلن ثقته التامة في سفاح المسلمين من شعبه : بوتين ... وأعلن الحرب على الوهـــــــابيين !!
وأقولها بصراحة .. رغم معرفتي السابقة بهذا الرجل وبانحراف منهجه .. لقد صدمت عندما فعلها الذليل !!
لقد كانت هناك أطراف شيشانية علمانية وشيوعية محضة كانت ساخطة على المجاهدين ومعارضين لدولة إسلامية في الشيشان .. ولكنهم والله لم يهبطوا لمستوى هذا الخبيث الذليل !!
مالك سعيداللايف ... أصلامبك أصلخانوف ... عمران حسبوللاتوف (رئيس البرلمان الشيوعي السوفييتي السابق ) .. لم يقل منهم أحد أنه يثق ببوتين .. رغم أن أحدهم وهو (أصلامبك ) نائب في البرلمان الروسي – الدوما- .. بل على العكس .. انتقدوه مرارا .. وهاجموا سياسته الهمجية .. ودعوه مرارا إلى الحوار مع الرئيس مسخادوف ومحاولة إيجاد حل سلمي .. !!!
وكانت أكبر شهادة له من سيده .. ما حدث في الـمهزلة التي سموها زورا "انتخابات" .. حيث أجبر الروس سعيداللايف وأصلامبك وحسبلاتوف على سحب ترشيحهم .. ليخلوا الجو لذاك العميل الذليل .. فلم يجدوا أشد منه إخلاصا .. وذلك للبعد الإيدولوجي الحاقد في عدائه .. لقد كان إحساسه بالضعف أمام مد ما يسميه بالوهابية .. يدفعه بجنون إلى أن يكون مجرد حذاء في أقدام الجنرالات الروس ! ! .. وهكذا يفعل أمثاله الآن !
ــــــــــــــــ
في هذه الأيام .. نشهد هذه الهجمة الشرسة على منهج سلف الأمة الأطهار .. السابقين والأولين من المهاجرين والأنصار.. ومن تبعهم بإحسان .. وصار الرافضة الخانسين يستقوون بالاحتلال الأمريكي على أهل السنة .. وصار لقب الوهابية .. علما على أهل السنة في العراق والشيشان وغيرهما .. ولله الحمد والمنة .

و بعد كل هذا الذي يلقاه أهل السنة من أذى في العراق .. وبعد كل هذه الفضائح والجرائم .. يخرج علينا علماء مذاهب الضلالة بدعوى التقريب مع الرافضة ... ويجتهدون في ترويجها اجتهادا عجيبا !
في نفس الوقت الذي يشددون فيه على منابذة أهل السنة .. وأتباع السلف الصالح .. ويرمونهم بشتى النعوت والتهم والتي يعلم كبراؤهم أنها كذب وبهتان ...!!


لقد بدأ أشباه قديروف بخلع بقايا من مزع حياء كانت في وجوههم .. وأسفروا عن قلب حاقد على السنة وأهلها .. وأعلنوا حربهم بعد استخفاء بها ..
وبدأ طواغيطهم .. من أمثال حسن فرحان المالكي .. وسعيد فودة .. والجفري .. والبوطي ... وأضرابهم ... يعلنون الحرب على أهل السنة ... باسم السنة .. !!
في نفس الوقت الذي أعلن فيه أعداء السنة ( من علمانيين ورافضة وروس وأمريكان ) الحرب عليها من الخارج......!!!


وكل هذا ما هو إلا دلالة واضحة على أن الصفوف إلى تمايز... وأن أهل الباطل ينادون على أنفسهم بالخسران .. ويشهدون عليها بالضلال .... وأن معركة الفصل معهم تقترب ... والحمد لله أنها محسومة لصالح الحق الأبلج .. بوعد من الصادق المصدوق عليه صلاة ربي وسلامه .. خلافة سلفية راشدة على منهاج النبوة .

...

أريد أن أنوه إلى أن السلفية التي أعنيها في مقالي هي :

" وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "

علما .. وعملا ..
عقيدة .. وخلقا ..
أخذا .. وتركا ..
فهما .. ومنهجا ..
ولاء .. وبراء ..

وليست سلفية الدعاوي العريضة أوسلفية الوراثة أو التجارة .. كدعاوى المنتسبين للسنة والسنة منهم براء !


أكتب هذه الكلمات إقامة للحجة ..وإبراء للذمة .. وتنبيها للغافلين ..

لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ

وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ


أما السلفية .. فلا قبل لأهل الأرض كلهم بها .. فإنه لا يضرها من خالفها ولا خذلها .. وإن وعد الله بخلافة راشدة على منهاج النبوة آت .. ولو كره الكافرون .. ولو كره المخالفون .. ولو كره الخاذلون .. ولو كره الخائنون

معلوم أن كثيرا من الأسماء تحمل معان لغوية معينة ومعان اصطلاحية ..

فالمعنى اللغوي للصلاة مثلا : الدعاء ..
والمعنى اللغوي للزكاة : التطهير ...
والمعنى اللغوي للجهاد : بذل الجهد ....
والمعنى اللغوي للهاتف : المنادي ..
وهكذا ..

وأما المعنى الاصطلاحي لما سبق ذكره ..
فالصلاة : هي شعيرة يؤديها المسلم في أوقات محددة وبهيئة محددة ولا يجزئ عنها القيام بالدعاء (المعنى اللغوي ) ..
كذلك الزكاة : فريضة مالية يدفعها المسلم في أوقات محددة وبمقادير محددة ..
كذلك الجهاد : قتال الكفار بالسيف ( كما عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم )
وكذلك الهاتف : فهو جهاز آلي للاتصال له تقنية معينة ..

وقس على ذلك ..

نأتي لاسم " الوهابية" !

في اللغة : هي نسبة للوهاب .. وهو الله .. ولا يطلق هذا الاسم على غير الله .

فالنسبة للــوهاب هي = وهابي

في الاصطلاح .. هنا بدأ تلاعب أهل الأهواء ..وأعداء السنة !!

فلا يوجد أي جماعة معروفة تتبنى هذا الاسم ( وهابية) وتتسمى به .

فماذا يريد مستخدمو هذا المصطلح منه ؟!
هل يريدون منه التزكية والنسبة للوهاب كما هو المعنى اللغوي ؟!


نظرة سريعة على تاريخ هذا اللقب نعرف من خلالها أنه أطلق على حركة إصلاحية قادها الشيخ المصلح محمد بن عبد الوهاب ونسبت إليه ( مع أن النسبة لمحمد بن عبد الوهاب لغةً ليست وهابي !! ) .. وهي حركة سلفية المعتقد قمع الله بها البدع والشركيات التي انتشرت في جزيرة العرب .. وحاربت الدولة العثمانية التي كانت تتبنى هذه البدع والخرافات وتحميها وتوفر لها مناخا رطبا لتنشر عفنها في المجتمعات الإسلامية التي تسيطر عليها..

ولكن كأي حركة بشرية .. شابها بعض الأخطاء التي لا تخلو منها حركة البشر .

تعالوا نحلل بعض العوامل العامة التي كونت هذا المصطلح :

فنظرا للعقيدة السنية السلفية التي اعتنقتها هذه الحركة ... بدأ استخدام هذا المصطلح من قبل خصوم السلفية عقيدة ومنهاجا من أمثال الرافضة وغلاة الأشاعرة والمعتزلة والإباضية ومن لف لفيفهم ..
فتكونت المعادلة التالية : الوهابية = السلفية ............ مع أنها ليست أول حركة إصلاحية سلفية !!

*وبما أنها حركة سنية تعظم السنة وتعظم شعائر الإسلام ولو كانت شعائر مندوبة .. وتشدد على الالتزام الكامل بالدين وبشعائره … اصبحت الوهابية علما عند الحداثيين والعلمانيين ودعاة الانحلال على التشدد في الدين … فتكونت المعادلة الثانية :
الوهابية = التشديد في الالتزام بشعائر الدين …………. مع أن هذه ليست أول حركة تفعل ذلك !

*وبما أن بركة عقيدة السلف سرت فيها وجذبت إليها الأفئدة .. ومكن الله لها في قلوب الناس .. استغل خصومها الإصلاح المسلح الذي قامت به الحركة ليقرنوا الحركة بالعنف
فصارت عندنا معادلة ثالثة : الوهابية = عنف ............ مع أنها ليست أول حركة مسلحة في تاريخ الإسلام !!

* وبما أن الشيخ القائد محمد بن عبد الوهاب حنبلي المذهب .. والبيئة النجدية التي نشأت فيها هذه الحركة بيئة حنبلية .. صار عندنا معادلة رابعة : الوهابية = حنبلية ………… ومعلوم أنهم ليسوا أول الحنابلة !


*وبما أن الشيخ عقد اتفاقا سياسيا مع آل سعود ... وآل سعود كان فيهم وفيهم .. وموقعهم السياسي انحرف بهم كثيرا عن مبادئ الإسلام .. وارتكبوا ولا يزالون يرتكبون أخطاء شرعية جسيمة .. نتج عن هذا المعادلة الخامسة :
الوهابية = آل سعود .............. مع أن آل سعود نسبة عرقية .. والوهابية نسبة عقيدية إيدلوجية !!


*وبما أنهم قاتلوا الأتراك ... وكان معظمهم من العرب الأقحاح .. صارت في ذهن الأعاجم مقرونة بالعرب .. فنتجت المعادلة السادسة خصوصا عند الأعاجم :
الوهابية = العرب ……..… مع أن هناك كثيراً من العرب لم يشاركوا فيها .. فهي حركة عقدية وليست عرقية !


