يرد علي الكرامات الزئفه عند الاباضيه
حفل الكتاب بمناقشة العديد من الروايات التي تنسب الكرامات إلى علماء الأمة،
ونحن نكتفي هنا بسوق هذا المثال رجاء رجوع القارئ الكريم إلى بقيتها في الكتاب.
(ومما روي أيضاً في الثقافة الشعبية:
أنه "كان للشيخ جاعد بن خميس الخروصي مزرعة، فيها صخرة عظيمة، وفي أحد الأيام نظر الشيخ إلى الصخرة فلم يجدها في مكانها، فلما رجع الشيخ إلى منزله سأل أولاده عن الصخرة،
فقال واحد منهم: أنا الذي حولت الصخرة عن مكانها.
هنا نظر الشيخ إلى ولده فعلم أنه سيكون عالماً وطاغية جباراً،
فقال الشيخ لابنه: تعال وأخبرني عن مكان الصخرة.
فلما وصل الشيخ إلى مكان الصخرة، بقدرة الله فلق الشيخ الصخرة إلى شقين، وألقى عمامته داخل الصخرة،
فقال لولده: يا ولدي؛ اذهب واحضر لي العمامة من داخل الصخرة.
فلما دخل الولد، أرجع الشيخ الصخرة على ما كانت عليه، وبقي الولد داخل الصخرة".
طبعاً من يروون مثل هذه القصص يعدونها من كرامات الشيخ، حيث استطاع فلق الصخرة ورجعها إلى ما كانت عليه بقوة خارقة، بل حبس فيها ابنه،
وبعبارة أخرى قتله!،
ونحن نعدّها من الترهات المزرية بالعقل الذي كرّمنا الله به،
فهل يرضى أحد أن يُنسب إلى الشيخ جاعد بن خميس الخروصي أنه قتل ابنه؟!.
ونحن متأكدون أن بعضهم سيستدل وبسرعة بقول الله تعالى فيما حكاه من قصة العبد الصالح الذي صاحبه موسى عليه السلام: ((حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاماً فَقَتَلَهُ)) الكهف: 74، فهذه كرامة لهذا العبد الصالح وتلك كرامة للشيخ؟!.
وهذا الاستدلال يعكس أزمة لي أعناق النصوص لتتوافق مع قناعات سابقة على النص، فهذا العبد الصالح قد قال كما ذكر القرآن ذلك على لسانه: ((وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي)) الكهف: 82، فالمسألة هي أمر من الله بذلك،
فهل سيدّعي هؤلاء أن الشيخ جاعد يُوحى إليه حتى يفعل ذلك؟! وإذا قالوا بذلك فنحن أمام مرحلة جديدة من مراحل الأسطورة، وسقف أعلى من تسرب الخرافة.
وها هم أحفاد الشيخ جاعد وعائلته لم نسمع منهم شيئاً من هذا القبيل، وهل لو وقع شيء من مثل هذا الاختلاف بين الشيخ وولده سيخفى أمره عليهم؟!.
إذن نخلص من كل ذلك إلى إنكار هذه الرواية رأساً لخرافيتها ومخالفتها لسنن الكون، ولكونها من الافتراءات على علماء الأمة الذين ثبت لدينا صلاحهم وتقواهم وورعهم رضوان الله عليهم.
وإننا سنقف بالمرصاد الفكري والنقد العلمي لكل من يريد أن يسوِّد صحائف أئمة الإسلام وعلمائه البيضاء الناصعة وسِيَرهم الزكية العطرة بمثل هذه الترهات المخترعة والسفاسف المبتذلة).
ويرد علي خرفه كرامات الخليلي
شكراً للشيخ /خميس بن راشد العدوي على هذه التوضيحات، ولكنكم لم توضحوا موقفكم من هذه القضية تحديداً:
((وما رأيكم بحكم كونكم من الملازمين للشيخ الخليلي لسنوات طويلة في الكرامات المنسوبة إليه، وهل رأيتم للشيخ على طول الملازمة شيئاً من هذه الكرامات؟ اقرأ هذا الموضوع (من كرامات بدر الدين الشيخ أحمد بن حمد الخليلي يحفظه الله ) على هذا الرابط:
رأيي في موضوع كرامات الشيخ الخليلي، لقد برمجت حياتي على أن أعيش عالم الحقائق، أما عالم الأوهام فأنا أنفر منه بطبعي.
وأرى كرامة الشيخ الخليلي في هذا الإنتاج العلمي الضخم الذي وضعه، وفي الإصلاح الإسلامي العالمي الذي ينشده،
وأرى كرامتي في أني نذرت نفسي لخدمت مشروعه العلمي هذا.
وأما رأي سماحته في الكرامات الخارقة فستجدها في الكتاب بإذن الله، فاشدد به يدك.
++++++++++++++++++++
.