العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-07-03, 03:42 AM   رقم المشاركة : 1
أحمــــد
عضو فضي






أحمــــد غير متصل

أحمــــد


دعوة العلماء والباحثين إلى ضرورة طرح التفصيل حال الإجابات

للشيخ صالح اللحيدان
دعوة العلماء والباحثين إلى ضرورة طرح التفصيل حال الإجابات

هناك فريق من الناس يدور بين قلة وكثرة لا يكادون يفرقون بين عامة من اختصوا بعلم ما أو رأي او نظرية. وهناك بالخصوص أناس قد يكونون على قدر جيد من الفطنة وسعة النظر لكنهم يضخمون جدا من يحسن إليهم بسبب جاه أو مال أو تأثير دفعه الى ان يواسي حاجتهم بحال من الحالات، هذه الفئة قد تكون سببا مروعا في حال انعدام مقياس العقل الحر الأمين ليصل من يشعرون تجاهه بمنة ما الى فوق مكانته خاصة العلمية الدقيقة، وليكون هو من باب آخر ضحية غرور وعيشة رديئة غرزت أطنابها بحكم ان فاقد الشيء لا يعطيه لولا ضجة السمعة والعقل المركزي والعقل المعيشي في آن وكل هذا ما مع سلف قوله مرض قد يخفى او هو خافٍ على كثير من الناس في مثل هذا الحين بسبب ضعف الوعي او بسبب انعدام الشعور بالمسؤولية او بسبب الكذب على النفس مع حيلها المستمرة ان فقه الواقع للغير وفقه الحياة بعامة يتطلبان ولا جرم مرونة حية واعية عالية القدر من النزاهة والامانة والصدق وحذق النظر، وذلك للتمييز بين ذوي الاختصاصات بصرف النظر عن السمعة او الكثرة أو الحضور، فهذا يتطلب قدرا من: الخوف من الله سبحانه وتعالى وشدة مراقبته وحذر الحيف أثناء الكلام عن هذا وذاك.


ولايعرف العلم ولا ذو الرأي ولا النظرية الا بعد طول صحبة مع بسط التبسط له وطرح الكلفة، وازالة الشك او ما من شأنه ان يجعل الموهوب مثلا يرتد الى نفسه قلقا جاءك الذئب جاءك ابنه مما يجعله يلزم الانطواء يترقب الله للأخذ بيده في لطف لطيف.

ولعل مما يدعو للائمة على كل حال هو عموم طرح المكرر ففي الانترنت والبريد الالكتروني مثلا، وفي غيرهما هناك تعجل، وهناك خلط، وهناك ضعف تصور وهناك بتر نعم، فالانترنت يفيد وذو نفع جيد فهو باب كبير مفتوح لكنه اذا لم يحسن استغلاله فقد تختلط الأوراق ويضيع الناس بين ذبذبة وذبذبة ونظر وآخر بعكسه.



ومن هنا كذلك فقد يتضاءل دور العلم الموهوب النزيه المتضلع الواعي تجاه هذه الاندفاعات من سيل عرم مما ذكرته آنفا من العجلة والتعجل، سوف هنا أبين حالات من وصف مقلق مرير يكثر نقاشه، وكثيرا ما وضَّحته لطلابي والدارسين علي ومن اشرف على رسائلهم أوأكون عضوا في مناقشة ما من النقاشات العلمية.
وهذه الحالات مقلقة جدا ومريرة جدا ومخيفة كذلك لأنها ينطلق منها السامع اذا كان فطنا وواعيا ان ليس الا الحفظ والتكرار وطرح الرأي المخالف اهمالا له للعجز عن فهم أو لحب الاختصار أو لترجيح رأي على رأي دون بسط لكل واحد منهما مع الدليل الصحيح والتعليل المقنع الكريم.



خذ مثلا:
هذا هو: الجواب.
هذه هي: الاجابة.
هذا هو: الراجح.
هذا هو: قول أهل العلم.
هذا هو: أصح الأقوال.
هذا هو: أصح القولين.
هذا: ما رآه الجمهور.
هذا: رأي العلماء.
هذا هو: الصواب.
إلخ.. إلخ.. من مثل ذلك.