*و بما أنها أتت على غربة للدين بين أهله .. ودعت إلى أمور وعقائد وعبادات نسيها كثير من الناس .. ونهتهم عن عقائد وعبادات ألفها الكثير لانتشارها وتحولها تقاليد قبلية أوطنية … تكونت المعادلة السابعة .. خصوصا عند العوام :
الوهابية = كل أمر جديد ضد العادات و التقاليد بغض النظر عن شرعيته …….. مع أنها ليست الحركة الوحيدة التي فعلت ذلك !!


نعم لم تكن الأولى ولا الوحيدة ... ولكنها كانت الحركة الوحيدة التي جمعت كل هذا .. فكتب عليها أن تتحمل خصومة كل هؤلاء .. وخصوما آخرين خبأهم لها القدر !

من هذه المعادلات الرئيسية .. بدأت يتشكل مصطلح الوهابية في أذهان الخصوم .. وصارت تطبخ هذه المعادلات على نار تتأجج من الأحقاد لدى كل طرف ..


1- فأهل البدع الذين أصاب الانحراف والكدر إما مصدر تلقي الدين .. أو منهج تلقيه .. من قبورية .. أورافضة .. وغلاة الأشاعرة الجهمية … والمعتزلة التي تقدس العقل … لم يكن ليحتاجوا لاستيراد أحقاد على السنة وأهلها .. فالإنتاج المحلي من الأحقاد عندهم يفيض عن الحاجة .. ويخزن للتصدير !



وعلى رغم ما بين هذه الفرق من خلافات ظاهرة كبيرة .. إلا أن وضعية مناهجهم ومصادر تلقيهم وخسة أصلها وحدتهم ضد الخطر الداهم الذي يتهدد وجودهم : السنة ذات المنهج الرباني .

-2 ودعاة الانحلال والإباحية .. ثم من بعدهم الحداثيين والعلمانيين وأصحاب المناهج الوضعية في الحياة .. لم يختلفوا عن أصحابهم أصحاب المناهج الوضعية في الدين .. فلم تكن تنقصهم الأحقاد على الفضيلة وشعائر الدين التي لا تخدم وضاعة حياتهم ومناهجهم !! ولم يكونوا بحاجة لمن يتوسط لهم لحرب الحق وأهله !


-3 طبعا .. كل من خسر مكتسباته في هذه الحرب التي ربحها الحق .. صار يولول ويتهم الحركة بأنها من حركات الخوارج !! جاهلا أو متجاهلا حقيقة الخوارج وصفاتهم ... والتي لا تشترك معها الحركة الشيخ بن عبد الوهاب إلا بمسألتين
أولها : قتال من يدعون الإسلام .. وهذه إن كفت أن تجعل الإنسان من الخوارج لكان أبو بكر الصديق أول الخوارج والعياذ بالله . ..
ثم من قاتلتهم حركة الشيخ لم يكونوا ممن شهد لهم بالإيمان كالصحابة الذين قاتلهم الخوارج ؟
ثانيها : الخروج على الحاكم .. وشتان .. بين من خرج عليه الخوارج .. والدولة المهترئة التي خرجت عليها حركة الشيخ والتي كان الشرك يعشش فيها .. وتحكم بالقوانين الوضعية التي استجلبها من سويسرا وفرنسا لأن مشايخ الدولة العثمانية كانوا قد حجروا الاجتهاد وأحكموا إغلاق الباب عليه !!
ولكنهم استخدموا هذا العنف فزاعة ليخيفوا الناس .. وصارت تنسج الحكايات .. وتضخم الحوادث .. وتعمم الأحكام لضرب لب هذه الحركة وهو التوحيد .


-4 المذهبيون كان لهم موقف عجيب ..
فمنهم من استغل الموقف لتصفية حساباته مع المذهب الحنبلي الذي طالما أفرى أكباد المبتدعة من لدن شيخه الإمام أحمد بن حنبل الذي استحق بجدارة لقب إمام أهل السنة لمواقفه البطولية الكريمة في وجه أحفاد لبيد بن الأعصم اليهودي من الجهمية والمعتزلة ... والذين عادوا مرة أخرى على الساحة متسترين بالأشاعرة والأشعرية بعد أخزى الله أجدادهم ودحرهم بفضل مواقف الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .. وهؤلاء لم تكن تنقصهم الأحقاد أساسا على المذهب الحنبلي ..
ومنهم من التزم بقواعد اللعبة المذهبية .. خصوصا المنتسبون للحنابلة الذين شعروا أنهم في ورطة .. فوجدوا المخرج في أن يتهموا الشيخ بأنه يخطط لــ "إنشاء !!!" مذهب " خامس" !! ..وبدؤوا بحربه بين أتباعهم من هذه الجهة .. وهذا يكذبه تصريح الشيخ بن عبد الوهاب بأنه حنبلي .. وله شعر معروف في مدح الحنبلية ودعوة الناس أن "يتحنبلوا" !.. ولذلك كان هؤلاء أضعف الناس عداء للشيخ وحركته .


-5 أما أعداء آل سعود فقد يجتمع فيهم بعض الأسباب السابقة في العداء لحركة الشيخ .. وقد تكون دوافعهم سياسية سلطوية محضة .. وهي من أخس الدوافع .. وأقذرها .. لا تعرف دينا ولا مبدأ .. وهي من جنس عداوة رأس النفاق بن أبي سلول لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الرغم من إيمانه قلبيا بدعوته ( وأرجو ملاحظة أنني اتكلم عن الدافع السلطوي المحض .. وليس عن العداء لآل سعود .. فهم مثل غيرهم فيهم الصالح والطالح .. وقد تكون دوافع بعضهم سلطوية محضة )


-6 تشارك الدوافع العرقية العنصرية الدوافع السياسية في خستها وقذارتها وحقدها الأعمى .. وتفوقها في كونها عداوة عمياء لا ترى حقا ولا تحسب إلا حساب المصالح الشخصية الضيقة .. وهي من جنس عداوة اليهود لنبي الهدى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم مع يقينهم بنبوته وصحة رسالته .. لأنه لم يكن من بني داوود .. !
وكذلك العنصرية ضد العرب .. التي كانت تلهب أوارها الشعوبية البغيضة.. التي كانت تحسد العرب على ريادتهم لأمة الإسلام بلغة القرآن .. وتتهم العرب بأنهم أمة أمية .. وتتكبر عليها بما عندها من حضارات زائفة .. ويطيش عقلها وهي ترى أهل البداوة .. يهزمونهم .. ويزلزلون عروشهم .. ويقلبون حضارتهم المادية على رؤوس أصحابها .

وقد تضيق حلقة العنصرية في أحيان كثيرة لتنصب على أهل نجد .. و استعمل هؤلاء فهما مغلوطا مشوها لبعض الآثار النبوية التي أتت على ذكر نجد ... لتغطية سوءتهم العصبية المنتنة وتسعير الأحقاد العنصرية ..


-7 عند العوام .. العداء لا يكتسب مقدارا كبيرا من الأحقاد بقدر ما يكتسب ضبابية وغموضا وغوغائية .. وهؤلاء دائما وقود .. مسيرين بكبرائهم الذين سوف يتبرؤون منهم في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ... مسيرون بتقديس العادات والموروثات .. وأئمتهم في ذلك من كان يقول : " ... إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ "

هذه هي الخصومات والأحقاد التي اجتمعت على هذه الدعوة الإصلاحية التي قادها الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله .. وهولت من الأخطاء البشرية التي حصلت من أفراد هذه الحركة

تبقى الخصومات التي ظهرت فيما بعد .. والتي كان لها دور ملحوظ في تأجيج الصراع من جهة .. وتوجيهه - من جهة أخرى - في ضرب الإسلام والمسلمين

في هذا القرن ..دخل عاملان مهمان على الصراع :

1- الثروة التي ابتلى الله بها أهل الجزيرة .. وما تبع ذلك من حسد الناس لهم عليها .. فأضيف إلى المعادلات السابقة الوهابية = البترول والثروة !!
والحسد من الأمراض الشعبية القذرة التي تنتشر بسهولة بين العوام ولا تحتاج لا إلى أدلة عقلية ولا إلى أسس أيدلوجية لبثها وتأجيج أوارها .. ولذلك تراها سهلة التوجيه والاستخدام في توجيه الناس من قبل الأعداء العقائديين ..
والحسد في قذارته مثل الكبر والبطر الذي أصاب كثيرا من أهل الجزيرة بسبب ثرائهم .. وما تبع ذلك من تصرفات عمياء لا خلاق لها ولا أخلاق .. شحنت مشاعر الحسد عند الناس .. وقدمت مجالا رطبا لتفاقم عفونتها في نفوسهم .

