يعّد محمد باقر الصدر من أبرز علماء الشيعة المعاصرين ومّمن امتلأت شوارع بغداد والجنوب العراقي بصوره وأقواله المأثورة التي تدعو إلى الوحدة وتحضّ عليها وأنّ السني أقرب إلى نفسه من الشيعي.طبعا هذا ما تأكدّنا منه وبدأ واضحا وجليّا بعد أحداث القبتين في سامراء حينما ركض مقلدوه ومقلدو ابن أخيه نحو قتل أهل السنة في الشوارع ورميهم بالرصاص على أرصفة الطرقات فضلا عن مهاجمة المساجد والدور والمناطق السنّية ومهما يكن من شي فانّ محمد باقر الصدر أضحى عنوان كل حزب سياسي شيعي في العراق الجديد كما أنّ سنة وفاته أصبحت ذكرى سنوية تستذكرها قنوات الحكومة الفضائية بمزيد من الحزن والأسى على مظلومية
الشيعة في العهد السابق بل عمدت الحكومة الشيعية إلى إدراج اسمه في مناهج التربية والتعليم مبيّنة دوره وأثره في الواقع الإسلامي والعراقي ولكي نتعرف أكثر على ماضي هذا الرجل الوحدوي و شخصيته التقريبية أحببت أن اكتب سطورا قليلة في بعض المسائل الجوهرية المختلف فيها بين أهل السنة والشيعة وفقا لرؤية هذا الوحدوي التقريبي ويمكن تلخيص وإجمال ما ذكره محمد باقر الصدر من خلال النقاط والعناوين الآتية (1) .
أمة منحرفة, ومجتمع منحرف, ودولة منحرفة:
يرى محمد باقر الصدر أنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) حينما توفي خلّف وراءه دولة ومجتمعا وأمة, وأنّ الصحابة(رضي الله عنهم) حينما لم يولّوا عليّا (رضي الله عنه ) على سدة الحكم فقد ارتدّوا ,والانحراف لزمهم ؛ فالانحراف بدأ أولّ ما بدأ في قيادة الدولة, وزعامة التجربة الإسلامية, ولما كانت الدولة هي من تقرر ما يجوز فعله وما لا يجوز بين أفراد المجتمع ؛فان الأخير قد انهار تبعا لانهيار الدولة. والأمة توشك أن تنهار أيضا بعد أن سقطت الدولة والمجتمع.
يقول الصدر حينما توّفي رسول الله (ص) خلّف أمّة ومجتمعا ودولة... الانحراف الذي حصل يوم السقيفة كان أول ما كان في كيان الدّولة لأنّ القيادة كانت قد اتخذت طريقا غير طريقها الطبيعي, وقلنا بانّ هذا الانحراف الذي حصل يوم السقيفة في زعامة التجربة أي الدولة كان من الطبيعي في منطق الأحداث أن ينمو ويتسع حتى يحيط بالتجربة نفسها فتنهار الزعامة التي تشرف على تطبيق الإسلام وحينما تنهار زعامة التجربة ينهار تبعا لذلك المجتمع الإسلامي لأنّه يتقوم بالعلاقات التي تنشأ على أساس الإسلام فإذا لم تبق زعامة التجربة لترعى هذه العلاقات وتحمي وتقنن قوانين لهذه العلاقات فلا محالة ستتفتت هذه العلاقات وتتّبدل بعلاقات أخرى قائمة على أساس آخر غير الإسلام وهذا معناه زوال المجتمع الإسلامي. تبقى الأمة بعد هذا وهي أبطأ العناصر الثلاثة تصدعا وزوالا إلاّ أنّ هذه أيضا من المحتوم عليها أن تتفتت وأن تنهار وان تنصهر ببوتقة الغزو الكافر).
الإسلام بعد وفاة الرسول إسلام مشوه ممسوخ
يرى الصدر أنّه بانهيار المنظومة الثلاثية التي يتقّوم بها الإسلام وهي الدولة والمجتمع والأمة؛فانّه لا يبقى من الإسلام سوى الرسوم البالية ,وانّ الأمّة عاشت بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وسلم) إسلاما مشّوها ممسوخا يقول الصدر لانّ الأمّة كتب عليها أن تعيش الحكم الإسلامي المنحرف منذ أن نجحت السقيفة في أهدافها. إذن الإسلام التي تعطيه السقيفة امتدادها التاريخي هذا الإسلام إسلام مشّوه ممسوخ ) .
