بارك الله فيك
اخي الكريم
وها هي اجابة
مرجع شيعي منصف
على الأية
س :- سماحة الإمام الشيخ حسين المؤيد وجدت على الموقع الالكتروني لمرجع شيعي لبناني عُرف عنه الدعوة الى الوحدة الإسلامية و التقرب الى أهل السنة كلاماً يتنافى مع ذلك , ففي جوابه عن سؤال حول مصاحبة أبي بكر الصّديق رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الغار فضيلة لأبي بكر قال في الجواب انها لا تعتبر فضيلة في حد ذاتها . فما هو رأي سماحتكم ؟
و هذا رابط الصفحة للاستفتاء و جوابه في الموقع الإلكتروني لهذا المرجع :
س:
ظهر في الآونة الأخيرة من يقول بعدم وجود أبوكر مع الرسول(صلى الله عليه وآله) في الغار وأن الموجود ابن بكر أو ما شابه. من الذي كان مع النبي (صلى الله عليه وآله) في الغار هل هو أبابكر أو غيره؟ وهل يعتبر دلك فضيلة لأبى بكر ؟ 8/6/2005 10:39:05 am
ج:
هو ابو بكر بحسب التاريخ المتسالم عليه وليس ذلك فضيلة بحد ذاته.
تاريخ النشر:
9/8/2005 10:24:53 am
الجواب :- في هذا الجواب مغالطة و قفز على الحقائق لا بد أن يترفع عنه أهل العلم و التحقيق , فلا ينبغي التشكيك في أن صحبة ابي بكر الصّديق رضي الله عنه للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في هجرته مضافاً الى كونها شرفاً عظيماً فهي فضيلةٌ لا تنكر سواءً بلحاظ الآية الكريمة الواردة في ذلك , أو بلحاظ القضية نفسها .
أما بلحاظ الآية الكريمة فيكفي في بيان هذه الفضيلة :-
أولاً :- إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قد شرك معه أبا بكر رضي الله عنه في معية الله تعالى . فقال له : ( لا تحزن إن الله معنا ) و قد ذكر القرآن الكريم نص كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم من باب تصديق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما قاله . و بما أن هذه المعيّة هي معيّة حفظ و رعاية ربانية و هي لا تكون الا لمؤمن صادق الإيمان دلّت الآية على فضل أبي بكر رضي الله عنه سواءً في تزكية ايمانه أو في نيله شرف المشاركة في هذه المعية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , و لا يخفى على النبيه أن صيغة التعبير ( إن الله معنا ) فيها بيان لرفعة منزلة هذا الشريك و أنه ليسَ مجرد صاحب سفر أو طريق و انما هو رفيق درب في الرسالة و حركتها , فلم يقل صلى الله عليه وآله وسلم " سينجينا الله " أو " ان الله معي و سننجو " بل قال " إن الله معنا " .
ثانياً :- بناءً على أن قوله تعالى { و أيده بجنود لم تروها } هو عطف جملة على جملة و أن المراد به الإشارة الى واقعة بدر و ليس عطفاً على نفس واقعة الغار في مضامينها , فان الضمير في قوله تعالى { فانزل سكينته عليه } يعود الى ابي بكر رضي الله عنه فهو الذي تقتضيه المناسبة و لا يناسب عوده الى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان مطمئناً غير قلق , و الذي حزن و كان قلقاً هو ابو بكر الصّديق رضي الله عنه فأنزل الله سكينته عليه رفعاً لقلقه و حزنه . مضافاً الى القرينة التي ذكرها الفخر الرازي " ره " و هي انه لو كان المراد إنزال السكينة على رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم للزم من ذلك أن يكون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلقاً خائفاً قبل ذلك و لو كانت هذه حال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لما أمكنه أن يهديء روع أبي بكر رضي الله عنه و يقول له " لا تحزن " و هكذا يتضح أن السكينة نزلت على أبي بكر رضي الله عنه . و في تعبير الآية الكريمة ما يدلل على فضل أبي بكر رضي الله عنه من جهتين :-
الأولى :- استعمال لفظ " أنزل " و هذا يعني أنها سكينة خاصة أنزلت في هذهِ القضية و لهذا الشأن .
الثانية :- إضافة السكينة الى الله عز وجل فهي سكينة ربانية .
و هناك فرق بين أن تقول " أسكنه " و بين أن تقول " انزل السكينة عليه " فالأخيرة فيها فضل واضح لانها تستبطن عناية خاصة .
هذا بلحاظ الآية الكريمة , و أما بلحاظ القضية نفسها فانها تدلل على الفضل من جهات عديدة أبرزها :-
أولاً :- إختيار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأبي بكر رضي الله عنه دون غيره من صحابته لهذا السفر التاريخي في معناه و مضمونه و بما يمثله من نقلة نوعية في حركة الرسالة الإسلامية و ما له من دلالات حين يدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة المنورة مستصحباً أمام مستقبليه في المدينة و هو يفتح عهداً جديداً فيها .
فنحن نجد اختيارين مهمين لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حادثة الهجرة و هما إختياره لعليّ ابن ابي طالب عليه السلام لينام في فراشه و يكون درعه الواقي و يقف في مواجهة المشركين و ما قد ينجم عن إكتشافهم هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من ردود أفعالهم ثم لينجز وصاياهُ صلى الله عليه وآله وسلم بعدَ أن ينجيه الله تعالى من شرور المشركين بعد مبيته و ما يتلوه , و اختياره لأبي بكر رضي الله تعالى عنه ليكون صاحبه في هذه الهجرة التاريخية .
ثانياً :- دلالة هذا الإختيار على الدرجة العالية من الوثوق و الإنسجام و المودة و القرب .
ثالثاً :- في هذا الإختيار ابراز لشخصية ابي بكر رضي الله تعالى عنه والفاتٌ الى منزلته .
رابعا :- إستجابة أبي بكرٍ رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وآله وسلم و مرافقته في هذه الرحلة دون أن يعتذر بأي عذر و دون أن يسوق أي مبررٍ للتنصل و هو يعلم ما قد تنطوي عليه هذه الرحلة من مخاطر و أنه قد يكون هو شخصياً عرضةً لهذه المخاطر يدلل على عمق إيمانه رضي الله عنه و إستعداده للتضحية و مدى حبه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
و اعتقد أن أي دارس لهذه القضية لا يمكن إلا أن يخرج بنتيجة تدلل على أن هذه الصحبة هي فضيلة و منزلة هامة لأبي بكر الصّديق رضي الله تعالى عنه , وهي لم تكن مجرد صحبة طريق إقتضتها ظروف طارئة أو ما شاكل , و انما هي صحبة اختيرت بعناية و ان ابا بكر رضي الله تعالى عنه كان فيها رفيق درب رسالي في حركة الدعوة الإسلامية .
و قد حاول بعض من تنكب الانصاف الاتيان بتبريرات تخرج هذه الصحبة عن كونها منقبة و فضيلة , لكنها تبريرات سخيفة لا يقبلها المنطق السليم و لا تنسجم مع منطق طبيعة الأشياء .