2- الكفار الذين وجدوا في السلفية دعوة ومنهجا وتربية خطرا داهما عليهم وعلى دينهم الباطل
فهي لا تتوقف على شخص معين .. لا على الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولا على غيره .. وتحمل دائما أسباب بقائها وديمومتها لأن منهجها منهج رباني محدد .. يمثل مرجعية ثابتة متجددة ..
هو منهج واحد .. أخطر ما فيه أنه واحد .. ينبثق من الفطرة .. وينمو بماء القرآن والسنة التي تكفل الله بحفظهما... فإذا اجتمع على الأخذ به مليار ونصف المليار من البشر .. لأبتلع نوره الظلام الذي يعشش فيه كفرهم .. ولأفسد عليهم خططهم في السيطرة على العالم ..
وهذا ما فهموه من دراستهم لأحوال المسلمين ( وهم أهل دراسة وتدبر ولو في الباطل ) .. فوجدوا أن الحركات التجديدية التي حركت المسلمين .. قد تبنت المنهج السلفي .. بطريقة أو بأخرى .. مما يعكس التفاف الناس حوله .. وثقتهم به .. فأصبح حرب هذا المنهاج على رأس أولوياتها
واصبحت الوهابية = الإسلام

بعد هذا الاستعراض للعوامل التي كونت هذا المصطلح الفضفاض الشديد التناقض " الوهابية" .. نلخص التحديات التي قامت في وجه الإسلام مستخدمة هذا المصطلح


التحدي الأول : العداء الأيدلوجي العقدي الشامل


وهو تحدي الفئات .. التي اعتبرت معركتها مع التيار السلفي السني معركة مصير ووجود .. معركة عقائدية لا يجب أن تنتهي إلا بإفناء هذا المنهج الرباني والذي لا يدري أهل الباطل أنهم لن يقدروا عليه بوعد من الرحمن وأن بركاته سوف تبقى على الرغم من كيد المخالفين وخيانة الخاذلين .. هذا المنهج الذي تبقى بركة الرضى الإلهي تنبض فيه وتبقيه حيا نضرا على مر السنين والعصور : "وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " التوبة / 100


أصحاب هذا التحدي يمكن تمييزهم إلى ثلاث فرق رئيسية .. تفرق بينهم أمور كثيرة .. وتجمعهم عداوتهم للحق والحرب على وأهله :


** الكفار الأصليين من روس وأمريكان ويهود.. ولقد أسفروا مؤخرا عن وجههم الكالح .. وجاهروا بعدائهم للدين ... ولكنهم مازالوا يشيعون أن عدائهم مركز على السلفية .. أو ما يسمونه بالـ"وهابية" !


**غلاة المبتدعة .. من صوفية ورافضة وجهمية وأشاعرة .. وهؤلاء أصحاب مصلحة مباشرة في القضاء على أهل السنة .. وكانوا – ومازالوا- على استعداد للحلف مع الشيطان للقضاء على السنة والسلفية .. أو ما يسمونه بالـ"وهابية" !
ومن هذا الصنف قديروف .. والأحباش .. والروافض .. وفلول غلاة الأشاعرة ... والذين وضعوا أنفسهم تحت تصرف أعداء الإسلام مدفوعين بأكوام رهيبة من الحقد على السنة وأهلها .. ليس فقط خيانة .. بل عن عقيدة ومنهج وضعي منحرف منحط .


** أهل الانحلال والإباحية ... العلمانييون والحداثيون .. وأمر هؤلاء لا يختلف عن أمر أسيادهم الكفار الأصليين ... إلا من ناحية تضاعف خطرهم على الإسلام والمسلمين .. لتسترهم بجلدتنا وأسمائنا .. وترى أمثال هؤلاء يتظاهرون بحب الإسلام .. وبل وبالدفاع عنه .. ولكن يلخصون مشكلتهم مع "هذا التيار المتنطع المتعصب!!" .. والذي يسمونه كإخوانهم السابقين بــالـ "وهابية
" !

التحدي الثاني: العداء العقدي أو الأيدلوجي الجزئي :




وهو العداء الذي لا يمثل حربا عامة بقدر ما يمثل خلافات جزئية .. في بعض جوانب المنهج .. قد تتسع وتضيق تبعا للظروف .

ومع أن هذا لم يكن - بحمد الله - عاما في أصحاب هذا العداء .. ووجد منهم بعض المنصفين الذين نادوا بتضييق هوة الخلاف مع أهل السنة السلفيين بدلا من حربهم .. ولم يتورطوا في تكفير أهل السنة كما فعلت شياطين الجهمية والرافضة . . وكانوا ينحازون إلى أهل السنة في الأوقات العصيبة التي تهددت المسلمين .. خصوصا عند معاينتهم للحلف القذر بين أؤلئك الجهمية والرافضة من جهة وأعداء الأمة من الكفار من جهة أخرى ... أقول .. ومع هذا فإن لهم دورا غير مباشر ولكنه فعال في حرب الإسلام والسنة .
وللأسف صار لهؤلاء منظرون ممن ينتسبون إلى العلم .. وغرهم تمسيح أهل الباطل على أعناقهم .. وطبطبتهم على ظهورهم في رضى كانوا يستحقونه بالفعل .. فقد كانوا – وما زالوا - نعم المطايا لهم !!


ويمكن تمييز هؤلاء إلى خمسة فرق رئيسية :


1-الأشاعرة : والأشاعرة أطياف مختلفة .. ومنهجهم العقدي يمتد نظريا قربا من أهل السنة إلى أقصى مداه في أحضان الجهمية والمعتزلة بل ويفوقونهم بشديد تناقضهم وتذبذبهم ... وهذا الطرف تكلمنا عليه في التحدي الأول .. كونه يمثل عداء عقائديا شاملا فاجرا.
وما أعنيه هنا هم الأشاعرة المعتدلين - إن صح التعبير - .. هؤلاء الذين يعترفون أن إمام مذهبهم قد تـــــــــاب من الاعتزال .. واستطاعوا الترويج لمذهبهم وكسب قلوب الناس له في فترة معينة من التاريخ الإسلامي عن طريق عدائهم للمعتزلة والجهمية والرافضة ... دارت الأيام .. وباع فريق منهم أنفسهم وعقيدتهم لهؤلاء الذين بني مذهبهم على عدائهم .. المعتزلة والجهمية .. ورضوا لأنفسهم أن يتخذهم هؤلاء مطايا لحرب أهل السنة .. وفعلوا فعل إخوانهم الزيدية الذين باعوا أنفسهم للرافضة ( الذين ساموهم سوء العذاب من قبل) في مواجهة أهل السنة

2-المذهبيين : وهؤلاء كما أسلفنا .. كان عداؤهم إما للمذهب الحنبلي من منطقات مذهبية ضيقة .. أو لما أسموه بالوهابية كمذهب يحاول أن ينازعهم احتكارهم للفقه الإسلامي ... ولم يمثل ذلك حربا شاملة .. ولو أنه كان له دور كبير في تلك الحرب التي شنها أعداء الإسلام عليه وعلى السنة

3- الحزبيين : وهؤلاء كأسلافهم ... أصحاب نظرة حزبية ضيقة .. مع أنهم أوجعوا رأس الأمة بكلامهم عن الشمولية !
الحزب عندهم مرجعية الحق .. وجماعتهم هي جماعة المسلمين التي من تخلف عنها هلك ..!!!
ومرض هؤلاء العضال أنهم يتخيلون أنهم يعملون للأمة .. وهم يعملون مبضع حزبيتهم تمزيقا في الأمة !!
يتخيلون أنهم يعملون للأمة .. وكل الآخرين عملاء ومتخلفين وغير ذلك !
التحريري عند الإخواني عميل ... صنعتهم المخابرات لتوهن من الجماعة الـ"أم" !!
والإخواني عند التحريري عميل .. !
والسلفية عند كليهما ... مرض خطير .. وشبح مخيف !!!
والتبليغ .. مع تواضعهم الجم مع الناس .. وعدم أخذهم بمبدأ النهي عن المنكر .. أصبح عندهم من ضروريات العمل للإسلام أن تطعن في غيرهم من الجماعات .. وهكذا دواليك !

4- أصحاب المنهج الدعوي المعكوس :
الدعوة تقوم على دعوة الناس للإسلام .. ولكن في هذا القرن بالذات قام فكر "دعوي!!" استنتج أن إحضار الناس للدين "صعب" .. وعليه .. فلم يبق لنا إلا إحضار الإسلام للناس !!!!!
هؤلاء .. صاروا يعيبون على السلفية "جمودها" ... وحولوا هذه النقطة إلى منطلق لحرب السلفية .. وبرروا بها تساهلهم مع أعداء الأمة من الداخل والخارج .. وتسامحهم البارد مع الرافضة .. !!

5- أعداء آل سعود السياسيين .. وهؤلاء عداؤهم للسلفية التي يسمونها وهابية محدود بعدائهم لآل سعود .. وبعضهم ممن قد يكون على عقيدة سليمة .. ولكن أقذار السياسة ومصالحها المتقلبة الآنية .. تعمي هؤلاء عن الحق .. حتى يجد نفسه وقد أصبح لعبة في يد غيره .. وتعسا له إذا كانت هذه الأيدي الآثمة تقاتل دين الله .


التحدي الثالث : العداء الغوغائي



يبقى العوام ... أصحاب العداء الغوغائي المسير بغير عقيدة .. وهم في شبه من إخوانهم أصحاب العداء الجزئي .. مسيرون بغيرهم .. كمثل الحمار الذي يلوح له راكبه بالبرسيم ليستمر في المشي إلى حيث يريد له أن يسير .. ولكن الفرق بينهما أن راكبهما يستبدل البرسيم للأول .. بالتبن للثاني .

ومع أن عامة الناس لا يعلمون عن عقائد مسيريهم شيئا .. ولو علموها لاستمجوها وبصقوها .. ولأنفتها عقولهم وقلوبهم ..
ومع أن عداء العامة عداء سطحي .. يقوم على دغدغة شهوات منحطة في النفس البشرية ... وتهييج رغبات سافلة منتنة فيها ..
إلا أنه خطورته في أنه أعمى .. وأنه يتخذ له مراكز في القواعد الشعبية التي تتميز بالزخم العددي دون النوعي

وبما أنهم صنف واحد .. غوغاء العامة .. فسوف نتعرض إلى الوسائل التي استخدمها أعداء الأمة العقائديين لتسييرهم .. ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ..