بيعة أبي بكر بداية ظلام , ومحن, ومآس , وفواجع , وكوارث :
يرى العالم الوحدوي التقريبي محمد باقر الصدر أنّ ما حدث بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من بيعة أبي بكر ( رضي الله عنه) خليفة على المسلمين مثّل مؤامرة لوأد الإسلام الصحيح .
يقول تحت عنوان : مضاعفات وفاة الرسول (ص) ما نصّه ويمثل الجزء الآخر من الفاجعة الانحراف داخل المجتمع الإسلامي على يد المؤامرة التي قام بها جناح من المسلمين بعد وفاة رسول الله (ص)؛ فانحرف بذلك الخط عما كان مقرّرا لهم من قبل النبّي (ص), ومن قبل الله تعالى. كان هذا اليوم المشؤوم بداية انحراف طويل ونهاية عهد سعيد بالوحي تمثّل في مائة وأربعة وعشرين ألف نبّي كما في بعض الروايات وكان بداية ظلام, ومحن, ومآس, وفواجع, وكوارث. من ناحية أخرى تمثّل في ما عقب وفاة رسول الله (ص) من أحداث في تاريخ العالم الإسلامي هذه الأحداث المرتبطة ارتباطا شديدا وقويا بما تّم في هذا اليوم من الفاجعة على ما في زيارة الجامعة التي نقرؤها: ((... بيعتهم التي عمّ شؤمها الإسلام ,وزرعت في قلوب الأمة الآثام ,وعنّفت سلمانها ,وضربت مقدادها ,ونفت جندبها, وفتحت بطن عمّارها, وأباحت الخمس للطلقاء أولاد الطلقاء, وسلّطت أللعناء على المصطفين الأخيار, وأبرزت بنات المهاجرين والأنصار إلى الذلة والمهانة ,وهدمت الكعبة , وأباحت المدينة, وخلطت الحلال بالحرام...) إلى غير ذلك من الأوصاف .
علي (رضي الله عنه) يرى نفسه أولى بالخلافة
أوضح الصدر في كتابه أنّ عليّا (رضي الله عنه ) كان يطمح كثيرا لتقلد مقاليد الخلافة لولا أنّ الآخرين اغتصبوها منه فنراه يقول) : علي (ع) كان يصّر دائما على أن يكون زعيما. يصّر دائما على أن يكون هو الأحق بالزعامة . علي الذي يتألم الذي يتحسر أنّه لم يصبح زعيما بعد محمد (ص) الذي يقول : لقد تقمصّها ابن أبي قحافة وهو يعلم أنّ محلي منها محل القطب من الرحى ) .
ويقول أيضا : ( أمير المؤمنين (ع) عمل على خط تسلّم زعامة الحكم وتفتيت الانحراف ,وكسب الزعامة ؛ زعامة التجربة الإسلامية إلى شخصه الكريم. بدأ هذا العمل عقيب وفاة رسول الله (ص)؛ حيث حاول إيجاد تعبئة وتوعية فكرية عامة في صفوف المؤمنين ,وإشعارهم بأنّ الوضع وضع منحرف إلاّ أنّ هذه التعبئة لم تنجح لأسباب ترتبط بشخص علي (ع) ولأسباب أخرى ترتبط بانخفاض وعي المسلمين أنفسهم )
انحراف أبي بكر , وعمر , وعثمان (رضي الله عنهم)
فرّق محمد باقر الصدر وميّز بين انحراف أبي بكر (رضي الله عنه) وانحراف عمر (رضي الله عنه) وانحراف عثمان ( رضي الله عنه ) بأنّ الانحراف بدأ في عهد أبي بكر, واشّتد في عهد عمر, وانجلى في عهد عثمان
يقول الصدر: ( هذا الانحراف بدأ في أيّام أبي بكر, واشتّد في أيّام عمر, وانجلى في أيّام عثمان بصورة غير إسلامية, وكان الانحراف يسير في خطّ منحن حتى وصل إلى الهاوية بعد ذلك ) .
