لقد حاول الطواغيت تشويه دين الله
في العراق فقالوا بحرمة الدم العراقي فجعلوا حرمة الدم بالجنسية العراقية لا بالاسلام والايمان
وقالوا كل من قال لا إله إلا الله معصوم الدم!!! ولو فعل أي شيئ مادام يقول لا إله إلا الله
قبحهم الله ماأنزل الله بهذا من سلطان
يقول الشيخ ابي محمد العدناني"حفظه الله"
أما قولكم: إنَّ الدولة تكفِّر من يقول لا إله إلا الله وتستبيح دماء المعصومين، فقد كذبتم والله، فإنَّ الدولة لا تكفِّر إلا من كفَّره الله ورسوله، وليس كل من قال لا إله إلا الله معصوم الدم حتى وإن صام وصلَّى وزعم أنَّه مسلم، ألم تعلموا أنَّ المنافقين في الدرك الأسفل من النار مع أنَّهم يقولون لا إله إلا الله؟ بل يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون ويحجُّون ويتصدَّقون بل ويجاهدون، وهم مع ذلك كلِّه تحت آل فرعون في الدرك الأسفل من النار، ألم تسمعوا ما قصَّه الله تبارك وتعالى علينا من نبأ بلعام، وضرب له مثلاً بالكلب مع ما معه من العلم فضلاً عن اسم الله الأعظم، وكم من بلعام في زماننا!
أما بلغكم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جهَّز بعثًا وأراد أن يغزو بني المصطلق لما قيل له أنَّهم منعوا الزكاة؟
أما علمتم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بردة إلى رجلٍ يقول لا إله إلا الله تزوَّج امرأة أبيه وأمر أبا بردة أن يأتيه برأسه؟
أما علمتم أنَّ الصحابة رضي الله عنهم قاتلوا الخوارج في العراق بأمر نبيِّهم صلى الله عليه وسلم؟
مع أنَّه صلى الله عليه وسلم أخبر أنَّ الصحابة يحقرون صلاتهم مع صلاتهم وصيامهم مع صيامهم وقراءتهم مع قراءتهم، وقال: "أينما لقيتموهم فاقتلوهم".
أما علمتم أنَّ الصحابة رضي الله عنهم قاتلوا مانعي الزكاة وهم يشهدون أنَّ لا إله إلا الله وأنَّ محمَّدًا رسول الله ويؤذِّنون ويصلُّون ويصومون، ولمَّا أرادوا التوبة قال لهم أبو بكر: لا نقبل توبتكم حتى تشهدوا أنَّ قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار.
بل إنَّ الصحابة قاتلوا بني يربوع لمَّا منعوا الزكاة مع أنَّهم مقرُّون بوجوبها، وكانوا قد جمعوا صدقاتهم وأرادوا أن يبعثوها إلى أبي بكر فمنعهم مالك بن نويرة.
ألم تعلموا أنَّ عليًّا رضي الله عنه حرَّق أصحاب عبد الله بن سبأ لمَّا غلوا فيه مع أنَّهم كانوا يقولون لا إله إلا الله؟
فما تقولون بهذه الأصناف كلِّها الذين كانوا من أهل القبلة يصلُّون صلاتنا ويأكلون ذبيحتنا، وقد قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم وغنموا أموالهم وسبوا نساءهم وأشهدوهم على أنفسهم بالكفر؟
أفتنكرون أنَّ الأسود العنسي ومسيلمة الكذَّاب وسجاح وأتباعهم كلَّهم كانوا يقولون لا إله إلا الله؟ أفتحكمون لهم بالإسلام؟ أفتعصمون دماءهم؟ أفتعتقدون أنَّ كل من أَمَّ القبلة ونطق بالشهادتين يُعصم دمه ولا يكفر مهما فعل؟ كلا؛ إمَّا أنَّهم قد كفروا بعد إيمانهم كحال الكثير من الناس اليوم الذين تحكمون لهم بالإسلام وعصمة الدم، وإمَّا أنَّ أبا بكرٍ وأصحابه رضي الله عنهم تكفيريُّون جاهلون لا يفقهون وأنتم وفقهاؤكم الرسميُّون وحكَّامكم تفقهون!