1- العصبيات العنصرية :

سواء العصبيات ضد العرب عند غيرهم من المسلمين .. أو العصبيات ضد أهل نجد عند غيرهم من العرب ..
والعصبية من الأمراض القديمة من لدن إبليس ... ولذلك فلا يحتاج مستعملوها في توجيه الشعوب جهدا كبيرا ..
ولكن أقذر أسلوب استخدم في تأجيج العصبية .. ومن ثم العداء ضد السنة.. هو أسلوب ضرب الدين بمبادئ الدين ..
فقد استغل هؤلاء فهما مغلوطا لبعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في نجد .. في تأجيج الأحقاد العنصرية المنتنة ضد دعوة التوحيد والسنة ..
وأنا هنا لن أتعرض لهذه الأحاديث بشرح أو تعليق .. ولن أسهب الكلام عن تبيان المقصود من "نجد" التي وردت في الأحاديث .. وسأفرض جدلا أن " نجد" المقصودة هي نجد الحالية .. ولكن يكفي ردا على هؤلاء دين محمد صلى الله عليه وسلم نفسه .. الذي جاء لهدم أوثان العصبية .. ونسف الشريعة الشيطانية ( أنا خلقتني من نار وخلقته من طين ) .. والتي يستحيل معها اتخاذ الإسلام هذه العصبية التي جاء لهدمها مقياسا للحق والصواب !

2- العصبيات المذهبية :

وانتماء العامة إلى المذهب ليس فيه تفكير وعقائدية .. وإنما أشبه ما يكون بالانتماء العرقي الذي لا دخل للمرء فيه !!
فأخذ بذلك معظم خصائص العصبيات العنصرية الجاهلية .. حتى أن أقواما يستنكرون على أحدهم إذا اختار مذهبا آخر غير مذهب غيرهم .. مع أن قوانين اللعبة المذهبية المتداولة تتيح للمرء بأن يقلد ما شاء من المذاهب شرط أن يلتزم به !

3- تقديس الموروثات من عادات وتقاليد ولو كانت مخالفة للإسلام :

وهذه متأصلة في العامة ... وكان هذا من أهم أسباب الكفار في العناد ومقاومة دعوة الأنبياء .. ويكفينا في ذلك استعراض شهادة القرآن في هذه الصفة الذميمة التي طالما وقفت ومازالت تقف عقبة كؤودا في وجه الحق ..
يقول الله تبارك وتعالى في هذا :

"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ " البقرة /170
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ" المائدة / 104
" وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ" لقمان /21
" وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ" الزخرف/23

4- الميل إلى التفلت من الأحكام والواجبات الشرعية :

فالناس تميل إلى من يقدم لها دينا يطمئن فيها غريزة التدين ولكن دون أن "يثقلهم!" بالتزامات كثيرة في حياتهم ... فاستغل أعداء الإسلام هذه النقطة لينفروا الناس عن السنة وعن أهلها.. ويوهموهم ان السلف لهم عصرهم ولنا عصرنا ... وأن السلفية مجرد "مرحلة زمنية ..... مباركة!!" .. انتهت بانتهاء زمانها ..الــ"مبارك!!" .. وهي بهذا ليست منهجا إسلاميا دائما ... وأن الحياة حلوة ... والذي يريد أن يتقرب إلى الله .. فما عليه إلا أن يصبح "ملا " .. أو "شيخ" .. ويتدروش ... أما باقي الناس ... فافعلوا ما شئتم .. مادمتم تؤدون شعائر الطاعة للــ"مشايخ " !! و"تحترمون" الأولياء .. الأموات منهم والأحياء !!

5 - الحـــســـــد


استغل أعداء الإسلام والسنة ومطاياهم من الفريق الثاني .. ارتباط دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أذهان الناس بآل سعود ودولتهم .. فبدؤوا يثيرون في أنفسهم مشاعر الحسد على مــا أنعم الله عليهم من ثروة بترولية في عصرنا الحالي .. وصاروا يسلطون الضوء على سياسات الدولة السعودية المخالفة للإسلام .. ويربطونها بالدعوة السلفية ..
ولم يكتفوا بذلك .. وإنما صاروا "يستدلون!" بممارسات أفراد الشعب السعودي المنافية للإسلام .. !!
!!!

وهذا كله من كيد الشياطين الذين لا عقل لهم ولا دين ..

فكل الدول التي تتبنى مذاهب هؤلاء رسميا .. ويتصدر الفتوى فيها علماؤهم ( رافضة كانوا أم اشعرية أم إباضية ..إلخ) .. فيها من الظلم والعمالة واحتكار الثروات العامة والبطش بالمسلمين ما لا يوجد في السعودية ولا غيرها !
بل إن بعض هذه الدول محكومة بمذاهب يكفرها حتى الرافضة .. ولكن هؤلاء يوالونها ويدافعون عنها بلا حياء !

ولإن كانت المسألة مسألة ممارسات شعبية .. فالشعب السعودي ككل الشعوب فيه الصالح وفيه الطالح .. وفيه السني كما فيه الرافضي والأشعري والصوفي بل والاسماعيلي .. ومن أهل السنة فساق لا ينكر ذلك أحد .. ولكن مع هذا كله .. ماذا يوجد في غيرها من البلاد ؟!!!
وعلى أي أخلاق عامة أهلها ؟!

فلماذا تكون سياسات الدولة السعودية و ممارسات الشعب السعودي حجة ملزمة لمنهج رباني من لدن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!! .. ولا تكون سياسات حكوماتهم وشعوبهم حجة ملزمة لمناهجهم الوضعية المنحطة !!

6-الــــعــنـــف و التــشدد :

والعنف والتشدد كلمتان فضفاضتان .. قد يراد بهما حق وقد يراد بهما باطل .. والعلماء الربانيون يفصلون الكلام فيهما ولا يذكرونهما مجملتين دون قرينة لبيان المراد منهما .. أما غيرهم فيستعملهما استعمالا مجملاً مبهماً .. يلبس على المسلمين دينهم .. ويدغدغ فيهم العواطف ليصرفهم عن الحق

وسنحاول في هذه السطور تبين الملامح الرئيسية التي تحملهما هاتان الكلمتان .. لنعرف من أين يكاد للمسلمين .. وكيف يلبس عليهم بالباطل ليعادوا الحق .

ولتلازمهما .. واقارب الفروق بينهما .. وتشابههما في أكثر الصفات الرئيسية .. فسوف نتعرض بالتفصيل للعنف .. وننوه على ما يخص التشدد عندما يلزم ذلك بإذن الله :


1- العنف الشرعي :


* مع الكفار وهو : الجهاد .. وهذا الذي يرمي أهل الباطل إلى إجهاضه من خلال التهويش بكلمة العنف

* مع المسلمين :

وقد يكون هذا في شدة الأخذ على يد المخطئ .. و هذه لا تعيب صاحب حق .. فقد كان عمر الفاروق شديدا في الحق .. ويقسو أحيانا كثيرة على من يرى منه الخطأ خصوصا قبل خلافته .. وما كان هذا ليعيبه رضي الله عنه .
وقد يكون في قتال من أمر الشرع بقتالهم من ألمنتسبين لأهل القبلة ( مثل الخوارج ، وقتال الفئة الباغية ، وقتال الفئة الممتنعة عن شعيرة من شعائر الدين )

كما أن التشدد الشرعي .. هو التزام مبادئ الدين .. ومحاب الله ومراضيه .. ولو استهجنه الناس و خالف ما اعتادوا عليه ..
وهذا هو أخذ الدين بقوة الذي أمر به الأنبياء والمصلحون :

قال الله تعالى : " يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ " مريم /12

وقال تعالى مخاطبا موسى عليه السلام : " وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ " الأعراف /145

وقال تعالى : " وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ " الأعراف/ 170

وهو أيضا مصداق خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عن زمان غربة دين الله وبشراه لأهلها .. ففي الحديث الذي رواه أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ‏طوبى ‏ ‏للغرباء ‏ ، ‏طوبى ‏ ‏للغرباء ‏، ‏طوبى ‏ ‏للغرباء ، فقيل : من الغرباء يا رسول الله ؟ قال :" ناس صالحون في ناس سوء كثير من ‏ ‏يعصيهم أكثر ممن يطيعهم "

فالغربة هي الحرص على تطبيق الدين بغض النظر عن درجة تطبيق المحيط له .. وهذا بعينه ما يطلق عليه أهل الباطل الآن "التشدد" ! وينعق من خلفهم بهذا المصطلح الغوغاء الذين يبحثون عن طريقة لتبرئة ذواتهم مما يتلبسهم من بعد عن شرع الله .. بدلا من التواضع لله والاعتراف بقصورهم في تطبيق شريعة الرحمن

- العنف الغير شرعي المرتبط بالغلو المنفر عن الحق :


ونستطيع أن نميز أصحاب هذا العنف إلى فريقين رئيسين :


*** فريق يمارسه على غير قصد سيء في التنفير من الدين .. ويكون بفعل إحدى العوامل التالية :

1- جلافة الطبع .. بدون أن يقصد منها شرا .
2- حداثة العهد بالتدين .. والجهل بأساليب الدعوة .. وأدب الخلاف .
3- الحرص الشديد على هداية الناس .. وحملهم على الحق حملا دون سلطان ( مثل سلطان الأبوة .. أو سلطان ولاية أمر المسلمين)
4- اجتهاد خاطئ قد يحدث في ممارسة العنف المشروع .. وأخطاء بشرية تصيب حركة الإنسان .. بدون سوء نية
5- قصور في فهم السنة ومنهج السلف فهما شاملا .. والتسرع في حرفية تطبيق بعض جوانبها .. مع إهمال جوانب لا تقل أهمية عن الجوانب المطبقة .
6- التقليد لمن يظن فيهم الخير والغيرة على الدين .. وهم على غير ذلك من أصحاب الفريق الثاني الذي سوف نتعرض لذكره .