أبو بكر إنسان خطّاء وشهواني
يرى الصدر أنّ أبا بكر (رضي الله عنه) ليس أهلا لقيادة الدولة الإسلامية لأنّه إنسان تحتشد في نفسه أفكار كثيرة خاطئة فيقول: ( حتى لو أخذنا بمفهوم السنة عن أبي بكر فهو إنسان تحتشد في نفسه أفكار كثيرة خاطئة تحتشد في نفسه شهوات كثيرة تعرضه للانحراف ... هذا الإنسان جاء لتسلّم زعامة التجربة الإسلامية في بداية أمرها بدلا من ذلك الإنسان المعصوم حينئذ من هو الحاكم الآن أبو بكر . أبو بكر يعني المجموعة الكثيرة من العواطف والمشاعر والانفعالات إذن فالحاكم هو هذه الكومة من الأفكار والعواطف هذا هو أبو بكر إذن فالحاكم هو هذه الحفنة فلنفرض أنّ فيها 50% أفكارا وعواطف إسلامية لكن فيها 50% من العواطف مما هو ليس بإسلامي إذن فقد أصبح الحاكم مزدوج الشخصية ) .
انحراف عمر وعثمان والفرق بينهما
يبيّن الصدر أنّ ثمّة فرقا جليّا بين انحراف عمر (رضي الله عنه) وبين عثمان (رضي الله عنه) ذلك أنّ الاثنين ربمّا وقعا في الانحراف نفسه وهو التمييز بين طبقات المجتمع إلا أنّ عمر حينما ميّز فانّه أثرى قبيلة النبي (عليه الصلاة والسلام) على سائر القبائل بينما عثمان أثرى قبيلته على سائر القبائل لذا يقول الصدر (عمر ميز بين الطبقات: إلا أنّه حينما ميّز بين الطبقات حينما أثرى قبيلة بعينها دون غيرها من القبائل....؟ أتعرفون أي قبيلة هي التي أثراها؟ هي قبيلة النبي (ص) عمر أغنى قبيلة النبي محمد(ص) أغنى عم محمد (ص) أعطى زوجات النبي عشرة آلاف كان يعطي للعباس أثني عشر ألفا كان يقسم الأموال الضخمة على هذه الأسرة هذا الانحراف لا يختلف في جوهره عن انحراف عثمان بعد ذلك عثمان حينما ميّز. إلا أنّ عمر فقط ربط هذا الانحراف بالحرارة الإيمانية عند الأمة ..... هؤلاء أهل بيت النبّي (ص) هذا عمّ النبّي (ص) هذه زوجة النبّي (ص) إذن هؤلاء يمكن أن يعطوا يمكن أن يثروا على حساب النبي (ص) لكن عثمان حينما جاء لم يرد على هذا
الانحراف شيئا إلاّ أنّه لم يرتبط بالحرارة الإيمانية. بدّل عشيرة النبي (ص) بعشيرته ).
المسلمون الصحابة كانوا قصيري النظر
ربما يتساءل القارئ عن دور آلاف المسلمين أمام هذا الانحراف ماذا فعلوا لتصحيح هذه الانحرافات وهنا يأتيك الجواب بان المسلمين على كثرتهم وانتشارهم في أراض المعمورة وقتئذ لم يكونوا قادرين على تمييز الانحراف لقلة الوعي الذي يحملونه لأنّهم حسيون أكثر منهم منطقيون على حد تعبير الصدر.
يقول الصدر الناس حسيون أكثر منهم منطقيون الناس يعيشون ما يرون لا يعيشون ما يقرأون حبرا على ورق إذن فيعيشون ما يرون النظرية التي يمارسها أبو بكر ويمارسها الخلفاء الذين تولوا من بعده يمارس هذا الخط المنحني من الانحراف الذي اشتد انحناؤه بالتدريج حتى بلغ الهاوية من الانحراف .... بعد هذا سوف تزول الأمة نفسها لان هذه الأمة سوف ينعكس منها بعد إقصاء مصادر الرسالة عنها وبعد تشويه معالم النظرية الإسلامية في وجهها وبعد تعمق الحاكم في انحرافه ومعنى انحراف الحاكم انه سوف يتميع في حفظ مصالح الأمة وسوف يتحيز في حاكميّته وسوف ينعكس هذا التمّيع للأمة في الظلم والفساد والتناحر والصراع فيما بين أفراد الأمة....إذن سوف تصبح الأمة بعد شوط طويل من الزمن ملؤها الفساد وانعدام الإرادة وهذه التجربة الإسلامية المنحرفة سوف تسقط حتما في يوم من الأيام ).
