لكن لابأس أن نفيد الأباضي بما جهله وهو معنى البراءة عند فرقة الاباضية "" إضافة لما تفضل به الأخ ابا عائشة "" /
يقول علامتهم الأكبر الإباضي العلامة المجتهد محمد بن يوسف أطفيش في كتابه النادرة!! ، المسمى بـ ( الذهب الخالص )، في صفحة (45) : { البراءة لغة : البعد عن الشيء والتخلص منه ..وشرعا : البغض والشتم واللعن للكافر لكفره } [[4]] أي كفر الشرك أو كفر النعمة وهو الفسق كما بينه في كتابه الآخر المسمى ( شامل الأصل والفرع ) في صفحة (24) من الجزء الأول .
وقال قطب الأئمة ابن أطفيش نفسه في هذا الكتاب أي " الذهب الخالــص " صفحة (55) :{ وتبغض من تبرأت منه وتحقره لمعصيته } ، وقـــال : { إن البغض لا يكفي بلا دعاء بشر الآخرة } أي أن مجرد البغض القلبي لا يكفي لتحقيق البراءة الواجبة دون الدعاء بشر الآخرة علـى المتبرئ منه ، وشر الآخرة هو مثل الدعاء عليه بالغضب والنار واللعن والخزي ونحوه أسأل الله أن يجيرنا ووالدينا من شرور ذلك اليوم .
ويتأكد هذا المعنى بما قرره الجيطالي في " قواعد الإسلام " ( 1 / 89 ) بل ونقل إجماع أئمة الإباضية عليه حيث قال : ( فكل ما جاز في الولاية من المحبة بالقلوب ، والتوادد بالجوارح ، وسائر حقوق أهلها من الاسعاف والاستغفار والترحم وحسن المعاشرة والموافقة في الشريعة جاز في البراءة مثله من البغض بالقلب ، والشتم باللسان ، والقطيعة ، وترك الاستغفار لأهلها ومفارقتهم عليها ، لأن ما جاز في شيء جاز في ضده خلافه بإجماع من الأئمة فيما وجدت ، .. ) أ.هـ وأقره المعلـق على ذلك كما في الهامش رقم (2) من الكتاب ذاته في نفس الصفحة ، وهذا المعلق هو : بكلي عبــد الرحمن بـن عمر من علماء الجزائر وهو إباضي معتدل نوعا ما ،كما يتضح ذلك من تعاليقه على هذا الكتاب .
وشاهد ثالث أو رابع – إن شئت قل – على تحقيق معنى البراءة وهو عمدة المذهب الإباضي المعروف في الأوساط الإباضية بـ" نور الدين السالمي " في كتاب هو عمدة كتب العقائد إنه كتاب " بهجة الأنوار ، شرح أنوار العقول في التوحيد " حيث يقول السالمي في صفحة ( 126 ) منه ما نصه : ( والبراءة : هي البغض بالقلب ، والشتم باللسان ، والردع بالجوارح . ) أ.هـ
وقال العلامة الفقيه !! سالم بن حمـود السـيابي في صفحة ( 119 ) من كتابه " طلقات المعهد الرياضي في حلقات المذهب الإباضي " الذي طبعته وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان سنة 1400هـ 1980م ما نصه : ( والبراءة الشرعية توجب البغض أي أن البـــض ثمرة البراءة من أهل المعاصي مطلقا ، وكذلك الشتم أي شتم العاصي لعصيانه ، ولعن الكافر لكفره ) أ.هـ .
ويقول الإمام!! عبد العزيز بن إبراهيم الثميني في كتابه العقائدي " معالم الدين " وهو من مطبوعات وزارة التراث العمانية لسنة 1407هـ – 1986م بتحقيق الشيخ !! سالم بن حمد الحارثي الجزء الثاني صفحة ( 125 ) : ( البراءة وهي : البغض بالجنان ، والشتم باللسان ، والميل بالقلب والجوارح عن عاص لعصيانه ) .
إذن فيتحصل لنا من مجموع هذه النقول عن هؤلاء الأئمة !! في تعريف مفهوم البراءة أن البراءة من فلان تعني : بغضه بالقلب ، وشتمه ، ولعنه ، والدعاء عليه بالغضب والنار في الآخرة . وأخيرا قال السالمي في جواباته : (6/33) : ( إن براءة المتبرئ من الــعدو حكم عليه بالخــروج عن الإسلام ) وقد كان كلامه هذا في سياق الحديث عن البراءة من الصـحابة الكرام – رضوان الله عليهم – , والله المستعان .
أرجوا أن يكون الإباضي قد فهم الدرس /