أخطاء هؤلاء .. استغلته الماكينة الإعلامية لأهل الباطل عموما - والتي يتزعمها أعدى أعداء السنة ..اليهود - لتسويغ حربهم على السلفية عند العامة .. وتبرير ضربهم مع ضمان سكوت الناس عن ذلك ..
فضخمت حوادث فردية .. وركزت على فئات معينة – أرادت لها هي – أن تمثل السلفية والسنة ...
وابتلع الطعم بلؤم وغباء المنتسبون للإسلام من أعداء السلفية .. فبدؤوا يلوكون هذه الأخبار كلما بصق لهم سادتهم شيئا منها .. وينشرونها .. ويبصقوها بدورهم للغوغاء لكي يصدوا الناس عن دين الله .


*** فريق يمارس العنف بقصد التنفير عن الدين والسنة :

وهذا هو الفريق الأخطر .. وهؤلاء أصحاب نوايا خبيثة مبرمجة على حرب الإسلام والسنة .. يمتهنون التلبس في زي المسلمين لضرب الإسلام والسنة من الداخل .. وتسهيل انتشار صورة قاتمة عنه لدى العامة .. وإحداث تصدعات في الصف السني واصطناع حروب في داخله.. وهذا الطابور الخانس (بإذن الله) فئة موجودة لا خيالية .

وهؤلاء على ضربين من اللؤم والخيانة :

الضرب الأول : هم الخونة العقائديون :

وهؤلاء أظهرت كثير من التحقيقات .. ونوعية جرائمهم .. ارتباطهم المباشر بدوائر المخابرات المعادية للإسلام .
مهمة هؤلاء الرئيسية هي القيام بأعمال منافية للدين .. باسم الدين والسنة .. لتوفير مادة للإعلام المضاد للسنة وأهلها .. الذي يقوم بإبرازها تحت مسميات سنية لتشويه السنة وإفقاد الناس الثقة في أهلها.

من الأمثلة الواقعية لهؤلاء .. الجماعات التي تقوم بمذابح المدنيين في الجزائر ..
وكذلك – وإن كان على نحو أضيق - جماعات قامت بأعمال لا تقل وحشية وعنفا على أرض القوقاز .. وأثبتت تحقيقات المجاهدين مع بعض من قدروا عليهم .. أنهم من أصول غير إسلامية .. وكثير ممن ينتسب منهم للإسلام لا يصلي !!

الضرب الثاني : هم الخونة من أصحاب المطامع المادية :

تعطش الناس - الذين أتعبتهم فلسفة الكلاميين .. ورهبنة الصوفية وخرافاتهم – إلى منهج سلف هذه الأمة الصافي الذي لا كدر فيه ولا دخن .. ولامست دعوة السنة أرواحا ظامئة إلى هدى ربها .. بعد عهود طويلة من الظلام والتخبط في صحاري الفلسفة المقفرة و سراديب البدعة والخرافة المظلمة ..
فبارك الله في هذه الدعوة .. وكتب لها من الانتشار ما قرت به عيون الموحدين .. وأغاظت به قلوب الحاقدين ..
ولكن .... في نفس الوقت .. أسالت له لعاب أصحاب المطامع الدنيوية الدنيئة من المتنفعين ..!!

هؤلاء عمدوا إلى التدثر بعباءتها .. ورفعوا شعاراتها .. ولبسوا جلود التقوى والسنة على قلوب خربة أكلتها الدنيا ..
ولم يكن لهم من هم إلا اهتبال هذه الفرصة ... وحصد الأموال والمراكز .. وامتصاص دمــاء أهل الخير الذين كانوا يبذلون أموالهم في سبيل الدعوة إلى السنة ... واستغلال حب الناس وإقبالهم عليها .. غير مبالين بما توقعه تصرفاتهم الدنيئة وأخلاقهم الهابطة وعقائدهم الحقيقية الخربة من ضرر على الدين والسنة ..

ولم يكتفوا بذلك ..!!
ولكن عقلياتهم التجارية الدنيوية الدنيئة .. أفضت بهم إلى احتكار المنهج السلفي .. وصارت المسألة مسألة : وكالة حصرية للسلف .. !!!!!!

وفعلوا كما فعل أصحابهم من أصحاب المناهج الوضعية الذين لم يكتفوا بالاستيلاء على اسم السنة .. ولكنهم احتكروه ..!!
واحتكروا أي عالم سني قال بشيء يشبه - ولو من بعيد - شيئا من كلامهم !!

وقد ابتليت كثير من بلاد المسلمين بأمثال هؤلاء .. مثل الأردن وتركيا وبعض دول الخليج .. وكان لهم دور بشع في الصد عن سبيل الله وإعاقة انتشار الدعوة .. وتشويه نقاء المنهج السلفي السني في عيون الناس .

ولكن الله غالب على أمره ،،،

7- الجــهــــــــــــــــــــــــــــل :

جماع كل ما سبق ذكره هو الجهل
الجهل المريع الذي ضرب عقلية المسلم

عقلية تربت قرونا على خيارين .. وثالثهما مروق من الدين كما افهموه !!
إما أن تكون مجتهدا أو مقلدا ..!

لا حل وسط !

فماذا تختار الناس ..؟
طبعا التقليد .. بكل ما يحمل من تشوهات وآفات ..!
وبكل ما ينتج عنه من صدأ فكري ..!

لقد ربي المسلم على أن يردد كلمات جوفاء في أهم مسائل الدين ..!!
مسائل الإيمان .. الذي جمع الله فيه خيري الدنيا والآخرة .. تكون الكلمة الأخيرة في للتقليد ... ولــــــمــــن ؟!!
للفلاسفة !!
للملاحدة !!

وعندما بحث عن البديل الروحاني لكلام الفلاسفة السمج الجاف .. ساقوه إلى مسلخ العقل الأخير .. وعلى مذبح الصوفية .. وبين جثث الخرافات والأساطير .. قتلوا ما تبقى في عقليته من روح..


إن من يقرأ تاريخ المسلمين في القرون المتأخرة .. قراءة متفحصة على ضوء السنن الكونية الربانية التي لا تتبدل ولا تتغير ... يدرك أنه قد كان متوقعا من عقلية مثل هذه أن تنهار وتنهزم انهزاما مريعا أمام أعداء الأمة
نعم .. إن سقوط المسلمين بهذه الطريقة المذلة تمثل السياق السنني الطبيعي للتخلف الروحي والعقلي الذي ضرب العقلية الإسلامية ..!


وكان المستفيد الأكبر من هذا تردي الأمة في مهاوي الجهل .. هم جلادوها .. ومصاصوا دمائها .. على اختلاف مشاربهم وأهوائهم .. ومسمياتهم .. والشعارات التي كانوا يمارسون في ظلها جريمتهم .


وكان طبيعيا .. أن يفزع هؤلاء لقمع أي محاولة لتعليم الناس دينهم على أساس منهج سلفها الذي جعلهم ينطلقون من صحراء كانت حلبة صراع في بينهم لسنين طويلة ... فإذا بهذا المنهج المعجزة يضعهم على ضفاف المحيط غربا .. ويدفع جيوشهم الدفاقة في مضائق الجبال ومجاهل الغابات شرقا ... كل ذلك في فترة زمنية قياسية في كل المعايير ..حتى معايير زمن السرعة التي نعيشه !!


لقد صك الرعب من تمسكك المسلمين بهذا المنهج وإحيائه في حياتهم ركب أهل الباطل وانخلعت له قلوبهم ..!

لقد وجدوا أنفسهم مرة أخرى في صف واحد ضد من أراد أن يوقظ هذا المارد الذي كانوا يظنون أن نام للأبد ...وأن الفرصة مواتية ليتداعوا على هذه القصعة .. ولكن يمكرون ويمكر الله .. والله خير الماكرين .




بدأت الفطرة تنادي ( بين خرائب عقلية دمرتها معاول الفلاسفة .. وكانت تنعق على أطلاله أشباح البدعة والخرافة ) بدأت تنادي النور الذي يبدد وجود الباطل المجرم ..

وبدأ الخطر على الإسلام والمسلمين يتخذ وجها كالحا في عدائه .. فأسهم –من حيث لا يقصد - في إيقاظ الناس من غفلتهم .. وتنبيههم إلى ما يراد بهم .. !

ثم إذا بالعلوم الحديثة (على ما جرته في بداياتها من موجات إلحادية متكرر .. ما لبثت أن تكسرت على صخرة الفطرة البشرية الأصيلة *) تبعث في عقلية الأمة روح التفكير والبحث العلمي .. !!

وإذا بزخارف خرافات الصوفية تتساقط .. الواحدة تلو الأخرى .. وبان وجهها البشع الخبيث .. أمام كل منصف في قلب خير .. وبدأ لمعانها الخادع في الأفول .. رغم كل عمليات الإحياء الصناعي التي يقوم بها سدنته .. ورغم كل المحاولات اليائسة في لفت أنظار الناس !