ويقول علي كان دائما مصّرا على أن يعطي العمل الشخصي طابعه الرسالي لا الطابع المكاسب الشخصية بالنسبة إليه وهذا هو الذي يفسر لنا كيف أنّ عليا (ع) بعد أن فشل في تعبئته الفكرية عقيب وفاة رسول الله (ص) لم يعارض أبا بكر وعمر معارضة واضحة سافرة طيلة حياة أبي بكر وعمر.... والوجه في هذا هو أنّ عليا (ع) كان يريد أن تكون المعارضة في إطارها الرسالي وان ينعكس هذا الإطار على المسلمين أن يفهموا أنّ المعارضة ليست لنفسه وإنّما هي للرسالة وحيث أنّ أبا بكر وعمر كانا قد بدءا الانحراف ,ولكن الانحراف لم يكن قد تعمق بعد والمسلمون القصيرو النظر الذين قدموا أبا بكر على علي (ع) ثم قدموا عمر على علي (ع) هؤلاء المسلمون القصيرو النظر لم يكونوا يستطيعون أن يعمّقوا النظر إلى هذه الجذور التي نشأت في أيام أبي بكر وعمر فكان معنى مواصلة المعارضة بشكل جديد أن يفسر من أكثر المسلمين بأنّه عمل شخصي وأنّها منافسة شخصّية مع أبي بكر وعمر وان بدأت بهم بذور الانحراف في عهدهما).
التجربة الإسلامية بعد وفاة الرسول فشلت على الصعد كافّة
قرر الصدر أخيرا وبعد كل هذه المقدمات أنّ تجربة المسلمين بعد رسول الله (ص) كانت فاشلة بكل المقاييس وما ذلك إلاّ لان أهم أركان ومقومات هذه التجربة قد تهدم وهو ركن الدولة وتسليمها لشخص غير علي.
فيقول: ( احد هذه العناصر لهذه التجربة قد تهّدم بعد وفاة رسول الله ( ص) بمعنى أنّ ثلث التجربة الإسلامية تهّدم. ذلك البناء الذي لأجله جاءت أربع وعشرون ألف رسالة من السماء ,وكان تهدّم هذا الجزء الواحد كفيلا بهدم الجزأين الآخرين لان هذه التجربة متفاعلة في عناصرها فبهدم جزء منها يتهدم الجزأين الآخرين. لا ندري أنّ المسلمين وقتئذ هل كانوا يتصورون عمق هذا الانحراف ...؟ أكبر الظّن أنّهم لم يكونوا يتصورون ذلك بل غاية ما كانوا يتصّورونه أنّ المسألة مسألة تغيير حكم من أحكام الله لا أكثر. إنّ الله سبحانه وتعالى جعل عليّا وهم جعلوا أبا بكر أمّا باقي الجهات فيبقى الوضع على حاله لم يتغير شيء سوى أنّ شخصا كان اسمه علي هو اعدل واعلم من أبي بكر أقصي من مقام الحكم لغلبة الأهواء والشهوات ولأمور أخرى وجعل مكانه أبو بكر لا أكثر من هذا المقدار ).
ويقول تحت عنوان صدمة الانحراف ما نصه : ( خطورة هذا الانحراف الذي يمكننا أن نوجزه في جملة بسيطة قصيرة جدا هي أنّ شخصا غير علي بن أبي طالب (ع) تولى الأمر بعد رسول الله (ص) وأصبح سلطان المسلمين بعده .هذه الجملة البسيطة هي التي تشكل كلّ هذا البلاء العظيم بكل مضاعفاته ونتائجه التي سوف نتحدث عنها, وليست هذه الجملة معبرة فقط عن ظلم وغبن شخصي للإمام علي (ع) واستيلاء على حق خاص من حقوقه ليس هكذا وإنّما كان تغيير شخص الحاكم تعريضا للتجربة الإسلامية للفشل المحقق فعلا , ثم خطر الانهيار الكامل في المستقبل )
الكتاب والسنة محرفان
لما فشلت التجربة ,وأضحت الزعامة منحرفة, وفسد المجتمع ,وانهارت الأمة لم يكن ثمة ضمان لحماية أيّ مقّّدس من المقدّسات لدى المسلمين ولو كان القرآن أو السنة.