قال الله عزَّ وجلَّ: (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ) قال ابن بطَّال: فقام الدليل الواضح من هذه الآية على أنَّه من ترك الفرائض أو واحدةً منها فلا يُخلَّى سبيله، وليس بأخٍ في الدين، ولا يُعصم دمه وماله، ويشهد لذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "فإذا فعلوا ذلك عصموا منِّي دماءهم وأموالهم إلا بحقِّها". انتهى كلامه رحمه الله.
ولو تتبَّعنا الآيات والأحاديث والآثار وكلام أهل العلم في قتال من يقول لا إله إلا الله إذا ترك بعض حقوقها واستباحة دمه إذا أتى بناقضٍ لها لطال الكلام جدًّا، وفيما ذكرناه كفايةٌ لمن طلب الإنصاف.
فمن تأمَّل هذا عَلِم أنَّ عصمة دم من قال لا إله إلا الله ليست على إطلاقها، وإلا فمن قال لا إله إلا الله مسيلمة رسول الله عُصِم دمه وماله ودخل الجنة! ومن تأمَّل هذا علِم أنَّ تحريم الدم العراقي ما هو إلا فريةٌ عظيمةٌ على الله ما أُنزِل بها من سلطان، ولا تعبِّر إلا عن عِظَم طغيان قائلها وشدَّة استخفافه بدين الله وأحكام شريعته المطهَّرة، واستخفافه بعقول الناس (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ)، فلم يكتفوا بأن عصموا دماء المرتدين فعصموا دماء الزنادقة والكفار والمشركين، وإنَّما دم أحدهم لا يساوي دم كلب.
جاء في السنن عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه لما ردَّ النبي صلى الله عليه وسلم أبا جندل رضي الله عنه يوم صلح الحديبية جعل عمر يمشي بجنبه وهو يقول: اصبر يا أبا جندل، فإنَّما هم المشركون وإنَّما دم أحدهم دم كلب ويدني قائم السيف منه.
وفي رواية: يا أبا جندل إنَّ الرجل يقتل أباه في الله، وإنَّ دم الكافر لا يساوي دم كلب.يا من تحارب الدولة الإسلامية، وَقِفْ مع الله وقفةً وتفكَّر في هذه الواحدة، وانظر إلى أولئك الدعاة لمن يتبعون؟ أولئك السحرة الذين جعلهم الطواغيت لهم أبواقًا تنعق بما تعلم وبما لا تعلم، يزوِّرون الحقائق ويطمسونها ويشوِّهونها، يحرِّفون الكلم عن مواضعه، ويغيِّرون شرع الله نصرةً للطواغيت واسترضاءً لهم، لا يستحون ولا يخجلون، ولم يكتفوا إذ جعلوا كلمة لا إله إلا الله كلمةً للفجور بدلاً أن تكون كلمة التقوى والعروة الوثقى، إذ أباحوا لقائلها فعل أيِّ شيءٍ وعصموا دمه، حتى ولو كان منافقًا في الدرك الأسفل من النار، بل حتى ولو كان بلعام بن باعوراء أو مسيلمة الكذَّاب، لم يكتفوا بعصمة دماء المرتدين إذ قالوا: كيف تقتلون من قال لا إله إلا الله، بل ازدادوا في طغيانهم وازدادوا كذبًا وافتراءً على الله فقالوا بحرمة الدم العراقي، ووقَّعوا بذلك الاتفاقيات وعقدوا المواثيق وجعلوا عصمة الدم بالجنسية العراقية، فعصموا دم اليزيدي الذي يعبد الشيطان، والصابئي الذي يعبد الأوثان، وعصموا دم النصراني عابد الصلبان، وعصموا دم العلماني الكافر والشيوعي الملحد، عصموا دم الرافضي النجس القذر، عصموا دماء من يقاتلون في سبيل الطاغوت من الجيش والشُّرَط والصحوات، عصموا وحرَّموا دماء هؤلاء المجرمين، واستحلُّوا وأباحوا من العراقيين فقط دماء المجاهدين الموحِّدين (قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)، يقتلون الموحِّدين الذين يأمرون بالقسط من الناس، ويعصمون دماء الكفَّار الذين يعتدون على الأمة ويحاربون شريعة الله، فتبًّا لهم تبًّا وسحقًا سحقًا، بأيِّ شريعةٍ عصموا وحرَّموا دماء العراقيين واستثنوا منهم المجاهدين؟! (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).