كذلك فلسفات المتكلمين .. والتي كان يزهو بها أصحابها على الناس .. ويدعون علما لا يوجد عند "سفهاء" الناس بزعمهم .. فإذا بالأمة تنظر إلى هذه العلوم الأثيمة نظرة استهجان واحتقار .. لها ولكل من يمارسها .. وصارت عارا على أصحابها .. وأصبحت الفلسفة وإضاعة الوقت وضعف العقل وقلة المروءة معان متعددة لمسمى واحد .. !

وفي المقابل .. كانت السنة بفطرية عقيدتها .. وصدق روحانيتها .. وبركة الرضى الذي يسري فيها من لدن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ... تربح قلوب الناس وعقولهم .. وتنير بصائرهم .. وتبث في أنفسهم أريج دين سلفهم الصالح ..


بينت السلفية للناس أن هناك مقاما علميا يتوجب عليهم أن يصلوه .. هو بين التقليد المذموم .. والاجتهاد البعيد المنال ..هو مقام الاتباع ..

وبينت السلفية أن العقل له مجالاته التي يجب أن يبحر في آفاقها .. ولكن له أيضا حدوده التي تضمن سلامته .. وتسهل له القيام بمهامه بكل كفاية ..

وبينت السلفية أن الإيمان أساسه الإيمان بالغيب .. مقيد بنصوص الشرع .. التي تعهد المولى عز وجل بحفظها .. لا بتخرصات فلان وفلان من الناس .. الذي وإن أصاب في شيء .. فإن الخطأ مستول عليه في أشياء كثيرة !

وأن فهم من شهد له الرحمن بالخيرية والرضى هو الفهم الحجة عند اختلاف الأفهام .

وأن الإيمان قول وعمل .. ولا عمل بلا علم .. ولا علم إلا بدليل .. ولا دليل إلا من ذاك النبع الصافي : قال الله وقال رسوله ...


ماذا بقي لتجار الجهل .. إلا أن يحاولوا أن يستغلوا الموقف لصالحهم .. وأن يتوسلوا لظلام الجهل أن يبقى .. ويستغيثوا بكيد شيخهم إبليس في نزع فتيل العلم التي بدأ يفجر الأرض تحت أقدامهم .. !!

ولذلك بدؤوا يحرضون الناس على مصدر هذا النور القادم من هدي السلف الصالح

... !

السلفية هي مجرد مرحلة زمنية .. ولت إلى غير رجعة !!

السلفية تعني أن تشددوا على أنفسكم .. وعلى أهليكم ... و"تحرمكم" من ملذات الحياة وشهواتها !

السلفية تهين علماء الأمة بدعوتها الناس للتعلم والنظر في الدليل .... !

السلفية أوجعت رؤوسنا .. ورؤسكم بكلمة "دليل" !

هؤلاء لا يحترمون الــــــــ "أولياء!" .. الذين يأتون بالـــ" علم " من الله .. ويريحونكم من عناء التعلم !!

السلفية جمود وتخلف وحرب على العلم المدني الحديث ..!!

السلفية عنف .. والعنف ينغص عليكم راحتكم في حظائر سادتنا وسادتكم .. !

السلفية .. يا سادة .. هي الوهابية ...... التي ..والتي .. والتي ... !!


يا قومنا .. ذرونا نقضي على هذه الدعوة .. ونبيد أخضرها .. إنا نخاف أن تبدل دينكم .. أو أن تظهر في الأرض الفساد !

يا قومنا ... لا نريكم إلا ما نرى ... وما نهديكم إلا سبيل الرشاد !!

.....

طبعا .. هناك طبقة شعبية من غوغاء الناس .. فكرا وسلوكا ... طربت على أنغام هذا الكلام .. واستخفتها تلك الفئة الحاقدة على الإسلام والسنة .. وسيرتها بفتات من المصالح التي باعوا دينهم وأمتهم من أجلها .. وسول لهم الشيطان سوء عملهم ..

ولكن كان كل ذلك خيرا للسنة وأهلها .. فقد طهر الله السنة من أمثال هؤلاء الذين بمثلهم حل البلاء على الأمة ..

وكفى بذلك بشارة لفجر السنة .. ولخلافة راشدة على منهاج النبوة ،،،

مع أن حركة الشيخ بن عبد الوهاب رحمه الله .. لم تكن أول حركة سلفية تجديدية .. ولكن لما جمعت كل تلك العناصر والعوامل التي أمكن لأعداء الأمة استثمارها واستغلالها ( كذبا وافتراء ) في ضرب السلفية .. وضرب السنة .. تشبث هؤلاء بها .. ونبزوا السلفية بهذا اللقب ليسهل عليهم استغلال السذج من الناس .. وتسييرهم لخدمة أهدافهم .



إن مسألة استغفال الناس بوسائل شيطانية من مدح الذات وتمجيدها .. وسب للمصلحين واتهامهم بما هم منه براء .. واستعداء العامة وتحريضهم على الحق الذي جاء - كلما جاء- لتحريرهم من الاستغلال والعبودية .. أمر سنني يرتبط بطبيعة الطواغيت ومطامعهم ويشكل معلما اساسيا من معالم الصراع بين الحق والباطل .. وفي هذا السبيل فهم لا يتورعون عن وصف الحق بما فيهم من شر .. ولا يستحييون من استغفال الناس بادعاء الخلق والعلم والحكمة .. ومداعبة الناس كل بما يهواه ..



1- لنشاهد فرعون .. وهو يرتدي قناع الحكمة والحرص على مصلحة الناس .. ويخاطب قومه الذين أوردهم المهالك من بعد : (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ) غافر/26

وانظروه وهو يشوش على صوت الحكمة الحقيقي الذي انبعث من قومه والذي نصحهم بالإيمان .. فما وجد إلا أن يدعي ما ليس فيه قائلا : ( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) غافر/29

وانظروه وهو يحاول تقمص دور المحاجج الواقعي الموضوعي لصرف الناس عن الحق : ( يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ). الزخرف/51

ولا ينسى أن يحاول تشويه صورة الحق ممثلا بنبي الله موسى بتحقيره شخصيا : (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ).الزخرف/52

- وكذلك تحقير أتباعهم وتحريض العامة على حربهم مقللين من شأنهم ومستكثرين بجمعهم وكثرتهم (إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ *وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ).الشعراء/54-56

أليس أمرا مضحكا ..؟!
المفسد المخرب .. الذي بدل دين الناس وعقائدهم .. يدعو الناس لقتل النبي المصلح .. وبأي تهمة ؟!!
بتهمة التخريب والإفساد ....!!
ولكنه مع هذا استطاع أن يسير قومه .. وأن يدفعهم إلى طاعته واتباعه .. كيف ؟
أبالدليل المبين والبرهان ..؟!!
وأنـــى له...!! ... وإنمــا : ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) الزخرف/54


أي فرق بين هذا الأسلوب وبين الأسلوب الذي يتكلم فيه الرافضة والأحباش وغلاة الأشاعرة وأرباب الطرق و التصوف .. عن أهل السنة الذين ينبزونهم بلقب : "الوهابية " ؟!!!




2- في هذا العصر .. يعزف العلمانيون وأسيادهم من النصارى واليهود على وتر " تحرير المرأة" !!
وهو مصطلح رنان .. يداعب غريزة بشرية أصيلة عند الإنسان في الحرية .. وخصوصا عند المرأة التي تتميز بغلبة عاطفيتها في التعامل مع الأمور .. إضافة إلى تجاوزات كثيرة تقع من رجال المسلمين على نسائهم لا علاقة للإسلام بها .. بل ينهى عنها الإسلام ويجرمها .. فأسهم ذلك في تلقف كثير من نساء المسلمين لهذه الدعوى .. والتقمن الطعم الذي ألقى لهم به أعداء الدين .. فماذا وجدن ؟؟!
وجدن ذلا وهوانا واستغلالا واستضعافا ..
وجدن عبودية قذرة .. وضياعا ممعنا في البعد عن الاستقرار ..
وجدن أنهن أصبحن سلعا للاستهلاك ثم للرمي في المصحات العقيلة .. أو في بيوت العجزة !!
وجدن أي حرية كن يعشنها من قبل .. وأي الاستقرار فقدن .. وأنهم في سعيهن إلى الحرية من الحرية لم يجدن إلا العبودية التي أفقدتهن الكرامة ومعنى الحياة الكريمة !!

فأعداء الإسلام من صهاينة وصليبيين وغيرهم .. لا يريدون كرامة ولا يريدون حرية للأمة في دعوتها للتحرر من قيد الوهابية" .. ولا في دعوتها للتوحد خلفهم في حرب "الوهابية " ... ولا في إكراب أسماعهم ودغدغة عواطفهم بكلمات الحرية والازدهار الرنانة والتي ستحرمهم منها "الوهابية" .


ولكنها تريد أن تكسر صمام أمان الإسلام والمسلمين بكسر السنة وأهلها .. ليصبح المسلمون عبيدا اذلاء وبلادهم مرتعا خصبا لأعداء الدين ..
وعندها سيندم كل من فيه ذرة إخلاص لهذه الأمة ويقول : أكلنا يوم أكلت .... "الوهابية ".. !