يقول الصدر من هو الضامن لعدم الانحراف؟ هل الضامن هو الأمّة. الأمّة لم تكن على مستوى العصمة وقتئذ وإذا لم تكن الأمّة على مستوى العصمة إذن سوف ينفتح من هذا الحكم الغير معصوم الخطر على الأجزاء الأخرى للتجربة للمقومات الأساسية للرسالة الإسلامية سوف ينفتح الخطر على المصادر الأخرى على الكتاب والسنة ومن البديهي انه لم يكن الكتاب والسنة في عهد الرسول الأعظم (ص) مدونين في كتاب لم يكن هذا الكتاب في أيدي المسلمين بوصفه كتابا أو قرأنا محدودا من ألفه إلى يائه وانتم تعلمون أنّ السنة لم تكن مكتوبة أصلا وإنّما كانت محفوظة في صدور المسلمين وقتئذ والسنة كانت هي المصدر الثاني للإسلام ماذا يترقب من شخص حاكم منحرف في المقام أن يقف من هذين المصدرين , وأن يعمل في حمايتهما لم يكن هناك تحصين من الخارج من قادة أهل البيت (ع) بالنحو الذي سوف نشرحه إن شاء الله كان من الطبيعي أن يترقب أنّ السنة سوف تكون عرضة للضياع والانحراف والتزوير على أساس الانحراف في هذا الحكم ).
ويقول) فالمقومات الإسلامية للإسلام سوف تتطور وتزور. الإسلام نظريه للحياة هذه النظرية سوف تتطور وتزور وتشوه بشكل آخر بشكل جاهلي لا يختلف عن نظرية جاهلية لانّ المصدر الأساس للإسلام عرضة للتحريف والإقصاء عن مجالاته الذهنية والإسلامية ).
وأخيرا فقد اتضح للقارئ الكريم بما لا يقبل الشك والمراوغة أن القوم يحملون بين جوانح صدورهم هما واحدا هو تقويض أسس الدولة الإسلامية السنية وهذا دأبهم وديدنهم منذ أن سكنوا بين ظهراني المسلمين ويستوي في هذا الهم كبيرهم وصغيرهم سيدا كان أو غير ذلك مرجعا أو غيره ولهذا فالكل على أتمّ الاستعداد في الارتماء في أحضان العدو الخارجي ولو كان الشيطان الأكبر لا لأجل شيء فقط مناجل تحقيق أحلامهم المريضة في نيل السلطة ولو على جماجم أهل السنة.
وأخيرا وقبل أن نضع القلم جانبا وصّية لإخوتنا من أهل السّنة- كي لا ينخدعوا بأباطيل التشّيع وحيله وترّهاته في دعوته إلى التقريب -أن يلاحظوا الشيعي حين مناقشته في أهمّ المسائل الخلاّفية بيننا وبينهم ويستوضحوا رأيه في الصحابة ثم يستبينوا رأيه في مراجعهم وكتبهم التي أتت مشحونة بالسّب والقذف هل يتبّرأ منها ومن قائليها ويعمل على تسقيط تلك الأقوال وقائليها والكتب التي حوتها أو انّه لا يفعل ذلك وهذا هو الفيصل لأنّه أمام طريقين لا ثالث لهما إما أن يطيعك أيّها السّني في هذا الأمرأو أنّه لا يفعل ذلك فان أطاعك فاخبره بضرورة ترك التشيع لأنّ من أسّس لعقائد القذف والسّب واللعن والتكفير والتفسيق بحقّ الصحابة هو نفسه من أسّس لعقائد الإمامة والعصمة وغيرها من عقائد التشيع الباطلة ولا ريب انّه بترك هذه العقائد لن يبقى ثمّة دين اسمه التشيع أما إذا لم يقبل نبذ وخلع أقوال التفسيق والتكفير فعندها لا طائل من التشّدق بمقالات التقريب ونحوها وحينها فلنكن عدّوين أتقيك وتتقيني.