ما هذا.. ايصح ان يكون الأمر كذلك في زمن توفر المطولات وتوفر عموم المعرفة وتوفر وسائل الاتصال الخاصة والعامة لنظر الاجابة عند غير هذا اذا لم يقنع بذاك، او هو قد اقتنع لكنه يريد.. مزيدا.. من التفصيل قد يشعر العالم بقلق ويشعر بخيبة ويشعر بضيق دائم فيما يسْأل من الآخرين عن اجابته او اجابات قيلت لم تشف لافتقارها للبسط مع دليله او تعليله خاصة، ومن يسأل او يسألون مثقفين او متعلمين يريدون دقة الاجابة وجلب الرأي الآخر، وبسطه مع الروافد من هنا وهناك، بل إن بعض طلاب العلم انفسهم يقلق اذا لم يبسط له القول والقول والثالث والرابع بسطا علميا مؤصلا مما يجعله يتردد فيضيق فيسكت، ثم هو يبحث بنفسه أيسأل عالما متمكنا، وفي الزوايا خبايا ليجد ما يريد شيئا فشيئا.









 
قديم 22-07-03, 03:43 AM   رقم المشاركة : 2
أحمــــد
عضو فضي






أحمــــد غير متصل

أحمــــد


لاشك ان بسط النظر في حال : الاجابة في مسألة فيها خلاف لابد ان يكون ثم يبين الراجح فيهما ويقول العالم بعد ذلك هذا رأيي حسب جهدي.



أو يقول العالم المسؤول هذا ما أراه حسب علمي أو يقول هذا ما ظهر لي حسب جهدي.
كلام : حر عاقل أمين ورع حكيم، وهو ما كنت ادعو اليه: العلماء، والباحثين والمحققين، والدارسين.
ذلك لأن القطع او حب القطع أو حب انهاء السؤال شائن يبقي في القلب غصة والعقل مرارة، كذلك نقل الي مرارا.



ولقد عاينت في القاهرة والاردن والمغرب والكويت في زيارات خاصة علمية ما موجبه بسط القول حتى إني لا اذكر على هامشه محاضرة لي عن: الطب النفسي/ بمستشفى «جمال ابو العزائم» بالقاهرة بمدينة نصر، ونقاش علمي مطول لي باتحاد المؤرخين العرب بالقاهرة بفندق «الإمداد والتموين» طريق المطار ان الحضور وهم صفوة علماء مسلمين ومعهم بعض ذوي الثقافة المحدودة حضروا للاستماع كانوا جميعهم يطربهم ويقنعهم جدا جدا البسط التام لا في «حال البحث» «وأوراق البحوث» بل في الاجابات الشخصية عبر الفندق من خلال الهاتف او الزيارة والسؤال الشخصي او الاسئلة اثناء درس في مسجد الفندق هناك مثلا:
ولا ريب ان تعميم الإجابات او إجمال الاجابة خاصة في مثل هذا الوقت لست اراه ولست ارتضيه لنفسي ولا لغيري من طلاب العلم فإن كان ولابد من هذا وذاك فكم يكون حسنا التذييل بمثل:
حسب علمي.
حسب جهدي.
حسب ما ظهر لي.




كلام فطن امين تقي ورع ما في ذلك شك، وسوف هنا اجلب كلاما جلبه قبلي الامام السيوطي في «تدريب الراوي» قد يكون له علاقة بما أطرحه هنا، وقد لا يكون، لكنه في الجملة كلام مهيب مهم له من المعاني ماله، وله من الدلالات ما له، وله من الحكمة ما له، اجلبه لنظره ودرسه وفرسه وغرسه لكن من بيان طرسه على حال نرسه يقول في ص 368/369/370: «النوع الحادي والستون معرفة الثقات والضعفاء هو من اجل الانواع، فيه يعرف الصحيح والضعيف، وفيه تصانيف كثيرة.