أما الباقي فسوف لن تكون في قلوبهم لا شرف ولا كرامة .. وسوف يتفاخر بعبوديته لأعداء الإسلام .. وسوف يرجوهم أن يبقوا مسلطين على رقاب الأمة ... مثل أستاذهم قديورف الذي دعى الروس قبل ايام قلائل إلى انتخاب بوتين رئيسا مدى الحياة لروسيا

أريد في ختام هذه المقالة أن أتوجه بالنداء لمن أظن أن النداء ينفعه .. بدأ بالأقربين الأولى بالمعروف :


أيها المنتسبون للسلفية:


لست بشيء في العلم إلى جانبكم .. ولست إلا أخا أحب منهج السلف .. فأحب من مارس الانتماء إليه .. فاسمعوا نصيحة من أصغر إخوانكم ..


اعلموا أن اسم السلفية لا يغني عنكم من الله شيئا ..
فإن الله لا يحاسبكم بأسمائكم .. ولكن بمسمياتكم .. فقد خاطب الله بهذا سلفكم الذين تنتسبون إليه قائلا : (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا )

فلا تردوها حزبية مذهبية جديدة .. بدعاوى زائفة .. وأعراض زائلة ..

فمجرد انتمائكم للسلفية لا يغني عن الحق شيئا إذا كانت مناهجكم بدعية ( من خروج أو إرجاء أو غيرهما ) .. كما لم يغن غيركم الانتساب للسنة بمناهج وضعية فلسفية ..
فالمنهج المنهج .. !


اعلموا أنكم على ثغر عظيم من ثغور الإسلام .. فلا يؤتين الإسلام من قبلكم .. واتقوا الله في مواقعكم..
وأن الحرب لا تضع أوزارها بيننا وبين شياطين الإنس والجن بمجرد أن ننتمي إلى المنهج السلفي .. فإنما هي بداية المعركة ..
ومن أمن الله على دينه طرفة عين سلبه إياه ..


اعلموا أن السلفية ليست مجرد قائمة عقائد تحفظ دون تطبيق فعلي لهذه العقائد وظهور أثرها على أخلاقنا ..
ولا هي في تزيين المؤلفات باسماء علماء السلف وأئمة الهدى .. تلهج بها الألسن دون أن تطبع أخلاقهم في سلوكنا ..
فالمطلوب منا اتباع بإحسان .. لسلف هذه الأمة المباركة
هذا الاتباع .. هو الذي يبقي بركة الرضوان تنبض في منهج أهل الحق ..


اعلموا أن من شكر هذه النعمة العظيمة التي هداكم الله إليها .. أن تزيدكم توضعا ورحمة للناس .. فإن هذا أحرى أن يديمها الله عليكم..
فارحــموا جهل الناس .. والتمسوا الأعذار لأهل البدع .. (كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ )


اعلموا أن صحة الدعوى لا تبرر ما يرتكب باسمها من أخطاء في سبيل تبيينها .. فالدعوة للحق لا تكون إلا بأسلوب الحق ..
ويكفينا في هذا المقام التوجيه الإلهي الرشيد لخير عباده كافة صلى الله عليه وسلم : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) آل عمران/159
ولا يشك عاقل بأن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم حق محض .. وأن صفوة المؤمنين هم صحابته رضوان الله عليهم ..
ومع ذلك لنتأمل الحقيقة القدرية التي قررها الله في كتابه المبين :
أن حقيقة محضة (كرسالة الإسلام).. قد تنفر عنها صفوة الأمة (الصحابة) لو كان الداعي لها فظاً غليظ القلب ولو كان سيد ولد آدم ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ..حاشاه .


هذا .. واعلموا أن السلفية منصورة بمنهجها ودرجة إحسانها في اتباع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار .. لا بأشخاص أتباعها وعلمائها ..
قال الله : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )

فالحذر الحذر أن تبنوا دعوتكم على الأشخاص .. فإنما كان هذا سنة أقوام ضلوا وأضلوا عن سواء الصراط

نسأل الله لنا ولكم العافية ،،،


شهادة وبلاغا


مع كل ما يبذله أعداء السنة والإسلام من جهود في تشويه الحق وأهله في أذهان الناس إلا أن الله رد كيدهم في نحورهم .. وانقلب السحر على الساحر ..فقد زاد هذا الترابط بين حلقات سلسلة العداء (بمختلف أطيافه) الذي بدأ يتخذ أشكالا أوسع وأشد ظهورا .. وأوقح .. زاد من وعي الناس .. وحفز في أذهان الكثيرين ممن تعمل أدمغتهم ( سواء من عامة الناس أو من أصحاب العداء العقدي الجزئي ) .. حفزتهم على التأمل والتوقف أمام إشارات استفهام قوية .. ومراجعة أمور مفصلية في غاية الأهمية ..

ومع هذا فإنني أثني بالتوجه إلى أهلي وأبناء طبقتي من عوام المسلمين .. تحقيقا لأمر الله لنا بالتواصي بالحق والصبر .. وتذكرة لا تنفع إلا المؤمنين..

يا عامة أهل الإسلام ..

يا أصحاب الفطرة السليمة التي لا تكلف فيها ..

يا أصحاب الفطرة التي يكاد لها وتحارب .. وتتهم بالسفه ..


لقد لفظت عقولكم فلسفات المتكلمين وخرافات الصوفية المشعوذين .. وهلوسات الرافضة الحاقدين ..

ورأيتم إلى أي المهاوي السحيقة يريد الشهوانيون والعلمانيون الذي يدعون الحرية أم يلقوا بها أشرف الأمم..

ورأيتم أن الكفر لن يرضى منكم إلا بالتخلي عن عقيدتكم .. والخضوع الكامل الخانع له ولجبروته ..

رأيتم كل هذا .. ورأيتم هؤلاء جميعا يرمون السنة من قوس واحدة ... ويحاربونها باسم واحد هو "الوهابية" كل يريد به معنا .. ولكن مرادهم منه في النهاية كان وسيظل حرب السنة والإسلام وأمة محمد صلى الله عليه وسلم ..


يا عامة أهل الإسلام ..

إن من يخاطب فينا دواعي الشر .. والحقد .. والبهيمية .. ويبعث عصبيات منتنة .. جاء الشرع الحنيف لردمها وإراحة الناس من عفنها .. هو شخص يسبنا ويسيئ إلينا قبل أن يسئ إلى تلك الطائفة أو تلك ..

مثل هذا إنما يريد أن يشوش على عقولنا التي جعلها الله أداة لتمييز الخير من الشر .. ويطمس على ابصارنا بشهوات .. بعد أن أعجزه رد الحق بدخان الباطل ..

إنه يسبنا.. من يخاطب في أنفسنا دواعي العنصرية المنتنة .. وينفخ في أتون حميات الجاهلية ... مرة ضد العرب .. ومرة ضد أهل الجزيرة .. ومرة ضد أهل نجد .. !

إنه يسبنا.. من يستفز فينا دواعي الحسد .. والحقد على من أنعم الله عليه .. ويستغل سوء تصرف البعض لتعميم الأحكام وظلم أهل الدين .. وديننا قائم على القسط والعدل حتى مع الكفار ..!

إنه يسبنا .. من يحرضنا على نبذ الحق بدعوى مخالفتها لما ورثناه من آبائنا من أخطاء .. قد يكونوا هم معذورون بها (بإذن الله ) .. ولا نكون نحن كذلك وقد قامت علينا الحجة ...!
ويريد منا أن نردد قالة السوء التي صد بها أعداء الأنبياء عن سبيل الله ... !

إنه يسبنا .. من يريد أن يكرس فينا ثقلة الطين .. ويقودنا من شهواتنا .. ويدعي تحريرنا .. ويتهم الفضيلة بأنها قيود .. ويحرضنا على السنة التي تحرمنا من هذه الشهوات التي ما تلبث أن تختفي وتتلاشى .. ولا تبقي لنا منها إلا الحسرات والأمراض في النفس والبدن والمجتمع ..!

إنه يسبنا.. من يدعي أنه أقدر منا على إيصال دعائنا لله .. ويريد أن يتوسط علاقتنا مع الله .. ويريدنا أن نعتقد أننا أقل شأنا من أن نعبد الله .. وأن نتشرف بأداء هذه العبودية له على وجهها الصحيح ..!

إنه يسبنا .. من يسوق علينا قصصا يسهل تدبيجها عن أهل الحق والسنة .. مستغلا جهلنا بالأسانيد ونقل الأخبار ..!

إنه يسبنا .. من يريد أن يكرس جهلنا بديننا.. ويجعلنا أسرى حائرين بين مطرقة التقليد .. وبين سندان صعوبة وصول مرتبة الاجتهاد .. ويريد أن يحرمنا مرتبة العلم إلا بما يلقيه علينا من فتات ليس فيه لا قال الله ولا الرسول ...!

إنه يسبنا.. من يخوفنا بأوهام التكفير .. ويفزع لتمزيق سمعة من يريد منا أن نعرف الشرك لاجتنابه .. بدعوة أنه تكفيري .. ويريد منا أن نبقى رؤوسنا في رمال الجهل لكي لا نعرف الشرك الذي يستعبدوننا به ..!


إنه يسبنا.. من يلوح لنا ليل نهار بأشباح العنف التي لا تخيف إلا الجبناء والمخرفين ..

إنه يسبنا .. من يدعونا إلى عداء أنفسنا وأمتنا وتاريخنا .. لنشتري لأشخاصنا حرية تحت بسطاره (حذائه العسكري) .. وننعم بـ"حرية!!" الذل لطاغوته وعنجهيته الفارغة .. !

إنه يسبنا .. من يطعن في سلف أمتنا ..والأمناء على نقل الدين لنا .. والذين شهد لهم الله ورسوله بالخيرية والرضى .. وجعل الهدى والعصمة من الضلال والفرقة في اتباعهم والعض بالنواجذ على سنتهم .. ثم يتباكون على حال الأمة .. ويدعون الدفاع عن مقدساتها .. ويتاجرون بقضياها ومآسيها لتسويق عقائدهم العفنة على الأمة .. !

وأوقح منهم .. من يدعي الإيمان بالكتاب والسنة .. ثم إذا دعوا لهما لووا رؤوسهم .. وادعوا أن دعوى القرآن والسنة لا تجمع الأمة لأن الكل يدعيهما .. وحيدوا سلفنا الطاهر بدعوى أنهم اختلفوا كما اختلفنا .. وكذبوا الله ورسوله في ان منهج هؤلاء هو العاصم من الضلال .. واكتفوا للقرآن والسنة وسلف الأمة بمرتبة شرفية لا أثر لها في العقيدة والحياة إلا بما لا يتعارض مع دينهم ... الذي يجمعون الناس حوله بأقوال الرجال ..ومتون عقدية لا يكاد يذكر فيها اسم الله ..!! ...ثم بعد كل هذا يتاجرون باسم السنة .. ويتسترون بالدعوة للأخلاق !!


إنه يسبنا .. بل و يقذع في سبنا من قام فينا مقام فرعون في قومه ..!!


يا عامة أهل الإسلام ..

لا تظنوا أن الباطل سوف يأتيكم متبخترا بباطله .. يطالبكم بالتخلي عن دينكم ..

لا تنتظروا أن تروا باطلا ينادي على نفسه بالبطلان .. ويصف نفسه بما يستحقه من صفات الشؤم والخيانة ..

ولكنكم ستجدونه يرتدي ثياب الناصحين وينادي ( ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ)

ستجدونه ينضح إخلاصا لهدايتكم قائلا ( وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)

ستجدونه يحرضكم على أعدائه من أهل الحق ويدعوكم للتضامن معه حرصا على مصلحتكم ومصلحة الوحدة الوطنية قائلا ( إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ *وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ )





فاحذروا أن يستخفكم فتطيعوه ..!


فلن يغني عنكم من الله شيئا !







 
قديم 02-05-05, 08:03 PM   رقم المشاركة : 3
الصميلي
مشترك جديد





الصميلي غير متصل

الصميلي is on a distinguished road


بارك الله فيكما الم تسمعوا بان الله يرسل في كل قرن مجدد للاسلام







 
قديم 03-05-05, 12:29 AM   رقم المشاركة : 4
حسبي الله
عضو ماسي





حسبي الله غير متصل

حسبي الله


[align=center]موضوع مهم
للرفع
رفع الله قدر كاتب الموضوع[/align]







التوقيع :
رحم الله أبي الإسلام
من مواضيعي في المنتدى
»» هل هذا مقام علي كما لدى المسلمين مقام ابراهيم ؟ (وتوجد صور اخرى)
»» دفاعا عن اصحاب وازواج وال النبي صلى الله عليه وسلم ضد الشيعه
»» كما تدين تدان اقرا وشاهد الصورة
»» ليش تقولون ان الرافضة مالهم مسجد يا الوهابية ؟ (تعالو شوفو مساجدهم)
»» صور مقابر الرافضة في العراق
 
قديم 05-05-05, 07:07 AM   رقم المشاركة : 5
المنهج
عضو مميز





المنهج غير متصل

المنهج is on a distinguished road


بارك الله فيكم جميعاً ..







التوقيع :
يعلن (المنهج) توقفه عن الكتابة لأجل غير مسمى نظراً لعدم التفرغ

ومقالاتي كلها ملك لمن ينقلها، على أن يشير لهذه الشبكة المباركة .. سائلاً الله أن ينفع بها ..

مُحبكم
أبو عمر الدوسري
من مواضيعي في المنتدى
»» أن أهل الأهواء والمذاهب الباطلة لا ينقلون مذهبهم بصورته الحقيقية
»» ذكرى مذبحة الأربعاء السوداء في المحمرة ومآسي أخرى في أيار من تاريخ دولة إيران العنصري
»» الشيخ المتسنن إمام السنة المُحدّث مقبل الوادعي رحمه الله ينصح بقراءة الكتب التالية ..
»» حسن الصفـــار ورأيه في آل سعود والدولة السعودية
»» التصفية والتربية
 
قديم 25-07-10, 09:34 PM   رقم المشاركة : 6
الشامخ بالسنة
عضو ماسي







الشامخ بالسنة غير متصل

الشامخ بالسنة is on a distinguished road


دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله هي دعوة تصحيح وليست دعوة تأسيس
وأعداء الملة يطعنون فيها لضرب الإسلام فبالله عليكم ماالذي جاءت به دعوة الإمام محمد وكان مخالفاً للدين
جزاكم الله خيراً ...







التوقيع :
أستغفر الله
من مواضيعي في المنتدى
»» الشيخ حامد العلى والعميان عن خطر إيران ونظامه التوسعى الصفوي وأهدافه
»» أخبار السبت الموافق لـ 11/4/1431هـ متجدد
»» الطريق إلى كربلاء حلقة ولا أروع للشيخ نبيل العوضي
»» الموسوعة القرآنية الشاملة / في رحاب الذكر الحكيم خالد القحطاني
»» مناظرة في حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشيخ المحدث ناصر الدين الألباني
 
قديم 21-08-10, 03:35 PM   رقم المشاركة : 7
أبوعمـر
موقوف






أبوعمـر غير متصل

أبوعمـر is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشامخ بالسنة مشاهدة المشاركة
   دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله هي دعوة تصحيح وليست دعوة تأسيس
وأعداء الملة يطعنون فيها لضرب الإسلام فبالله عليكم ماالذي جاءت به دعوة الإمام محمد وكان مخالفاً للدين
جزاكم الله خيراً ...

أخي الشامخ وفقك الله هي دعوة تجديد وتذكير فقط فالشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ليس سوى مذكرومجدد لما اندرس من الدين وليس مصححا وأجزم لم يكن قصدك ذلك وفقك الله






 
قديم 09-10-10, 11:06 PM   رقم المشاركة : 8
محمدمحفر
مشترك جديد







محمدمحفر غير متصل

محمدمحفر is on a distinguished road


رحم الله الإمام محمد بن عبد الوهاب وجزاه عن الإسلام خير الجزاء ونسأل الله أن يخذل كل من حارب دعوته فلقد كانت دعوته على منهج صحيح وطريقة مستقيمة وعلى علم بالقرآن والسنة وعلم سلف الأمة ......حارب البدع ورفع شأن الشرع وطمس الله به وبدعوته الشركيات .........وأقام به نور التوحيد وهدى به الى الحق







 
قديم 10-10-10, 02:39 AM   رقم المشاركة : 9
الحر الأشقر
حفيد الموحدين







الحر الأشقر غير متصل

الحر الأشقر is on a distinguished road


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله


«الرافضة شر من عامة أهل الأهواء... فغالب أئمتهم زنادقة إنما يظهرون الرفض لأنه طريق إلى هدم الإسلام ».‎
وقال ((والرافضة هم معاونون للمشركين واليهود والنصارى على قتال المسلمين، وهم كانوا من أعظم الأسباب في دخول التتار قبل إسلامهم إلى أرض المشرق بخراسان والعراق والشام، وكانوا من أعظم الناس معاونة لهم على أخذهم لبلاد الإسلام وقتل المسلمين وسبي حريمهم)

صدق وربي






التوقيع :
الحر الأشقرطير شلوى
مايوقع الى على ظهر خرب
من مواضيعي في المنتدى
»» {من سمع بفاحشة فأفشاها كان كمن أتاها}
»» فتح التسجيل في إعانة العاطلين / اللهم اجعله في ميزان حسناتك
»» البنغالي مؤذن/ الكلباني ؟؟ فتواك نشاز وفتنة
»» موقع يعلمك الوظائف متى تنزل يوميا
»» قوات حفظ النظام تفرق تجمهر صفوي امام منزل الخائن الايراني عبدالجليل السنكيس بعد اعتق
 
قديم 10-10-10, 04:17 AM   رقم المشاركة : 10
سيف النصر
عضو فعال







سيف النصر غير متصل

سيف النصر is on a distinguished road


رحم الله تعالى الشيخ والإمام محمد بن عبد الوهاب
وادخله فسيح جنانه
فكم من الأكاذيب والرويات الملفقة حكيت عن عن هذا الرجل الصالح
حيث هوجم بشراسة من طرف الرافضة (لعنهم الله) والصوفيون (هداهم الله الى الصراط المستقيم) والقرآنيون او ما يسمون حاليا بمنكري السنة النبوية (هداهم الله)، لا لشيئ سوى لأنه صحح معتقدات الناس التي انحرفت عن الدين الحق وأعادها لأصلها.







التوقيع :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لكل أمة مجوس، ومجوس هذه الأمة الذين يقولون : لا قدر، من مات منهم فلا تشهدوا جنازته ومن مرض منهم فلا تعودوه، وهم شيعة الدجال، وحق على الله أن يلحقهم بالدجال }[سنن أبو داوود]

اضغط على الرابط
موقع فضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان




من مواضيعي في المنتدى
»» فضائح السيستاني وجرائمه
»» قصة الشيعة وقصة حسن نصر الله للدكتور محمد سعيد رسلان
»» مقتل العشرات وجُرح المئات في أحدث نزاع طائفي بمصر
»» المزيد من التهديدات الفارغة والمدوية
»» السجود لغير الله عند الإسماعيلية المكارمة
 
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الوهابية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:21 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "