تعجبني يا ( ابراهيم الحويطي ) أنت خير من صاحب الموضوع ( mmp ) وأفضل منه بكثير ، لأن كلامك يدل على معرفتك بمعنى الحدث عند الفقهاء كما أشرت إليه في عبارتك (كما ذكرت تغوط ) ولم يعجبني ترددك والتشكيك في وضوح الرواية بقولك ( لأسلم إليك ... من باب الجدل ) لأننا لا نتزاع في شيء غامض مختلف فيه ، فاللفظ واضح في اللغة بإرادة الحدث كفعل وليس ككلام ، وزاد وضوحه الجلي القرينة اللفظية الداخلية للحديث في آخره ( كما أحدث الثعلب ) فأي فائدة من التسليم الجدلي فيما هو حق ظاهر لا يعتاص بفهمه أحد ؟ . وهل آخر الرواية ( كما أحدث الثعلب ) يحتاج للتبرع بالتسليم الجدلي حول دلالتها على الفعل لا الكلام فيما احدثه الثعلب ؟! ، التسليم الجدلي لا يناسب ما هو متفق على وضوحه بلغة العرب !! إلا إن كنتم من غير العرب وتحتاجون لترجمان حتى نشرح لكم فهذا بحث آخر ؟!
2. أما سؤالك (هل ترى بأن رجل محرم في بيت الله يعذب حيوان كهذا أين الاحاديث لا يعذب بالنار الى الله ) وهو وإن كان خارجاً عن موضوع الحوار وسبب ردي على زميلك لكنني سأجيبك على العين والرأس أيها الرجل المحترم : فأقول :
كلامك يدل أنك تستبعد وقوع مثل هذه القصة ، وهو استبعاد لا محل له ، بل القصة موافقة لقوله تعالى ( ومن عاد فينتقم الله منه ) التي نزلت فيمن يصطاد وهو محرم ، اللهم إلا إذا كان محاوري لا يرى لله قدرة ولا انتقام ، فهذا حديث آخر .
2. ثم إن قول الله تعالى أصدق من قولك وهو يؤكد وقوع من ستقع منه معصية الصيد والتمادي فيها فقال جل وعلا :
( يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام )
ـ قوله ( ومن عاد ) بصيغة الماضي دال على التحقق في الخارج كما لا يخفى .
ـ وقوله ( فينتقم ) بصيغة المضارع التي تدل على الاستمرار في الانتقام أيضاً وهذا من قمم بلاغة القرآن وروائع أسلوبه وإشاراته اللغوية الإعجازية . فيا سبحان الله فوالله ما كان يخطر بروعي ولا جال بفكري حول هذه الآية إلا بعد رجوعي لجواب سؤالك وتمحص التحقيق في الرواية المذكورة التي أشارت لهذه الآية . والحمد لله على توفيقه .
فنعود للقول الآن :
من لا يتورع عن مخالفة القرآن – وحرمة الصيد في الحج الذي هو حكم مشهور لعامة الحجاج بل أغلب المسلمين ممن لم يحج - لا يتورع من مخالفة حديث النبي (ص) " لا يعذب بالنار الى الله " هذا إن كان سمع به وإلا أمثال هؤلاء الذين ليسوا أصحاب دين وفقه وتتبع لما قاله المصطفى (ص) .
وأما قولك ( ثم أن الرجل على كلامكم مسلم وأحرم للحج أو العمره كيف يفعل هذا وما هو المغزى من الروايه ) شطره تم جوابه .وأما مغزى الرواية فهي من الروايات التي جاءت لتأكيد انتقام الله ممن يصيد وهو محرم ، فذكر الإمام قصة ذلك الرجل الذي اصطاد الثعلب وعذبه فانتقم الله منه مصداقا لقوله تعالى في آية تحريم الصيد ( ومن عاد فينتقم الله منه ) . وهناك فوائد فقهية مستخرجة من الرواية ليس هاهنا مكان سردها . ففي ما تقدم كفاية .