يعلق السيوطي على هذا الكلام من كلام النواوي يقول: «وجوز الجرح والتعديل صيانة للشريعة» وذبا عنها قال تعالى: «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا» وقال صلى الله عليه وسلم في التعديل: «ان عبد الله رجل صالح» وفي الجرح «بئس اخو العشيرة» وقال: «حتى متى ترعوون عن ذكر الفاجر. هتكوه يحذره الناس» وتكلم في الرجال جمع من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، واما قول صالح جزرة: أول من تكلم في الرجال شعبة ثم تبعه يحيى بن سعيد القطان ثم احمد وابن معين، فيعني انه اول من تصدى لذلك، وقد قال ابوبكر بن خلاد ليحيى بن سعيد: اما تخشى ان يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماك عند الله..؟ فقال: لأن يكونوا خصمائي احب اليَّ من ان يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقول: لِمَ لَمْ تذب الكذب عن حديثي».







 
قديم 22-07-03, 03:43 AM   رقم المشاركة : 3
أحمــــد
عضو فضي






أحمــــد غير متصل

أحمــــد


وقال ابو تراب النخثبي لاحمد بن حنبل: لا تغتب العلماء: فقال احمد ويحك هذا نصيحة ليس هذا غيبة» ثم قال: «ويجب على المتكلم فيه التثبت» يقول السيوطي على كلام النواوي هذا: «فقد قال ابن دقيق العيد: أعراض المسلمين حفرة من النار وقف على شفيرها طائفتان من الناس إلخ.. ومع ذلك «فقد اخطأ غير واحد» من الأئمة «بجرحهم لبعض الثقات «بما لا يجرح» الخ.




قال ابن لحيدان: وتفصيل احكام الشريعة وتفصيل الاجابات للسائل مع بسط الدليل ودرجته والتعليل وسلامته لهو من اجل الامور اللازم طرحها خاصة اذا كان في المسألة اكثر من نظر، وقول يحتاج الامر فيهما الى ايراده، وما وقع الخلل في العصور التالية الا بسبب البتر او الاقتصار بدون موجب، وهذا كله يدعو مع الزمن الى اللجوء الى: «ضعف الاجتهاد» وتوقف العقل وتفرد النظر مما يكسب العلم صبغة الانحسار شيئا فشيئا، والركون الى مجرد الانشاء والسرد وترديد الحفظ وتكراره وذهاب موهبة التجديد حينا بعد حين، وبسط الاجابة مع ضوابطها بعقل وحكمة وسداد وتأن وفهم جيد مكين يدعو السائل نفسه الى ان يعي حقيقة علم الشريعة وعظم بطانها وسعة مدركها وموهبة علمائها، وتجرد طرح العلماء عبر القرون خاصة مع تفتح الناس ومضايقة الفكر الوافد لحقيقة نص الخطاب، وسوء فهم كثير من المثقفين المقلدين لخطاب المادة في هذا الحين وتعالم المثقف وتشنجه ودعواه الاستاذية بطرق وطرق مع ما يحوم حول هذا من أمراض نفسية وتضايق من حال النفس بسبب رداءة التلقي في البيت او الصحبة حال سفر او قراءة ما ينشده البعض من حب للشهرة، حتى ولو دعاه هذا الى الوشاية والذم والحسد، وابين هنا امرا لعله يفطن له العلماء والباحثون البررة فقد جاء في «جامع الاصول في احاديث الرسول» صلى الله عليه وسلم ج1 من ص 39 حتى ص 185 نشر مكتبة الحلواني ومطبعة الملاح ومكتبة دار البيان قال الامام مجد الدين ابي السعادات المبارك بن محمد: بن الاثير الجزري: «وكان اعتمادهم اولا على الحفظ والضبط في القلوب والخواطر «1» غير ملتفتين الى ما يكتبونه ولا معولين على ما يسطرونه محافظة على هذا العلم كحفظهم كتاب الله عز وجل «2».




ثم هو يقول ببيان حي لا يريم: «فلما انتشر الاسلام اتسعت البلاد وتفرقت الصحابة، في الاقطار وكثرت الفتوح ومات معظم الصحابة وتفرق اصحابهم واتباعهم «3» وقل الضبط احتاج العلماء الى تدوين الحديث وتقييده بالكتابة ولعمري انها الاصل، فإن الخاطر يغفل والذهن يغيب، والذكر يهمل والقلم يحفظ ولا ينسى«4».







 
قديم 22-07-03, 03:44 AM   رقم المشاركة : 4
أحمــــد
عضو فضي






أحمــــد غير متصل

أحمــــد


وقال من كلام بليغ يحتاجه كذلك اهل الثقافة والادب والتحليل النقدي، ومن يشتغل بالسير والتاريخ بعامة، وتحضير وتحقيق ونظر الآثار والمسائل يقول في ص 36: «الا ان من اصول فروض الكفايات علم احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وآثار اصحابه رضي الله تعالى عنهم التي هي ثاني ادلة الاحكام «5» ومعرفتها امر شريف وشأن جليل، لا يحيط به الا من هذَّب نفسه بمتابعة اوامر الشرع ونواهيه، وازال الزيغ عن قلبه ولسانه. وله اصول وقواعد واوضاع واصطلاحات ذكرها العلماء وشرحها المحدثون والفقهاء يحتاج طالبه الى معرفتها، والوقوف عليها بعد تقديم معرفة اللغة والاعراب اللذين هما اصل لمعرفة الحديث لورود الشريعة المطهرة بلسان العرب.




ثم هو يقول: «وتلك أشياء»:
كالعلم بالرجال واساميهم وانسابهم وأعمارهم ووقت وفياتهم، والعلم بصفات الرواة وشرائطهم التي تجوز معها قبول روايتهم والعلم بمستند الرواة وكيفية اخذهم الحديث وتقسيم طرقه.
والعلم بلفظ الرواة وايرادهم ما سمعوه وايصاله إلى من يأخذه عنهم «6» وذكر مراتبه، والعلم بجواز نقل الحديث بالمعنى، ورواية بعضه والزيادة فيه والاضافة اليه ما ليس منه «7» وانفراد الثقة بزيادة فيه والعلم بالمرسل وانقسامه الى: المنقطع والموقوف والمعضل وغير ذلك، واختلاف الناس في قبوله ورده والعلم بالجرح والتعديل وجوازهما ووقوعهما وبيان طبقات المجروحين والعلم بأقسام الصحيح من الحديث والكاذب وانقسام الخبر اليهما والى الغريب والحسن وغيرهما والعلم بأخبار التواتر والآحاد والناسخ والمنسوخ ويورد كذلك: «فمن اتقنها اتى دار هذا العلم من بابها واحاط بها من جميع جهاتها، وبقدر ما يفوته منها تنزل عن الغاية درجته» «8».







--------------------------------------------------------------------------------


الحاشية:
(1) وهذا اول مراحل الموهبة الثابتة.
(2) يعني الصحابة وكبار علماء هذه الامة من التابعين ابان القرون الثلاثة المفضلة فهم جمعوا بين:
الحفظ.
الفهم.
الإضافات العلمية.
تفصيل الاجابات بنص سالم من العارض.
(3) لكن العلم باق، والاضافات في النص لم تزل فهذا يكون في كل حين وحين لكن الهمة قد تفوت والموهبة قد تحرف، «والحفظ» اما الحفظ فما اقله.
(4) والتقوى يكون بسيسها كذلك: الحفظ والفهم والتجديد قال سبحانه: «واتقوا الله ويعلمكم الله».
(5) يقصد كذلك فقه الحديث بفقه الحوادث المستجدة والتفصيل حال النظر والتحقيق والاستخلاص.
(6) يريد انه لابد من التفصيل والبسط وذكر كل حال مما ورد عن كبار العلماء خلال القرون السالفة العظيمة من الآثار وما تدل عليه من معنى وحكم ودلالة.
(7) وهذا هو الاجتهاد والإضافات العلمية وهي: «فقه النص» والاضافة عليه بمزيد من النظر الحكيم الجديد خاصة في مثل هذا العصر عصر التجدد وتتالي المستجدات بين كل فترة وفترة 1، 2.
(8) عد إن شئت إلى اول المقال بتأن ودقة، او كتابي : «النقد العلمي لمنهج المحققين على كتب التراث».
(9) «الجرح للرواة» يجب ألا يتوسع فيه ابدا ويجب ألا يقوله الا عالم تقي ورع عالم بما يقول ويكون الجرح بقدر «جرح» الرواية لا ذات الراوي. وعد الى «كتب تراجم الرجال بين الجرح والتعديل» ج1/ج2/ج3. ط1 «دار طويق» ط2 «دار الوطن».







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:55 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "